الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمال داود... الحضارة تحميك.

بوشن فريد

2014 / 12 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كمال داود... الحضارة تحميك.
هل بقيام الحدّ الشرعي على الكاتب الصحفي كمال داود, ستلوح علامات قيام الخلافة الإسلامية؟, تساءل مثير للغاية, تتبناه النخب الجزائرية برمتها, و تراه منعرج خطير بدأ بالتوغل العلني و السري في ألباب الجزائريين الخائفين كل الخوف من عودة زمن سفك دماء الأبرياء و الأكفاء و نعتهم و تكفيرهم, و حتمية قيام عليهم أحكام الشريعة يعد من سيمات الطهارة الدينية, و دليل على مدى ثبوت إيمان الداعين بالقوة و الترهيب, لتحقيق حلم السلفيين المتشددين و جماعة التيار السياسي الإسلامي, بتحرير البلاد من قبضة العلمانية التكفيرية, حسب اعتقاد آل اللحى المطلقة و الفكر البربري المتوحش.
ربما نسيت الجماعات المتطرفة في الجزائر, و التي تختزل أنماط حياتها الفكرية و الدنيوية في خانة الدين لا غير, أن عصر الإبولا الفكرية لم يعد موجوداً بين أوساط المجتمعات المتعبة من هول القتال و الرعب باسم كلمات سماوية, و أنها بحاجة قصوى إلى مستوى فكري يتماشى مع درجات التحضر القائم على الحكمة و السلوكيات الإنسانية ذات العبر الخالدة, و ربما قد تعمدت الجماعات التكفيرية في البلاد نسيان الرقي البشري على حساب الرق الديني المسيس, لتتفرغ بمحاكمة الأدمغة و المفكرين و المتجددين من خيرة ما أنجبت الجزائر, فما صرح به الناطق الرسمي لجبهة الصحوة الحرة الإسلامية في حق الكاتب الصحفي كمال داود, داعياً القائمين على شؤون العدالة في البلاد, بقيام الحدّ عليه, كونه تمادى في سب و شتم الله, و أنه معادي للإسلام و اللغة العربية, لا يمكن استنتاج شيء منه, سوى الفزع الرهيب و الجاهلي الذي أصبح يتحكم في مصير هذه الجماعة الإرهابية, فلا يعقل بعد مرور ما يناهز خمسة عشر قرن من نزول الوحي, ما يزال صوت أبو لهب يعلو على لمسات التعايش الإنساني, و أن لغة العنف المعنوي و الجسدي تطفو فوق رؤوس هؤلاء, ناهيك عن استخدام تلك الجماعات الفاسدة ليومنا هذا, دلالات لغوية بقوالب دينية كتفعيل حكمة الرجم و القذف و قطع الأيدي على المخالفين لشرع الله و رسوله, و كلها مفردات بقدر ما هي مخيفة من حيث التطبيق و التشهير, بقدر ما هي في حدّ ذاتها من خلال الشيطان و مناهضي الوجود الإنساني, الذي هو بالأساس نعم من نعم الله البريء من هذه الترهات و الخزعبلات المتدهورة زمنياً.
فلو تفضل هذا الشيخ المتطرف لقراءة مقالات و كتابات كمال داود, لتيقن بأن خطاب الصرصام البتار قد ولى, و أن الإنسانية هي الأخرى يمكن اعتبارها ديانة لنازلين من أحلام الماضي البائس, و أن الله للجميع, كما الدين للجميع.
هكذا دعاوي هي التي أنزلت على الجزائر, لعنة الأزمة الأمنية في التسعينات, و راح ضحيتها أكثر من 200 ألف جزائري, و هكذا تلميحات تمنح لنا كنخبة تواكب الحضارة بكّل مسمياتها و ألوانها, طابع المقت و الانتقام لكل ما هو فكر إسلامي مسيس.
فيا ترى, ماذا لو أفصح مثلاً الكاتب الصحفي كمال داود بانتمائه الديني و لون معتقده, كأن يقول أنا مسيحي أو بوذي أو ملحد, فكيف تكون ردّ السلفيين المتطرفين من أمثال الشيخ حمداش زراوي؟
أكيد, سيعلنون ميلاد الإبادة ....
بقلم: بوشن فريد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 19 - 02:53 )
هذه هي العلمانية في وجهها الحقيقي .
فضائح الدروانيه و فضائح اخلاق الملاحده الاجراميه (متجدد) :
http://antishobhat.blogspot.com/2012/11/blog-post_2522.html

اخر الافلام

.. الأقباط يفطرون على الخل اليوم ..صلوات الجمعة العظيمة من الكا


.. إليكم مواعيد القداسات في أسبوع الآلام للمسيحيين الذين يتّبعو




.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط