الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واقع جمعيات المجتمع المدني بأسني

محمد بويكضارن

2014 / 12 / 14
المجتمع المدني


مقال بعنوان واقع جمعيات المجتمع المدني بأسني وفق المنهجية الجامعية
واقع جمعيات المجتمع المدني بأسني
مقدمة :
تعتبر الحركة الجمعوية اليوم عنصرا فاعلا ومساها أساسيا في العمل على تطور المجتمع و تحقيق التنمية الديمقراطية والتنمية المستدامة
حيث سجل خلال السنوات الأخيرة حضور قوي للجمعيات كما ( حيث أصبحت المدن و القرى تعرف حركة مدنية تروم توحيد الجهود وتنسيق الأعمال لصالح الساكنة أو فئات معينة)و نوعا (ظهور أنواع من الجمعيات متخصصة في المجالات الحقوقية و الثقافية و اللغوية التنموية التربوية الرياضية و البيئية و الاجتماعية )
و حركات المجتمع المدني هذه أسست لآليات العمل الجماعي التطوعي و التضامني
وعلى غرار ما هو حاصل في عموم مملكتنا يسجل في منطقة أسني حيث ظهرت جمعيات تروم تحقيق أهداف تنموية بأشكالها وأنواعها المختلفة غير أن بعض هذه الجمعيات أو بالأحرى رؤساء هذه المؤسسات المدنية غالبا ما ينحرفون لخرقهم القانون الأساسي لجمعياتهم إما بممارسة أعمال ذات طابع ولون سياسي تارة و إما باتخاذ قرارات انفرادية ذات مصلحة شخصية تارة أخرى بل البعض منهم هدفه الأساسي يرمي الى زعزعة استقرار جمعيات أخرى ذات توجه تنموي محض بوضع عراقيل ومطبات بهدف كسر جهود أشخاص لهم غيرة حقيقة على وضع البلاد والعباد
فما المقصود بالمجتمع المدني وأين تتجلى نقاط قوة ونقاط ضعف منظمات المجتمع المدني
وأين يتمثل السلوك الشاذ و المنحرف بعض رؤساء الجمعيات التي تشتغل في الدائرة الترابية لجماعة أسني
تقتضي الضرورة المنهجية للإجابة على هذه الأسئلة تقسيم عناصر المقال الى مطلبين وذلك على الشكل التالي
المطلب الأول مفهوم المجتمع المدني وعناصر دينامية المجتمع المدني بالمغرب
الفقرة الاولى مفهوم المجتمع المدني
يعرف الباحثون المجتمع المدني بأنه مجموعة من المؤسسات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية المستقلة عن السلطة الحاكمة هدفه السعي نحو تلبية المطالب المحلية للنخبة المكونة للمجتمع
وعرفه البعض كذلك على أنه تعبير عن مطالب الفرق المكونة للتجمع
من خلال تحليل هذين التعريفين يتبين أن المجتمع المدني كمفهوم له معنيين معنى و اسع و معنى ضيق
المعنى الواسع
يمكن تعريف المجتمع المدني حسب معناه الواسع بمجموعة من الأجهزة و الهياكل الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية المستقلة –المعنى العضوي-عن السلطة الحاكمة
حسب هذا التعريف يتضح أن للمجتمع المدني معنى أوسع بكثير عكس ما يظنه البعض الذي يقصر تعريف المجتمع المدني في الهيات المدنية ذات الطابع الاجتماعي و الاقتصادي دون الاشارة الى الهيات السياسية لسببين هما
أولا مفهوم الهيات السياسية مفهوم واسع اذ يمكن ان يشمل الأحزاب السياسية الى جانب الجمعيات ذات التوجه السياسي و الجمعيات الحقوقية اذ أن غاية الاحزاب السياسية بالدرجة الاولى هي الوصول الى السلطة ما يخرجها من دائرة هذه الهيات حسب التعريف الوارد أعلاه
ثانيا كون المشرع المغربي في قانون الحريات العامة لسنة 1958 ميز بين الهيأتين من حيث اجراءات التأسيس ولو كان ذلك بشكل نسبي مما جعل فكرة الفصل بينهما مترسخة لدى الكثيرين وهذا خطأ شائع
والأمر الثاني هو استقلالية هذه المؤسسات عن السلطة الحاكمة وهو شرط أساسي والاستقلال يعني الاستقلال من الناحية الادارية و الجانب المالي اذ لا يمكن تصور استقلال مطلق لهذه الهيات بدون الحرية في تصريف شؤونها وفق الكيفية و الطريقة التي تختارها
المعنى الضيق
يتمثل المجتمع المدني بمفهومه الضيق في النشاط الذي تسعى وتنشد هذه المنظمات تحقيقه والذي يكمن في تليبة مطالب المجموعة المكونة للمؤسسة ويصطلح عليه أيضا المعنى الوظيفي غير أن هذه المطالب بعيدة كل البعد عن نشود السلطة
الادوار الدستورية للمجتمع المدني في اطار دستور المملكة لسنة 2011
الفقرة الثانية عناصر دينامية المجتمع المدني بالمغرب
عناصر قوة المجتمع المدني
1. التوسع الكمي لخريطة النسيج الجمعوي المغربي سواء على المستوى الجغرافي أو المجالي
2. التنوع القطاعي و الموضوعاتي حيث أصبحت مجالات العمل تعرف تنوعا يكاد يغطي جل مناحي حياة المواطنين
3. التطوع كروح العمل الجمعوي
4. الالتزام من أجل الصمود في مواجهة كل أشكال التضييق
-عناصر الضعف
1. ضعف الموارد المالية و البشرية ومحدودية بنيات الاستقبال و المقرات الإدارية وانعدامها لدى الكثير من مكونات النسيج الجمعوي
2. ضعف التكوين و التأطير مما حد من إدماج فئات واسعة في الشأن الجمعوي المدني
المطلب الثاني واقع جمعيات المجتمع المدني في أسني
يسعى بعض الفاعلين الجمعويين في منطقة أسني اما الى تحقيق أهداف شخصية محضة تحت عباءة وستارالعمل الجمعوي ضاربين الأصول التي يقوم عليها هذا العمل بعرض الحائط لأنه اذا كان العمل الجمعوي في حقيقة الأمر يهدف الى تحقيق التنمية عن طريق التطوع الذي يعتبر روح هذا العمل فانه في منطقة أسني يعتبر- لدى بعض المرضى النفسيين –الحصول على الدعم (ليس من أجل تنفيذ المشاريع )بل من أجل الاغتناء و الاثراء الشخصي على حساب الفئة المحتضنة
وهذا الأمر خطير للغاية لتعلقه بالمال العام فما كان يعتبر وسيلة (الدعم المادي)أضحى غاية في نفوس الجاهلين بأساسيات العمل الجمعوي ومن هذا المنطلق ندعوا الى ضرورة التشديد في شروط منح الدعم المالي من طرف السلطات المختصة حتى لاتقع في أيدي غير أمينة اضافة الى تقوية الجانب المتعلق بالمحاسبة لضمان أفضل و أجود لعنصري الشفافية و النزاهة
حيث نسجل في هذا الباب سلوكا اخر لذوي الأفكار النيرة في هذا المجال مغزاه تأسيس نوادي أو تشكيل لجان حيثما رأوا أن هناك إمكانية لحصد الدراهم من جيوب المسئولين على القطاع وبالتالي فالمجتمع المدني غدا وسيلة للاستثمار
ما يجعل هدف جمعيات المجتمع المدني النبيلة المتمثل في الانتقال من مستوى المطالب و الرهانات الى مستوى الشريك الاستراتيجي في تحديث وتنمية المجتمع أمرا غاية في الصعوبة لكون هذه القلة القليلة من الأشخاص تكسر جهود النخبة بتصرفاتها اللا مسؤولة
وهناك نوع ثان يسعى الى تحقيق اهداف سياسية ضيقة ومحدودة الافق تحت مضلة العمل الجمعوي وأول مؤاخذة يمكن تسجيلها بخصوص هذه الفئة هو انعدام التجربة السياسية لديها مقارنة مع من شاخوا في هذا المجال
إذ يتعين على السلطات لا سيما الممثلة للسلطة (المعينة من المركز) التصدي لمثل هذه الأمور من خلال تطبيق الإجراءات المتعارف عليها في هذا الباب (الدعوة الى حل مثل هذه الجمعيات لمخالفتها ما ضمنته ضمن قوانينها الأساسية )
ففي ظل هذه الظروف كيف يمكن للمجتمع المدني أن يكون قوة اقتراحية وتعبوية أساسية وكيف يمكن بلورة آليات للتنسيق و التشاور وكيف يمكن توحيد جهود الحركة الجمعوية بمختلف تخصصاتها وتنوعها
وهل بإمكان هذه الفئة المشاركة في بناء قيم المواطنة الحقة وحقوق الإنسان نحو تعزيز أفق جديد لمغرب الديمقراطية و التنمية و التضامن
وهل يا ترى هذه الفئة الضالة مقتنعة باستقلالية الجمعيات المدنية عن الدولة وعن الأحزاب السياسية وعن المانحين و الممولين
وهل يمكن إدراج جهود هؤلاء ضمن عناصر الرأسمال اللامادي مع العلم أن هذا الأمر إكبار لهم لدناءة أفعالهم
وهناك الكثير من الأسئلة التي تبقى معلقة دون جواب وتحتاج منا الى التأمل الدقيق و التفكير العميق لصبر أغوارها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل


.. غزة.. ماذا بعد؟| القادة العسكريون يراكمون الضغوط على نتنياهو




.. احتجاجات متنافسة في الجامعات الأميركية..طلاب مؤيدون لفلسطين


.. السودان.. طوابير من النازحين في انتظار المساعدات بولاية القض




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بعقد صفقة تبا