الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأزهر وإشكالية التكفير

راغب الركابي

2014 / 12 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قالوا : في حيثية الكلام إن داعش ليست كافرة !!!! مع إن المراد بلفظ كافر لا يعني فقط من لم يؤمن بالله ، هي لفظة عامة وتتعدد مصاديقها بحسب موضوعاتها ، والكفر هو الرفض وهو التحدي وهو الخروج على الملة ، ومن هنا فيجوز أن ننعتهم بالكفر ضمن هذا المفهوم وهذا السياق ولا ضير ، إن كان الأزهر يستشكل على نفسه نعتهم بالكفر مخافة المضنة والدخول إلى عالمهم التكفيري ، وطبعا الأزهر يجد في داعش ذلك الإسلام التاريخي الذي حكم وساد وغزى الأمم والشعوب ،
والأزهر في صيغته العامة يرى بأن إسلام داعش هو هذا المكتوب في الدفاتر والأوراق التاريخية للتراث الإسلامي ، هذا التراث الذي مجد لنا الغارات والغزوات على الآخرين ، وألبس الناس عنوة في الدين هو تراث وأخبار تنسب إلى النبي ، كقولهم - أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ....- هذا القول الذي ينسبونه إلى النبي زورا ، ويكأن الإسلام مرتبط بالسيف والإكراه والعنف ولا معنى فيه للكلمة الطيبة وللحوار أو للجدل بالحسنى ، وذلك الذي قرأناه في المنشور التالي كما في قوله - أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم - ، هذه الصورة هي الأقرب للمنطق وللواقع وهي صورة تنفي ذلك الطرد السلبي الذي ورد في الخبر المتقدم ، وهنا نعود للتذكير بالقول الإسلامي الذي طالما إنكرناه ورفضناه وهو القول بحجية الأخبار على النصوص بل وذهب البعض لتغليب الفتاوى على النصوص ، ومعلوم إن لدى عامة المسلمين هو الإعتماد على الأخبار وكتب الفقه والشريعة البشرية وترك القرآن وراء ظهورهم ، بحجج واهية يدخل فيها القول بالنسخ أو الترادف أو شريعة ما قبلنا أو التعارض بالحجية، هي مفردات وضعوها لكي يخففوا أو يبعدو القرآن من صيغة العمل وترويض الجاهلية العربية والجاهلية الشعوبية وقد تم لهم ما أرادو .
فداعش هذا المسخ ليس بضاعة مستوردة أو هي من صنع المستعمر أو المحتل ، بل هي ذلك الفكر الإسلامي الذي سمح له بالحكم وقدم نفسه للعالم بما لديه من فكر جاهلي كفر السلف السلطوي الحاقد ، وليس عنا ببعيد ذلك المثل التاريخي الذائع الصيت في قولهم أيام الحجاج - أنج سعد فقد هلك سعيد - ، كان ذلك هو الواقع وكانت تلك هي طبيعة الحكم الإسلامي تفريط وأفراط وغياب للعقل والتعقل ، ولهذا حين يكثر الكلام عن الخوارج في زمننا مع مقاربته بالدواعش ، نجد إنه كلام بعيد ومجافي للحقيقة التاريخية ، ولأنه ينسى أو يتعمد النسيان والتصريح ، نعم إنه تاريخنا بكل عنفه وظلمه وخلوه من روح الحياة والتنمية والتطور .
واليوم ونحن نصطدم بهذا العفن الإسلامي لا ننسى أبدا طبيعته المجرمة حين تبدت يوم عاشوراء مع الإمام الحسين بتلك الطريقة البشعة من القتل والتمثيل مع إنه بالفرض أبن بنت النبي ، الإسلاموية السياسية هي كما في الماضي هي كما في الحاضر ، وإن كنا نرفض شكلها اليوم فواجب أن نرفضه في الأمس ولا نمجده تحت ظل التخالف والمخالفة بل يجب أن نكون منطقيين في حكمنا على التاريخ ، الإسلامية السياسية يمثلها داعش خير تمثيل إذ ليس لها نظرية يمكنها أن تتماشى مع روح الدولة المعاصرة أو روح الدولة كما هي ، الإسلامية السياسية في صورة داعش ليست غريبة ولا يجب ان نستمع لجوقة الملحنيين الذين يحاولون تبرئة الإسلام منهم ، نعم حينما تحول الإسلام من قيم أخلاقية إلى نزوع نحو السلطة حدث هذا الذي نقرئه في التاريخ ونسمع عنه ونشاهده اليوم ، وحين نقول إن ترجمة الجهاد إلى القتال وتخصيصه بذلك جعل حياتنا نوع من الإضطراب والريبة والتربص ، وحين لم نرعى صيغة القتال وتخصيصها لمحاربة الظلم حدث هذا أن صار القتال من أجل الدعوة للإسلام ، وحدث هذا أن بيعت النساء والأطفال وكثر الرق والإماء عند المسلمين ، لهذا لاجديد حين تباع نساء العراق الإيزديات والمسيحيات في سوق النخاسة لا جديد عما نعرفه عن إسلام الفرق والملل لدى الإسلام السياسي ، وأما الحديث عن الحرية في ظل الحكم الإسلامي ففرية لم نجد لها غير تهويل لا تعضده تجربتهم الدموية ،يوم بدأت الغزوات بل يوم بدأت حروب ما يطلق عليه بالردة وصار ما صار من إحتلال للبلدان تحت بند الدعوة إلى الإسلام مخالفين روح الإسلام حين جعلها كلمة نافيا مفهوم الإكراه والغصب في المجال الفكري ، لهذا داعش عندنا تمثل الإسلام المتخلف والشريعة المتخلفة التي بدأت يوم تنازلوا عن الشورى وتمسكوا بالخيار الثاني ، إنني حين أنبه لهذا إنما أنبه إلى التخلي عن النظر بعين واحدة وتجميد الرؤية دونما التحري عن الأصل والتأصيل في الفكر الإسلامي ، والحق إن توهين روح الدولة إنما كان بفعل الضغينة على الذي حصل من تغيير وأصل هذه الضغينة ذلك التراكم السلبي من المبثوث في الكتب الصفراء من تاريخ المسلمين ، وكلهم لا يؤمنون بمعنى المشاركة ولا يؤمنون بوحدة الوطن بل إنهم لا يرون إلا من خلال ما يعتقدون إنه الصواب حسب مفهومهم التراثي والتاريخي ، إسلام داعش ليس بدعا من الإسلام الذي نقرئه في الكتب الأخبارية والفقهية ، ولهذا لا يجب أن نستنكر أو نتعجب هذا التناقض في التعبير عن الفكر عند جماعة الأزهر ، هذه المؤوسسة التي تعتمد التمويه والتمييع والهروب وعدم المواجهة ، حبذا إنها تقول كلمة الحق ولو لمرة واحدة فعالمنا لا ينصف المتذبذبين وأنصاف الرجال .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قانون ثابت
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 16 - 23:16 )
قانون ثابت : [(متى 5 :17) + (تثنية 29: 29) + (مزامير 111: 7-8) = قوانين (العهد القديم) سارية المفعول إلى الأبد في المسيحية] .
الخلاصة : هذا القانون يؤكد أن المسيحية لا تعترف إلا بقوانين (العهد القديم) الإرهابية .
- إرهاب نظري :
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs
- إرهاب عملي :
المسيحيين المتطرفين يقومون بطبخ و شواء (المسلم) بعد قتله ثم أكله؟... و الكارثة أن هذا يحصل في الوقت الحالي!... تابع :
https://www.youtube.com/watch?v=lBscN0R8L8k

اخر الافلام

.. 180-Al-Baqarah


.. 183-Al-Baqarah




.. 184-Al-Baqarah


.. 186-Al-Baqarah




.. 190-Al-Baqarah