الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة التي رفضت حكم الرسول ونصرها القرآن

إسماعيل حسني

2014 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سورة المجادلة ، سورة قرآنية رائعة تعلمك كيف تفهم الدين ، وكيف تتلقى تعاليمه بعقل نقدي يقبل ويرفض ويحلل حتى وإن صدرت هذه التعاليم عن الرسل أنفسهم ، فالعقل يعلو ولا يعلى عليه ، وأن مصلحة الإنسان هي الهدف الأسمى لكل الأديان والشرائع.
فما هي قصة هذه السورة العظيمة ، وذاك الحوار العظيم الذي نزلت بشأنه ؟ (القرطبي – الطبري – ابن كثير - البغوي)
نزلت في خولة بنت ثعلبة التي كانت تحت أوس بن الصامت ، وكانت حسنة الجسم ، فرآها زوجها ساجدة فنظر عجيزتها فأعجبه أمرها وأرادها فأبت ، فقال لها : أنت علي كظهر أمي ، ثم ندم على ما قال (كان الظهار من طلاق الجاهلية). فذهبت خولة تستنجد بالرسول (ص):
فقال لها : ما أظنك إلا قد حرمت عليه.
قالت : والله ما ذاك بطلاق ، لقد تزوجني شابة غنية ذات مال وأهل حتى إذا أكل مالي وأفنى شبابي وتفرق أهلي وكبر سني ظاهر مني ، وقد ندم ، فهل من شيء يجمعني وإياه تنعشني به ؟
فقال الرسول : حرمت عليه.
فقالت : يا رسول الله والذي أنزل عليك الكتاب ما ذكر طلاقا وقد نسخ الله سنن الجاهلية.
فقال الرسول: ما أوحي إلي في هذا شيء.
فقالت : يا رسول الله ، أوحي إليك في كل شيء وطوي عنك هذا ؟ !
فقال : هو ما قلت لك.
فجعلت تراجع الرسول وهو يقول لها : حرمت عليه.
فقالت : إلى الله لا إلى رسوله أشكو.
وأخذت تهتف : أشكو إلى الله فاقتي وشدة حالي وصبية صغارا إن ضممتهم إليه ضاعوا وإن ضممتهم إلي جاعوا ، وجعلت ترفع رأسها إلى السماء وتقول : اللهم إني أشكو إليك ، اللهم فأنزل على لسان نبيك .فنزلت الآية :
"قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ. الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ-;- إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ-;- وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ-;- وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ. وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ-;- ذَٰ-;-لِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ-;- وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ. فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ-;- فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ-;- ذَٰ-;-لِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ-;- وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ-;- وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ".
المرأة لا تقبل من الرسول حكما لم يقبله عقلها ، ورأت فيه ظلما ، وتراجعه فيه مرات ومرات ولا تأبه ، لأنها تعرف أن الرسول لا ينطق عن الهوى في تبليغ القرآن فقط ، أما في غير القرآن فقد كان بشر يخطئ ويصيب ، وهو (ص) يتقبل مجادلتها فلا يغضب أو يتأله عليها ، ولم يدع أنه لا ينطق عن الهوى في أحكامه وأن عليها الإلتزام بها ، وعندما يصر الرسول على حكمه ، ترفض المرأة التسليم به ، وتشكو إلى الله ، الذي سمع مجادلتها وأرسل الوحي بتشريع ينصرها.
أي عظمة ، وأي تقدير من الله ورسوله لظروف الإنسان وعقله وتفكيره ، وأي مثل ضربته هذه المرأة للمسلمين عبر العصور أن يمتثلوا بالطاعة في العبادات ، أما في أمور الدنيا فعليهم أن يعملوا عقولهم في الأحكام سواء وردت في القرآن أو السنة ، وقد كان هذا نهج جميع الصحابة رضوان الله عليهم ، فلم يقدسوا أحاديث الرسول إلا ما كان منها يخص العبادات ، وأوقفوا العمل بالكثير من أحكام القرآن القطعية الدلالة في أمور الدنيا تلبية لظروف المجتمع كإيقاف حد السرقة ، وإلغاء نصيب المؤلفة قلوبهم ، ومنع توزيع أرض السواد وغيرها.
فهل نتعلم ونتعظ ونتدبر شئون دنيانا بعقولنا ولا نتبع رجال الدين في كل ما يقولون عسى الله أن يفك كربنا ، ويصلح أحوالنا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ترقيع اخر طبعة
سلام عادل ( 2014 / 12 / 20 - 17:07 )
لا يبدل المتدين من المسلمين جلده وفكره الا بمعجزة. الأستاذ اسماعيل يريد استخدام العقل في أمور الحياة من خلال القران. ما هذا التناقض واللغظ والتلاعب في منطق الأشياء. العقل ينبذ كل ما هو مسلم، وانت تريد نبذ ما تراه غير مناسب في احاديث وقرآن المسلمين، وهذه دعوة للفوضى والقتل. فما يراه عقلك غير صالح يراه غيرك بانه قمة الصلاح، وهذا يعني الانقسام والتحزب وبالتالي سفك المزيد من الدماء. القضية ببساطة تتطلب الدعوة لاسقاط الاسلام كله لترتاح البشرية من هذا الدين الاجرامي مرة والى الأبد


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 20 - 21:57 )
إلى أتباع (يسوع) :
نقد ألوهية (يسوع) :
• يسوع الناصري يؤكد بشريته و لا يؤكد ألوهيته :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429552
• (يسوع) يعترف أنه ليس إله 19 مره! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=429761
• الرد على بعض النصوص التي يزعم المسيحيين أنها تؤله (يسوع) :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=430278


3 - تمثيلية
اّرام ( 2014 / 12 / 20 - 22:36 )
هذا هو حال الاسلام فهو نتاج المجتمع البدوي المتخلف وتشريعاتها هكذا ..

اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah