الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن ثقافة الخرافة محاولة للتفكيك

خليل عبد الحافظ

2014 / 12 / 20
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


عن ثقافة الخرافة "محاولة للتفكيك"
أختيرت الراقصة الإستعراضية الشهيرة فيفي عبده وتم تكريمها كأم مثالية العام السابق, وهو ما أثار موجة عارمة من السخرية والإستهجان بطول المجتمع العربي وعرضة.
الحدث السابق هو مثل بارز جدا يمكن أن نبسط من خلاله القصد بثقافة الخرافة السائدة في المجتمع العربي
ويمكن أن تعرف الخرافة بأنها الإعتقاد أو الفكرة القائمة على مجرد تخيلات عشواء من غير أي تراتب عقلي أو منطق علمي.
وكي نوضح الفكرة بشكل أكبر دعونا نناقش قضية الأم المثالية " فيفي عبده":
بعد أختيار فيفي عبده أم مثالية في السنة الماضية اجتاحت موجة عارمة من السخرية والإستهجان معبرة عن استحالة أن تكون راقصة مشهورة بهز الوسط أماً مثالية, وهو ما يستدعي الكثير من مشاهد التضاد الساخر من قبيل :الثعلب يعض , أو العاهرة تحب أن تدعى بالشريفة والأمثلة كثيرة ومتعددة , لكن تعالوا إذاً لمناقشة الموضوع بشكل عقلي ومنطق علمي .
ماذا يفترض بالأم المثالية أن تكون ؟وكيف تم الإختيارو ما هي مقومات الأمومة و واجباتها؟
يمكننا أن نجيب بالشكل التالي : الأم هي الحب والحنان والعطف وهذه صفات غريزية , ثم الإهتمام و الرعاية والحماية والتربية , ثم الصبر والتحمل و المرافقة , ولنعتبر أننا لجنة التحكيم في أختيار الأم المثالية , فسيكون علينا أن نضع جدولاً يضم الصفات السابقة ومن ثم , تأتي عملية التقيم بحيث نعطي كل أم نقطتان أو نقطة أو صفر أمام كل صفة على حسب نجاها في تمثل هذه الصفة من الأمومة, ثم بالتالي ستكون الأم المثالية هي الأم الحاصلة على أعلى معدل من النقاط.
قبل ذلك سيكون هناك شروط يجب توفرها في الأم المتقدمة للمسابقة كأن تكون لديها على الأقل طفل ثم أن يكون هذا الطفل قضى طفولته معها , وسيكون منطقياً أن المرأة التي لا تنجب غير مسموح لها بالمشاركة ومن ثم من غير المنطقي حصولها على لقب الأم المثالية وهي في الأساس ليست أماً .
لكن لا يمكننا منع أم اخرى من الترشح للمنافسة بحجة ان أبنها مجهول الأب لأن هذا الموضوع كونها أماً و لا يؤثر على نتائج المنافسة سلباً أو إيجاباً كما انه لن يمكننا أن نتعاطف مع أمرأة تبنت طفل لقيط كي نطلق عليها أما ونقبل بدخولها المنافسة و حصولها على اللقب بحجة أن فعلها يفوق فعل الأم لأنها أصبحت أماً لطفل غير طفلها ,بينما المنطقي أن شروط الأم غير متوفرة فيها.
وهنا يمكننا أن نختم مناقشة المثل السابق , بالقول أن : كون فيفي عبده رقاصة تهز وسطها إغراءً للرجال وإثارة لغرائزهم " بغض النظر عن صوابية الفعل أو خطئه كونه موضوع آخر ليس هنا مكان تناوله"كون ماسبق لا يقدح أو يؤثر من قريب أو بعيد في موضوع إمكانية أن تكون فيفي عبده أماً لأطفال تمتاز بكامل الحنان والعطف والحب والإهتمام والرعاية والعناية والحماية والتربية بل و تمتهن شغلها كي تستطيع أن تقوم بواجبات الأمومة تجاه أولادها وهذا أيضاً لا يعني موضوع التنافس, إذاً فهي إذا حققت الشروط بأعلى درجة , فليس اعتراض حصولها على التكريم كأم مثالية مع أنها راقصة إلا عملية معقدة من التفكير الخرافي الموغل في العشواء.
بينما سيكون النقد المقبول أو الإعتراض هو ماإذا كانت فيفي عبده مارست أي نوه من أنواع الرشوة كأن تكون على سبيل المثال قدمت ليلة راقصة مجاملة لواحد أو أكثر من أعضاء هيئة التحكيم , أو أنها أقامة حضانة نموذجية للأطفال الأيتام كيف يحصلوا على مقدار مناسب من الرعاية ,وهنا سيكون الإعتراض منطقي وعقلي وعلمي ومقبول , وسيكون أختيارها بعيداً عن شروط الإختيار عملية تثير السخرية أيضاً.
خليل عبد الحافظ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد توغل بري إسرائيلي وقصف مكثف.. نزوح عائلات من حي الزيتون


.. هل بدأت التحولات بالمواقف الأمريكية من حرب إسرائيل على غزة؟




.. هل سيؤدي تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لإسرائيل للضغط على نتن


.. الشرطة الهولندية تفض اعتصام طلاب مؤيدين لغزة بجامعة أمستردام




.. هل بدأت معركة الولايات المتأرجحة بين بايدن وترامب؟ | #أميركا