الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا إصلاح للإسلام إلا بنقضه .

صالح حمّاية

2014 / 12 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إنه لا معنى لأي إصلاح أو تطوير أو تحديث للإسلام إذا لم يكن المغزى من هذا العمل هو نقض الإسلام بشكله الأصولي جملة وتفصيلا ، فبالنسبة للإسلام ليست المشكلة في جزئية أو اثنين أو حتى عشرة منه ، بل القضية أن الإسلام وبشكله الأصولي هو ذاته المشكلة ، لهذا فإذا كان هناك من رغبة في الإصلاح ، فالإصلاح لا يكون سوى بنقض هذا الإسلام من جذوره وإحلاله بإسلام جديد ، و المقصود بهذا الكلام (أي نقض الإسلام الأصولي) أي أن يتم نقض كل الطرائق التي تم بها تفسير القرآن والسنة بحيث أنتج هذا الإسلام ، ونقض جميع المفاهيم التي أسس عليها هذا الإسلام ، و نقض جميع الأهداف التي يحاول نيلها هذا الإسلام ، فنحن وإذا أبقينا على الآليات أو الأهداف ، أو المفاهيم التي يتحرك في فلكها هذا الإسلام ، فنحن لان نفعل سوى إعادة إنتاج هذا الإسلام بشكل جديد ، فمعلوم أن نفس المقدمات إذا كررت سوف تؤدي الى نفس النتائج .

إن المشكلة في الإسلام أنه و بشكله الحالي هو ذاته الأزمة التي يجب حلها ، فالإسلام الحالي هو نتاج عصور مختلفة ، عصور كانت لها أهداف مختلفة ، وتصوراته مختلفة ، ومفاهيم مختلفة ، لهذا فاليوم وحين نرى الإسلام معاديا للحضارة و التحضر ، فهذا طبيعي منه ، فهو تأسس كنقيض لتلك الأمور، لهذا فإذا كان هناك من سعي لإصلاح علاقة الإسلام بالعالم المعاصر فيجب هنا أن يكون المنطلق هو هدم كل بناه ومنطلقاته القديمة ، ثم طرح بنا ومنطلقات جديدة له لكي يمكنه التصالح مع الإنسانية ولكي يستطيع التصالح مع العصر ، أما طبعا ولو أبقينا على المنطلقات القديمة فهي طبعا لن تنتج سوى ما نحاول إصلاحه الآن ؛ و هنا طبعا يجب الإنتباه أن أي تأخير في هذا الأمر هو سماح للإسلام الأصولي للقيام بهجوم مضاد ، فاليوم كل تأخر نحو نقض الإسلام الأصولي هو عملية خسارة لنا للولوج للعالم المعاصر ، ولنا طبعا في تنظيمات كداعش وطالبان و بوكو-حرام والإخوان والسلفيين خير دليل ، فكل هذه التنظيمات هي تنظيمات أصولية هدفها منع دخول مجتمعاتنا للعالم المعاصر ، لهذا فالصراع الجوهري بالنسبة لنا اليوم هو : هل سننقض الإسلام الأصولي ونلج للعالم المتحضر ، أم سينقضنا هو ويبقينا في العصور المظلمة ؟ وكما نرى فالأصوليون جميعا قد إختروا إختيارهم وبدوا في العمل ، فحين نتكلم عن الصحوة الإسلامية وبروز تنظيمات كالإخوان و السلفيين و داعش وغيرها ، فكل هذه التنظيمات لها هدف واحد وهو الحرب على الحداثة و التنوير ، و الأفكار الداعية للحرية ، فهم يعلمون أن هذه الأمور هي نقيض لهم ، لهذا فنحن و إذا كان لنا رغبة في الإنتصار في المعترك الحضاري ودخول نادي الشعوب المتحضرة فيجب علينا أن نقوم بنقض أساس ما ينطلق منه هؤلاء وهو الإسلام الأصولي .

حاليا هناك معركة لا مفر منها بين الأصولية والحضارة ، ومن يريد الانتصار للحضارة فعليه أول ما يفعل أن ينقض الإسلامي الأصولي داخله ، لإنه إذا كان هناك من يتخيل أنه يمكن الحرب على الجماعات الإسلامية مثلا بدون نقض الإسلام الأصولي فهو واهم ، فالإسلام هو المشكلة ، أما تلك التنظيمات فهي الأعراض لهذه المشكلة فقط ، ومنه فنقض الإسلام هو الحل .

مقال في نفس الموضوع .

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=369795








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام عصي على النقض
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 15 - 20:02 )
حاول ذلك المشركون وقشلوا
وحاول ذلك المرتدون في عهد أبي بكروفشلوا
وحاول ذلك الشعوبيون وفشلوا
وحاول ذلك المبتدعة من معتزلة والروافض والشيعة المتطرفون وفشلوا وتراجع أبو الحسن الأشعري وفضحهم وفشلوا
وحاول ذلك الفلاسفة الى زمن ابن رشد الذي مازال البعض يطبل له وتصدى لهم شيخ الاسلام ابن تيمية وحجة الاسلام أبو حامد الغزالي وصعقهم في تهافت الفلاسفة وفشلوا أيضا
وجاءالعصر الحديث أو ما كانوا يسمونه بعصر النهضة لدى تلامذة البرامج الأدبية مع طه حسين
لكن حركة الاخوان المسلمين ابتداء من حسن البنا أمير الدعاة ثم سيد قطب ومحمد قطب وتصدوا لهذا التيار اجتماعيا وفكريا وهزموه
وهذا في كل بلد بل ان الاستعمار ماتصدى له الا الحركة السلفية الأولى
وحتى خارج مايسمونه بالعالم العربي الذي كان عدة عوالم الى يومنا هذا وفي ايران وتركيا نموذج ساطع
في الثورات والانتخابات كان الاسلاميون رواد افي ميدان الحرب والتغيير والتصويت ورغم التامر والانقلابات فان حجة الاسلاميين والاسلام قد أثبتت أن بني علمان واليسار مجرد مرتزقة
لفلول الانقلاب بطريقة عسكرية كما في مصر وبالتأزيم كما في تونس
والمسلسل مازال مستمراوسنرى وترون
ا


2 - االمعركة طويلة.....
ruibeh dz ( 2014 / 12 / 15 - 21:13 )
شكرا للكاتب الكبير المتنور .... اوافقك الراي استاذي انها معركة كبيرة و طويلة بين الحياة و الموت ...بين الرجعية و التقدم اتذكر جيدا شعارات الجبهة الاسلامية للانقاذ ..كنت صغيرا حينها لا انتخاب لا دستور قال الله قال الرسول و كيف كانت جموع من البشر تجتاح الشوارع في هستيريا منقطعة النظير شباب و شيوخ اتو من زمن سحيق عندما كبرت ادركت ان هؤلاء هم نتاج لموروث اسلامي درسناه في المدارس و المعاهد و تربينا عليه فكيف لمثقفينا و سياسيينا نقد هؤلاء الناس و هم من كان سببا في تلك المنظومة لقد ان الاوان لعملية مراجعة شاملة لتراثنا بطريقة علمية شجاعة و مدروسة ان الاوان لندخل الحداثة لقد تاخرنا كثيرا عن ركب الامم الاخرى ولابد لسياسيينا و مثقفينا ان يكونو في الطليعة ان كانو يدركو ذلك طبعا...تحياتي.. ...


3 - القران محفوظ في الصدوووووووووور
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 15 - 22:47 )

منع تداول القران

كيف؟ وأطفالنا يحفظونه في صدورهم

انه في جينات الأباء والأمهات

عبثا تحلمون


4 - ثمن الانعتاق من الخرافة ومشتقاتها
ملحد ( 2014 / 12 / 16 - 11:52 )
علقنا سابقا ان ما وقع في اوروبا , ايام العصور المظلمة , يحدث الان فيما يسمى بالعالمين العربي والاسلامي, كل المؤشرات تدل على ذلك!
لقد دفعت اوروبا ثمنا باهظا جدا للتخلص من الخرافة ووحشنة رجال الدين الهمجيون........
والعالمين العربي والاسلامي في طريقهم, للاسف, لدفع نفس الثمن, ان لم يكن اكثر بكثير! .

مكرر للاهمية

تحياتي للكاتب


5 - سلاما
حسنين قيراط ( 2014 / 12 / 16 - 12:37 )
سلاما


6 - التغيير حتمي قطعا
محمد البدري ( 2014 / 12 / 17 - 04:05 )
ينتشر الالحاد الان سريعا في اوطان الاسلام ما يوحي بان نقضه بات ممكنا كلما ازداد عدد من يشك فيه أو من يرفضه او من لا يريد لقواعده وشرائعه ان تكون موضع تطبيق. فاعلان وفاته اصبح مسالة وقت كما حدث للمسيحية في اوروبا. تلك احوال القواعد الشعبية اما السلطة فتبقي متمسكة به باعتباره القيد الذي يضمن لها القطيع دون انفلات لكن حتي هذا الامر ليس عائقا امام النهاية الحتمية للاسلام، ففي روما اقرت السلطة المسيحية بعد ان سادت المسيحية في عقول الافراد علي نطاق واسع مما اضطرها للاعتراف بها حفاظا علي قيادتها للقطيع المؤمن الذي كان وثنيا قبلها. ففي مصر لا يقل العدد المعلن عن 4 ملايين أما من يتحاشي الاعلان عن عدم اهتمامه به اصلا فهم كثيرون جدا وعلي استعداد لقبول اي وضع جديد طالما الامن والامان والتلاحم الاجتماعي بات ممكنا في ظل علمانية أو لا دينية سائدة. فبسبب الاحداث التي تراكمت منذ زمن طويل وظهرت قمتها بتغذية نفطية بدوية رعوية بدائية وبربرية ممن اخترعوه قديما فلم يعد ممكنا التعايش بلا أمن وامان معه. فظاهر الاحداث هي السبب في نهاية هذا الدين وليس النقد الموضوعي لمكونه الثقافي.

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah