الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناهجية التحليل لاركيولوجيا المعرفة في كتاب الكلمات والاشياء لميشيل فوكو

محمد احمد الغريب عبدربه

2014 / 12 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يوضح الفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو في بداية كتابه الكلمات والاشياء، ملخص فكرته حول المعرفة، وما يريد قوله في الكتاب، ويؤكد أن التحليل الموجود في الكتاب وافكاره، لا تنتمي إلي تاريخ الافكار، أو تاريخ العلوم، وانما هي دراسة تريد البحث عن المنطلق والاساس للمعارف والنظرية عندما تكون ممكنة وموجودة، وحسب أي مدي من النظام تكونت المعرفة، وعلي خلفية أي قبيلة تاريخية وفي عنصر أي وضعية تمكنت افكار من الظهور، نلاحظ أن فوكو يريد وجودية المعرفة، اين وعلاقتها المتشابكة مع مع النظام المكون لها، هو يريد البحث عن اشياء جديدة للمعرفة لم تبحث من قبل، وهو بذلك يكون تشظياً في البحث، فوضوياً في النسج الفكري لبحثه لأنه يبحث عما كان هامشياً في المعرفة. ويبين اسم ما يريد البحث فيه، هو الحقل المعرفي، الابستيمية، هو يعني " اركيولوجيا"، البحث عن أمكانيات المعرفة.
وما يريد الاقتراب من فوكو عبر الاركيولوجيا هو اللحظة التي يتحرك فيها النظام داخل ثقافة ما، وحدود هذه الحركة، يسيمها فوكو المنطقة الوسطي، وهو ما يتم توضيحه في الأتي، ويصف فوكو صفات هذه المنطقة، وعلاقتها بمنطقتين أخرتين للنظام. وهو يركز كثيرا علي هذه المنطقة، ليؤكد أنها منهجه في الكتاب، لتفسير المعرفة والاشياء تفسيراً اركيولوجياً متشظيا فوضوياً.
ويشير الي وجود ثلاثة مناطق للمعرفة، المنطقة الاولي هي القوانين التي تنظم لغة ومجالات ادارك ومبادلات ثقافة ما، وقيمها ومراتب ممارساتها، وهي ما تسمي بالنظم التجريبية، وهناك منطقة النظريات العلمية او تأويلات الفلاسفة، التي توصف وتفسر النظام بشكل عام، والتفرقة بين نظام ونظام أخر، وهناك منطقة وسطي بين هذين المنطقتين، وهي يمكن رؤيتها عندما تبدأ ثقافة معينة الابتعاد، دون أن تدري عن انظمتها التجريبية التي رسمت لها قوانينها الاولي، وهي البعد عن المنطقة الاولي، وهذه الثقافة تفقد شفافيتها الاولي والأصلية، وتتخلص هذه المنطقة من السلطات المباشرة للمنطقة الاولي،وتتحرر ما فيه الكفاية لتري أن هذه النظم ربما لم تكن النظم الوحيدة الممكنة ولا الافضل.
وبهذا التحريك والبعد، وبعض من الفوضي والتغيرات تجد هذه الثقافة أنها هناك اشياء قابلة للتنظيم في ذاتها، بمعني أن تفكر في ذاتها، تبحث عن تغيرات جديدة، يريد فوكو القول أن المعرفة تتحدث مع نفسها مثل الانسان، فهي تشتت نفسها، طبقا لمنطق الصيرورة في الحياة، فنجد ان المنطقة الوسطي تجعلها تفقد جزء من شبكاتها اللغوية، والادراكية والعملية، أي المعرفة تفقد جزء من نفسها، وذاتيتها نتيجة التحريك والبعد عن المنطقة الاولي .
ويصرف فوكو في الحديث عن هذه المنطقة الوسطي، مبينا أن بسبب هذه المنطقة، اصبحت قوانين اللغة والممارسة موضع نقد، وتحولت جزئياً إلي قوانين غير صالحة، وأن هذه المنطقة تساعد في عمليات تحرر كثيرة في كيان النظام للثقافة، ومن خلال هذه المنطقة ايضا نري النظام الثقافي ، منتسب الي لوحة متغيرات، أو محدد بمنظومات منفصلة من ضروب التماسك، منظم حول اختلافات متزايدة، ويستخدم كل هذه المصطلحات التي تصف النظام من خلال هذ المنطقة، ليؤكد أن التغيرات والتشتت الذي وسم النظام جاءت نتيجة للتحريك نحو المنطقة الوسطي،
ويصف هذه المنطقة الوسطي بانها سابقة علي الكلمات، والادراكات، وأنها الاشد صلابة والأكثر قدما ودوما أشد حقيقة من النظريات التي تحاول إعطاءها شكلاً ظاهراً، ويصف فوكو انها التجربة العارية للنظام وصيغ وجوده.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا