الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


?المدرسة العلمانية وبيان حقوق الإنسان والإرهاب

احمد مصارع

2005 / 9 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلمانية :مبدأ سياسي تكون فيه الدولة مستقلة ومحايدة عن الأديان , ومن المفترض أن يكون مبدأ أساسيا لكل نظام جمهوري , وقد يثبت في دستور البلاد .
الدولة العلمانية لا تخصص أي ميزانية عامة لدعم المؤسسات الدينية , ولكنها في ذات الوقت تضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية , وحرية الوعي والاعتقاد , باعتباره حقا لكل مواطن .
العلمانية كمفهوم يعتبر معاصرا , ظهرت في مرحلة فلاسفة التنوير , في القرن الثامن عشر , وفيما سبقها من أفكار الثورة الفرنسية , حيث كان التداخل بين السلطة الدينية والسلطة السياسية شائعا في أوروبة الغربية , وهو الشكل الشائع قديما , وهي سلطات كانت تستمد سيادتها , كما لوكانت مكلفة الاهيا , وبعبارة أخرى باسم أل( اله), وبيان حقوق الإنسان الذي أقر بحرية الوعي والاعتقاد , أضاف بعدا جديدا ,وأوجد علمانية جديدة تسمح بتطور المجتمع والدولة بعيدا عن سيطرة الدين .
مثل تلك النقلة أو الثورة الحقيقية , على المستوى الإنساني والعالمي , هي التي فتحت الباب واسعا أمام عملية تعميم التعليم , وجعله متاحا أمام كل الأوساط الشعبية , وهو المنحى الذي سمح بحدوث تقدم هائل في كافة المجالات , وبروز أهمية العامل العلمي في التطور .
لقد قامت الدول الغربية تباعا , بدعم المدارس العلمانية بوصفها جوهر الحياة المتطورة المعاصرة , وهي حياة تتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان , وبهذه الشكل الاندماجي بين الحقوق السياسية الإنسانية والعلم للجميع .
إن عملية حصر التعاليم الدينية , فيما بين البيت , ( الأسرة ) , والمؤسسة الدينية الخاصة , ينسجم مع مبدأ احترام
الخصوصيات , من أعراف وتراث وتقاليد , وهو الوجه الناصع للحرية الحقيقية , التي تحمي بقوة كل أنواع الحياة الخاصة ,.بل والقنا عات الشخصية .
المدرسة العلمانية بوصفها جزءا هاما من الدولة , يحق لها أن تتفوق وتمتاز على الأسرة , وهي اقرب لمفهوم الأمة منها , بل ويسود الاعتقاد بأن مدرسة تعمل بموجب دستور علماني , هي الأقدر على بناء الفرد الصالح لأمته ومجتمعه , مع الاحتفاظ بالحريات الخاصة .
المدرسة العلمانية , الجزء الحيوي من الدولة العلمانية المعاصرة , وهو من أهم القطاعات الحيوية في الشأن السياسي التربوي العام ,في البناء والتكوين الأخلاقي , بل وحرية التفكير بالمعنى الواسع , وهنا لايمكن لمثل هذه التربية إلا أن تكون ديمقراطية , بل سمحاء , تعطي الألوية للسماحة , في قبول الآخر , والتعايش بين مختلف البشر , وبما يسمح لهم بالتفاعل , والتخلص من كل أشكال العقد والاضطهاد .
عند اكتشاف الأهمية العظيمة للتعليم العلماني الأسلوب , ونتائجه الهامة , اندفعت الدول الحديثة نحو دعم مثل هذا النوع من التعليم , وصولا الى مرحلة تعميمه بل وجعله مجانيا , بوصفه أهم الاستثمارات في سبيل تحقيق حياة أفضل, وهو الأمر اختلط وتداخل مع المفاهيم الاشتراكية .
بدون المدرسة العلمانية , ستظل كل أشكال التمييز الاجتماعي والديني سائدة في المجتمع ,وهو الأمر الذي سيجعل من الأفكار والمعتقدات الخاصة , بل والواهمة أحيانا عن الآخر , هي القيم السائدة , بل وفي تكوين فكر عدائي غير تسامحي يعمل بكل وقاحة وجهل على ابادة الآخر , باعتباره موقفا انعزاليا , متعاليا بصلافة لا يبررها الواقع الإنساني , وهو موقف سلفي غير مفهوم البتة , لأنه معاد لحياة السلم والتطور .
لم يعد للمدرسة ( المتيسة )الخاصة , التي تنتج العقول المقولبة , وفقا للصورة ( البوقالية ) من أساس كي توجد , لأنها ومنذ البدء على تضاد مع الذهن المتفتح والحر , بل وعلى عداء أكيد مع كل عملية اندماج إنساني نحو حياة حديثة وراقية , الأمر الذي يتقاطع جزئيا مع الفكرة الضرورية القائلة بضرورة تجفيف منابع الإرهاب , كما ينبغي أن يتوسع ماهو صالح للتعميم , وأن تضيق حلقات مما هو مشكوك أصلا في ايجابية خصوصيته , وقد عرف واختبر من عصور ما قبل الكهرباء ..
احمد مصارع
الرقه -2005








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشروع علم وتاريخ الحضارات للدكتور خزعل الماجدي : حوار معه كم


.. مبارك شعبى مصر.. بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس عيد دخو




.. 70-Ali-Imran


.. 71-Ali-Imran




.. 72-Ali-Imran