الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتمية نهاية الإسلام الأصولي .

صالح حمّاية

2014 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في ظل الصمود الذي شهده الإسلام الأصولي طوال 1400 عام التي مضت من عمر الإسلام ، نشأ اعتقاد لدى الأصولية أن هذا الإسلام بات ذا وجود أزلي ، فهم يضنون أن هذا الإسلام حقا متجاوز للزمان و المكان ، وانه يمثل حقا نهاية التاريخ ، لكن الحقيقة أن الإسلام الأصولي ومن الناحية النظرية قفد هزم حتى قبل أن يبدأ ، فمنذ انطلاقة الإسلام الأصولي وهو مهزوم نظريا ، وكل ما يجعله يستمر للان هو الإرهاب و العنف و الظروف السياسية التي ساعدته لا أكثر، فبدون هذه الأمور فالإسلام الأصولي كان لينقرض لا محالة ، ومن زمن .

إن الإسلام الأصولي وإذا شئنا إعطاء نقطة لبداية انهياره لأمكننا القول أنها ذات الفترة التي ظهر فيها ( و تحديدا في حدود العقد السادس إلى العاشر هجري ) ففي تلك الفترة كان من الإشكاليات التي طرحت على التصورات الأصولية في تفسير الإسلام مثلا ( أي فكرة التفسير الظاهري للقران و التي يعتمدها الأصوليون ) هي قضية التناقض الذي تنتجه أية كأية "و استوى على العرش" مثلا ، لو تم تفسيرها هكذا ، فكما نعلم نحن ولو حاولنا تفسير القرآن تفسير ظاهري فهذه الآية ستفجر التصور الإسلامي عن الله تماما ، ومنه و كما نرى فالإسلام الأصولي وبتصوراته التي يطرحها واضح أنه عاجز عن إعطاء تبرير عقلاني لمزاعمه ، فهو وحتى للأسئلة التي طرحت عليه مع بدايته قد فشل في الإجابة ، لهذا فمن الناحية النظرية فمن البدايات المبكرة للإسلام فالإسلام الأصولي مهزوم ، وحين نعود للمحاولات التي ذهب إليها المعتزلة ، فنحن نجد أن الإسلام الأصولي في عصر المعتزلة قد تم نقضه جملة وتفصيلا ، فالمعتزلة بإعلائهم للعقل على حساب النقل قد انتهوا إلى نقض فكرة الإسلام والدين من الأساس ، فمادام لدينا العقل مقدم على النقل ، فما حاجتنا للأديان لتحكمنا أصلا ؛ لكن طبعا ولان الدولة الإسلامية في ذلك الوقت كانت دولة قائمة على فكرة الحق الإلهي في الحكم ؛ وكانت دولة يقوم إقتصادها على نهب الأمم الأخرى بإسم نشر كلمة الله ، فهذه الدولة لم يرقها هذا الكلام ، وقامت على إثر هذا بقمع المعتزلة على حساب الإسلام الأصولي لكي يستمر حكمها وسطوتها ، و من هنا نرى كيف تم الانتصار للإسلام الأصولي على حساب الحقيقة ، فليس الأمر أنه قادر على الصمود ، بل لأنه يخدم أجندات معينة تستفيد منه ، والأمر نفسه تكرر طبعا في الحملة الثانية على الإسلام الأصولي زمن إبن رشد ، فمن إنتصر على إبن رشد لم يكن الإسلام الأصولي المهلهل ، بل كان القصر الذي وجد المنفعة فيه ، و الأمر نفسه مع الموجه الثالثة مع بدايات القرن العشرين ، فالإسلام الأصولي و مع موجة الانفتاح على العالم مع الاستعمار كان الهزال الذي يعتريه واضحا ، فحينها كان المسلمون لا يفكرون في ترك الإسلام الأصولي فقط ، بل وترك الإسلام من الأساس ، ومن هنا نفهم المحاولات الإصلاحية التي قام بها رجال دين مسلمون في تلك الفترة كمحمد عبده وغيره ، فهؤلاء وجدوا أنه يستحيل أن يستمر الإسلام إذا حافظ على شكله الأصولي ، فهذا الإسلام مخالف لحتمية التاريخ ، وقد قام وعليه سعى هؤلاء نحو إجتهادات حداثية لإصلاح الإسلام على غرار إنكار الشيخ محمد عبده للمعجزات لكي يوفق بين الإسلام والعلم ( يعني متفوقا على البابا فرانسيس بقرن كامل حين صرح أن الله لا يملك عصى سحرية ) لكن طبعا مرة أخرى تم الانتصار للإسلام الأصولي على حساب الدعوات لإسلام حديث ، حيث و بدعم من بعض الحكومات الدينية التي لها مصلحة في استمرار الإسلام الأصولي (السعودية تحديدا ) وفي إطار الصراع الأيدلوجي الذي عرفته الحرب الباردة ، فقد تم إحياء الاسلام الاصولي مجددا و دعمه للإنتصار على دعوات الحضارة ، وطبعا ليس هذا لقوة فيه ، بل لقوة الهبات الأمريكية لمحاربة الشيوعية ، ولقوة أموال النفط التي صرفت بلا حساب عليه ، والتي تدعمه ولحد اللحظة ، فما يجعل الإسلام الأصولي صامدا لحد الساعة هو فقط كونه مدعوما بالمال و بالدعاية ، وبالرعاية الحكومية ، وهو ولو في أي لحظة فقد هذه الدعائم فسينهار ، ونحن لدينا الدلائل مما نراه من موجة رابعة من الصراع يخوضها الإسلام الأصولي مع حتمية التاريخ ، فما يحدث الآن من هجوم على الإسلام الأصولي لا يعدوا كونه حتمية التاريخ في نقضه ، فهذا الإسلام و طوال تاريخه هو في صراع مع الواقع ، وفي كل فترة كان أن تفيده الجرعات التي تمنحها له الحكومات التي تستفيد منه ، أوا لظروف المواتية ، لكن ما يجعلنا نقول اليوم أن نهايته باتت حتمية ، فهو أن الفارق اليوم أننا في زمن لم يعد بإمكان الحكومات أن تنشر أيدلوجيتها بلا رقيب ، ففي العصور القديمة كان يمكن تخيل دولة تضطهد المفكرين وتشردهم ، فهذا كان ممكن في زمن مضى كزمن إبن رشد ، لكن اليوم ومع التقنيات التي أتيحت للفرد العادي ، فهذا الإسلام ورغم دعم الحكومات الديكتاتورية له ، فهو يتلاشى رويدا رويدا .. تحت معاول شباب بسيط على النت ، هذا عدى طبعا أننا في عصر باتت فيه الدين ذاته كفكرة ، فكرة لا أهمية لها ، فاليوم ومع علو كعب العلم ودخوله حقل الإجابة على الأسئلة الوجودية التي تطرحها البشرية ، فالدين ذاته ، وليس الدين بالشكل الأصولي يجد نفسه في مهب الريح ، لهذا فحين نتكلم عن صمود الإسلام الأصولي لألف وأربعمائة عام ، فهذا لا يعني أي شيء ، فكم من قرون دامت أديان الفراعنة ، وكم من قرون صمدت آلهة الرومان و اليونانيين ، لكن اليوم وكنا نرى فكلها صارت مجرد أساطير ، وكذلك الحال مع الإسلام أو أي دين آخر ، فمتى ما فقد الفائدة من وجوده ، فينقرض لا محالة .

