الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نص كلمة الاب الدكتور امير ججي التي القاها بأسم المجلس العراقي لحوار الاديان في مؤتمر مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية حول حرية الدين والمعتقد في العراق

شيماء قاسم

2014 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


سلام الله و بركته ترعاكم
في البدء اود أن اقدم بأسمي و بأسم كافة اعضاء المجلس العراقي لحوار الاديان خالص الشكر والامتنان لمؤسسة مسارات للتنمية الثقافية لدعوتكم لحضور هذا المؤتمر حول تعزيز حرية الدين والمعتقد في العراق, و ارغب اولاً ان أثمن عمل مؤسستكم الموقرة في عملها الدؤوب من أجل بث روح الحوار و الوئام بين اطياف بلدنا العزيز من خلال عملكم ’ سواء في المجال الاعلامي , أو الثقافي أو الاكاديمي وخصوصا العمل الميداني والمؤسساتي في المجتمع المدني للدفاع وصيانة حقوق كل مكون من مكونات بلدنا العزيز.

أن احترام حرية الدين والمعتقد يعني احترام الانسان وبالتالي احترام مشيئة خالق الانسان و ربه. فالاعتراف بالاديان الاخراى , اي أديام المنتمين الى العهد الذي ينتمي اليه القران و الانجيل و التوراة , يتضمن ايضاً الاعتراف بالكتب الموحاة التي سبقت الاسلام.

ان احد مبادئ ايمان كل مسلم هو الايمان بالكتب الموحاة من عند الله و ليس بالقران الكريم فقط كما جاء في سورة الانبياء
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ ۚ-;- فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ

أو ما جاء في سورة يونس
"فَإن كُنتَ فِي شَكًّ مَّمَّا أنزَلْنَا إلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ".

بهذا المعنى يبدو بيناً ان القران يدعو المسلمين لان يعتبرو هذه الاختلافات فرقا في تفسير الرسالات الموحاة ,لا تحريفا للكتب نفسها . وهو بذلك يدعو المسلمين للاعتراف بهذه القيم المشتركة بين كتب الديانات التوحيدية وبالتالي , لان يعترفوا بالتراث الديني و الثقافي المشترك , اي الاعتراف باصالة الاختبار الروحي عند الاخر المختلف في عقيدته و ايمانه.
قد ننسى بسهولة أن صاحب الرسالات الدينية, على الاقل في الديانات التوحيدية , هو الله نفسه , و البشر هم من أودعت عندهم هذه الرسالات . من هنا ينبغي ان تكون الاديان طرقا تقود الانسان الى رحابة الله و رحمته وجودتة اللامتناهية
ان تعددية الطوائف و المذاهب و الاديان في العراق , الذي شكل في بعض المنعطفات نقطة ضعف فيه ,هي في ذات الوقت مرتكز قوة ونعمة حقيقية لتحقيق المجتمع النموذجي الذي يتخذ من هذا النوع وسيلة لآغناء الخبرة الجماعية ,فيغلب الايمان على التعصب , و الدين على الطائفة و المذهب.
من هنا ضرورة العمل معا من اجل تعزيز الحوار و نشر ثافة التسامح و التعايش السلمي على قاعدة حرية الدين والمعتقد و احترام الاختلاف. وهذا مايسعى اليه المجلس العراقي لحوار الاديان في عمله الدؤب ونشاطاته الميدانية التي تدعو الى تمتين الاواصر المشتركة بين مكونات بلدنا العزيز بتنوعه الديني و العرقي والثقافي . نعم هناك الكثير من العمل في هذا المجال في ابراز الغنى الكبير الذي يمثله تنوعنا, هذا التونع الخلاق.
علينا ان نعترف ان التعايش السلمي وقبول الاخر لا يتحقق بين عشية وضحاها , وانه يبنى بتأني ,خطوة بعد خطوة , يوما بعد يوم . ولكن يتطلب ان يكون لنا استراتيجية ثابتة وخطة عمل واضحة المعالم . و هذا يستوجب أيضا عمل دؤوب وكفاح متواصل على كافة الاصعدة والمستويات.
وفي الختام انقل أليكم تحيات كافه اعضاء المجلس العراقي لحوار الاديان ولكم منا جزيل الشكر واعتذر عن الاطالة وبركة الرب ترعاكم والسلام عليكم جميعاً








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran