الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قادة الشيعه يتاجرون بالفجيعه

رزاق عبود

2005 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بصراحة ابن عبود
قادة الشيعه يتاجرون بالفجيعه

قبل ان يعرف سبب الحادث المفجع على جسر الائمه. وقبل ان يعرف الناس حجم الخساره الفادحه. بدأ "قادة" الشيعه يتبادلون الهجائم، والشتائم. الدراجي عن الصدريين يحمل حكومة الجعفري(دعوه) المسؤوليه، ويطالب باستقالة وزيري الدفاع، والداخليه(مجلس اعلى). وهذان الوزيران يتبادلان المديح والثناء في مؤتمر صحفي يبرئان ذمتهما من دم الضحايا متناسين مبدا تحمل المسؤوليه في النظم الديمقراطيه. ووزيراخر من الحكومه هو وزير الصحه (صدري) يهاجم الحكومه في مؤتمر صحفي في الوقت الذي لم توفر وزارته سيارات اسعاف كافيه لنقل الحرحى، او ثلاجات لحفظ الموتى. وهذا الاتهام جاء من الشيخ جواد الصغير من المجلس الاعلى. رئيس الوزراء يلوم، ويعاتب، ويعنف وزير صحته على العلن وفي مؤتمر صحافي في نفس الوقت الذي ينتقد فيه وزيره على تحدثه الى الصحفيين. وفي الوقت الذي حاول البعض، مره اخرى، بالرمز، والهمز اثاره النعرات الطائفيه، والاشارات المريضه الى مناطق بعينها. كان اهل الاعظميه السنه يلقون باجسادهم في لطيم دجله لانقاذ اخوتهم الشيعه. في الوقت الذي كان زعماء الشيعه يتبادلون الشتائم، والاتهامات من على شاشات الفضائيات العراقيه والعربيه. انه شعبنا الطيب المتلاحم، المتسامح، الذي يريد "قادته" الطائفيين استخدام اسلوب سادتهم القدامى، والجدد السئ الصيت "فرق تسد". ولكن اختلاط دم الطائفتين في مياه نهر دجله سد عليهم الطريق الى حين. ووصلت الصفاقه بالقائد الشيعي الجديد احمد ال?لبي الى انكار الحادثه جمله، وتفصيلا. على لسان الناطق باسمه انتفاض قنبر. بل وصلت الاستهانه بدماء الشيعه، ان يدعي ان، سيده ال?لبي كان على الجسر، وتفقد مكان الحادث، ولم يجد هناك لا حادث، ولا ضحايا في الوقت الذي تتوارد فيه تقارير وزارتي الصحه، والداخليه بتزايد اعداد الضحايا. وفي الوقت الذي يستمر القاده في الشحان، يستمروا في رفع وتيره الغلواء الطائفيه، واثارة النعرات العاطفيه البدائيه. في اسلوب قذر لتجنب تحمل المسؤوليه. وفي الوقت الذي يموت الناس فيه تحت الزحام، وقلة الخدمات المقدمه لضحايا الحادث يقف الجعفري مدافعا عن حكومته، ويهاجم وزيره، ويتبادل الابتسامات، والضحكات مع سفير الاحتلال، والحاكم الفعلي في بغداد زلماي حليل زاده. وكأن الفاجعه موضع سخريه، وفرصه مواتيه للشماته بتيار الصدر المنافس الذي كان المحشد الاكبر لجموع الزوار. ثم يتبرع بعد ايام برواتبه للسنه المتبقيه . واخر من رفاق حزبه يتبرع بالملايين. واخر يذهب مع ابنه يوزع الابتسامات مرتديا بدله انيقه ليظهرعلى الشاشه على طريقة حكام العهد البائد متصدقا، مدعيا، متخاتلا، مانا على الناس بحضوره لذر الرماد في العيون. وكان صحفيي الانظمه، ومصوري القاده موجودين كالعاده لتسويق المشاهد المسرحيه لحكامنا الجدد.

في الوقت الذي يستغل فيه السياسيون الشيعه الحاكمون الفاجعه لاغراض سياسيه ضيقه يستمر تدفق العطاء العراقي الاصيل مالا، ودما، وتعاطفا، وحبا، وفداءا، وتضحيه، ودموعا، واهم شيئ تسامحا وتعايشا. وتبقى اسئله محيره تتطلب الاجابه:
من اين للجعفري واقطاب حزبه هذه الملايين التي يتبرعون بها؟
لماذا هذه الفوضى في عمل، وتصريحات، وتصرفات الحكومه التوافقيه(الطائفيه)؟
لماذا هذا التعالي على المواطنين، والتحدث اليهم، وكانهم غير راشدين؟
لماذا هذا السوق اليومي لملايين المؤمنين الشيعه الى مجازرالموت؟
لماذا تظاهرات القوه المتكرره التي يذهب ضحاياها الاناس الابرياء؟
لماذا يستمر استغلال عواطف الناس، والتصرف باموال الدوله، وكانها امول الاحزاب الشيعيه؟
من اجبر وزير الدفاع على فتح الجسر المغلق لاسباب امنيه؟
لماذا تتقاتل مليشيات الاحزاب الشيعيه في الشوارع، وقادتها على الشاشات، ويتهمون الاخرين بالطائفيه؟
كيف سيكون التعامل مع العلمانيين، والاخرين اذا كنتم تحلون خلافاتكم بالسلاح؟
الى متى يستمر توظيف دماء، ودموع، وارواح الناس لاغراض حزبيه انانيه ضيقه مريضه؟
سيل هادر من ماذا، وكيف، ومن، ولماذا يطرحها شعبنا المبتلى بالارهاب البعثي التكفيري، وارهاب ديناصورات الطائفيه.

عندما شاهدت احمد ال?لبي، وهو يصطحب مجموعه من حملة الكاميرات مدعيا، انه يقف على جسر الائمه، تذكرت الايام الاولى بعد الاحتلال الامريكي للعراق. عندما عقد مؤتمر الناصريه برعاية، وحماية الانجليز، والامريكان. وبدا، وقتها، وكأن ال?لبي هو الزعيم القادم للعراق، وشيعته المظلومه. بقبعته الامريكيه، وحراسه الامريكان محاطا باقاربه من الاقطاعيين، والانتهازيين، ومضطهدي الفلاحين القدامى. اتصلت باحد اصدقائي من مؤيدي حزب الدعوه مازحا:

ـ لقد تحقق مطلبكم "ماكو ولي الا علي، ونريد حاكم جعفري"

فرد بضحكه عاليه، وتعليق ذي مغزى، يفسربهلوانية، وفجاجة تصرفات ال?لبي، ووزراء حكومته يوم حدوث الفاجعه:

ـ لا، لا، الشعار تبدل، صار: "ماكو ولي الا علي، واجانه حاكم سرسري"

الله يعين العراق، والعراقيين على الموالي الجدد!!!

رزاق عبود
3/9/2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. #جوردان_بارديلا يعلن عزمه حظر الإخوان المسلمين في حال وصوله


.. رأس السنة الهجرية.. دار الإفتاء تستطلع هلال المحرم لعام 1446




.. 162-An-Nisa


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي و




.. وادي الرافدين وتراثه القديم محاضرة استذكارية وحوارفي الذكرى