الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة الوجود عند السيد محمد الصدر بين وحدة الوجود الشخصية والتشكيكية والوحدة الحقة

عبد الصمد السويلم

2014 / 12 / 18
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لن تجدوا أي توثيق لما أقوله هنا الا إشارة عابرة في منهج الأصول وشرح الكفاية للسيد محمد الصدر رضوان الله عليه ولقاءات خاصة مع طلبة جامعة الصدر الدينية آنذاك فقط. حين سالت عن قوله في اصالة الوجود او الاصالة للماهية قال ان العرفاء لايقولون باصالة كليهما وطبعا عندما سال خادمكم عن الدليل أجاب بانه الشهود وهو لاهله فقط وبما ان خادمكم ليس من اهله تبرعت بدليل من عندي بان الاصالة والتبعية فرع الاثنينية وبما انه لا ثاني للوجود فاصبحت مسالة الاصالة والتبعية سالبة بانتفاء الموضوع ولكون هذا الكاتب الحقير آنذاك ليس من اهل الله واهل الحق فهمت مراد سيدنا خطأ بالقول بوحدة الوجود الشخصية ولقد كنت مخطئا في ذلك القول . انوحدة الوجود لدى ابن عربي وسائر الصوفية تختلف اختلافا جذريا عن وحدة الوجود المأخوذة عن الفهلويين من حكماء فارس، لأن الصوفية ينفون حقيقة الوجود عما سوى الخالق تبارك وتعالى ويزعمون ان الموجودات الظاهرة في العالم هي شؤونات له عز وجل وهي لا حقيقة لها في أنفسها بل هي وهم وخيال وعدم في ذاتها أي ان وحدة الوجود هي لمتشخص وفرد ومصداق واحد فقط هو الله وهذا هو معنى وحدة الوجود الشخصية .بينما يرى الفهلويون وتبعا لهم السهروردي وملا صدرا ان الوجود حقيقة واحدة مشككة يرجع ما به الامتياز الى ما به الاشتراك، أي انها ذات مراتب متعددة في عين وحدتها ويمثلون لها بالنور الذي تكون له مراتب متعددة فمنه النور الشديد ومنه النور الضعيف وما بينهما، مع ان الاختلاف بين شدة الشديد وضعف الضعيف ليس في امر آخر خارج عن أصل النورية فالتفاوت بين جميع هذه المراتب هو بالنور لا بشيء آخر، وهكذا الوجود، فإنه وإن كان ذا حقيقة واحدة إلا ان له مراتب متعددة، فوجود الواجب بذاته أعلى وأتم وأقوى من وجود الواجب بغيره، ووجود العلة أقوى من وجود المعلول وهكذا. وهذا هو معنى وحدة الوجود التشكيكة .اما الان فلقد ظهر لهذا الحقير ان الامر لم يكن كذلك وذلك لانه يرد على وحدة الوجود التشكيكية بانها تنسب النقص لبعض مراتب الوجود في حقيقة الوجود وحيث ان مفهوم الوجود بسيط وصرف يجب ان يطابق حقيقة الوجود الصرفة البسيطة لقد كان الشيخ الرئيس ابن سينا على حق عندما ارجع كل أخطاء الاستدلال الى اشتباه المفهوم بالمصداق. والتشكيكية تناقض البساطة والصرافة لانها تعني خلو رتب من مراتب الوجود من كمال ما والنقص والخلو عدم ويستحيل اجتماع النقيضين الوجود والعدم ،واما تشبيهم بمصداق النور الامكاني من حيث التشكيك الماهوي وارجاع النقص لقابلية القوابل لا لاصل الوجود فهو لا ينفعهم في شيء وذلك لانه يعني تاثير القابل في الفاعل في حين ان قابلية القابل من الفاعل وأيضا يؤدي الى القول بانقلاب الشيء الى غيره عندما يكون هناك سير نحو الكمال في الانتقال من رتبة الى أخرى مع بقاء القابل او الى استحالة التكامل وهو يعني انعدام المعجزة والخلق بعد الخلق وتناهي التجليات في حين ان الحق سبحانه يقول (بل هم في لبس من خلق جديد) التي فسرت بالخلق بعد الخلق في تعاقب الخلق والاعدام مع ثبات الصورة لعدم تكرار التجلي . اما الاشكال على وحدة الوجود الشخصية فهو الغائها الفرق بين النقص والكمال والخير والشر والكفر والايمان في مؤداها في حين ان الشر امر عدمي وان الله شيء ليس ككل الأشياء وليس كمثله شيء وهو داخل في الأشياء بلا ممازجة وخارج عنها بلا مباينة بينونة صفة لابينونة عزلة ولان التجليات لا تكون ناقصة ولا متفاوتة ولا تؤثر القوابل فيها لان القوابل نقص وعدم فكيف يؤثر النقص في الكمال والعدم في الوجود فاستبدل ابن عربي اصالة الوجود التشكيكية باصالة الثبوت للماهية في علم الله وهو غريب من ابن عربي لان الثبوت في علم الله وجود وان لم يكن وجودا خارجيا وقال بعدم الجعل وبتبعية العلم للمعلوم وهو يؤدي الى القول بالتالي الى احد النقيضين اما القول بالجبر او التفويض. لقد اكتشفت لاحقا ان السيد محمد الصدر رضوان الله عليه قد وصف الاحسائي بالشيخ المظلوم وصوب ما كتبه في شرح الزيارة الجامعة وشرح المشاعر والعرشية وأشار هو وغيره من عرفاء الشيخ ان شرح الزيارة الجامعة حق اتى شيخ الاحساء من اهل البيت عليهم السلام. أي ان عرفاء الشيعة الحقيقين من غير اتباع ابن عربي يؤمنون بوحدة الوجود الخاص بعالم اهل البيت وليس مع الجميع في عالم الكثرة اي انهم شؤونه صلوات ربي وسلامه عليهم اجمعين وهم اسمائه الحسنى لا فرق بينه وبينهم الا انه خلقه وعبيده والوجود هو صفة الحق وليس الذات ولذا فوحدة الوجود عندهم ليست كما هي عند ابن عربي الذي مهما كان يتضمن القول بالحلول والعياذ بالله ويطابق قول عرفاء الشيعة من غير مدرسة القاضي قول شيخ الاحساء وهم يدافعون عن شيخ الاحساء ويرون ان ما ذكره حق اتاه من عند اهل البيت عليهم السلام. ووحدة الوجود الحقة هي ان القيومية لله تقتضي عدم استقلال وجود الممكن في الوجود لا انه أي الممكن رتبة وجودية كما قال فلاسفة الحكمة المتعالية ولا ان الممكن لا وجود له كما قال ابن عربي. وان الله خير لا يصدر عنه الا الخير وكمال لا يصدر عنه الا الكمال . ولا ادري لماذا اهملت روايات المعرفة والتوحيد عند اهل البيت عليهم السلام لكي تستبدل باقوال ابن عربي ونحن نعلم حقا ان الصواب واليقين هو من عند علي عليه السلام فقط الذي هو مع الحق والحق معه يدور حيثما دار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة