الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بين النقد المنطقي و بين الإبتذال و الإسفاف
كمال بالمقدم
2014 / 12 / 14العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هذا الـــموضوع محاولة بسيطة لتلسيط الضوء على تصرفات بعض ممن ينتمون للتيار الإلحــــادي و اللاديني بشكل عام و لتكن وقفة تتسم بالعقلانية بدلا من التعصب و الكراهية التي تقود إلى حكم سيء و متطرف على الأمـــور .!!ان اكون لاديني هذا يعني بالتأكيد أنني لا أتفق مع الاسلام و المسلمين في الكثير من الأمور لكن : هل يجعلني هذا أتصرف كالمجنون و ألقي بالشتائم على الاسلام يمنة و يسرة أو يجعلني أبدو كمناهض و معادي للاسلام و المسلمين ..؟!
بالتأكيد .. لا .!!
هناكـ خيط رفيع جدا بين النقد المنطقي و بين الإبتذال و الإسفاف ..هناك فرق واضح بين إبداء الرأي و بين الكراهية الموجهة .. إن ما يحصل من بعض الملحدين و اللادينين الجدد يدل على عدم نضوج و عدم تقدير صحيح للأمور ... إذا كنت تعتقد أنك تركت الدين من أجل أن لا تصنف البشر و تقوم بكراهيتهم بسبب أن دينهم مختلف فهذا يعني أنك فشلت و كأنك الآن لا زلت في نقطة البداية و لم تتحرك شبرا واحدا .. لماذا ؟ لأنك لا زلت تكره البشر حسب أديانهم .. و في هذه الحالة أعني المسلمين ... مثلا لنأخذ هذا الشخص كنموذج :
مصري متطرف له مقاطع على اليوتيوب يقوم بتقطيع القرآن و إحراقه و رمـــيه في القمامة ؟ هذا الشخص أصبح رمزا للعديد من الملحدين و اللادينيين الجدد و هو في الواقع ليس أكثر من شخص متطرف ليس لديه ما يـــقدمه سوى السباب و الشتائم و تمرير بعض الأفكار النازية و المتطرفة تحت غطاء اللادينية و الالحاد .. و الذي يعترف في مقاطعه بأنها موجهة لأصحاب التعليم السيء و البسطاء ... ماذا يفسر كل القبول الذي حصل عليه هذا الرجل .!! إنه يفسر الحالة الثقافية و الفكرية المتواضعة لفئة الملحدين و اللادينيين في آواخر السنوات ... إن كان كل ما لدى التيار اللاديني العربي هو تمزيق المصحف و رميه في القمامة فماذا نتوقع من تيار كهذا ؟!
إن كنت مسلم سابق فلماذا الكراهية و العنصرية إتجاه الاسلام و المسلمين ؟ الكراهية ناتجة عن جهل تام بـ كيف من المفترض أن ننظر للاسلام و نفهمه ؟ مثلا هناك من يعتقد بأن الاسلام دين شيطاني و من يعتقد بأن محمد شرير و أن القرآن كتاب وحشي و دموي إلخ ..!!
هذه قراءة سطحية جدا لا تتسم بأي عمق و هذا ما يقع فيه الكثر من اللادينيين .. إن القراءة المثلى للاسلام تكون في إطار زمانه و مكانه و عدم تحمليه أكثر مما يحتمل و النظر إليه بدون إسقاط مفاهيم البشرية الحديثة عليه .!
لنأحذ كارل ساجان على سبيل المثال .. كان من ألمع العلماء على الاطلاق و لم يكن معتنق لأي دين زار الكثير من بقاع العالم و شاهد الكثير من الأديان و الطقوس الغريبة و المختلفة .. إلخ .! و رغم مكانته العلمية و غرابة هذه الطقوس و غير منطقيتها بالنسبة له .. فإن هذا لم يجعله يتحول لمهرج يتسلى بإبتكار الشتائم .. أو متطرف ناقم .. أو ناشر للكراهية و محرض عليها ... بل جعله [ متفهم ] ... هذه هي الكلمة التي تختزل ملايين المعاني .
مثل هذه الأمثلة هي التي يجب أن ننظر إليها و نتعلم منها ... إن نقد الاسلام و إبداء الرأي فيه و في تشريعاته و أحكامه لا يعني العنصرية ضدا لمسلمين أو سب دينهم و رسولهم و كتابهم .. مع حرية النقد العقلاني و المتسامح ... لكن ضد التعصب و التطرف و الكراهية ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله
.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط
.. 102-Al-Baqarah
.. 103-Al-Baqarah
.. 104-Al-Baqarah