الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بحضور رئيس البرلمان وممثلي الاديان في العراق... مسارات تعقد مؤتمرها السنوي لتعزيز حرية الدين والمعتقد في العراق.

شيماء قاسم

2014 / 12 / 22
المجتمع المدني


عقدت مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية مؤتمرا حول حرية الدين والمعتقد في بيت المعرفة المندائية في بغداد صباح يوم 20/12/2014 بحضور رئيس البرلمان د. سليم الجبوري وممثل عن الريش امة ستار جبار الحلو رئيس الطائفة المندائية في العالم وعن البطريرك لويس ساكو رئيس الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم و تحسين بيك امير الايزيديين في العراق والعالم والشيخ د. احمد عبد الكريم العاني من المجمع الفقهي في العراق وشخصيات سياسية وثقافية وبرلمانية بينهم السيدة شروق العبايجي ورائد فهمي وزير العلوم والتكنولوجيا الاسبق واخرون، ووكيل وزارة الثقافة السيد فوزي الاتروشي.وأكثر من مائة شخصية سياسية واعلامية واكاديمية ومدنية
ورحب الشيخ علاء عزيز طارش عضو وكيل رئيس الطائفة المندائية عضو المجلس العراقي لحوار الاديان بالحضور في بداية المؤتمر مؤكدا ان بيت المعرفة المندائي الذي يحتضن مؤتمر مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية هو بيت لكل العراقيين على اختلاف اديانهم وقومياتهم مثمنا للمؤسسة اقامة نشاطها فيه من اجل التأكيد على وحدة الاديان وتكامل اتباعها في العراق رغم رياح الطائفية وسموم التطرف التي تعصف بالمنطقة.
فيما قال د. سليم الجبوري رئيس البرلمان العراقي في كلمة القاها في المؤتمر ان الحرية الدينية أو حرية المعتقد أو حرية التعبد هو مبدأ يدعم حرية الأفراد في إظهار دينهم أو معتقداتهم أو شعائرهم الدينية سواء بالتعليم أو الممارسة أو الاحتفال.
وفي القانون الدولي فان حرية الدين والمعتقد محمية من قبل المعاهدة الدولية للحقوق المدنية والسياسة. وقد تجاوز هذا إلى المعتقدات غير الدينية كالإنسانية مثلا.
فيما قال وكيل وزارة الثقافة في كلمتة ان تمثيل كل الثقافات العراقية في الثقافة الوطنية وعدم اقصاء او تهميش مكون معتبرا ان لا وجود لأقليات و اغلبيات وعقائد وثقافة وان العراق يشكل مرجعية في الديانة الصابئية والايزيدية الطائفة الكلدانية وان أي اعتداء على هذه المكونات هو انتحار ثقافي وتاريخي للوطن العراقي .
واكد البطريارك لويس ساكو في كلمة القاها عنه المطران شليمون وردوني ان في الحوار تُبنى العلاقات الجيّدة، تتقدم الشعوب وتستقر الأوطان وتطمئن النفوس وهذا يقود نحو الحرية والمساوات وهذا يُعطي لكل ذي حق حقّه. لا اكراه في الدين وبقدر ما تكون الحرية في الدين بقدر ذلك تتوثّق العلاقات بين الانسان والله، وبين البشر اجمعين. الاكراه والتزمّت والتطرف كلها تزرع الحقد والكراهية فتبتعد النفوس عن بعضها البعض وتصل الحالة إلى العنف والأنقسامات والارهاب والحروب عوض عن السلام والأخوة والانفتاح الذي يزرعه الدين الحقيقي والتنوع الديني الذي يغتني به المجتمع ويرضي به الله ويسعد به الأنسان. لننظر الى الطبيعة والى الحدائق العامرة بتنوع ورودها بروائحها الزكيّة والوانها الزاهية: اذاً لنقبل بعضنا البعض بفرح ومحبة قائلين: الدين لله والوطن للجميع
هذا وبحث المؤتمر في جملة محاور أساسية هي (حالة حرية الدين والمعتقد المسحيين) و(حالة حرية المعتقد للايزيديين) و(حالة حرية المعتقد للمندائيين) و(موقف الفقه الاسلامي من حرية المعتقد).
ونبهت مؤسسة مسارات في كلمتها التي القاها نائب رئيس المؤسسة على طاهر ان المؤسسة تؤكد على ضرورة التوازن بين الحقوق الجماعية والحقوق الفردية من خلال شعار "مختلفون ومتساوون" الذي اكدنا فيه على اننا حتى لو كنا مختلفين كجماعات لكن من المهم ان نبقى متساوين كأفراد.
واضاف ان من دون دولة تضمن لنا هذا التوازن، سوف يغرق حامل الحقوق الاساسية الذي هو الفرد/المواطن في لعبة المكونات، ونفقد انسانيتنا، ومن بعدها شعورنا بهويتنا وولاءنا، فيتصدع المجتمع بسبب البناء الخاطى لدولة المكونات.
ونحن هنا نؤكد اننا لا نريد دولة مكونات، بل دولة مواطنة، ومن دون ذلك سوف يستمر غرقنا في وحل الصراع بين الاستحقاقات والمظلوميات والذاكرة الهدامة، دون ان نؤسس لولادة انسان عراقي يؤمن ان وحدة بلاده في تنوعها، وان هوية الاخر تغني هويته ولا تهددها.
ونقل السيد صائب خدر تحيات الامير تحسين بك للمؤتمر وقال في كلمته ان هجرة الايزيديين واغتصاب حقوقهم التي تتزامن مع الاحتفال بعيدهم في يوم المؤتمر للمرة الاولى في الظروف الصعبة التي يعانون منها بسبب سيطرة داعش على مناطق تواجدهم مؤكدا ان تغيير الافكار التي تسود المجتمع حول الايزيدية هي الطريق الامثل لمحاربة الارهاب وافكار داعش المتطرفة وليس بالسلاح فقط , مطالبا الحكومة بصب اهتمامها لحماية حرية الدين والمعتقد مشيرا الى ان لا بديل لمكونات العراق سوى التعايش السلمي.
والقى كلمة المجمع الفقهي العراقي الدكتور احمد عبد الكريم العاني اكد فيها ان رسالة الاسلام هي رسالة رحمة في مصدرها ومنهاجها ورسولها وحملتها، مستشهدا بقوله تعالى "الرحمن الرحيم" "رحمتي وسعت كل شيء"، وقال عن كتابه" وتنزل من القرأن ما هو شفاء... ورحمة..."
وقال عن رسوله صل الله عليه وعلى اله وسلم " وما ارسلناك الا رحمة .." وقال عن ورثة الرسول وحملة الدعوة "اشداء على الكفار.." والرحمة لا تقتصر على علاقة الانسان بالانسان بل تتعداه الى عالم الحيوان والنبات (من لايرحم لا يرحم) وقال: (لا تنزع الرحمة الا من شقي) وقال: ( في كل كبد ذات رطبا اجر). وشدد الشيخ العاني على ضرورة انتهاج العدل في التعايش مع الاخر مؤكدا ان بالعدل قامت السماوات والارض، وبه تستقيم امور الحياة، وبالظلم تنهار الحضارات والامم، فالعدل قيمة دينية تتفرع عن قيمة الرحمة التي لا تفريق فيها باي سبب من الاسباب الدينية او العرفية او غيرها
كما القى الاب امير ججي كلمة المجلس العراقي لحوار الاديان والذي بدأها بتقديم الشكر لمؤسسة مسارات للتنمية الثقافية قائلا في البدء اود أن اقدم بأسمي و بأسم كافة اعضاء المجلس العراقي لحوار الاديان خالص الشكر والامتنان لدعوتكم لحضور هذا المؤتمر حول تعزيز حرية الدين والمعتقد في العراق, و ارغب اولاً ان أثمن عمل مؤسستكم الموقرة في عملها الدؤوب من أجل بث روح الحوار و الوئام بين اطياف بلدنا العزيز من خلال عملكم ’ سواء في المجال الاعلامي , أو الثقافي أو الاكاديمي وخصوصا العمل الميداني والمؤسساتي في المجتمع المدني للدفاع وصيانة حقوق كل مكون من مكونات بلدنا العزيز.
واضاف الاب ججي ان احترام حرية الدين والمعتقد يعني احترام الانسان وبالتالي احترام مشيئة خالق الانسان و ربه. فالاعتراف بالاديان الاخراى , اي أديام المنتمين الى العهد الذي ينتمي اليه القران و الانجيل و التوراة , يتضمن ايضاً الاعتراف بالكتب الموحاة التي سبقت الاسلام.
كما شهدت جلسات المؤتمر التوصل لمجموعة من التوصيات على المستوى القانوني التشريعي والاعلامي والمدني.

وعلى هامش المؤتمر اقيمت مجموعة من المعارض لنشاطات مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامي في مجال حوار الاديان تضمن معرضا للكتاب من منشورات المؤسسة خلال عشر سنوات.كما اقيم معرضا للبوسترات الخاصة بالاقليات التي كانت المؤسسة قد نشرتها في الفترة الماضية.ومعرضا ثالتا لعادات وشعائر الاقليات الدينية في العراق, ومعرضا فوتغرافيا للحوار بين الاديان الذي تقوده مسارات عبر المشاركة في تأسيس المجلس العراقي لحوار الاديان الذي اعلن عن تأسيسه منذ اكثر من عام.
وتم خلال المؤتمر التوقيع على كتاب (المسيحيون في العراق) وهو كتاب موسوعي مرجعي يقع في 816 صفحة شارك في تأليفه مجموعة من الباحثين اشرف عليه وحرره سعد سلوم رئيس المؤسسة .ويشمل في مجمله التاريخ الشامل للمسيحيين في العراق والتحديات الراهنة.
يذكر ان الكتاب تعرض اثناء شحنه الى العراق بعد طبعه ببيروت لهجوم من قبل عصابات داعش حيث احرقت قرابة الف نسخة منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان.. مدينة الفاشر بين فكي الصراع والمجاعة


.. إعلام إسرائيلى: إسرائيل أعطت الوسطاء المصريين الضوء الأخضر ل




.. كل يوم - خالد أبو بكر ينتقد تصريحات متحدثة البيت الأبيض عن د


.. خالد أبو بكر يعلق على اعتقال السلطات الأمريكية لـ 500 طالب ج




.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان تنديدا بالحرب الإسرائيلية