الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإلحاد وإتهامه بالكفر...الجزء الأول

دروست عزت

2014 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الإلحاد هو تفكير في التفكير .. وردٌ على من لم يصيبوا في التفكير .. الإلحاد هو وضوح الغموض والمقصود .. و جواب لكل من يريدون أن يختفوا خلف ما يدعوه من أوهام ٍ وأحلام ٍ على حساب الحقيقة وواقع التطور فيها من تراكمات النتاج التاريخي للتفكير الإنساني المبدع والمفيد .. الإلحاد بحثٌ موسوعي نحو ماهية الحياة كما هي .. وماهية لغز الوجود .. ويرفض كل تفكير ٍوتفسير ٍ للحياة وللوجود بغية ً الوصول إلى غاية ٍ آنية ٍ أو طويلة المدى لمصلحة ٍ ما .. أو لحل مرحلي لبعض المسائل والمواضيع بشكلٍ إرضائي ٍ أو ترغيبي ٍ أو ترهيبي ٍ أو غيبي ..

فاللذين يُكفِرون الملحدين هم أنفسهم كفارٌ في حق الحقيقة والبشرية في تفسيرهم للحياة وسرها الذي هو موضوع بمقايس ٍ تتناسب مع مصالحهم وأوهامهم .. أو لغاياتهم الخفية بالطعن في الحقيقة وقتل الواقع من أجل بقائهم في المرحلة التي يعيشون فيها .. أو لإستمرارية بقاء فكرهم الذي هو نقطة مركزية تربط الأتباع ببعضهم في المصلحة والغاية .. وبذلك يغدون قوة في مواجهة الحقيقة وكل ما هو لمصلحة العامة تحت ستار فكرهم .. وتتشكل منهم طبقة متشابه الغايات والأهداف وإن أختلفت في الشكل والتسمية واللون والقومية ..

وهنا يبدأ الصراع الحقيقي والذي هو أصلاً بين الحقيقة التي تتطور وتتغير مع سيرورة التاريخ حسبما يصل إليه الفكر البشري في خدماته وتضحياته من نتاج جهده في الأبتكارات ِ والأبداعات ِ .. والتي كلها تعتبر رسالة سامية للحضارة البشرية.. وبين من هم يَعيشون ويُعيشون الناس في الأوهام والخيال والأحلام والجهل بطرق ٍ غير منطقية وغير إنسانية تعتمد على الترغيب والترهيب واللتان هما إهانة للفكر وللروح وللحياة وتتطورهم1ا .. وكل ذلك لمجرد الحفاظ على مصالحهم وتحقيق غاياتهم النتنة أو المريضة بالأوهام .. والتي لا تخدم المجتمعات بقدر ما هي تخدم فئات معينة .. والطبقة المتشكلة من فسادهم ونعمتهم عبر التاريخ وصراعه ..

هؤلاء ينسون ما يدعونه في أقوالهم الرنانة على منابرهم المزخرفة وهيبتهم المزيفة لخداع الناس بها وبقائها في قولبة فكرهم وميحطه .. حتى تبقي الناس سلاح لأستمرارية نعمة عيشها وسلطتها ولتحقيق الغاية .. فهؤلاء يهاجمون كل من يقفون ضدهم وضد أكاذيبهم وأفكارهم الوهمية الخلبية التحليل .. فيتهمون كل من يواجههم بالإلحاد والتكفير بما جائهم كما يعتقدون بأنه ثابتاً متكاملاً لا تغير فيه ولا تبديلا ..
وينسون بأن ما يطرحونه هو نفسه قد تطور مما كان من قبله .. ولولا ما قبله لما كانوا هم الآن كما هم من عدة أديان ٍ ومصدرهم واحد كما يدعون .. ولما كانت عشرات من المذاهب ٍ ومئات من الطوائف والطرق ..

فلو دققنا في سيرورة تاريخهم كما يدعون .. وكما نرى منهم .. ومن تجارب الحياة ومراحلها .. لرأينا إنهم هم الكفار الحقيقيون والمنافقون الحقيقيون اللذين يتهربون من الحقيقة الملموسة والواضحة التي بدأت فكرتهم منها بشكل منفعي و ميكيافيلي وغير واقعي وعلمي .. وإنما إتهامهم لِمن يتنقاضون معهم وينتقدون جهلهم في التحليل والتفكير .. ما هي إلا نفاق منهم وجبن في مواجهة الآخر بإدراك ٍ ذكي ٍ لإيهام الناس وإبعادها عن الحقيقة ..

لذلك تراهم يسعرون ويلهثون لإتهام الأخرين بالإلحاد والكفر والتجريم .. كي يسد الناس آذانهم عن الحقيقة .. حتى لا تنشكف عيوبهم الواضحة والتي تظهر بمجرد تحريكها أو التفكير بما يدعونه من أكاذيب ٍ أخيلة ٍ وأوهام ٍ محقنة بالترهيب والترغيب بشكل جنوني هابط ومقرف وبسيط لدرجة تقزيم قيمة الإنسان ومسخه في الحياة والذي هو بحد ذاته كفر ٌ.. والإستهتار بماهية الحياة نفسها وجمالها وعظمتها ووجودنا فيها وقوة سرها ولغزها اللذان مازالا يجب البحث فيهما بشكل ٍ عقلاني ٍ للوصول إلى هاتين المعادلتين ..

وفي نفس الوقت يكفرون بالله وحتى برسله عندما تراهم يقفون على ما هم فيه من تفكير ٍ جامد ٍ لا روح فيه ولا نبض .. إلا من خلال الأكاذيب والأخيلة والعنف والقتل والغزوات إلغاء الاخر بعد أن يتمكنوا ... والخطب الجوفاء في تضخيم الأفعال ومواقف من بهتوا وماتوا وكانوا أقل من العاديين حينها ..

ومن المعيب أن قرِنوا بأشخاص ومفكرين والمبتكرين الحاليين من خلال نتاجاتهم العظيمة التي فرزها تفكيرهم الإنساني الملحد حسب إدعاء وتسمية الحاقدين الخبثاء الخائفون من كشف حقيقتهم .. أمام إنجازات وعظمة التطور التكنولوجي .. في العلم من الكهرباء والقطارات والسفن و الغواصات والطائرات الأقمار الصناعية والتطور الخدمي المنظم من أجهزة الإتصال السمعي والمرئي والطبي .. ويكفرون حين يقفون أمام التطورات والتغيرات التي تلبي حاجة الإنسان .. لأن إستمرارية الحياة تتم في تغيراتها التي تتغير بتغير تفكير الإنسان نفسه..

الأستاذ : دروست عزت

يتبع.........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار اعتداءات المستوطنين اليهود على الحافلات المحملة بالم


.. كل يوم - اليهود قبل 48.. شتات بلا وطن واستيطان بلا حق




.. الأردن في مرمى تهديدات إيران وحماس والإخوان | #التاسعة


.. د. جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر والحديث:كانت هناك مقترحات




.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان