الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حفاظاً على الهوية.. الإحتفالات ممنوعة

امال طعمه

2014 / 12 / 22
المجتمع المدني



تخيل أنك بأحد المولات وقد أردت أن تتصور بجانب تلك الشجرة المضيئة والتي يمتد طولها الى عدة طوابق..وبدلا من أن تخرج الكاميرا تخرج هويتك ليتم التفتيش هل انت مسلم ام مسيحي ..فقط التصوير للمسيحين !! طبعا تلك صورة ساخرة وسببها أنه بفترة الأعياد يتحفونا بعض الشيوخ والدعاة بفتاويهم وتصريحاتهم ...

أحد الدعاة ...يكتب على صفحته على الفيس بوك..استغرب أن أرى سيدة محجبة مع زوجها وأولادها يقفون ليتصوروا بجانب شجرة الكريسماس!
هل شاهدتم مرة مسيحي يذبح أضحية بالعيد؟ أو يكبر؟
أو يضع الهلال والنجمة المضيئين في رمضان؟
واجب علينا التمسك بعقيدتنا.
يجب علينا الحفاظ على الهوية الإسلامية.
واجبنا ان نكرمهم ونحسن جوارهم لكن...
.
أنا لا أريد أن اتناقش حول ماهية الهوية الاسلامية بالنسبة له ونحن نرى ما يحدث من حولنا وهل التصور بجانب شجرة مزينة يفقد الانسان دينه وعقيدته ؟ ولا كيف يكون الاكرام وحسن الجوار وانت ترفض مظهر صغير عفوي يتشارك فيه الكبير مع الصغير، المؤمن المسيحي مع الغير مؤمن أصلا! .

واعتقد أنه يلمح إلى سبب وجود تلك الزينة وتلك الاشجار المضيئة في مولات عمان !لماذا تحولون كل شيء جميل الى فتاوى وارشادات وحروب عقائدية هل طلب المسيحي من المسلم ان يتصور بجانب الشجرة لزاما مثلا؟!، هل وضعت المولات شجرات العيد فقط من أجل المسيحين مثلا أو بطلب منهم؟!
كانت بعض التعليقات للأسف تناصره وهذا متوقع ، لكن أيضا كانت هناك تعليقات عقلانية ،فالأمر لا يستدعي كل هذا الجلبة،أمر بسيط عفوي يعزز العلاقات الاجتماعية بين الناس ويجلب الفرح والسرور وأيضا نوع من التغيير بالنسبة لمن لا يحتفلون بالعيد على أساس ديني.
المشكلة أن الأخ تناسى مظاهر بسيطة محببة يتشارك بها المسيحيين مع المسلمين ، ويجب عليهم تنفيذا لادعاءاته كأبسط إجراء (اذا كان المسيحيون لا يضعون الهلال والنجمة في رمضان!!) يجب ان يتوقفواعن اكل الحلوى التي تصنف على انها حلوى رمضانية بامتياز وهي القطايف فهي تدخل ضمن الاحتفاليات برمضان شهر المسلمين !بل يجب ان يأكلوا حينها البربارة مثلا تأكيدا على الهوية!
وبعيدا عن أنه يخلط الأمور ببعضها فكأن الشجرة المزينة اصبحت من صلب العقيدة المسيحية ومن يتصور بجانبها كأنه يقر بتلك العقيدة وربما سيتحول الى مسيحي !

وبعيدا عن فكرته بالإكرام وحسن الجوار والتي تشعرك بأنك تتقبل حسنة من أحد!!
أليس هناك مواضيع أكثر أهمية لتناقشها من تلك الأمور العفوية التي تحدث ، أليس من الأولى تصدير صورة اجمل مثلا عن الهوية الاسلامية الذي يتحدث عنها، بدلا من قوقعتها داخل تلك المهاترات! وبدلا من تحسين الصورة فإن تلك الأقاويل والبوستات تنفر النفوس، أقول هذا لأي أرى أننا باتجاه تعزيز التطرف بدلا من زرع بوادر المحبة أو على الأقل عدم محاربتها!
لماذا لم يكن هناك تلك الأقاويل من قبل، مجرد تساؤل؟ هل الناس قديما لم تكن تعرف دينها؟!

دعوا الناس تتصرف وفق طبيعتها وعفويا اذا كانت تصرفاتها ليس فيها ما يشين ولا تؤذي أحدا.لماذا تحاربون كل شيء جميل وتغفلون عن ما هو مهم حقا؟!

ايها المسيحي الذي يوزع التمر على السائقين عند الافطار برمضان.. ألا تعرف مثلا أن هذا يمثل اعترافا بالأخر ومخالف لايمانك... ويجب أن لا تفعله؟!
وانت يا مسيحية التي تصومين رمضان يجب عليك أن لا تفعلي ذلك وإن كنت تفعلين ذلك كجزء من الريجيم وكتغيير.. ولكن قد يظن أحدهم انك غيرت دينك؟!
طبعا تلك العبارات غير مقصودة فليفعل كل منا ما يشاء طالما أن ذلك لا يؤذي احدا.
على العكس مما أوردت هنالك من يتشارك بالاحتفالات من المسلمين بل و أكثر من المسيحيين ! لكن حشرة صغيرة قد تفسد كل المحصول!


عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة للجميع..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا كشف التقرير السنوي لمنظمة -مراسلون بلا حدود- عن حرية ال


.. استشهاد الطبيب عدنان البرش إثر التعذيب بعد اعتقاله




.. الأمم المتحدة: الدمار في غزة لم يحدث منذ الحرب العالمية الثا


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. مداخلة القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في غزة حول تطو