الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من مظاهر تخلفنا

محمد الشريف قاسي

2014 / 12 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جفاء القلم العربي و المسلم: فلا تأليف و لا إبداع و لا ترجمة
و لا فنون ، و لا طب و لا علوم، أصبحت المكتبات عامرة بالكتب الصفراء و التي أعيد طبعها عدة مرات، أصبحنا لا نقرأ إلا للأموات، و عدنا الى الوراء لنبش القبور و إحياء المواة و قتل الأحياء بتعطيل عقولهم و تسفيهها و ملئها بالخرافات و التناقضات . مع إنطفاء الفاعلية العقلية فأصبحنا نعتمد على النقل و المنقول بدل العقل و المعقول، و التقليد بدل التجديد و الإبداع، مع عدم الإهتمام بالوقت و الزمن
و قتله في الخلافات و الفروع و التوافه و النقاشات العقيمة، و الإعتماد على الإرتجال بدل التخطيط ( الخطة اليوسفية)،
و الأقوال بدل الأفعال و النقد الهدام بدل الفن، و الإتهام بدل إلتماس الأعذار،و تقديس الأشخاص سواء ( علماء،حكام، فنانون و أدباء و مشايخ و أولياء و أئمة و صحابة و قادة إلى غير ذلك)و التعلق بهم بدل الإهتمام بالبحث و التجديد
و إستعمال العقل و فقه الواقع، كذلك البعد عن العمل الجماعي و المؤسسي إلى الفردي و البدائي، الإهتمام بالمذهب
و الحزب و التصادم بدل التعاون و التكامل، الإهتمام بالتعصب المذهبي المقيت و نفي الأخر و إدعاء الكامل (الألوهية) مع التدين المغشوش و الظاهري فقط، بدل تصفية العقول وتزكية القلوب مع الإرتزاق بالدين و إستغلاله في التبرير و إعطائه الشرعية لتصرفات غير سوية ( تأليه الحاكم و العلماء)
( التحالف بين العلماء و السلاطين كان سبب تخلف المسلمين) مع الإهتمام بعالم الغيب بدل عالم الشهادة
و الإستخلاف و عمارة الأرض. إن قصة عائلة نوبل و خاصة ألفرد نوبل السويدي الأصل (1833-1896) رجل الأعمال
و العالم الخبير و المحب للسلام العالمي رغم إكتشافه للديناميت المميت، و الذي جاهد و جعل من العلم خدمة للسلام و الإنسانية جمعاء، و الذي أوصى بأن تكون ثروته عبارة عن جائزة و مكافأة للعلماء الذين يخدمون الإنسانية توزع على المميزين في مجالات علوم الفيزياء و الكيمياء و الطب
و الأدب الذي يدعو للمأخاة بين الشعوب،و أخرى للسلام تمنح لمحبي و ناشري السلام في العالم، و أن تمنح هذه الجوائز لكل سكان الأرض بلا تمييز، إن قصة هذا الرجل تدعو للتأمل و التفكير العميق، هل يوجد في عالمنا العربي
و المسلم من أمثاله، من علماء و رجال أعمال، لماذا أصيبت هذه الأمة بهذا العقم و هذه الغيبوبة، أليس فيها رجل رشيد، في الوقت الذي يفكر ألفرد في خدمة الإنسانية و العلم كان علمائنا و مشايخنا و حكامنا في حالة سكر و تحت تأثير المخدرات المذهبية و الطائفية و الصراعات على الدنيا الفانية يغطون في نوم عميق( و تحسبهم أيقاظا و هم رقودا). إن الفرق شاسع بين رجل ينفق ماله و علمه للإخاء البشري
و السلام العالمي و أخر غارق في الدماء و الخمول
و الإنحطاط، و مع ذلك يقول لك: أننا خير أمة أخرجت للناس. إلى متى نفيق من غيبوبتنا و نعمل عقولنا و نهتم بسعادة الأخرين و ننسى أنانيتنا (خير الناس أنفعهم للناس). إن هذا العالم ألفرد نوبل عليه رحمة الله تعالى لم يتحصل على هذه الثروة بالغش و السرقة على حساب الفقراء و المحرومين، بل بعلمه و إجتهاده و عمله الخالد (الرزق الحلال) و لم يسخر علمه في نشر فتاوى الإقتتال المذهبي و العنصري و الديني بين البشر كما يفعل مشايخنا الأجلاء، و لم يقل أن جائزة نوبل تعطى لأبناء وطني فقط أو للمسيحين فقط أو للذين يخدمون العالم المسيحي أو الوطن السويدي فقط، لقد كان أكبر و أعظم و فهمه للحياة و الأحياء أشمل ففكر في الإنسانية و الكون أجمع، كان فكره ( خير الناس أنفعهم للناس) و فقط.
أليس هذا الرجل (العالم و الغني) عليه رحمة الله من خيرة البشرية و من الذين أنعم الله عليهم بنعمة العقل الذي كرمنا الله به و فظلنا به على كافة المخلوقات. ألم يأمرنا ربنا بإستعمال هذا العقل لخدمة البشرية كافة، و هذا ما تجده في كل الديانات السماوية و خاصة الإسلام ( أفلا تعقلون) ( أفلا تتدبرون) ففي الوقت الذي يفكر نوبل في تكريم العلماء المفكرين و الإنسانيين كان عالمنا العربي يقتل العلماء
و يتهمهم بالكفر و الزندقة و الفسوق ( إبن رشد و الفرابي
و إبن سيناء) و أكتشف مؤخرا في بلد عربي مجموعة مسلحة تابعة للدولة تختص بتصفية النجومية . أليس عار على من أوصاهم الله بإستعمال العقل و بالعلم أن يكونوا في مؤخرة القافلة البشرية في كل المجالات، فمن المسؤول عن تخلفنا هذا، و لماذا تهجر الأدمغة ، و لماذ تنجح في بلدان الغرب بدلا من بلداننا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 23 - 23:16 )
الإسلام و الحضارة :
فرنسا (أم القانون الحديث) و كما اعترف المؤرخ (سيديو) بنفسه في كتابه (تاريخ العرب العام ص 395 : تعريب عادل زعيتر : البابي الحلبي) , (و قد ولد سيديو عام 1808م) , حيث قال : [عهدتْ الحكومة الفرنسية إلى الدكتور (بيرون) في أن يترجم إلى الفرنسية كتاب (المختصر في الفقه) للـ(خليل بن إسحاق بن يعقوب) , المتوفى عام 1422 م!... و هذا الكتاب هو أحسن ما أُلِّف في (الفقه المالكي)] .
تابعِ :
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1487659634780755&id=100006101974822


2 - كوكتيل القرآن
محمد البدري ( 2014 / 12 / 27 - 02:37 )
كيف يمكن الجمع بين اوامر الطاعة العمياء والتي يعاقب العاصي لها بجهنم خالدا فيها في القرآن مع مطالب التعقل المذكورة في عدة مواضع . يطلب القرآن الطاعة في أمور لا يمكن للعقل قبولها فما هو التعقل الذي يطالب به في آن واحد. فالحج وعبادة الاحجار - علي سبيل المثال وليس الحصر - باعتبارها واسطة الي الله هي ذاتها مما نفاه القرآن عن وجود .وسطاء بين من يؤمن بالقرآن وبهذا الاله.. فالعقل يرفض الخرافة والايمان بالغيب بينما القرآن يطلب الايمان بالغيب في اول سورة البقرة. ان هذه التناقضات الشديدة التي اتينا علي ذكر مثال واحد لها لا يمكن تعليلها الا لان نص القرآن قد شارك في كتابته لفظا ومعني اناس كثيرين امتد بهم الزمن من عصر قريش وما قبل الاسلام الي زمن التدوين في العصر العباسي وبواسطة اناس يتفاوتون بين الجهل التام والمية والوثنية وبين بشر آخرون لهم معارف وثقافة تفوق ما ورثته المنطقة من عرب الجزيرة ولهم باع طويل في ثقافة اليونان والحضارات ااسابقة علي الاسلام.

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر