الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمال داود ودواعش الجزائر .

الطيب آيت حمودة

2014 / 12 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعض منا ، فكروا ومحصوا ، فقرأوا المجتمع قراءة مطابقة لقراءة ابن خلدون الحكيم القائل :
الدعوة الدينية من غير عصبية لا تتم ، فقلبوا الفكرة بأن جعلوها الحكم من غير عصبية الدين لا يتم ، وهو ما يعني أن كل راغب في الوصول إلى السلطة والحكم عليه بدغدغة العاطفة الدينية بجعل الدين مطية لبلوغ الشأو المقصود ، فهذا ما دندن به كل مؤسسي الدول بتعاقبها حسب منظور أطوار الحضارة الخلدوني .

***فهل (حمداش زراوي) يناصر الإسلام وينافح عنه ، أم أنه يوظف الإسلام بمعتقده الراسخ في إنشاء دولة داعش في الجزائر؟

***حمداش زراوي وداود كمال ، سيان عندي ، فالأول فهم الإسلام بفقه الأولين ، رجم ، وقتل ، وذبح ، وقطع الأيدي والأرجل من خلاف ، والثاني وظف موهبته في خدش الذات الموهونة وإدماء جروح صعب التآمها ، للحصول على مغانم عينية من المانحين المشجعين للفرنكوفونية ، غير أن خطر الأول أفدح لأنه متمرد قاتل مدعوما بآلية مجنزرة إسمها الشرع ، لكنه ليس بشرع رباني بقدر ماهو شرع أهوائي صاغة فقه النكد الذي جعل من الذهب نحاسا، ومن العسل دبسا ومن الكافور ملحا .

***فإن كان ( كمال داود ) مفرط أشد الإفراط في حرية الفكر ، ويرى بأن حريته الفكرية منوطة باللغة التي يكتب بها ( الفرنسية -) ويقول بأن استقلالنا كان زائفا لأنه عطل النماء وقيد الحريات ، فتلك الحرية مددها فوق اللزوم لكسر الطابو (الديني) و(الوطني) و(القومي) ، فذاك شأنه مادام قد بقي في إطاره الفكري السلمي دون الممارسة في دنيا الواقع ، فلو سلطنا أحكاما على أفكار الناس و تصريحاتهم المعلنة والخفية لأصبح الوطن كله معتقل وسجن كبير للعامة .

*** فالبوح الهادر الصادر عن الرجل هو نتاج لإرهاصات عاشها ويعايشها ، ومن حقه إخراجها للعلن للمناقشة والإثراء تثمينا أو دحضا فقد كان ( ابن الرواندي ) الملحد في زمن العباسيين يبشر بإلحاده في أسواق بغداد دون أن يعترضه أحد ، أقرأوا كتابه [ الزمرد] لتكتشفوا مبلغ التشكيك في معتقدات الإسلام ، اقرأوا شيئا من أدب ابن المقفع الزنديق ، أو بشار بن برد الذي كنا نقرأ له قولا شنيعا منه :

ابليس أفضل من ابيكم آدم ***فتبينوا يا معشر الفجار
النار عنصره وآدم طينه *** والطين لا يسمو سمو النار

***فما قاله ( كمال داود ) هو قطرة في بحر مما قاله جهابذة الفكر الحر في تراث المسلمين .


*** من له الحق في ردع الرأي المخالف ، هل (زراوي حمداش ) له تكليف إلهي بإصدار أحكام ضد المخالفين لفكره ومعتقده ، حتى حد الردة المزعوم مسألة فيها خلاف بين المسلمين ، والله هو القائل لنبيه الكريم ، ليس عليكم هداهم ، فإن الله يهدي من يشاء 0( البقرة 272)
إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل (الزمر 41)

***تقديري أن (حمداش) و(داود) شخصان يبحثان عن الشهرة معا لكن بأسلوبين مختلفين ، فأولهم يستغل الدين لتجييش العوام الهوام ، والثاني يوظف الفكر لتقويض دعائم الفكر النكوصي الذي يتباكى عن تشققات بدأت تضرب معبده القديم .

ثنميرث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذي
ياقوت الصحراء ( 2014 / 12 / 21 - 22:31 )
أخالفك الرأي يا استاذي الفاضل ف كمال داود ابدا لا يتساوى مع الإرهلبي المتقاعد عبد الفتاح حمداش كون الأديب داود قد قال رأيه صريحا دون نفاق و هذا ابدا لا تحبه فرنسا بل هي تساند حمداش المغيب للعقول باسم الدين و الداعي للإرهاب،ثم ان داود قد يتعرض للقتل في اي لحظة حتى في فرنسا من طرف ابناء الجالية الجاهلة،و انا احييه على رأيه و على شجاعته،اكيد ان الكلام صادم لأنه أول مرة جزائري يخرج للعلن بتحدث هكذا،،لكن أكيد سوف يظهر غيره و باكثر جرأة يمكن،على فكرة في الشارع الكثير من الناس يتحدثون عن افات الشيوخ و يتساءلون لماذا وضع اله الإسلام المرأة و الغائط بمرتبة واحدة و ماذا عن نكح الطفلة،،،امور تتعارض مع العلم و الفطرة البشرية،،،و محمد رسول الإسلام لم يكن شخصا مثاليا ابدا بل هو منظر العنجهية لأتباعه،و هذه فرصتنا لنجتث الإرهاب دون رجعة من وطننا الحبيب الى الأبد
تحية لك استاذي الفاضل

اخر الافلام

.. -الجمهورية الإسلامية في #إيران فرضت نفسها في الميدان وانتصرت


.. 232-Al-Baqarah




.. 233-Al-Baqarah


.. 235-Al-Baqarah




.. 236-Al-Baqarah