الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وقفة قصيرة بين الإنجيل والقرآن

جهاد علاونه

2014 / 12 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


حين قرأتُ القرآن وفهمته ألحدتُ إلحادا كبيرا لمدة عشرين سنة وأكثر, وحين قرأتُ الإنجيلَ وفهمته آمنت للأبد, وتساءلت عن هذين الكتابين!!! كيف مثلا يقول المسلمون عن القرآن أنه كِتابٌ من عند الله وبنفس الوقت توجد به عشرات الأخطاء اللغوية وعشرات الكلمات غير العربية التي ذكرتها في معظم مقالاتي:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=229788



وكيف مثلا يقول المسلمون بأن القرآن أُنزل من عند الله! وبنفس الوقت معظم الأحكام الشرعية التي تضبط الناس هي بالعربي الفصيح عبارة عن عادات وتقاليد الناس والمجرمين والسفاحين !!!.

وكيف مثلا يقولون عن الإنجيل بأنه كتاب مزور! وكتبه بشر, أي أن الأيدي التي خطت الإنجيل هي أيدي بشرية وبنفس الوقت حين أقرأ في الإنجيل لا أجد به ولا أي خطئ لغوي أو نحوي أو صرفي أو بلاغي أو حتى طباعي!!!.

وهذا ليس مستغربا عندي كثيرا بقدر الاستغراب الذي يدفعني للقول: هل البشر الذين كتبوا الإنجيل أكثر مهارةً في اللغة من الله!؟؟؟,أو أكثر مهارة من جبريل الذي كان عبارة عن (ماسنجر) بين محمد نبي الإسلام والله؟.

تعالوا مثلا لنقرئ في الإنجيل وآتوني بجملة واحدة فيه يوجد فيها خطأ لغوي, ومن ثم هاتوا لي سفرا واحدا من العهد القديم عليه خلاف بين المفسرين والمشرعين!! فكيف مثلا بكتاب يدعي القرآن عليه بأنه محرف أو يحرفون الكَلِمَ عن مواضعه وبنفس الوقت لا يوجد في هذا الكِتاب أخطاء طباعية أو لغوية,نحوية, صرفية!!.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=398416

طبعا قرأت في بعض الكُتب قديما عن خطأ لغوي في الإنجيل ولا توجد هنالك صحة على تلك الأخطاء ولا يمكن أن ننسبها إلى الله, لأن المسيح لم يدع أن الله أنزل عليه الإنجيل, بل أن الأناجيل الأربعة عبارة عن ما شاهده وسمعه تلامذة يسوع من يسوع نفسه , وأيضا أن الأناجيل مرت بمراحل ترجمة من لغة إلى لغة بل من العبرية والسريانية إلى كافة لغات العالم الحية والميتة.

ومن المهم معرفته أن تعاليم الإنجيل تدل دلالة واضحة على الرحمة والمحبة بين الناس وتعلم على قيم التسامح وكل مِلة من المِلل وكل أمة من الأمم إذا احتاجت إلى السلام بينها وبين جيرانها تضطر فورا لسماع كلام الإنجيل وأي أمة تريد أن تعلن الحربَ على جيرانها أو الغدر بهم فهي بحاجة لأن تتجاهل الإنجيل وترمي به من وراء ظهرها, وكل رجل إذا دعته الحاجة للغدر بزوجته فإنه بحاجة ماسة إلى القرآن وكل رجل يريد الوفاء لزوجته ومسامحتها فإنه مضطر رسميا للاعتراف بالإنجيل ذلك أن الإنجيل هو أول وآخر كِتاب يُقدس الحياة الزوجية.

وكلما احتجنا إلى قلب نظام أي حكم والثورة على أي حاكم لا بد من أن نلجأ إلى القرآن والإسلام كحل للأزمة وكلما احتجنا إلى الرفاهية وإلى إسعاد الناس في حياتهم فإننا حتما سنحتاج إلى تعميم الإنجيل وتعميم مفاهيمه.

إننا في هذا الوقت العصيب محتاجون فعلا إلى الإنجيل لأننا في زمنٍ طغى وتجبّر وتكبّر به المتجبرون واستقوى فيه الضعفاء على الأقوياء, إننا في زمن عربي يرفض فيه الرجل مساواة المرأة به وترفض فيه الحكومات العربية تشبيك العلاقات بين مؤسسات المجتمع المدني الديمقراطية لذلك حكامنا بحاجة لقمع الناس وقمع الحريات العامة لكي لا تنتشر لا المؤسسات ولا الأحزاب وبأن يبقى المجتمع العربي مجتمعا أبويا متسلطا يتسلط فيه الرجل على المرأة وتتسلط فيه الحكومات على المجتمع ويتسلط فيه الحُكّامُ على الحكومات وعلى الشعوب, هم في هذا الوقت محتاجون للإسلام لأن الاستلام ضد كل شيء وبالتالي ولهذا السبب ينشرون القرآن لأن القرآن يقمع الحريات وهم يحاربون الإنجيل والمسيحية لأن الأناجيل تدعم الحريات العامة وتشجع عليها وهذا كله بعكس القرآن, لذلك القرآن تحتاج له الحكومات الديكتاتورية والأناجيل تحتاج لها الحكومات التي لديها رغبة في إسعاد شعوبها.

نستنتج مما سبق أننا في زمن السِلم محتاجون إلى المسيحية والأناجيل الأربعة وفي زمن الحرب محتاجون إلى الإسلام والقرآن والسُنة, واليوم نحن وكل الشعوب محتاجون إلى أن نعيش في سلام وأمن وأمان وهذا لن يتحقق إلا عندما نسمح للأناجيل أن تدخل البيوت العربية بيت بي وزنقه زنقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أمين ثم امين
سلام عادل ( 2014 / 12 / 20 - 17:10 )
ليبارك ربنا يسوع حياتك أستاذ جهاد ويحفظك من كل شر. وكل عام والبشرية بألف خير


2 - وعلى ربهم فليتوكلون !!
اّرام ( 2014 / 12 / 20 - 19:18 )
تماما انه منطق وقوانين وتراث السفاحين وقطاع الطرق والهاربيم من وجه العدالة ..لا ادري اين هم اكادميينا لماذا لا يفقهون قسما منهم تراهم مثل البؤساء في الجوامع وجوههم كالمستضعفين رافعين ايديهم بالدعاء منذ عقود من الزمن ..ولا من مجيب ومثلما يخاطبون حجرا او صخرة صماء ..


3 - لا إنجيل ولا قرآن بل مبادئ حقوق الإنسان
ليندا كبرييل ( 2014 / 12 / 20 - 20:29 )
الأستاذ جهاد علاونة المحترم

نحن المسيحية لا ندّعي أن الإنجيل منزّل من عند الله على نبي
المسلمون يرون أن الإنجيل مزور،
والمسيحيون يرون أن عثمان تلاعب في نسخ القرآن، هاتوا لنا اللوح المحفوظ

الآثار القديمة المكتشفة في مصر والعراق وسوريا المتعلقة بحضارات ما قبل كل الأديان موجودة في المتاحف
لمَ لا نرى النسخ الأصلية للكتب المقدسة؟
كل طائفة ترمي غيرها بالتحريف وكل مذهب ينعت غيره بالضلال،
كل دين يرى في غيره من الأديان ما يستدعي النقد

نحن نقول إن المسيحية مسالمة لكن المسلمين يؤكدون لنا أن المسيح لم يكن مسالماً بدليل بعض أقواله وكذلك آيات العهد القديم
نفس الأمر ينطبق على العهد المكي المسالم والمدني العنيف
ولن ينتهي هذا الجدال السخيف الذي ينشط في زمن الانحطاط الفكري

نحن بحاجة أن نتعلم في مدارسنا مبادئ حقوق الإنسان الجامعة الموحّدة لكل البشر
أما بيوتنا فهي مفارخ لللعنصرية والعصبية الدينية

مع اقتراب العام الجديد أتقدم إليك بالتهنئة راجية لك الصحة والنجاح
مع تقديري


4 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 20 - 21:44 )
أولاً : قانون ثابت : [(متى 5 :17) + (تثنية 29: 29) + (مزامير 111: 7-8) = قوانين (العهد القديم) سارية المفعول إلى الأبد في المسيحية] .
الخلاصة : هذا القانون يؤكد أن المسيحية لا تعترف إلا بقوانين (العهد القديم) الإرهابية , تابع :
ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479

ثانياً : نعم , (الأناجيل) مزورة , و لو لم تكن مزوره ؛ لأجبت على هذه التساؤلات , تابع :
الأناجيل في الميزان :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=410699

ثالثاً : طبقاً للمبدأ (البوكيلي Bucaillism) , فإن (القرآن الكريم) بعد مراجعة علمية دقيقة هو الكتاب الوحيد الذي لا يوجد به خطـأ علمي واحد رغم أن عمره 1400 عام .
يقول (شاخت) المتحامل على الاسلام : (إنه ليس هناك من شك في قطعية ثبوت القرآن وتنزهه عن الخطأ ...) .


5 - تحية
عدلي جندي ( 2014 / 12 / 21 - 08:37 )
للأستاذة ليندا وأتفق تماما مع مداخلتها وأطلب منها أن تكتب موضوع بنفس عنوان التعقيب السابق
لا إنجيل ولا قرآن
محبة وإحترام


6 - الله محبة وستكون رسالته محبة
مروان سعيد ( 2014 / 12 / 21 - 19:31 )
تحية كبيرة للاستاذ جهاد علاونة وتحيتي للجميع
صدقا لم اقراء هذا الموضوع وعلقت على الموضوع الذي تلاه وستجد افكارنا متطابقة بالنسبة للقران ولكن بالنسبة للا نجيل هو رسالة محبة من رسول المحبة وكلامك لايقدر احد التعقيب عليه لما احط الموضوع من جوانبه الكثيرة وباختصار
ومن اجمل الاشياء التي كتبتها
وكل أمة من الأمم إذا احتاجت إلى السلام بينها وبين جيرانها تضطر فورا لسماع كلام الإنجيل وأي أمة تريد أن تعلن الحربَ على جيرانها أو الغدر بهم فهي بحاجة لأن تتجاهل الإنجيل وترمي به من وراء ظهرها, وكل رجل إذا دعته الحاجة للغدر بزوجته فإنه بحاجة ماسة إلى القرآن وكل رجل يريد الوفاء لزوجته ومسامحتها فإنه مضطر رسميا للاعتراف بالإنجيل ذلك أن الإنجيل هو أول وآخر كِتاب يُقدس الحياة الزوجية.
ومودتي للجميع

اخر الافلام

.. 163-An-Nisa


.. السياسي اليميني جوردان بارديلا: سأحظر الإخوان في فرنسا إذا و




.. إبراهيم عبد المجيد: لهذا السبب شكر بن غوريون تنظيم الإخوان ف


.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله




.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446