الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟

الطيب طهوري

2014 / 12 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يحرص النظام الجزائري على بقائه فقط ، دون أن يضع أي اعتبار لإرادة شعبه في الخروج من حالة اليأس العامة التي تحاصره ويواصل عملية بقاء الاقتصاد يراوح مكانه معتمدا على نسبة 98 في المئة من ريع البترول الآيل إلى الزوال حتما ،ويصر على بقاء منظومتنا التربوية تتخبط في الكثير من المشاكل ويتقهقر مستواها التعليمي يوما بعد يوم .. عندما نرى الغش فيما يبنى من عمارات وما يشق من طرقات و..و..وتكون تكلفة تلك المشاريع عندنا أضعاف ما هي عليه في دول الجوار..عندما نرى برلمانا لا معنى له بالمرة سوى تزكية كل ما تعرضه السلطة عليه ضاربا بعرض الحائط مطالب الجماهير في جزائرنا العميقة..عندما يحتقر هذا النظام شبابنا وكفاءاته ويصر على بقاء ديناصوراته السبعينية والثمانينية تسير شؤوننا العامة..عندما نرى الرشوة ثقافة عامة تتحرك في كل مكان حرة مزهوة بحالها..عندما نرى اللاكفاءات هي التي تتولى المسؤوليات بدل الكفاءات..عندما نرى الأغنياء بالطرق غير الشرعية يزدادون غنى والفقراء يزدادون فقرا...عندما نرى كرة القدم وقد صارت المخدر الأكثر انتشارا بين شبابنا بفعل ما يضخ من أموال في سبيلها وما يمارسه الإعلام من إشهار لها.. إلخ..إلخ.. ماذا نقول عن هذا النظام؟..ماذا نسميه؟...
أليست هذه الحالات وأمثالها هي ما يزرع القنوط في نفوس شعبنا وشبابنا خاصة؟..أليست هذه الحالات وأمثالها هي ما دفع الجماهير إلى أن تثور في الدول العربية التي عرفت ما سمي بالربيع العربي؟..
لماذا لا يعمل هذا النظام - الذي يرفض البعض وصفه بالمخرب ، ويحتج على وصفنا له بذلك - على تفتيت القنابل التي يمكن - لا قدر الله- أن توصلنا إلى الحالة السورية وشبيهاتها؟..
لماذا لا يتحمل مسؤوليته التاريخية ويبادر إلى فتح المجال الديمقراطي الحقيقي الذي يسمح بمشاركة الشعب الفعالة في المراقبة والمحاسبة؟..أليست تلك المشاركة الواسعة والنقد البناء وحرية التنظيم والحركة هي وسائل فتح باب الأمل لشعبنا؟..
لماذا يصر هذا النظام على غلق باب الأمل؟..لماذا يمارس فعل تهريب خيرات شعبنا إلى ما وراء البحار ليضمن مستقبل أفراده وأبنائه على حساب مستقبل أبناء شعبنا الذين يزدادون قنوطا كل لحظة ؟..أليست هذه هي مظاهر الإجرام فعلا؟..
إن النظام الذي يحرص - متعمدا - على بقائنا في التخلف والتبعية فيما الشعوب الأخرى تبني مستقبلها لا يمكن أن يوصف إلا بأنه مخرب..لا توجد كلمة أخرى تناسب ما يمارسه هذا النظام ضد مصالح بلادنا سوى أنه مخرب..
من يعمل متعمدا على تخريب بلاده عقلا ومشاعر واقتصادا وعلاقات اجتماعية لا يمكن أن يكون إلا مخرباا...
غني عن البيان أن الذين ينتقدون هذا النظام ،ويجرمونه ويحرصون على فضح فساده الذي استشرى أفقيا وعموديا وبشكل لم تعرفه بلادنا في كل تاريخها أكثر مما عرفته طوال الـ 15 سنة من حكم بوتفليقة يتهمون بأنهم أياد أجنبية ..
نعم، لقد صارت ( الأيادي الأجنبية) وسيلة اتهام دائمة يوجهها النظام البوتفليقي عندنا لكل من ينتقد ظاهرة الفساد العام الذي صار ينخر جسدنا الاجتماعي وينشر اليأس اكثر في تفوس الناس..و يوجهها أيضا لكل من يتحرك مطالبا بضرورة تغيير الأوضاع بما يجعل الأمل يعود لنا نحن الجزائريين الذين يؤلمنا ما وصلت إليه بلادنا من تفسخ مس كل مناحيها سياسيا واقتصاديا وثقافيا وأخلاقيا واجتماعيا.. وهي – بالتاكيد - وسيلة يراد بها تشويه صورة كل من يحلم بجزائر اخرى ، جزائر الحرية والديمقراطية والأمل بدل جزائر بوتفليقة ، جزائر نهب المال العام، جزائر الغش والاحتيال..إلخ..
لكننا نتساءل: ترى من هي الأيادي الأجنبية حقيقة ،إن لم تكن ايادي نظام بوتفليقة؟..
أليس هو من يعمل على تكسير الاقتصاد الوطني ليجعل من بلادنا سوقا كبيرة لمنتوجات ومنتجات البلاد الأجنبية؟..
أليس هو من يصر على ربط بلادنا اقتصاديا بالريع البترولي وبشكل مطلق؟..
أليس هو من يعمل على نشر الفساد وتعميمه بشكل مطلق وحماية كبار مهربي اموال الريع البترولي إلى ماوراء البحار؟..
أليس هو من يعمل على تكسير منظومتنا التربوية وجعلها منظومة بائسة لا علاقة لها إطلاقا ببناء الإنسان المواطن الواعي؟..
أليس هو من يجعل كلفة المشاريع التحتية في بلادنا تكلف دائما اضعاف ما تكلفه لدى جيراننا وفي مختلف البلدان الأخرى ، ومغشوشة أيضا؟..
أليس هو من يصر على محاربة الكفاءات ودفعها إلى التوجه إلى البلدان الأخرى حيث الحرية والاحترام وتنمية القدرات العلمية والمعرفية أكثر،وفي المقابل يجعل من لا كفاءة لهم هم من يسير مؤسسات بلادنا في مختلف المستويات لإفلاسها؟..
من يمثل الأيادي الأجنبية حقيقة؟ ..من يخدم مصالح البلدان الأجنبية فعلا؟..
إنه نظام بوتفليقة بالتأكيد..
إنه النظام الذي يحرص أشد الحرص على إبقاء بلادنا في الديكتاتورية ، في التخلف والتبعية ، في الاتكالية وعقلية الريع ،وهي ممارسة لا تعني إلا احتقار الجزائريين ودفعهم – أكرر – إلى اليأس المطلق والعجز التام ،ومن ثمة القضاء على مستقبلهم..
إنه النظام الذي بغلقه كل أبواب التغيير نحو الأفضل جعل من الشعب يفقد إرادته ويخضع بشكل كلي لأعوانه( النظام) الذين صاروا يمارسون فعل احتقار المواطنين البسطاء و في مختلف القطاعات والمستويات ، من أبسط كاتب في البلدية يتلقى الرشاوي / الفتات لقضاء مصالح الذين يقصدونه ، إلى أعلى مسؤول في الولاية او الوزارة..وإنهم الذين يحرصون أشد الحرص على بقاء الأوضاع على حالها ليحافظوا هم على مصالحهم..
لقد عرف النظام الفاسد في بلادنا كيف يكوِّن قاعدته التي بها يحافظ على البقاء في سدة الحكم، وهي القاعدة التي تتحكم في كل شيء قي بلادنا (سياسة واقتصادا وإدارة وقضاء وعسكرا )،وتمارس القمع بأنواعه الثلاثة ( الإداري والقانوني والعصوي) ضد كل جهة تنظم نفسها وتتحرك للمطالبة بحقوقها المشروعة،وهو ما أوصل شعبنا إلى حد اليأس شبه المطلق من إمكانية تغيير اوضاعه وأوضاع بلاده نحو الأفضل ، ودفعه من ثمة إلى الانخراط المحموم في التدين الشكلاني المفرط آملا في التعويض عن متعه الدنيوية المامولة لكنها المفتقدة بمتع الجنة في آخرته - بدل الانخراط في المجتمع المدني الحر والمسؤول، والوقوف من ثمة ضد الفساد - وهو التدين الذي يعمق في نفوس أفراده اللا مبالاة بانتشار الفساد أكثر في بلادهم..وهو من هذه الناحية تدين لا يخدم إلا مصالح النظام كونه تدينا مغيبا للعقول اساسا.. و..
ها قد بدأ العري ، عري النظام..
البترول الذي كان يغطيه بنسبة 98 في المئة، ويسمح له بشراء السلم الاجتماعي تمزق وانخفض سعره .. فماذا هوفاعل؟
ما كان يستورده لإشباع الحاجات الأساسية ، وحتى الكمالية للناس، لن يعود في مقدوره استيراد إلا القليل منه.. فماذا هو فاعل يا ترى؟
- لا سياحة ( لم يبن الهياكل السياحية لتي هي قاعدة السياحة الأساسية، لم يبن الإنسان المتسامح الذي يمكنه التفاعل مع السياح وجذبهم إلى بلاده )..
- لافلاحة ( الأراضي الفلاحية الخصبة أكلها الإسمنت المسلح،ويأكلها ياستمرار، ودون اية رحمة، الأنهار ومختلف المجاري المائية صارت ملوثة لا تصلح لري المزروعات ، وهناك التفكير في استغلال البترول الصخري لتلويث المحيط والمياه الجوفية في صحرائنا)..
- لا صناعة سوى صناعة الربح السريع، صناعة المشروبات والحلويات وما شابهها ( كل ما بني من مؤسسات صناعية في مرحلة السبعينات أُفلس بشكل متعمد وانتهى)..
– وأكثر ، أكثر..لا إنسان يحب العمل ( قتلت روح حب العمل في نفوس مواطنينا)..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي اخي العزيز
Jugurtha bedjaoui ( 2014 / 12 / 17 - 22:32 )
تحياتي اخي العزيز وشكرا على المقال القيم والصريح والحقيقي وقد كنت صادقا في كل ما كتبت رغم ان مشاكل النضام الجزاءري لا تكفيه مجلدات وخاصة الفساد الفاحش والغير مبرر لعهدات بوتفليقة لم اقرأ عنها في تاريخ الامم مثلما تعيشه الجزاءر المكسورة اليوم صدقني انه شئ رهيب جدا جدا خوفي على الجزاءر في المستقبل ان تصبح دليلة مكسورة حزينة وخاصة من المساومات المتقززة للنظام من حين لآخر عندما يحس بالخطر يخرج لنا ( الغول ) المتمثل اليوم في قادة الارهاب وعلى راسهم شيوخ الاجرام بالحاج و مزراق وما تبعهم تحياتي


2 - أسلحة النظام في الجزائر
الطيب طهوري ( 2014 / 12 / 18 - 15:47 )
أخي العزيز بجاوي تحية خالصة، وشكرا جزيلا لك..
أسلحة النظام الحاكم في الجزائر عديدية، من أبرزها:
- القمع الإداري والقانوني ( القضاء) والعصوي..
– الريع البترولي الذي يشتري به السلم الاجتماعي، ..
-- تكسير المعارضة والقوى الحية بشكل عام ( سياسية كانت او نقابية او مجتمعا مدنيا) بشراء ذمم الكثير من ناشطيها ،وإفساد المسؤولين في كل المستويات وعدم مساءلتهم عن استغلال مناصبهم لخدمة مصالحهم الخاصة، أي اعتبارها هي أيضا ريعا مباحا لهم التصرف فيه كما يشاؤون، وهو ما يعني تعميم الفساد .
.- ترك المجال ثقافيا وخيربا مفتوحا على مصراعيه للقوى الإسلاموية المغيبة للعقول والمعمقة للعجز عن المقاومة المنظمة المسؤولة لتتجذر أكثر في الطبقات الشعبية..
وهنا يطرح السؤال: هل يعي النظام مخاطر هذه القوى الأصولية على استقرار المجتمع وتماسكه في حال انهيار أسعار البترول أو انخفاظ أسعاره؟..

اخر الافلام

.. غزة بعد الحرب.. قوات عربية أم دولية؟ | المسائية


.. سلطات كاليدونيا الجديدة تقرّ بتحسّن الوضع الأمني.. ولكن؟




.. الجيش الإسرائيلي ماض في حربه.. وموت يومي يدفعه الفلسطينيون ف


.. ما هو الاكسوزوم، وكيف يستعمل في علاج الأمراض ومحاربة الشيخوخ




.. جنوب أفريقيا ترافع أمام محكمة العدل الدولية لوقف الهجوم الإس