الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستشراق السياسي يعيد انتاج الداعشية الوهابية

ماجد عبد الحميد الكعبي

2014 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يعد خافيا ان هناك تيارا استشراقيا سياسيا غربيا مدعوما من الاحزاب اليمينية الدينية المتطرفة في عموم اوربا و امريكا ينشط في اذكاء النعرات والخلافات الطائفية والمذهبية في الشرق الاوسط . وتمتد جذور هذا التيار عميقا في التاريخ. فعلى سبيل المثال يذكر المفكر الفرنسي مكسيم رودنسون : ان رجال السياسة الغربية وموظفيهم ومخبريهم وجواسيسهم لهم رؤيتهم الخاصة للعالم الاسلامي ..كانوا لا ريب يعرفون امورا كثيرة عن الانقسامات الداخلية للدولة الاسلامية. فتاريخ غيوم الصوري المكتوب بناء على طلب ملك القدس أموري في السنوات1170م و مابعدها يضم بعض الحوادث التي توظف الخلاف المذهبي لخدمة المصالح السياسية. لقد كان غيوم رئيسا للاساقفة ومستشارا لمملكة القدس ، والذي كثيرا ما كلف بمهام دبلوماسية ، يعرف جيدا كيف يبرز الصراع بين السنة والشيعة والاختلافات بين العرب والترك. ويعرف الخصومات بين حكام المسلمين الذين ينحدرون من اصل اثني واحد. فحين يغتال مودود ، اتابك الموصل في دمشق سنة 1113م يعلم المؤرخ اللاتيني : ان الناس ظنوا ان طغتيجين ملك دمشق هو الذي امر بضربه او على الاقل انه موافق ، فقد كان يخشى كثيرا من ان ينزع منه مملكته.
في عام 1588م كانت اليزابيث ، ملكة انكلترا ، تفضح للسلطان التركي مراد الثالث ملك اسبانيا فيليب الثاني بوصفه رئيسا لعبدة الاوثان. فيتم التحالف على الصعيد الايدولوجي بعينه بين انصار (عقيدة التوحيد ) الدينية ضد الكاثوليك اصحاب العبادات المشبوهة.
وهكذا يتم اعادة السيناريو نفسه في بداية القرن الثامن عشر عندما تظهر الوهابية بوصفها حركة دينية اصلاحية من اجل خدمة مصالح سياسية بين ال سعود والمملكة البريطانية. اتفاق ايديولوجي بين (اصحاب عقيدة التوحيد) ضد الاتراك انفسهم بعدما تم تكفيرهم بوصفهم اصحاب بدع . لكن الوهابية لم تصمد طويلا بوجه حملات محمد على باشا وابنه الذي قضى عليها قضاء تاما ودمر عاصمتها الدرعية في نهاية القرن التاسع عشر.
اما في العصر الحديث فقد تم احياء الوهابية ممثلا بفكر القاعدة(اصحاب عقيدة التوحيد) في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي الشيوعي الكافر فتنشأ طالبان. وبعد احداث الحادي عشر من سبتمبر تستمر عملية اعادة انتاج النسخة الداعشية(اصحاب عقيدة التوحيد) في العراق والشام لمواجهة العدو القديم الجديد الامبراطورية الفارسية (راعية التشيع والبدع ).
هكذا يتم انتاج و تسويق الخلاف المذهبي لخدمة المصالح السياسية . والعرابان المسؤولان عن الانتاج في عصرنا هما المستشرقان برنارد لويس اليهودي الانكليزي وبرنارد ليفي اليهودي الفرنسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية