الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فقه -اللوع-

ارنست وليم شاكر

2014 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نصير عبيد للألفاظ .. عندما تضيع منا المعاني ..
من المحزن أن يتعامل "المثقف" العربي مع اللغة، تعامله مع المرأة ... يريدها وسيلة أثبات ذكورته ... لا يريدها مكتملة .. ولا يريدها عقلا، ولا يريدها روحا .. بل وحتى جسديا يريدها مجزئة ... قطعا تثير وتحفز غرائزه ألشبقه على الدوام .. يريدها عين مكحلة، لا ترى في الوجود غير ذكورته الطاغية ، الفحلة ... يريدها شفاه حمراء ناضجة، ولكنها بلا نطق .. يريدها صدر ناهد بلا عمق...
يريدها أفخاذا مستديرة بلا إحساس ... يريدها فَرْجا .. لا فَرَجا من عند الإله لتكتمل السعادة بين أثنين...
"المثقف" العربي لا يريد من اللغة فكرا، ولا فلسفة... ولا تواصل عقلي وجداني، ولا قيمي روحي .. يريد من اللغة أن تكون حروف، وكلمات، ومقاطع كلها قطع لحمية ميتة... تتلون، وتُستغل، لإثبات وجود، وتصفية حسابات، ولوع....
ولكي لا يكون الحديث تنظيري .. فكري ، مجرد – نضرب مثلا :- كتبت تعلق على صورة انتشرت على النت تصور طفل رضيع يحبو على جسد الأم المُلقى على الأرض، وعلى الوحل، وعلى الوجه آثار ضرب وصفع ومهانة ، وهو – الرضيع – يسعى بالغريزة لإلتقام ثدي الأم المشجي، وهي – الأم – غائبة عن الوعي وعن فلذة الكبد : رضيعها .... وكان تعليقي على هذه الصورة هو :
"الإرهاب يشربه الطفل العربي مع الحليب .... عندما يرى أبيه يصفع أمه المنكسرة على أمرها .... فيذكيه المجتمع، ليبدأ هو بقهر أخته الخائفة الخانعة الخاضعة .. ليأتي رجل الدين في النهاية، فيحرق ما بقي من البراءة الضامرة اليابسة ... فيحرق بإرهابه قلب كل أم حاضنه .. فتكتمل الدائرة .. ............................... ولا تكتمل إلا لتبدأ من جديد"

ثم جاءني تعقيب من كاتب وباحث عربي – لن نذكر أسمه، وننقله كما هو – هذا "التوبيخ" قائلا:
"تعميم ينم عن عنصرية ( الطفل العربى) أﻻ-;- ترى ان الطفل الأمريكى الذى ينطلق فوق مركبات الحيش الأمريكى عنصرى وارهابى أﻻ-;- ترى ان الطفل الصهيونى الذى يقتل الحياة فى فلسطين عنصرى أﻻ-;- ترى ان الطفل اﻻ-;-وروبى الذى يعيش فى مجتمع الرفاهية من اثر يحتل بلادنا واستعبادهم عنصرى وارهابى ..... فقط الطفل العربى"

فكان ردنا على هذا التعقيب هو الآتي::
"أستاذنا / ---------.. مما يُؤسف له .. أن تقرأ بهذه السرعة، وأنت الباحث المدقق الذي لا تخدعك الشعارات التي يحسبها الناس فكرا .. ولكنها تبقى شعارات .. والحساسية المفرطة في كل من يتكلم عن واقعنا المأساوي الذي لا تختلف أنت معي فيه ..... الطفل الأمريكي الأوربي و الصهيوني عندما يكبر ويفعل ذلك يكون إرهابيا ؟ نعم ، وبالتأكيد يكون كذلك .. هل تظنني .. يا صديقي أختلف معك في هذا ؟!!
ولكنك كيف لم تقرأ ما كتبته حق قرأته ، وأحسبه شديد الوضوح ؟؟؟ .............. !!!! أنت تعرف أن الطفل الأمريكي والأوربي والصهيوني لا يرى أمه تُضرب .. ولا يطلب من أخته أن تلعق مؤخرته خضوعا .. ليشعر برجولته .. ولا يذهب للصلاة فيسمع رجل الدين يقول عن جنس النساء : عورة .. ونجسة نجاسة ظل الكلب .. فيصبح الخروج من ثقافة العنف، التي يتنفسها مع الهواء، عمل بطولة ذاتية، فالخروج من الموروث الملوث ولكنه الحي المعاش هو نتاج عمل جاد بصدق مع النفس وبصيرة يستحق عليها وسام.... فكل رجل عربي ، شرقي شاهد كل ذلك وبقي ضميره إنساني ، هذه يكون بحق فخرا لكل الرجال .. ..
أما الأمريكي والأوربي والصهيوني ومن هو حتى من بلاد الواق واق ... مجرمين، وجرمهم مغلظ ، لو صاروا إرهابيون، لأن مجتمعاتهم لا ينهش فيه ذكورها، الإناث .. ولا يُقهر فيه الأطفال باسم التربية والأدب ، فيكبر الطفل كارها التربية والأدب .. والعلم أيضا ... يفرغ كل طاقات الكراهية المتراكمة نشأة وتربية وخبرة في أول امرأة يطأها .. وتغلق الدائرة عليه .. ليعود تكرارها مع أول ذكر يخرج مشوها من علاقة مشوهة...
أعرف أننا متفقين .. ولكنك صديقي لم تقرأ ما كتبته أنا .. بل ما أملته عليك حساسيتنا المفرطة تجاه ذاتيتنا العربية المؤلهة.

لذلك نقول : في ثقافة الفقه، لا الوعي... التكفير، لا التفكير التي يعيشها العرب ... يصبح "اللوع" هو سيد الموقف ... وعليه يصح الاعتقاد بأننا نصير عبيد للألفاظ .. عندما تضيع منا المعاني....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تأييد حكم حبس راشد الغنوشي زعيم الإخوان في تونس 3 سنوات


.. محل نقاش | محطات مهمة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية.. تعرف ع




.. مقتل مسؤول الجماعية الإسلامية شرحبيل السيد في غارة إسرائيلية


.. دار الإفتاء الليبية يصدر فتوى -للجهاد ضد فاغنر- في ليبيا




.. 161-Al-Baqarah