إن الدين أي دين ، والفكرة أي فكرة هي دائما في صراع مع حتمية التاريخ ، فالأفكار التي تثبت جدارتها تصمد ، و الأفكار التي تفقد القدرة على خلق الفائدة منها تنقرض ، لهذا فالإسلام الأصولي يقف حاليا أمام التاريخ ليسأل نفسه " هل ظل لي من أوراق يمكنني أن العبها لأستمر ، أم أنها النهاية بالنسبة لي ؟" .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام على المحك
على سالم ( 2014 / 12 / 16 - 21:14 )
الاسلام فى ازمه ومحنه بدون شك ,سقوطه اصبح وشيكا ولن يجد شئ يختبأ وراءه ,ثوره المعلومات والفضائيات والنت اكبر عدو للاسلام والشيوخ المجرمين يعلموا ذلك جيدا وبواسطه هذه الوسائل الرائعه اصبح الوجه القبيح والدموى الكريه للاسلام يفرض نفسه على العالم فرضا ,اصبح الاسلام حديث العالم اجمع والبركه فى داعش ,لو سألنا امريكى او المانى او يابانى عن العله فى قيام الانتحارى الاسلامى بقتل نفسه وقتل الابرياء سيكون جوابهم بلا شك هو نكاح الحوريات والغلمان وشرب العسل واللبن والخمور,كل يوم تنحسر وتنفضح ابجديات الاسلام البدوى الدموى ,نعم هذه هى الحقيقه الحتميه لديانه الصلعم وهى الانقراض والفناء


2 - حتمية نهاية الإسلام
شاكر شكور ( 2014 / 12 / 16 - 23:06 )
الحقيقة ان موجة الزيادة المعلنة في عدد الملحدين في الدول العربية والمتنصرين سببها الرئيسي هو الفكر الأسلامي المتشدد ، فأكثر من سيسرع في تدمير الأسلام هم شيوخ الأسلام نفسهم كذلك مدارس الأزهر لأنهم ضد التجديد وأعادة التفسير ، لقد شعرت من خلال بعض المناظرات في الفضائيات قبول شيوخ الأزهر التنازل لمناظرة الملحدين على الهواء مما يدل ان هؤلاء الشيوخ قد خسروا وسائل الأقناع بالقوة والتهديد وباتوا هم المهددين بالسقوط وباتت وسيلتهم التهديد بورقة التكفير لا تنفع مع الشباب المثقف الذي لا تنطلي عليه كذبة الوعد بالحوريات لأن هؤلاء الشباب قد ملّوا من خرافات وفتاوى الشيوخ بحيث اصبحوا لا تهمهم حتى ارواحهم ، في هذا الزمان سيثبت هؤلاء الشباب ان دولارات النفط السعودي لم تعد تنفع لأسناد جدار الأسلام المتصدع فاليذهب هذا الفكر الأرهابي الى الجحيم ولا يفل الحديد إلا الحديد الشبابي المتنور ، تحياتي للجميع


3 - ملخص منطقي
nasha ( 2014 / 12 / 17 - 00:51 )
تحية للكاتب
كما يقول المثل المصري ـــ انت جبتها من الآخر ــــ
نعم لك الحق في ما طرحت ، طرحك منطقي ورد فعل طبيعي.
بعيداٌ عن العواطف التأريخ البشري تفاعل طبيعي حاله حال اية ظاهرة طبيعية فيزيائية او كيمياوية يتأثر بالعوامل والضروف المتاحة ويتبع معادلات صارمة لا تسمح بديمومة اي فكر خارج نطاق المنطق.
نحن البشر عوامل في هذه المعادلة ونتفاعل مع بعضنا لننتج تأريخنا البشري ومن الطبيعي جداً ان تلفظ المجتمعات البشرية كل ما هو غير منطقي وان تحتفظ بالمفيد والعاقل من الافكار سواء الدينية او السياسية.
نحن في تطور منذ نشوء المجتمعات البشرية قبل الاف السنين ولن يستطيع اي فكر ان يستمر ما لم يكن ضمن التطور الطبيعي.
تحية للجميع


4 - هل الإرهاب الإسلامي يزيد من اعتناق الاسلام ؟؟!!
john habil ( 2014 / 12 / 17 - 17:19 )
المسمار الأول الذي دُق في نعش الأصولية الإسلامية
قامت ثورة الياسمين في تونس ،فتحركت السعودية والأمبريالية العالمية في ردع الثورة وتغيير مسارها الى أصولية اسلامية ... كما فعلوا في السابق ( امريكا و الناتووالسعودية وبن لادن والقاعدة في أفغانستان)وسحبوا زين الهاربين الى السعودية وتكفلوا بتونس الغنوشي
وكذلك في مصرعرض الملك عيدالله 86 مليار على الشعب المصري وبقاء السادات واليوم السادات والسيسي معاً توغذر
دمٌروا ليبيا واصبحت بلد العصابات ، ونهبوا اقتصادها وتقاسموا بترولها قطر والناتو برعاية أممية (بان كي .مريكا
سوريا الحضارة والتاريخ وتصارع الأصولية السعودية والقطرية والتركية مزابل التاريخ تريد العودة الى الماضي ... ونجحت سوريا بالصمود والتصدي ومحاربة الأصولية (( رغم براميل الأجساد الجهادية النتنة
نعم الأصولية سوف تندحر ولم يبقى من الاسلام سوى (( اسلام السلام )) والشعب الحر ...عكس ما يخرٌف أحدهم على الفيس بوك
اعتناق 68 ألف شخص الاسلام يومياً
68 X366 = 24887981 سنوياً
منذ الإرهاب العالمي السعودي 9/11 /2001
24887981x14 سنة =
348431734 بزيادة ما يقارب نصف مليار
مين يصدق غير الحمار


5 - تحية للجميع
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 17 - 18:51 )
مع الاعتذار للاستاذ صالح المحترم
ساهموا في هذه الحملة
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446374
حتى لا تدفنوا اولادكم بايديكم
حتى لا يدفن اولادكم ابنائهم
حتى تستقيم الامور و يزوركم اولادكم في قبوركم لا ان تزوروهم انتم
حتى لا تكونوا اجداد لاحفاد معاقين
حتى لا تكون ذريتكم معاقة
حتى لا تشاهدوا ابنائكم او احفادكم عاجزين معاقين
وقعوا على هذه الحملة
كلنا مسؤولين عن ما سيحصل


6 - تحياتي استاد صالح
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 12 / 17 - 22:05 )
لقد لخصت القول واقنعت ( انها النهاية يا استاد) تحياتي استاد صالح


7 - انا لااعتراض عندي الا توضيح
عبد الحكيم عثمان ( 2014 / 12 / 17 - 22:37 )
يقول الكاتب ان المعتزله ساهموا بازالة الاسلام الاصولي
المعتزله لو يتناولوا القرآن بل تناولوا المرويات من احاديث وجعلوا اعتمادها بعد عرضها على العقل بمعني لم يصبح لديهم الحديث او المرويات عن الرسول(ص)
مقبولة ما لم يتوافق مع العقل
حتى التفسير للايات القرآنية كذالك وليس للنص القرآني

اخر الافلام

.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو


.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم




.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah