الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قليل من الوقاحة

إبراهيم رمزي

2014 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نجد في كتب التراث * حكاية، مجملها: أن شيخا هرما، أشرف على الخرف، سوّغ له ماله الوافر الزواج بشابة جميلة، ولكنه كان "يعلل نفسه بالباطل"، لأنه "ساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح"، فعِنّته حالت دون امتلاك جسد الفتاة. فطلبت منه تطليقها.
وتكمِل "الاجتهاداتُ" الشعبية المرحة: ... فامتنع، لأنه لا يستطيع الاستغناء عنها. فأخبرته أنها تعشق شابا. فقَبِل أن تبقى في عصمته وتخادِن الشاب. فكان عندما يستقبل ضيوفا يقول: هذه زوجتي. ثم يسكت. فيظن الضيوف أن الشاب من خدمه وحاشيته. إلى أن ابتلي بضيف ملحاح أصر على معرفة حقيقة الشاب. فما كان من الشيخ إلا أن رد: هذه زوجتي، (ثم أشار إلى الشاب) وقال: وهذا أيري. (منتوج مستورد ؟).

أعتذر للقراء المحترمين إذا ذكّرت ببعض ما في التراث الإسلامي العربي.
أما الداعي لذلك، فـ "شيخ" لا يفوِّت – تقريبا – أي مقال ينشر على موقع الحوار المتمدن، دون أن يبادر إلي ملء خانة التعليق بروابط من الشبكة، يعتبرها "صالحة" لـ "زلزلة" كل مقال كيفما كان نوعه، و"نسف" صاحب المقال، و"تدمير" أفكاره، مع التحريض عليه والاستعداء.
والظن أنه لا يقرأ أي مقال، إذ يكفيه أن "يحدس" من العنوان ميولات علمانية. ولو كان يقرأ لميز بين مستويات العلمانية، مثلما يميز العلمانيون بين غلاة "المتصنِّمِين" دعاة الإرهاب الفكري والدموي، وبين سماحة المعتدلين، من أتباع عقيدته.
ولو كان منصفا لأقر بأن أفضل فضائل العلمانية هي المساهمة في تطوير عقيدته بنفض ما تراكم عليها - عبر القرون – من ترهات وخرافات، دسها فقهاء الحكام.
صارت "روابطه" - لكثرة تكرارها وظهورها في أعقاب أي مقال – غثيانا مملا. تشبه مقولة الأعمى الذي عاد له البصر فجأة خلال لحظة وجيزة – فقط -، لمح خلالها الجمل. فصار الجمل عنده هو مقياس الأشياء. فكان الناس إذا تحدثوا من حوله عن شيء، لهج "الشيخ" بذكْر الجمل: أهو مثل الجمل؟ أهو أكبر من الجمل أم أصغر؟ ....
فهو – بروابطه "العنكبوتية" أو "المنتوجات المستوردة"– كأنما فصّلتْ على مقاسه الأمثالُ: "كالعبد يفخر بزب مولاه" و "كالأمَة تفخر بحدج مولاتها" و "ضَـرِطُ البلقاءِ وَخْـواخٌ نَـفِـقٌ".

يا لها من حالة بؤس تثير الرثاء لحال (مِسْتر روابط).

لأنه لا يدرك رحابة آفاق الاختلاف والتعايش.

لأن ملجأه - حين يُفحَم ويُبهَت -: قاموسٌ نابِ مستقىً من حُشّ القذارة، يرمي به شخص الكاتب، بديلا لعجْزه عن مجادلة الأفكار.

لأن بدهيات العقل والمنطق توجعه. فيُهرِّب - بنذالة – فقاقيعَ مخّه من الأضواء الكشّافة للحاضر، إلى غياهب الماضي السحيق بـ"فتراته" الحالكة الكثيرة الظلام، و"حواشيه" القليلة العتمة. يراوغ، ولا يقارع الحجة بالحجة، والرأي بمثيله.

لأن له تبعية عمياء للأحفوريات المخدِّرة، ينتقي من "ظلماتها" ما يحلو له ويخاله "قابلا" للتلميع، ثم يضفي عليه – من أركيولوجيته الزئبقية - "بَركات" وهمية، سِمتها الكبرى: الببغائية، والضحالة، وانسداد أفق الإبداع لمسايرة الحياة الإنسانية المعاصرة.

* الحكاية، والأمثال، نجدها - بتفاصيلها وتلويناتها وأشعارها المختلفة - في:
الأغاني 261:21، 140:11 – الأصبهاني
البيان والتبيين 270:3 – الجاحظ
زهر الأكم 234 – اليوسي
خاص الخاص 14- الثعالبي
رجوع الشيخ إلى صباه 97- ابن كمال باشا
مجمع الأمثال 421:1، 422، 263، 367، 173:2 – الميداني
المنتخب 20 – الجرجاني
الباقلاني - أبو البركات الأنباري
رشد اللبيب - ابن فليتة
الوشاح – السيوطي
التذكرة الحمدونية - ابن حمدون
ديوان هدبة بن الخشرم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية


.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-




.. صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها