الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد الطلاق.. وكيفية ايجاد سبل تجنب الضغائن

دنيا فاضل فيضي

2005 / 9 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كلنا نعلم ان الطلاق ابغض ما عند الله سبحانه وتعالى وابغض ما يكون الى قلب المجتمعات البشرية وخاصة الشرقية بل والاسلامية منها. ولكن يحدث وان تصبح الحياة مستحيلة بين الزوجين بوجود او عدم وجود الاطفال وتصبح عملية الاستمرار غير مجدية من جميع النواحي سواء اكانت نفسية او اقتصادية او اجتماعية او جسدية. تحدث النزاعات الاسرية وتصل الى حد فقدان الشعور بالامان وفقدان الثقة بل وفقدان الاحترام بين الطرفين والذي هو اهم عنصر من عناصر استمرار الحياة الزوجية وتصل عملية الوفاق الى طريق مسدود ويتخذ القرار بدءا من نطق الكلمة حتى موعد المكحمة وانفصال الطرفين لتبدأ رحلة جديدة لكلا الطرفين بعد ان ظنوا ان المسألة قد انتهت!!
ان الزواج هو التزام اخلاقي قبل ان يكون ديني، وهذا للاسف ما يغيب عن خاطر المجتمعات الشرقية. فمسؤولية الأسرة وخاصة الابناء لا يمكن ان تنتهي لاحد الطرفين بمجرد ان ينفصلا دينيا وقانونيا. هناك التزامات سواء اكانت للاب او للام يجب ان يلتزم كلا الطرفين بها وهناك مسؤوليات يتحتم ان يشترك بها الطرفان حتى بعد الطلاق فهم من كون هذه الاسرة واصبحت جزءا من مجتمع بل ومن وطن بأكمله.. وبالتالي تكون عملية تجاهلها امرا غير منطقيا بل وغير اخلاقي على الاطلاق.. ولكن هناك مسألة سايكولوجية مهمة وهي الشعور بالاحباط والكآبة المطلقة ما بعد الطلاق وهو امر طبيعي ولكن حتما يؤثر على سير العلاقة الطبيعية، فالمشرفون الاجتماعيون والمختصون بحالات الطلاق يؤكدون على ضرورة تجاوز الأحقاد والضغائن والالتفات الى المشاركة في المسؤوليات عوضا عن المحاربة النفسية المستمرة. فليس هناك ضير ان اتفق الطليقان على نظام معين لمواصلة حياتهما بشكل طبيعي، وان تقاسم المسؤوليات في حالة وجود ابناء يعكس ارقى صور التقدم المجتمعي ولكن المسالة لا تعتمد على الطليقين فقط بل على الظروف الاجتماعية المحيطة وخاصة اهليهما.
إن مشاكل ما بعد الطلاق يمكن ان تتخلص بالسلوك العدائي من قبل احد الطرفين تجاه الاخر. وفي مقالات نشرت في مجلة البلاغ الخليجية نرى تضمينا كافيا عن ذلك السلوك حيث تشير الأبحاث الى ان الرجال هم اكثر نسبة من النساء في سلك هذا السلوك ونقرأ "تبدأ رحلة السلوك العدائي لدى الزوج لاسباب اجتماعية عديدة ومن الوحشية ان يعطي الرجل لنفسه الحق بالنظر الى عقد الزواج على انه صك شراء او قيد يضعه حول عنق زوجته مدى الحياة طالما ان الطلاق معناه اللغوي اصلا هو اعطاء الحرية الكاملة لكلا الطرفين والطلاق في الاسلام وكافة الاديان له شروط وتبعات وآداب وتترتب عليه التزامات كثيرة لابما لا تقل اهمية عن التزامات عقد الزواج". ان مسألة تملك الزوج لزوجته سببها نزعة الذكورة ولهذا يشعر الزوج بان هناك عيب في تكوينه الاجتماعي وبالتالي يشعر بالسخط امام مطلقته. ويمكن ان نقرأ وان نسمع عن الكثير من قصص التعنت المتعمد من قبل الزوج وفي رفضه للطلاق والتهديد باخذ الابناء خاصة وان تزوجت الطليقة بآخر وحتى بالقتل.. الخ.
وقد عنت الدول الغربية والاوربية بشتى ارجاءها في العالم بالاهتمام بهذه المسألة واعطاء مسألة الطلاق وما بعده إهتماما واسعا استنادا على ان الإستمرار في حياة مستحيلة تسبب تراكمات نفسية تؤثر على سير نمو الاطفال وشخصيتهم مستقبلا فهناك الدراسات والابحاث حول رد فعل الأزواج والأطفال الى حالات الطلاق وما بعده وكيفية التكيف معه وكيفية حل المشاكل النفسية الناجمة عنه فمؤسسة اميركان النفسية وفي القسم 42 من قانون الممارسة النفسية تعطي تفصيلا كاملا عن حالات الاكتئاب والقهر النفسي الذي تتعرض له العائلة باجعها وخاصة الاطفال والتي تعقب الطلاق وتعطي حلول ودراسة نفسية لهذه الظاهرة، وقد حضيت المجتمعات العربية بالاهتمام بهذه الظاهرة وخاصة دولة قطر الشقيقة حيث استحدث وقبل عدة سنوات مكتب مكتب الاستشارات الأسرية بالعدل برئاسة السيدة منى الصقر والتي تعنى بالمشاكل الزوجية وايجاد حلول لها سواء بالوفاق او.. الطلاق وتقديم خدمة الإرشاد الطلاقى للمطلقين فى مرحلة ما بعد الانفصال لتوعية الأطراف بحقوقهم وواجباتهم تجاه البعض وتجاه أبنائهم أيضاً وذلك حتى يكون الطلاق حلاً لعدم اتفاقهم وليس سبباً فى حدوث سلسلة لا متناهية من المشاكل الجديدة وبتطبيق ما يسمي أيضاً بالإرشاد الزواجى للمتزوجين حديثاً لمساعدتهم على تفادى كل ما من شأنه تعكير صفو حياتهم الزوجية وبالذات خلال الخمس سنوات الأولى التى تعتبر أخطر مرحلة يمر بها الزوجان فى بداية حياتهم الزوجية. وفي العراق اهتمت المنظمات الحكومية وغير الحكومية النسائية بالمطلقات والأرملات ايضا وبتوفير فرص عمل ورعاية لهن وتسعى هذه المنظمات بالاضافة الى الجمعيات الى الاستمرار في التواصل مع المنظمات العالمية من اجل تطوير سبل تحسين وضع المطلقة اجتماعيا. ولكن يبقى الالتماس ويا حبذا لو كانت هناك مكاتب اسرية استشارية لحل النزاعات الزوجية والاهتمام بما بعد الطلاق وايجاد سبل للتوفيق بين الطرفين المطلقين وتقريب اواصر التفاهم بينهما في مجتمعنا العراقي الذي يسعى دوما الى التطور والنهوض فكريا ومجتمعيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ


.. مسيرة تجوب شوارع العاصمة البريطانية لندن تطالب بوقف بيع الأس




.. تشييع جثمان مقاوم فلسطيني قتل في غارة إسرائيلية على مخيم جني


.. بثلاث رصاصات.. أخ يقتل شقيقته في جريمة بشعة تهز #العراق #سوش




.. الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إنسانية عبر الرصيف ا