الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
معالم الهمجية العنصرية الواحدة - على جدار الثورة السورية - 94
جريس الهامس
2014 / 12 / 21العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
معالم الهمجية العنصرية الواحدة – على جدار الثورة . رقم 94/2
لاشك أن الصهيونية العنصرية جزء لايتجزأ من ثمار نظام الرأسمالية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر أي بعد إنتصار الثورة الفرنسية عام 1789 وإرتبطت عضوياً بنظام الإحتكار الرأسمالي العالمي , وكان لصنيعتها الماسونية العالمية الدور البارز في أحداث التاريخ قبل " هرتزل " الذي تمكن من عقد أول مؤتمر صهيوني في بازل بألمانيا عام 1897 وبعده حتى كان لها الدور الرئيسي في هزيمة نابليون الأخيرة في " واترلو " أمام الجيش البريطاني ونفيه إلى جزيرة – القديسة هيلانة – في المحيط الأطلسي . كما نشر بعدها .. وعمد زعماؤها الأوائل لتكريس فكرة " الأمة اليهودية " القائمة على الدين اليهودي وحسب بصرف النظر عن الإختلاف في اللغة و القومية وفي الجغرافيا والتاريخ والحياة الإقتصادية والثفافية المشتركة – في تكوين الأمم والشعوب ..ثم أعقبتها بأسطورة ( أرض الميعاد )و ( الوطن القومي لليهود ) التي توجتها الصهيونية والماسونية البريطانية ب ( وعد بلفور) بعد الحرب العالمية الأولى ..وإقامة دولة الكيان الصهيوني العنصري –إسرائيل -- عام 1948 حتى اليوم ..
تم تكريس هذه النزعة الشوفينية العنصرية في قلب عصر الأنوار الذي حمل رايته النظام الرأسمالي الجديد الذي تجلى في النظام الجمهوري البرلماني الليبرالي , الذي توّج بعصر الإستعمار القديم والحديث لذلك كان اليهودي الصهيوني مرتبطاً حكماً بالنظام الرأسمالي حتى سقوطه ..وانتقل تلقائياً إلى تبعية النظام الإستهلاكي العالمي والإستغلالي الجديد بقيادة الطبقة البورجوازية " الوضيعة " التي تجر العالم نحوكارثة نووية بقيادة الولايات المتحدة والقياصرة الجدد , بالجيوش الجرارة والبلطجة الدولية وبدولار مزيف دون تغطية ..وبفرض أنظمة فاشية إستبدادية على بلدان العالم الثالث مصدر الثروات الخام واليد العاملة الرخيصة وسوق للإستهلاك والخدمات ...
ولابد من العودة إلى ينابيع الفكر العلمي الماركسي لنرى رأيه بالعنصرية اليهودية الصهيونية وأسطورة الوطن القومي اليهودي وأكذوبة " الدين القومية أو الأمة الواحدة "" كما يزعم أدعياء التدين وتسييس الدين في هذه الأيام الهمجية الداعشية – الأسدية - ...علماً أن الإسلام كالمسيحية لم يجعل الدين هو الأمة أو الدولة أبداً......ففي القراّن ( وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ........ وأيضاً : لوشاء الله لجعل الناس أمة واحدة ..) وفي الإنجيل ( قال المسيح لتلاميذه : إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم ..كماحارب العنصرية اليهودية في عقر دارها وفصل الدين عن الدولة بقوله : ( إعطِ مال قيصر لقيصر , ومال الله لله .. ) .
أما في الفكر العلمي الماركسي فقد خصص كارل ماركس بحثه الخاص في محاربة العنصرية اليهودية تحت عنوان ( المسألة اليهودية ) وضد نظام ( الغيتو اليهودي ) رداً على الفيلسوف الألماني ( برونا باور ) مفنداً طوباويته البعيدة عن الواقع وتحليله العنصري لتحرير اليهود , بمعزل عن تحرير المجتمع الذي يعيشون فيه من الإستغلال الطبقي الرأسمالي .. وبالتالي تمزيقه لوحدة الطبقة العاملة وتضليلها ...وحدّد ماركس في وقت مبكر جداً ,, أن العلة في الدين اليهودي نفسه بقوله :
( -الأساس الدنيوي لليهودية هو البيع والشراء .
الأساس الدنيوي للإله اليهودي هو المال.
لاتحرير لليهودي إلا بتحريره من يهوديته
لاتبلغ اليهودية ذروتها إلا مع إكتمال المجتمع البورجوازي .
المجتمع البورجوازي ينشل اليهودي من أعماق أحشائه دون إنقطاع , لأن الحاجة العملية والأنانية هي أساس المجتمع البورجوازي ...
لاتبلغ اليهودية ذروتها إلا مع إكتمال المجتمع البورجوازي ..
ثم تابع المعلم لينين مسيرة ماركس بهذا الصدد : حيث دحض مزاعم وجود ( الأمة اليهودية -- والثقافة اليهودية المستقلة عن محيطها العام ) التي ينادي بها العنصري المحتل ( ناتنياهو) في فلسطين المحتلة اليوم --- ,,في العديد من مؤلفات لينين : أهمها : خطتان في الثورة الديمقراطية -- مالعمل ؟
وخطوة إلى الأمام خطوتان إلى الوراء – وحق الأمم بتقرير مصيرها – وملاحظات إنتقادية حول المسألة القومية وغيرها نقرأ أهم ماجاء فيها بهذا الموضوع :
( من سوء الحظ أن الفكرة الصهيونية ( الأمة اليهودية ) خاطئة تماماً , ورجعية في الأساس , فاليهود ليسوا أمة ..)
كماقال : (إذا كان اليهود أمة منفصلة تفتقد الأساس العلمي , فهي أيضاً فكرة سياسية رجعية والأدلة يعرفها التاريخ القريب وحقائق السياسة الراهنة . ففي جميع بلدان أوربا ,سار إنهيار القرون الوسطى ونمو الحركات السياسية خطوة بخطوة مع تحرر اليهود وإنعتاقهم السياسي , وتخليهم نهائياًعن لغة ( اليد ش ) التي كانوا يتكلموا بها – وهي خليط من الألمانية والبولونية والعبرية , وتحولهم إلى لغة الشعب الذين يعيشون بينه .. وذوبانهم المضطرد في الشعب المحيط بهم و رغم محاولات العزلة الصهيونية... ولسنا بحاجة للتدليل بأن القوى الرجعية في أوربا وروسيا هي التي تعارض ذوبان اليهود وتحاول بقاءهم معزولين عن المجتمع الذي يعيشوا فيه ..) .
كما فضح لينين محاولات ( حزب البوند ) – إتحاد العمال اليهود في روسيا وبولونيا وليتوانيا – لإنشاء ما أطلقوا عليه إسم ( قومية المنفى ) التي ترفض الإندماج بعمال هذه البلدان تبعاً لفكرة ( رومو الجينو ) الصهيونية العنصرية التي ترفض الإندماج مع الشعوب تحت شعار – معاداة السامية – التي زرعها اللوبي الصهيوني ومازال اليهود يتهمون كل من يقف ضد عدوانهم واغتصابهم لأرضنا بمعاداة السامية .. كما قال لينين : ( إن الحركة الإشتراكية الديمقراطية الروسية لم تميز بين أعضائهاعلى أساس الدين , وقد تذرع – البوند - بمعاداة السامية – لتبرير تنظيمهم المنعزل ,, إن معاداة السامية ,, تنبع من مصالح البورجوازية ولاعلاقة للطبقة العاملة بها ولا بمصالحها ..) كما قال :
( إن اليهود المقيمين في العالم المتمدن لايشكلوا أمة واحدة, فقد تمثلوا أكثر من غيرهم كما يقول كاوتسكي وباور أنفسهم وكذلك لايشكل اليهود القاطنون في روسيا وغاليسيا أمة فليسوا في هذين البلدين سوى فئة صغيرة معزولة ومنغلقة مع الأسف , وهذاهو الرأي الثابت الذي يقول به المؤرخون الذين يعرفون التاريخ اليهودي يقين المعرفة...غير أن اليهود الرجعيين التافهين ا لضيقي الأفق يريدون أن يعيدوا عجلة التاريخ إلى الوراء ... – راجع النصوص الكاملة حول الإستقلال الذاتي السياسي –لينين -- )
وكان اليهود وحزبهم " البوند " وراء جريمة إطلاق الرصاصة المسمومة على لينين أثناء خطابه بين جموع عمال روسيا التي أدت لوفاته المبكرة وهو في قمة العطاء الفكري لتحرير البشرية .. التي خسرت قائداً فذاً مثل لينين ..
بعد لينين وقف ستالين موقفاً حازماً من الحركة الصهيونية - رغم الأخطاء في بناء الحزب وعدم حل التناقضات مع المحرفين الذين إغتصبوا السلطة بواسطة العسكر فور وفاته –
وعرّف الحركة الصهيونية في كتابه " الأسس اللينينية " بما يلي :
( إنها حركة شوفينية رجعية للبورجوازية اليهودية , تجند أتباعها من بين المثقفين , ومن أوساط العمال المتخلفين الذين يريدون عزلة جماهير العمال اليهود عن النضال العام للبروليتاريا في العالم ) كما شجب فكرة وجود أمة يهودية بقوله ::
( إنني أكررماهي تلك الأمة التي تُدعى الأمة اليهودية ؟؟.. التي تتكون من اليهود الجيورجيين والداغستانيين والروس والأوكرانيين والبولنديين والفرنسيين والأمريكان ..إلخ وأي مصير مشترك يتحدثون عنه , وأية وحدة قومية يمكن أن توجد بينهم وهم يعيشون في بلدان وعلى أرض مختلفة ويتكلمون لغات مختلفة ..) ومنع ستالين هجرة اليهود الروس إلى فلسطين المحتلة , وأنشأ لهم منطقة للحكم الذاتي لمن يرغب منهم الإلتحاق بها في منطقة ( بيرا بيدزان) على نهر – الاّمور-- محاولًا جمع اليهود فيها – إنتقل إليها حوالي ثلاثمئة ألف يهودي , لكن المشروع ألغي بعد وفاته .. ولم يفتح باب هجرة اليهود الروس إلى فلسطين المحتلة إلا بعد إغتياله بواسطة اليهودي بيريا والأطباء اليهود في موسكو في شباط 1953 باعتراف مولوتوف وزير الخارجية وجوكوف وزير الدفاع وخروشوف نفسه فيما بعد وغيرهم ...
وفي عام 1960 على ما أذكر قام المهرج خروشوف بزيارة باريس .. وفي أحد الإحتفالات شن اللوبي اليهودي الفرنسي حملة ضده لأنه يمنع هجرة اليهود الروس من الهجرة إلى إسرائيل . فرد عليهم مطمئناً بأنه هوالذي فتح باب الهجرة لهم متى شاؤو ا وطمأنهم مازحاً بقوله ( إن 60% من أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي في حزبه متزوجون من يهوديات ) ..
كل هذا كان التاّمر الدولي والإنحطاط في المجتمع الدولي وسفالة الحكام العرب بالدرجة الأولى وعمالتهم للغرب الإستعماري وللماسونية العالمية ساهم في قيام دولة إسرائيل عام 1948 ... لذلك كان الشاعر المهجري الياس قنصل على حق حين قال :
لم يبنِ دولتهم جيشُُ ولا جَلَدُُ ..... لكن بناها ملوكُُ عربُ
وسيطرة العسكر والمحرفين على القرار في الإتحاد السوفياتي بعد المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفياتي وطرح خروشوف وعصابته شعاراته الستراتيجية في البناء الداخلي ( دولة كل الشعب – وحزب كل الشعب ) بقيادة البورجوازية الوضيعة ومنها الجنرالات داخل الإتحاد السوفياتي نفسه والبلدان التابعة .. ---- وفي العلاقات الخارجية التخلي عن دعم حركات التحرر الوطني في العالم الثالث – والأمثلة لاتحصى – وطرح شعار ( الوفاق والتعايش السلمي مع الأمبريالية الأمريكية ) كل ذلك طعن إنتفاضات الشعوب وتمردها لنيلها حرياتها وأبسط حقوقها في الظهر وخلق وأيد أنظمة عسكرية بوليسية تجلد شعوبها وتنهب خيرات بلادها بالإشتراك مع الشركات الإستعمارية الغربية – من نظام مانغستو هايلا مريم في الحبشة إلى أنظمة القذافي وهواري بومدين إلى نظام حافظ الأسد ونظام علي عبدالله الصالح في اليمن وغيرها ...
وفي نفس الوقت ساهم المحرفون السوفييت بشكل سافر في خلق الظروف الملائمة للتوسع الإسرائيلي بدعمهم اللامحدود لنظام الخيانة والعمالة الأسدي في خيانة حزيران 67 وبعدها وبقي القياصرة الجدد اليوم ( بوتين – لافروف وبقية العصابة )على النهج نفسه بالإنسجام والتوافق مع إسرائيل لحماية وبقاء نظام القتلة واللصوص الأسدي على كرسي الأشلاء والدماء , إلى جانب حليفته بل حاميته المزمنة إسرائيل . فماهي أهم العناصر و السمات التي أخذها النظام الأسدي من إسرائيل ليقتل بها ويحارب أهلنا في سورية بهذه الوحشية دون أن يرف له جفن هل هي عنصرية التوراة أم التلمود أم النازية الجديدة ...سنرى في مقال قادم ## - 21 / 12 – لاهاي
جريس الهامس
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. #شاهد بعد تدمير الاحتلال مساجد غزة.. طفل يرفع الأذان من شرفة
.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تفاجئ الاحتلال بعمل
.. لبنان: نازحون مسيحيون من القرى الجنوبية يأملون بالعودة سريعا
.. 124-Al-Aanaam
.. المقاومة الإسلامية في العراق: إطلاق طيران مسير باتجاه شمال ا