الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحمد لله على نعمة الاسلام ... فضيحة الأله نينساه

حسنين السراج

2014 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين نذكر الأله نينساه (niensah) أله القدرة المطلقة لدى أحد الشعوب القديمة ويتكون اسمه من مقطعين حسب لغة ذلك الشعب وهي (نين) وتعني أله و(ساه) وتعني المطلق ... حين نذكر هذا الأله لا بد ان نذكر الملك أيسور (esor) لأن لهذا الملك قصة مثيرة للأهتمام مع هذا الاله الذي كان يؤمن به وبقدرته المطلقة

تقول القصة ان الملك أيسور أبلغ عائلته وحاشيته ومساعديه أن الاله نينساه طلب منه أن يغرق أبنته في النهر ولا يملك ألا طاعة الاله والغريب أن ابنته وافقت على ذلك دون تردد حين علمت انه طلبا من الاله نينساه ... توجه الملك الى النهر وتجمع عامة الناس لمشاهدته وهو يغرق أبنته أمتثالا لأوامر الاله نينساه ... فنظر الملك الى ابنته وهي واقفة قربه تنتظر أن ينفذ فيها حكم الأله نينساه ... نزلت الدموع من عيناهما ووقف الملك كثيرا ينظر لابنته ويحتضنها وفي النهاية لم يكن منه الا ان نفذ ما يظن انه رغبة الأله ودفع أبنته الى النهر فجرفها النهر بتياره الجارف الى ان تلاشت عن الانظار وعاد ومعه حاشيته وسط ذهول العامة لا يلوي على شيء ... في الصباح التالي كانت المفاجأة عادت ابنته بصحبه مجموعة من الصيادين قاموا بأنقاذها من الغرق بأعجوبة بعد ان وجدوها ممددة على الجرف تلفظ أنفاسها الاخيرة ... فرح الملك جدا وشعر ان عودة أبنته اشارة الى ان الاله نينساه كان يختبر مدى طاعته فكافأه بان أعاد أليه ابنته وولية عهده ( أنتهت القصة)

حين أطلعت على هذه القصة شعرت بنعمة الاسلام ... فلا أدري اي عقل هذا الذي يؤمن ان اله طلب منه ان يقتل أبنته ... يقول القران الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن يقتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا) ... صدق الله العظيم ... ألم يفكر هذا الملك ولو للحظة ان قتله لابنته بدون ذنب أمر يخالق الفطرة ... يقول القران الكريم ... بسم الله الرحمن الرحيم ( ولا تلقوا بأنفسكم الى التهلكة )... صدق الله العظيم ... ألم تفكر أبنته ولو للحظة ان ما ينوي أبيها فعله عمل عبثي وان قبولها بالتضحية بنفسها أمر مخالف للفطرة ؟؟؟

أين كانت عقول الناس وهي تسير خلف خيالات وهلاوس ما أنزل الله بها من سلطان ؟؟؟ الحمد لله على نعمة الاسلام

لنتوقف عن الدجل والكذب فكل ما سبق هو قصة ملفقة ومن وحي خيال كاتب السطور لا واقع لها ابدا وأسم الاله نينساه هو اسمي باللغة الأنكليزية مقلوبا والملك أيسور هو اسم قطتي باللغة الأنكليزية مقلوبا
القصة السابقة هي اسقاط لقصة النبي ابراهيم وابنه أسماعيل الذبيح على شخصيات وهمية ...من السهل على الانسان ان يكون عقلاني ومنطقي حين يتعلق الموضوع بمقدسات لا تعنيه بل تعني غيره لكن من الصعب جدا ان يكون منطقي وعقلاني مع مقدساته فاركان القصة سالفة الذكر هي أركان قصة النبي أبراهيم وابنه اسماعيل الذبيح مع تغيير الاسماء فقط .

لو حدثت احد الاسلاميين المتحمسين عن هذه القصة بالاسماء المستعارة سيعمل عقله بمنطقية وبعقلانية منقطعة النظير لكن حين تذكره بشبه القصة بل مطابقتها لقصة النبي ابراهيم سيفارق العقلانية وسيعود الى برمجة التفسيرات المبهمة والغامضة التي تحمل خلفها حكمة الله وسيتحول القاء الملك بابنته الى التهلكة الى طاعة النبي ابراهيم وتفانيه في سبيل الله وهكذا دواليك .

الدين بالنسبة لي مرادف للضمير حقيقة وليس مجازا بمعنى أذا كان هناك من شيء يستحق التقديس والوقوف أمامه بأجلال فهو الضمير ... كيف ساختبر نفسي اني صادق فيما اقول ؟؟؟ هنا تسكب العبرات فالامر بحاجة الى تجريد كامل من العواطف والمقدسات المكتسبة

كانسان أجد نفسي أنسان ظني بمعنى الكلمة ( لا أجزم بصحة شيء نظري ولا اجزم بعدم صحته) واقصد بالنظري تحديدا الاديان والعلم النظري الغير مثبت على ارض الواقع فكلاهما عندي في مكان واحد هو الظن في صحتهما أو عدم صحتهما مع مراعاة ان لكلا منهما مكانه المختلف عن الاخرفي ارض الواقع ... كل شيء وارد وكل الاحتمالات مفتوحة والثابت الوحيد هو نسبية كل شيء .

حين نقف أمام قصة النبي أبراهيم وأقدامه على ذبح أبنه لأنه حلم أنه يذبحه ويعتقد أن حلمه أمر من الله فسنقف امام العديد من الاحتمالات منها :

- ان الله فعلا أوحى لابراهيم عن طريق الرؤيا ان يذبح أبنه
- ان ابراهيم حلم انه يذبح ابنه واشتبه ان هذا الحلم امر من الله

لو كان الله فعلا امر ابراهيم ان يذبح ابنه لماذا لم يناقش ابراهيم الله ويقول له يا ألهي لماذا اذبح ابني والقتل حرام حسب شريعتك ولماذا تضعني في هذا الموقف الصعب وكيف لي ان اقدم على ذبح ابني وهو قطعة مني ؟؟؟
وسؤال اخر يطرح نفسه كيف وافق أسماعيل ان يذبح بكل بساطة دون ان يعرف السبب والمغزى ؟؟؟
السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة هل هو أختبار للطاعة العمياء ؟؟؟
أذا كان كذلك فقد حصل ابراهيم على درجة كاملة في الاختبار دون منازع

ماذا لو كان الاختبار للضمير وليس للطاعة ؟؟؟

ماذا لو كان الله يختبر مدى التزام أبراهيم بوجدانه وضميره ؟؟؟ ماذا لو كان الله يريد من ابراهيم ان يعترض ولا يذبح أبنه لانه يختبر ضميره وليس طاعته ؟؟؟ هل يريد الله جيشا من اصحاب الضمير الأعمى الذين يطيعون اي أمر عسكري ألهي دون نقاش أم يريد ضمائر حية تعترض حتى عليه لو تضاربت أوامره مع الضمير ؟؟؟

ماذا لو كان الله يختبر الخضر وليس موسى في قتله للطفل ؟؟؟ ماذا لو كان هناك تواطؤ بين الله وموسى على الخضر لأختبار طاعته العمياء وضميره ؟؟؟ لا اعتقد ان كلمة أختبار تعني ان ابلغك أنك في هذه اللحظة في اختبار ... يحتاج الأمر أحيانا الى بعض التظليل لتتضح حقيقة أختيارك الحر ... الخضر قتل طفل بلا ذنب ولك ان تتخيل منظر رجل ذو لحية ويبدو عليه الحكمة يمسك طفل صغير ويقتله بسكين او خنقا ويتحجج بحجة ان هذا الطفل سيصبح مجرم ... ماذا لو كان على الخضر ان يعترض على هذه الفكرة ويقول لا يجوز القصاص قبل الجناية ؟؟؟ ماذا لو كان موسى يعلم ان الخضر يمر باختبار والامر ليس كما يبدو ؟؟؟

كل شيء وارد فقد يكون ابراهيم والخضر فعلوا ما يريده الله فعلا ليثبت وجهة نظره وهذا أمر محبط جدا فكم هو امر محبط ان تكتشف ان الله يختبر طاعة الناس وليس ضمائرهم ... يا للاحباط ... وقد يكون الله يختبرهم أختبار عكسي اي انهم اطاعوا من حيث عصوا وكان عليهم أن يعصوا الأمر الالهي ليكونوا جديرين بالاحترام الألهي ... قد يقول قائل لو كان هذا صحيح لبينت النصوص الدينية ذلك ... أقول ليس بالضرورة فقد يكون الاختبار ساري المفعول ...
حين يتقاطع الضمير مع النص السماوي فسأختار الضمير دون تردد ودون تفكير وقد يكون هذا ما يريده الله (الأستنكار والرفض لكل فعل خالي من الضمير حتى لو كان محاط بهالة من القدسية)

لا ادري ما هي الحكمة حين يطلب الله المطلق من نبيه ان يذبح ابنه وما هي العقلية التي تستجيب لهكذا طلب دون تفكير ودون تردد ولو للحظة ؟؟؟

ما يحزنني في كل هذه القصة هو الكبش المسكين الذي ذهب ضحية أختبار لا ناقة له فيه ولا جمل وبسبب ذلك الاختبار وهذه السنة يذهب ملايين الخراف ضحية سنويا في موسم الحج
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا خلق الله طعام الأنسان له مشاعر وعواطف ويساق الى الموت على يد الراعي الذي وثق فيه طوال عمره مع ان الله كامل القدرة يستطيع ان يخلق لحم على شكل ثمار مثلا بما انه قادر على كل شيء
على كل حال شخصيا ارتحت من هذه المشكلة وتحولت الى نباتي فلا طاقة لي على تحمل دماء تهدر لأشبع ... فكرة مؤلمة ومرهقة ان تأكل طعام كان قبل ساعات يشعر بالحياة ... لا يحتاج الموضوع الى عبقري ليجيب فالقوي ياكل الضعيف وكفى .
ديني هو الضمير وهو فوق كل شيء ويستحق التقديس والوقوف امامه بخضوع ويستحق كل لحظات التأمل ويستحق حتى التسبيح

ليس المهم ان تكون مؤمن او تكون ملحد او تكون لا ديني او تكون لاادري لتكون صاحب ضمير

قد يثبت لأحد المتدينين الذين يعبدون الله تملقا وتجارة ... وبحثا عن الجنة وخوفا من النار عدم وجود الله فلا تستبعد ان يسرق ويقتل لانه كان يمتنع عن ظلم الاخرين خوفا وطمعا لا اكثر ... وهذه حقيقة حدثت امامي مرة حين كنت جالسا في مكتبة احد الاصدقاء في شارع المتنبي فطرحنا السؤال التالي ... ماذا لو كانت السرقة حلال ؟؟؟ فاجاب شخص متدين كان يحمل في يده مسبحة ( والله العظيم جان قفصت على ثلاث أرباع الناس) لو ألحد هذا سيشكل خطر على المجتمع .
الضمير خير ما يستحق ان يفني الانسان عمره لاجله مهما كانت الحقيقة بعد الموت ... العدم ... الحياة الاخرى على اختلاف اشكالها ... ليس مهم فالعيش بضمير والتفكير وفق معيار الضمير سيجلب لك أرتياح دنيوي وقد يجلب لك بقاء أبدي نوراني من يعلم ؟؟؟ كل الاحتمالات مفتوحة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام منتهي الصلاحيه
محمد الشوربجي ( 2014 / 12 / 15 - 17:19 )
بداية موفقه للمقال.
الأسلام بمعتدليه وداعشييه هو منتهي الصلاحيه (دريابسكا) وهذة الترجمه بالأنكليزي مقلوبا لكلمة منتهي الصلاحيه(مزحه :)
هذا الموجود الان ليس اسلاما بل هو اكوام من الزباله وقطع غيار وعُدْدْ ميكانيكيه لتركيب وتعديل واصلاح تراث اجرامي ملئ بالقذارة والاغتصاب والأعتداء على ممتلكات الغير, ملئ بالتعذيب والقهر والعنصريه, ملئ بكل ما هو ردئ وممل ومثير للكآبه والغثيان. وهذا ينطبق بالتأكيد على الديانات الابراهيميه الأخرى.


2 - روعة حقا
بشارة ( 2014 / 12 / 16 - 14:01 )
جميل, استاذ حسنين, هذا الطرح بالاضافة الى انه مدعاة للتأمل والتفكر
مع انك تقدم قصة ابراهيم وفق النسخة الاسلامية (اسماعيل بدل اسحاق) لكن بالمجمل القصتان متطابقتان
حسناً , نحن لا نعلم ان كانت القصة هي حقا تاريخية ام انها ميثولوجية رمزية وحسب
.
لو كانت حقيقية فالارجح ان الله اراد اختبار ضمير النبي ابراهيم بينما ابراهيم اقدم على الفعل ليتأكد ان كان الذي امره هو الله او ابليس, فان كان الله فلا يمكن ان يقبل بذبح طفل بريء وبامر منه, بينما ابليس موصوف بالكتاب انه - قتّال منذ البدء - فهو ذهب ضامرا امتحان هذا الذي ظهر في الحلم الرؤية, فان كان الله العالم بكل شيء فقد علم ان ابراهيم ليس مجرما وان ضميره غلب الطاعة العمياء (وان العقل غلب النقل) وان كان ابليس فلن يعلم بما يخفي ابراهيم في نفسه وسيوافق على الذبح
وفعلا قدم الله كبشا ليقدم كاضحية بدل ابنه وفرح ابراهيم بنجاحه في امتحان الله له وامتحانه هو لحقيقة صاحب الرؤية

وان كانت القصة رمزية فهي مصيبة لاهوتية...يعني بالمصري : يا لهوي ههههه


3 - استاذ حسنين
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 16 - 15:42 )

شوية شوية استاذ

الناس عاجزون عن معرفة نتيجة 2 + 2 .. و انت تريد ان تعلمهم التكامل و التفاضل

و سلامي

..


4 - شكر وتقدير لجميع المشاركات في الموضوع
حسنين السراج ( 2014 / 12 / 17 - 22:57 )
صدقا شعرت بسرور كبير لرؤيتي مشاركات الاخوة في الموضوع سواء في الفيس بوك او في ردود الحوار وممتن من الجميع على الوقت المبذول في اضافة المشاركة وقراءة الموضوع ... وخالص الشكر والتقدير على كلمات الثناء والنقاش في الموضوع

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah