الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البابا تواضروس الثانى وسياسة - اولعوا فى بعض - 1

ماركوس عياد جورجى

2014 / 12 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم أكن أتخيل يوما أننى قد أتطرق إلى مشكلة شخصية فى كتاباتى ولكن عندما طرد البابا تواضروس من الكنيسة السيدة التى انفجر داخلها بركان الظلم أدركت أن مشكلتى مع البابا الحالى هى مشكلة الآلاف ممن يواجهون الظلم والفساد المستشرى فى السلك الكهنوتى وهذا يستلزم منا جميعا الوقوف معا من أجل إصلاح الكنيسة
البابا الحالى توسم فيه الكثيرون أنه بابا الإصلاح الذى جاء ليجمع الرعية داخل أسوار الكنيسة الرسولية التى تحمى أولادها من طوفان الظلم الذى يملأ العالم لقد صوره الكثيرون أنه جاء كعطية من الله فى هذا الوقت لكى ينقى الكرمة ويصونها من الثعالب الصغيرة جاء لكى يحمى الرعية من الذئاب المفترسة لقد صدقتهم وصدقت نفسى حتى شاءت الظروف أن يتعرض زميل لى لإهانة شديدة من مدير المستشفى الكنسية التى يعمل بها وأرسل المدير له رجل أمن المستشفى ليطرده من العناية المركزة الساعة الثانية فجرا بدون أى وجه حق وكنت وقتها حديث العمل بتلك المستشفى وقام زميلى بإرسال شكوى للبابا ولكنها عادت مرة أخرى لإدارة المستشفى دون أن يكلف البابا الإصلاحى نفسه حتى الإطلاع عليها
وكان سلوك المدير مسيئا لمشاعرنا جميعا ورد فعل من يسمونه بابا الإصلاح الذى جاء لينقذ الكنيسة من الذئاب الخاطفة كان صدمة لى وقرر معظم أطباء العناية الإضراب عن العمل ورغم أننى كنت متعاطفا تماما مع زميلى إلا أننى كنت أحبذ الوقوف إلى جانبه دون أن يكون ذلك على حساب المريض الذى ليس له ذنب فى تلك المشاكل ومع الضغط الذى مارسناه جميعا على جناب القمص نائب رئيس مجلس الإدارة قبل جنابه على مضض الجلوس معنا والاستماع لمشاكلنا وكانت صدمة أخرى لى عندما اكتشفت أن مشكلة زملائى ليست فقط إهانة زميل لهم وطرده وفصله بلا مبرر بل كانت المشاكل أكبر من ذلك بكثير ويعجز قلمى عن البوح بها على الملأ ومارس القمص" الذى يحمل الذبيحة على يديه " بعض الأكاذيب لكى يهدئ من غضب زملائى وادعى أنه متعاطف معنا وأنه لا يوجد مكان بلا مشاكل وسوف يهتم بحلها جميعا ومرت أيام ولم يشعر أحد بأى تغيير وقرر معظم أطباء العناية الانقطاع عن العمل وأدى العجز فى أطباء العناية إلى استعانة الإدارة بأطباء الاستقبال ليسدوا العجز فى أطباء العناية ولم أكن لأصدق ما سرده زملائى من مآسى لولا أننى تصادمت مع كل ما سردوه من مشاكل فى فترة وجيزة وعندما ضقت ذرعا بما واجهته وبالبلادة غير العادية من المدير واللامبالاة من السادة أعضاء مجلس الإدارة ذهبت لأشكو إلى أب اعترافى وهو لم يصبر ليستمع منى التفاصيل لقد قال لى بكل حماسة " اكتب مذكرة للقمص ......" حاولت إقناعه أن هذا الرجل لن يفعل شيئا ولكنه أصر على أن أكتب مذكرة وأقدمها لجناب القمص لقد اكتشفت لاحقا أن أب اعترافى يعرف عن المستشفى أكثر مما أعرف بكثير لقد نفذت نصيحته وكتبت المذكرة وعرضتها على زملائى الذين ما زالوا يعملون بالمستشفى وزملائى الذين انقطعوا عن العمل ووعدت الجميع أننا سوف نصلح هذا المكان فهو ملك لنا جميعا وعلينا أن نحافظ عليه ونشعل شمعة بدلا من أن نلعن الظلام ووقع على المذكرة 11 من زملائى وقدمتها لجناب القمص التى عبر عن امتعاضه بسبب العدد الكبير الذى وقع عليها وقال لى " أنت عايز تعمل ثورة؟" لقد جلست معه لمدة ساعة وشرحت له بالتفاصيل حجم المشاكل التى واجهتنى شخصيا لقد قام جناب القمص " باستهبالى" وقاللى "كل مشاكلكم حتتحل" وبعدها ب5 أيام فوجئت أن جناب القمص" الذى يحمل الذبيحة على يديه" قد وقع على قرار تحويلى للتحقيق ب13 تهمة ملفقة وكانت واحدة منها كمينا قد نصبوه لى . ذهبت مرة أخرى لأب اعترافى لأطرح أمامه مثل تلك التطورات التى لا تليق برجل دين أن يمارسها بمثل تلك الفجاجة وكانت نصيحة أب اعترافى أن أذهب للتحقيق وأن أوضح للجنة التحقيق كل التفاصيل بمنتهى الصراحة لقد نفذت نصيحته للمرة الثانية وحضر معى اثنان من زملائى ليؤكدوا ما أقوله فى التحقيق فرفضت اللجنة إدخالهم بدعوى أن ذلك ضد " سياسة المستشفى" وكانت المفاجأة أن اللجنة المكونة من ثلاثة هم أعضاء مجلس إدارة فى المستشفى لم يكونوا على علم بالتهم ال13 المدرجة فى عريضة الاتهامات وأن واحدا منهم كان يذهب باستمرار لمكتب المدير ليستفسر منه عن معنى التهم أما المهمة الأساسية التى جاءوا من أجلها هى إهانتى بكل طريقة ممكنة بتوصية من القمص وصديقه المدير " بس برضه إن بعض الظن إثم وما يصحش أسأل إيه اللى يجبرهم يشاركوا فى تمثيلية حقيرة بالشكل ده" وواحد منهم احترم نفسه وقعد ساكت ولما عاتبته بينى وبينه قاللى " كان لازم تفهم إنهم بيعملوا كده علشان تمشى أنا لو مكانك كنت قلتلهم خلاص ياجماعة أنا ماشى وخلاص "
لقد فندت كل التهم فى التحقيق حتى التهمة التى وجهوها لى بعد أن نصبوا لى كمينا فندتها وطالبت بوضع مستندات إلى الملف وطالبت بشهادة 4 من زملائى ولم يتبقى سوى تهمة واحدة أنكرتها تماما وادعى واحد من المحققين أن لديهم شهود ضدى فى تلك التهمة وأكدت لهم أننى مستعد لمواجهة الشهود ورفضت الرحيل عن المستشفى حتى أبرئ نفسى من كل التهم وظل التحقيق مفتوحا شهرا ونصف وفى تلك الفترة تعرضت لإهانات من بعض العاملين بالمستشفى بتوصية من المدير الذى كان يهدف لرحيلى بدون إكمال التحقيق وعندما شكوت لجناب القمص " الذى يحمل الذبيحة على يديه " قاللى" لو مش عاجباك المستشفى امشى" ذهبت مرة أخرى لأب اعترافى وطالبته بالتدخل لإكمال التحقيق حتى أثبت براءتى وعبرت له عن استيائى بسبب المضايقات التى تعرضت لها من اثنين من العاملين بالمستشفى مما اضطرنى للاعتذار عن العمل لمدة اسبوع أو أكثر وذهبنا سويا لجناب القمص فادعى " إن هو ما لهوش دعوى وده قرار اللجنة اللى بتحقق " ثم أكمل جناب القمص " الذى يحمل الذبيحة على يديه " " أنت ما بتروحش شفتاتك ليه؟ أنت المفروض تتحاسب بسبب إنقطاعك عن العمل " وبعد شهر ونصف كنت قد سافرت لعدة أيام وبعد عودتى من السفر عرفت أن السادة أعضاء مجلس الإدارة قرروا فصلى لأربع أسباب بدون مواجهة أى شهود " واحد من الأسباب الأربعة لم يكن من بين الاتهامات ال13 " ورفض السادة الموقرون " وبلاش أظن سؤ وأسأل هما بيشاركوا فى التمثيلية الحقيرة دى ليه؟" إعطائى صورة من ملف التحقيق للإطلاع على المبررات والأدلة والشهود الذين ادعوا شهادتهم ضدى والمبرر لرفضهم " دى سياسة المستشفى " سياسة المستشفى هى الكذب والتزوير والتشهير تحت رعاية رجل الدين " الذى يحمل الذبيحة على يديه"
قررت كتابة مذكرة للبابا ووقع عليها 7 من زملائى ولم يعيرنى البابا اهتماما فعاودت الكرة مرة ثانية وثالثة ورابعة عن طريق نيافة الأنبا باخوميوس ونيافة الأنا بطرس ونيافة الأنبا روفائيل وأربعة من الصحفيين الأقباط وثلاثة من الكهنة بالإضافة إلى سكرتارية قداسته من الكهنة والنتيجة هى عودة كل الشكاوى بطريقة معجزية إلى جناب القمص مما ينم على شبهات قداسة تحوم حول السلك الكهنوتى كله وقام جناب القمص بقراءة ما كتبته فى الشكوى أمامى ليستفزنى ويعلمنى درسا أن " الشكوى للبابا مذلة " ولا فائدة من كل محاولاتى وهو يعلم تماما أن البابا الإصلاحى هو صاحب مبدأ " اولعوا فى بعض " وأنه مش فاضى يصلح الكنيسة ومش فاضى يحافظ على كرامة أولاده وأهون عليه يطفشهم ويطردهم عن إنه يحافظ على حقوقهم
قداسة البابا أى أب هذا الذى يغلق بابه أمام أولاده أى راعى هذا الذى يترك الذئاب لتفترس الخراف أى راعى هذا الذى يهمل الرعية بدعوى " إنه مش فاضى " قداسة البابا هل اختارك الله لترعى شعبك وتحافظ على كنيسته أم اختارك لتقضى وقتك مع السفراء والوزراء والأسفار ذات الأهداف السياسية وإن تبقى من وقتك الثمين بعض الوقت " ممكن تقضيه وأنت بتتفرج على الناس اللى بتولع فى بعض " قداسة البابا أنت بتلك السياسة تعطى الضوء الأخضر لكل ظالم لكى يستمر فى ظلمه ولكل فاسد لكى يستمر فى فساده ولكل مفترى لكل يفترى أكثر" وإن استمررت فى تلك السياسة فسوف تؤدى إلى الخراب فى الكنيسة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع مقدسيين مسيحيين من الوصول ا?لى كنيسة القي


.. وزيرة الهجرة السابقة نبيلة مكرم تصل لقداس عيد القيامة بكاتدر




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بمراسم -النار المقدسة- في كنيسة


.. ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟




.. نشطاء يهود يهتفون ضد إسرائيل خلال مظاهرة بنيويورك في أمريكا