الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من هو الله الذى يدحض وجوده السامى اللبيب؟

رمسيس حنا

2014 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


من هو الله الذى يدحض السامى اللبيب وجوده؟؟
(رمسيس حنا)

لم يكن فى نيتى أن اكتب مقالاً بل كنت أريد أن أكتب تعليقاً بسيطاً على مقال الأستاذ السامى اللبيب الذى كتبه تحت عنوان (50 حجة تُفَّند وجود الإله-جزء أول 5 من 50) بتاريخ 21/12/2014 و لم أدرى حتى وجدت التعليق يصبح مقالاً محاولاً أن أتوصل الى صلب فكرة السامى اللبيب. فسألت نفسى من هو الله الذى يريد السامى اللبيب أن يفَنَّدَ وجوده بخمسين حجة فقط؟ أنه إله ضعيف لأ يستحق الجهد أو ألاهتمام. ومن أين يأتى الكاتب بالحجج التى تساند وجود هذا الله؟ و من أين ياتى بالحجج التى تدحض وجود هذا الله؟ و إذا كان الكاتب لا يؤمن بوجود الله فلماذا يقلق ويجهد نفسه فى تفنيد ما لا وجود له؟ وإذا كان الله موجود أو لا وجود له ما الذى يجعل الكاتب يسرد أفكاراً تجعلنا نفكر هل يوجد الله فى حياة المؤمنين؟ و ما هى الكيفية التى بها يدعى المؤمنون وجود الله فى حياتهم؟ و من هو الله الذى يوجده أو يستحضره المؤمنون فى حياتهم و تفكيرهم؟ المصيبة أن هذا الأله يدور فى فلك الأحداث يحاول أن يجعل من نفسه صانعاً للحدث بمحض أرادته فيُفاجأ ان الأحداث هى التى تصنعه لكى يتناسب مع كل حدث منفرد فى أى لحظة متاحة.

ولقد توصلت الى الغرض و الهدف الأساسى الذى من أجله يكرس السامى اللبيب وقته و جهده لكى يكشف عن الصناعة الرخيصة التى يقوم بها رجال الدين و السياسيون لإله هو فى حقيقته واحد منهم لتدمير أى بارقة أمل فى خلق إنسان راق حر نظيف يتعامل من واقع الندية و المساواة مع أقرانه البشر. فهذا هو الله الذى يلعب دور العفة و الطهارة فى وقت السلم يأمر برجم الزانى و الزانية من الناس الفقراء و الغلابة و المساكين لمجرد كشف وجه المرأة أو مصافحتها للرجال لأن نفوسهم بها أمراض الدنيا و الاَخرة؛ و هو هو نفس الله الذى يلعب دور كبير القوادين فينادى على الوالدين أن يسلموا بناتهم الى مجاهدين الله الدواعش و ينادى على الأزواج أن يتنازلوا عن زوجاتهم و يرسلوهن الى رجاله المجاهدين الدواعش لكى يشاركن الأبطال الأشاوس فى الحرب المقدسة بجهاد النكاح لإقامة دولة خلافة. خلافة من لمن؟؟ خلافة بشر لإله بشر أيضاً. لعبة حقيرة لا تنطلى على أحد يحاول أن يفعل أبسط قواعد العقل (Reason) و المنطق (Logic).

فى مجتمعاتنا كل شيئ يتم سواء كان خطأ أو صحيحاً فأنه يتم بأسم الله الذى تم صناعته محلياً. و فى هذه الأيام الأخيرة اصبح كل شيئ قبيح و قذر و لا أخلاقى و يتنافى مع أبسط القيم الأنسانية يُعطى مُسمى اَخر "من عند الله" و يتم بأكثر الطرق فجاجة تتعفف عن ممارستها الحيوانات و كله بشرع الله. فخرج علينا رجال الدين بفتاوى تبيح الزنا بعد أن أعطاهم الههم المصطلح القديم الجديد "جهاد النكاح" ، و السرقة و النهب تحت مسمى غنائم ... و الجزية على النصارى يدفعونها و هم صاغرون ... جزاءاً و نكالاً على عدم أنخراطهم فى طاعة من؟ الله و الرسول و ذوى الأمر... و تقتيل و ذبح الاطفال و النساء و الشيوخ تحت مسمى إقامة "الخلافة" و ليس لإقامة العدل و السلام و الأتجاه نحو الأنتاج و ليس البلطجة و النهب و السرقة. فداعش "دولة الخلافة المأمول فيها" تنهب البترول العراقى و تبيع البرميل بثلاثين دولار. و لمن تبيع داعش البترول؟... أمريكا راعية الحريات و المكتوب على دولارها In God We Trust”" أى (فى الله نثق) و التى تتشدق بالحفاظ على حياة مواطنيها تقتل أكثر من اربعة الاف مواطن أمريكى فى برجى التجارة العالمية لكى تخوض حرباً مقدسة ضد الأرهاب فى افغانستان و تحتل العراق و تنهب خيراته تحت أى مسمى ...

و نحن العرب صنعت لنا مخابرات أمريكا و أوربا "رُسن" تجرنا بها و منها كالبهائم. طبعاً أنا لا الوم الغرب الكافر على خيبتنا العربية أولاً و الأسلامية أيضاً أولاً و لكن اريد أن أشير الى أنه كيف يمكن للسلطة السياسية أن تستغل الدين و كيف للسلطة الدينية أن تستغل السياسة. وربما يكون القارئ الكريم قد رأى فديو على يوتيوب التقطته طاترات الأستطلاع الأمريكية لرجل الله و أحد أشاوس الخلافة الداعشية و هو يمارس الجنس مع حمارة أو عنزة فإهتمت به و انزلته على اليوتيوب لكى تشيد بجهادهم بينما لم تتحرك الطائرات الأمريكية بدون تيار لكى تضرب أرتال القتلة الداعشيين بدباباتهم و مدافعهم و هى تتجه الى كوبانى و هم يعلمون ماذا سوف يفعل الدواعش بأهل كوبانى. و لكن هى جرعة الغطرسة التى تحقن بها المخابرات الأمريكية المؤمنين حتى يثبتوا إيمانهم و ان الله معهم لدرجة أنهم "أى الأمريكان" جعلوا رجال الله الدواعش يرون الملائكة التى تحارب معهم ... و من ثم لم يكونوا فى حاجة الى مدد رجالى (كمشاة أو صاعقة أو مدفعجية) بل فى حاجة الى كتائب نسائية للمساهمة فى سلاح النكاح.

و خرج علينا الأزهر و هيئة كبار علماء المسلمين و منظمة المؤتمر الأسلامى لكى يحاولوا تبرير "الله" مما ترتكبه داعش من جرائم أو فظائع فلم يستطيعوا أن يدينوا داعش أو يكفروها فهى "داعش" تفى بالغرض المطلوب من صناعة الله المحلية الرخيصة. فهل يُلام السامى اللبيب الذى يكشف عن أفكارهم التى تصنع هذا الإله المسخ الذى لا يستطيع أن يصلب طوله أمام ميكرسكوب ومشرط السامى اللبيب الذى يتراى للكثيرين انه يهاجم الله فهو لا يهاجم كيان لا يؤمن بوجوده و بالفعل ليس له وجود مادى. و إنما يفضح أفكاراً ورؤى مريضة صادرة من أشخاص هم بكل مقاييس علم النفس يرزحون تحت وطأة أمراض لا يعلمها غير المتخصصون. إذا كان الله له أى وجود سواء مادى أو غير مادى إذاً هل يستطيع الله أن يكشف عن نفسه بدلاً من العمل وراء كواليس من البشر ينوبون عنه و ليس هو الذى يُنُّوبهم "يكلفهم بالنيابة" عنه؟ فاذا لم يستطع الله ان يكشف عن نفسه فكيف يكون كلى القدرة؟ فإذا قال قائل أن الله يكشف عن نفسه لأفراد يختارهم بنفسه فما جدوى هذا الكشف إذا ما كان هولاء المختارين من البشر معرضين لهلاوس و أمراض نفسية و امراض جسدية تجعلهم فى محل شك فيما يرون و يتخيلون. لقد تحول الله على يد هولاء النخب الى فيروس خطير ذو تأثير مدمر على كل البشر.

فلكى نفهم بعمق أدبيات السامى اللبيب أخذ على عاتقه أن يجيب على السؤال "هل الله مجرد فكرة أم هو حقيقة؟" وهل هى كما يقول كاتب المقال (ان الإنسان أبدع فكرة الإله لتفى إحتياجاته النفسية والوجدانية و المعرفية) فقط؟ ربما كان الأمر كذلك عندما كان الإنسان لم يصل بعد الى تكوين جماعات أو مجتمعات و عندما كانت علاقة الأنسان بالطبيعة علاقة فردية شخصية مباشرة لا يزاحمه عليها أحد من جنسه؛ و كان عليه أن يواجه غموضها. و بمجرد أن تشهى الأنسان و إشتهى السلطة و أكتشف أن السلطة فى يد من يملك ليس فقط مصادر الأنتاج بل عقول الناس الذين يخدمون تحولت فكرة الله من مفهوم معرفى لسد الأحتياجات الى مفهوم سلطوى طبقى ليحدد من يكون السادة المالكون و من يكون العبيد الذين يخدمون. وهكذا يلخص الكاتب فكرته المحورية فى أن (الله فكرة و ليس وجود.) ولأن تفكير الكاتب مادى النزعة فان الميتافيزيقا لا وجود لها ما لم تدلل على حضورها إما بالادراك الحسى التجريبى و الأختباراتى القابل للتطبيق أو بالتفكير المنطقى الفاحص الناقد.

و لان الله فكرة يحاول رجال الدين و المؤمنون أن يجعلوا لها وجود مادى محسوس فقد تخبطت أفكارهم لأن وسيلتهم فى تطبيق الفكرة لم تكن منهاجاً علمياً تجريبياً و لا منهاجاً فكرياً فلسفياً عقلانياً فاحصاً و ناقداً لكل المكون الميثولوجى دون خطوط حمراء و دون توقف عند حدود أصنام التابوهات التى أقامها رجال الدين فى عقول الناس المساكين، ولكن منهجيتهم فى فرض الهتهم لا تقف و لا تعتمد إلا على الظن و الأستنتاج من مقدمات مغالاطات منطقية يريدوا فرض صحتها على الناس بالقوة فأخرجوا للناس إلهاُ مسخأ مشوهاً فعملوا جاهدين لكى يصلحوا أو يطوروا هذا الصنم الذى صنعوه بإضافة أو حذف بعضاً من مادتهم أو موادهم المكونة له فكانت النتيجة تشويه كامل لهذا الصنم حتى عندما أضفوا صفاتهم البشرية على هذا الصنم فى صورة مطلقة فأنهم أخرجوا لنا مكنون نفسيتهم المتعطشة للوصول الى السلطة بأى ثمن سواء بالقتل و الذبح و النهب و السلب. هذا هو الصنم الذى صنعه رجال السلطات السياسية و الاقتصادية و الدينية الذى يحاول الكاتب السامى اللبيب أن يكشفه ليفنده بحججه التى تثير حفيظة رجال الدين و من معهم من المؤمنين. فلم يعد الله هو الخالق للبشر بل البشر هم الخالقون لله بمقاييسهم و مواصفاتهم هم و هى كلها مقاييس و مواصفات بشرية غير قادرة على صناعة أله له وجود مادى أو حتى وجود فكرى و فلسفى متماسك. و لكى يجعلوا لهذا الاله وجود على الأقل فكرى لجأوا الى إطلاق صفاته و مواصفاته التى رأها السامى اللبيب تضرب بعضها بعضاً فتسقط الواحدة تلو الأخرى لكى تكشف لنا عن إنسان أراد أن يطير الى الشمس فصنع لنفسه جناحين من الشمع و للأسف سقط هذا الانسان الأله أو سقط هذا الاله الإنسان لأنه لم يفكر جيداً أو لم يتخذ الأحطياطات الواجبة.

يتناول الكاتب خمس حجج يتباهى بها المؤمنون بأن الههم يمتلكها و لا يشاركه فيها أحد لإثبات تفرده بها دون غيره لتثبت الوهيته تشمل صفات الكمال و اللامحدودية و الأزلية و المقدرة على الخلق و أخيراً الحرية مقابل الجبرية.


الكمال:
يتناول الأستاذ السامى اللبيب فكرة الكمال لكى يردها لرجال الدين و التابعين لهم فتعرى سَّوءة الفكرة كلها و تكشف عن رؤية بشرية مهزوزة لا تصل الى درجة الحجة. يُعرف الكاتب الكمال بأنه وصول (الشئ إلى أتم حاله فلا ينتابه التغيير ولا يعتريه النقصان أو الزيادة , فالزيادة تعنى أنه لم يصل لحالته المثالية كونه يحتاج الإضافة لذا يكون الكمال حالة إستاتيكية فأى حركة تُغير من طبيعة الكمال). فالكمال هو حالة المنتهى حيث يكون الكائن الموصوم بحالة الكمال مستقل و مستغنى بذاته عما حوله فهو "الكمال" حالة إستاتيكية لا يطرأعليها أى تغيير سواء بالزيادة أو النقص. و يستتبع الوصول الى حالة الكمال ان كل ما يصدر عن الشخص الكامل سواء كان فعلاً أو قولاً أو فكراً لابد أن يكون كاملاً.

يرى الكاتب أن المشكلة التى أوقع فيها رجال الأديان الأبراهيمية الههم أو ألهتهم انها شخصنته و أضفت عليه صفات بشرية ثم منحت هذه الصفات مجال التمدد فى اللانهاية. فهى بذلك فصلت ثوباً فضفاضاً لاله بشرى الجوهر و بشرى الهوى و الهوية ليرتديه الأنسان نفسه فى صورة حكامه السياسيين او العسكريين او رجال الدين. فظهر هذا الإله فى هذا الثوب الفضفاض ليكون نادلاً لرجال الدين مرة و مهرجاً لرجال السياسة مرة و يكون فزاعة دائمة لمجموع البشر الغلابة التابعين دائماً. و ربما يعنى الكاتب بالحالة الأستاتيكية هى بلوغ هذه الصفات بصاحبها الى حالة المنتهى فلا يوجد فائض أو باقى لهذه الصفات فقد أستهلكها أو إستوعبها الموصوف "الله" جميعها و بالتالى تنتفى "الأطلاقية" عن الصفات. فإذا كانت الصفات ما زالت مطلقة أى أنها لا تنفذ و أن الموصوف ما زال يستزيد منها فهذا يعنى أن الموصوف فى طور الكمال و لم يكتمل بعد. يرى الكاتب أن "حادثية" الخلق أصبحت نقطة فاصلة لما (قبلها و أثناءها و بعدها) جعلت من الخالق مقسوماً زمكانياً يختلف فى كل قسم منها عن الاخر. فالله الذى كان قبل الخلق ليس هو نفسه الموجود أثناء عملية الخلق ليس هو نفسه الموجود بعد إتمام عملية الخلق. و هكذا يكشف الكاتب عن زيف شخصية "اللهات" التى صنعها رجال الدين و رجال السياسة فجعلت من الله كائن متغير ليعبر عن حالات العلاقة بين اصحاب السلطات الثلاثة "السياسية و الإقتصادية و الدينية" و هو الثالوث القمئ الذى يحكم منطقتنا الشرق أوسطية. و يركز الكاتب أيضاُ على مفهوم الوجود و الحياة من خلال خصيصة التغير التى تميز الوجود و الحياة فالله الذى خلقه رجال الدين بإيعاز من رجال السياسة أله حى و موجود و بذلك فهو اله متغير ذو ردود أفعال متباينة و متناقضة. كذلك عندما أضفوا على الههم صفة اللامحدودية فأنهم جعلوا الههم يتمدد و ينتشر فى اللازمكان وفى الزمكان لتجعل الههم يتواجد في أزمنة وأماكن يرفعوه عن الوجود بها. و هكذا انعكس تناقضهم و نقصهم و شيزوفرينيتهم و ساديتهم و ماسوشيتهم و نقصهم وكمالهم على الههم الذى صنعوه. ولنرى كيف يدحض السامى اللبيب أفكارهم عن الههم التى هى فى الحقيقة محاولات تأليه الأنسان نفسه. و بالتالى فانه (الكاتب) يهدم صرحاً كبيراً يحتمى به مرتزقة الأديان و يأوى اليه لصوص و قطاع الطرق من الساسة و عامة الشعب. فلا غرابة ألا يكون رد فعلهم على نقد الموضوع الذى يتناوله السامى اللبيب بل يكون نقدهم صب جامات غضبهم على شخص الكاتب أو يخرجون عن السياق فى الدفاع عن مكونهم بنصوص من مؤلفاتهم ليدوروا فى نفس الحلقة المفرغة.

لامحدودية الله:
أ‌- لامحدودية الله تعنى عدم الكمال
ب‌- اللامحدودية تعنى التزايد المستمر و التغير و هذان يعنيان عدم الكمال
ت‌- لا محدوديه الله فى الزمكان تجعل هناك علاقة جدلية عضوية لا تنفصم لتكون إحدى عناصره و من ثم تضعه فى إطار الحالة المادية
ث‌- فكرة لامحدودية الله تلغى وجوده أو تجعل وجوده يلغى وجودنا ليكون هو جزء منا أو نحن جزء منه.
ج‌- عدم منطقية اللامحدودية و اللانهائية المكانية: لانها تنفى وجوده. فوجود الشئ يكون بالنسبة للمكان. إلا اذا كان هو المكان نفسه. و بالتالى فان وجود الله يتحدد بالمكان... و طالما تحدد وجود الله بالمكان فيكون الله محدوداً.
ح‌- المكان له خصائص تحدده كامكانية قياس ابعاده و قربه او بعده بالنسبة لمكان او شئ اخر فاذا كان الله قريب من مكان ما فانه يكون بعيد او غير متواجد فى مكان اًخر. هذا أذا قلنا بإسستقلالية وجود الله. فإذا كان الله موجود فى كل مكان فهل يعنى هذا أنه موجود فى ادق الكائنات "الخلية" و الجحيم و فى أعماق البحار و فى الأماكن التى يعتبرها المؤمنون انها نجسة. و بالتالى يكون الله متواجد فى المكون البشرى و الحيوانى و الجمادى.
خ‌- قبل خلق الكون كان الله موجود فى اللامكان. فالمكان معرف بخصائصه "الطول و العرض و الأرتفاع" مرتبط بوجود الأشياء المادية التى بدونها لا يوجد مكان. و بالتالى لا يمكن تصور وجود الله بدون المكان الذى بدوره حدد وجود الله و بالتالى أصبح وجود الله غير مستقل لإرتباط وجوده بالمكان. كما أن وجود المكان جعل من المستحيل تخيل عدمه. كما ان وجود المكان جعل الله موجود فى المكان و هذا يعنى أن وجود الله خاضع و مرتبط بوجود المكان. كأى شيئ فى الوجود لابد أن يكون مرتبط بمكان و لا يمكن ان نتخيل وجود انفسنا بدون مكان و كذلك لا يمكن تخيل وجود الله بدون مكان يوجد فيه. فإذا كان المكان لا يمكن أن يحد الله إذاً فإن الله يحد المكان أى أن الكون و المكان يوجد فى الله ذاته. و بالتالى فان الجدلية إنعكست هنا و أصبح المكان محدوداً بوجود الله و هو "المكان" جزء منه "من الله" و لا ينفصل عنه. أى أن الكون بكل ما فيه موجود فى الله و إلا فاننا نقع فى جدلية وجود المكان الكونى مقابل اللامكان الموجود به الله.

الله و خلق الزمان:
أ‌- الزمن ليس له وجود مستقل بل هو علاقة أو بعد و جودى من ابعاد الكون "الفضاء" اى أنه مرتبط بحركة أحد مفردات الوجود و قوة هذه الحركة بالنسبة لمكان محدد أو مفردة وجودية معينة. فى تعريف الزمن فى الوكيبيديا هو المقياس الذى به يتم ترتيب الأحدلث من الماضى مروراً بالحاضر نحو المستقبل و هو أيضاً قياس "توقيتات" الأحداث و الفواصل بينها. و يعتبر الزمن من الأبعاد الأربعة بالإضافة الى ابعاد الفضاء الكونى الثلاثة. و الزمن يلعب دوراً هاماً فى قياس الحركة و القوة. فلا يمكن تخيل الزمن بدون الحركات و القوى. و بالتالى فأن مقولة ان الله قد خلق الزمن مستقلاً عن الوجود المادى أو قبل الوجود المادى بها مغالطة منطقية ذلك لأنها تجعل الزمن كيان مادى قائم بذاته منفصل عما عداه. أذاً مقولة أن الله خلق الزمن من قبل خلق الكون بها مغالطة منطقية وهى إعطاء الزمن كيان مستقل عن المكان و الحركة و القوة. فعلاقة المكان و الحركة و القوة هى التى نعبر عنها بإستخدام تعبير "زمن". إذاً من يقولون أن الله "خلق الزمن" يتحدثون عن حدث "الخلق" و هذا الحدث يتعلق بالوجود المادى للشيئ "المخلوق" و لأن الزمن ليس له وجود مادى و بالتالى فهو لم يوجد مستقلاً عن – و ليس قبل – الوجود المادى أصلاً و بالتالى فأنه "فُهِم" أو "تم إدراكه" – و لم ينشأ – نتيجة أو كعلاقة نسبية بين قوى و حركات مفردات الوجود. فمثلاً لدينا مفردات الوجود الشمس و االكواكب (و الأرض من ضمن هذه الكواكب) و الحركة و القوة. فالشمس لها قوة جاذبية للأرض و فى نفس الوقت فأن هذه القوة تحدد حركة الأرض "الدوران حول محورها" ومن حركة الأرض المحورية نتج عنها علاقة بينها و بين الشمس و هو تغيير النقاط الأرضية (longitudes) "أو خطوط الطول" لإستقبال اشعة الشمس هذه العلاقات عرفها "الأنسان" بمسميات زمنية مختلفة بالنسبة (لنقطة و احدة أى خط طول واحد أو مجموعات نقاط مجتمعة أى مجموعات خطوط طول) أطلق عليها الأنسان "مناطق توقيتات" وسمى هذه التوقيتات بما يتناسب مع سد إحتياجاته الغذائية "الفطار الغدا العشاء" و مع تطور فكر الأنسان فى إدارة الاعمال قسم هذه العلاقة الى "الفجر الشروق الصباح الظهيرة الضحى المساء الليل" و مع تقدم الأنسان و تركيزه على الإنتاج "اعماله" التى يقوم بها أخترع أدوات لقياس "حركة الأرض المحورية" بعلاقتها بالشمس فقسم هذه الحركة المحورية الى 24 وحدة و سمى كل وحدة بالساعة .. الخ ومن ثم عرف الأنسان أن الأرض تتم حركتها المحورية "دورتها حول نفسها" فى يوم واحد "24 ساعة" و فى مسعى منه نحو الدقة لمعرفة سرعة دوران الأرض حول نفسها قسم الانسان الكرة الأرضية الى 180 خط طول (longitudes) ليتوصل الى أن المسافة بين كل خطى طول هى 8 دقائق ... كما أن الأنسان أكتسف ان قوة جاذبية الشمس للأرض جعل لها مكان شبه ثابت من الشمس و حركة حولها و هو ما سماه الأنسان مدار الأرض حول الشمس و قسم هذا المدار حسب أحساسه و نشاطه الرعوى و الزراعى بحرارة الشمس الى فصول "الربيع الصيف الخريف و الشتاء" و أطلق على هذه الحركة شبه المنتظمة "دوران الأرض حول الشمس" و الذى يتغير فيه درجة ميل محور الأرض و هذا الميل يجعل هناك علاقة عرضية بين الشمس و الأرض هذه العلاقة تخيلها الأنسان بوجود خطوط عرض (latitudes) و هذه العلاقة علاقة مكانية و هى درجات تعامد الشمس على خطوط العرض التى صاغها الانسان فى مصطلحات زمنية لتعاقبها شبه المنتظم " الربيع الصيف الخريف و الشتاء" و هذه التسميات ما هى إلا تعبيرات عن حالات تغير مناخ البيئة "المكان" المتواجد فيه الأنسان بالنسبة لسطح الأرض فبينما يكون المناخ بارداً "شتاءاً" فى نصف الكرة الشمالى نجده دافئاُ أو حاراً فى نصفها الجنوبى و هكذا. فهل بعد هذا يمكن أن نقول أن الزمن كائن مخلوق مستقل بذاته عن الوجود؟؟ فعندما نريد أن نعرف (اليوم) على سبيل المثال فأننا نقول هو وحدة قياس دورة واحدة للأرض حول نفسها (حركة و قوة) بالنسبة للشمس (مكان ثان له قوة – جاذبية – مؤثرة على الأرض). وكذلك الحال عندما نعرف السنة نقول انها وحدة قياس دورة الأرض حول الشمس.

الله و عملية الخلق:
أ‌- النقطة الأولى: حالة الله قبل الخلق متغيرة عن تلك بعد الخلق: يرى الأستاذ السامى اللبيب أن الله قبل الخلق لم يكن مكتملاً، و ذلك لأنه لم يمارس فعل الخلق بعد. و لكى يكتمل فكان لزاماً عليه – أى أنه إحتاج الى – أن يخلق، فهو بذلك فى إحتياج الى غيره لكى يكتمل به. و لأن الله منزه عن النقص و الأحتياج – كما هو فى مفهوم المؤمنين أو كما ينبغى أن يكون الله – إذاً فلابد أن يكون الخلق غير مستحدث، بل هو كائن مع كينونة الله. و لأن الخلق كائن منذ أو مع كينونة الله إذاً يكون الخلق أزلياً مثله مثل الله.
ب‌- النقطة الثانية: إستحداث علاقات الله بمخلوقاته: أن الله لم يكن فى علاقة مع أحد قبل الخلق فهو كامل منزه مكتفى بذاته لا يطرأ عليه تغيير ... و لكن بعد الخلق نشأت علاقات أو أُستحدثت علاقات جديدة بينه و بين خلائقه ... و لأن العلاقات الجديدة تنتج تفاعل بين الله و خلائقه و يتمظهر هذا التفاعل فى سلوك او فعل يصدر من الخلائق و بالتالى سلوك أو رد فعل من الخالق و العكس، مما يترتب عليه أن الله لابد أن يكون متغيراً نتيجة لدخوله فى علاقة مع متغير. و بناء على هذه العلاقة فان سلوك الله سوا كان فعل أو رد فعل مرتبط بـ و متوقف على فعل و تصرف المخلوق مما يعنى أن الله لا يؤثر فقط فى خلائقه بل أيضاً يتأثر بهم و هذا ينفى عنه الثبات كما ينفى أستقلاليته فى سلوكه و ينفى عنه كلية المعرفة بطبائع خلقه و سلوكياتهم كا ينفى حرية سلوكه المطلقة. و تصبح كل صفاته و خصائصه المطلقة ما هى إلا مجرد صفات و خصائص نسبية و أخيراً تنفى عنه مطلاقيته و تفرده بأى صفة. و مما يدل على ذلك انه يقرر شيئاً ثم يتراجع عنه أو ينسخه. و كمثال على ذلك من القراَن الكريم ما جاء فى سورة النحل اَية 125 "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين " ثم ينقلب القرار الى 180 درجة بما جاء فى سورة البقرة اَية 216 "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ". كذلك ما جاء فى الكتاب المقدس فى سفر الخروج أصحاح 20 أعداد من 3 الى 17 الوصايا العشر. فالاَية او العدد 13 من أصحاح 20 هى الوصية السادسة "لا تقتل" فتحريم القتل جاء تحريماً مطلقاً فى الوصية يتعلق بالعمل ذاته و لا يتعلق بشخص الفاعل أو شخص المفعول. و العدد 15 يمثل الوصية الثامنة "لاَ تَسْرِقْ" فالتحريم هنا مطلق يرتبط بالفعل و ليس بالشخص أو الظرف ... ثم يعدل الله عن هذين القرارين قبل أن يجف مدادهما فيقول ليشوع فى أصحاح 8 العددين 1 و 2 "1 قَالَ الرَّبُّ لِيَشُوعَ: «لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ. خُذْ مَعَكَ جَمِيعَ رِجَالِ الْحَرْبِ، وَقُمِ اصْعَدْ إِلَى عَايَ. انْظُرْ. قَدْ دَفَعْتُ بِيَدِكَ مَلِكَ عَايٍ وَشَعْبَهُ وَمَدِينَتَهُ وَأَرْضَهُ،2 فَتَفْعَلُ بِعَايٍ وَمَلِكِهَا كَمَا فَعَلْتَ بِأَرِيحَا وَمَلِكِهَا. غَيْرَ أَنَّ غَنِيمَتَهَا وَبَهَائِمَهَا تَنْهَبُونَهَا لِنُفُوسِكُمُ. اجْعَلْ كَمِينًا لِلْمَدِينَةِ مِنْ وَرَائِهَا." فماذا فعل يشوع و بنوا إسرائيل بأريحا و شعبها؟ نجد الأجابة فى سفر يشوع أصحاح 6 عدد 21 "وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُل وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْل وَشَيْخٍ، حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ." فالله الذى نهى شعبه عن القتل و السرقة ينقلب على قراره 180 درجة فيأمر نفس شعبه بالقتل و السرقة و مما زاد الطين بلاً أنه يأمرهم بالنهب أيضاُ و هو ذات الله الذى أمر بقتل و حرق ثم الرجم بعد الحرق لكل أهل و بيت و ممتلكات عخان أبن كرمى لمجرد أنه سرق بعيض أشياء عند غزوهم لأريحا سفر يشوع أصحاح 7.
ت‌- النقطة الثالثة: مطلاقية الله و مطلاقية زمنه: يقول السامى اللبيب أن الله مطلق فى الزمن أو ذو زمن مطلق أى أنه أزلى و بالتالى مطلق الزمن أو مطلق الأزلية فلا يمكن له أن يُستَحدث (بضم الياء و فتح التاء) أو يستحدث الزمن. و كون أن الله إستحدث الزمن "خلقه" يعنى أن الله الذى كان متموضعاً فى اللازمن تموضع (أى وضع نفسه فى زمن) فأصبح محدوداً به؛ أو بمعنى أخر أن الله غير الزمنى وغير المحدود أصبح زمنياً و محدوداً بهذا الزمن الذى خلقه و هذا أيضاَ ينفى عن الله الثباتية و اللاتحولية ليصبح متغيراً و متحولاً.
ث‌- النقطة الرابعة: عملية الخلق و تقسيم الزمن: ان عملية خلق الكون قسمت الزمن الى ما قبل خلق الكون و الى ما بعد خلق الكون مما يثير سؤال هام ماذا كان يفعل الله قبل خلق الكون و ماذا يفعل الاَن بعد أن أتم خلق الكون. هل هو مجرد (عاطل) جالس على العرش فقط (ثم استوى على العرش) يراقب ما يحدث فى حالة أسترخاء تأخذه مرة سِنةُ و مرة نومُ؟؟؟
ج‌- النقطة الخامسة: أزلية الله و تحولها الى زمنية: لو سلمنا أن الله لا زمنى أى أنه أزلى لا بداية و لا نهاية له؛ و عملية الخلق حادثة فى زمن أى انها لحظة زمنية؛ فلكى تحدث عملية الخلق تستلزم عبور الخالق من اللازمن (او الأزل) الى الزمن؛ و منطقياً فان هذا مستحيل لأن الأزلية التى تكون لله و يكون هو فيها لا نهاية لها. و على فرض أن الله قادر أن يخرج من اللازمن (الأزلية غير المتناهية) لكى يدخل فى الزمن فكم يقطع أو يستغرق أو ماهو مقدار (الأزلية اللامتناهية) التى يستغرقها ليصل الى الزمن المستحدث لكى يتم فيه خلق الكون؟؟؟
ح‌- النقطة السادسة: قابلية قياس زمن الله: كيف يقيس الله الزمن؟ هل يقيسه كما نحن نقيسه و ذلك بإيجاد العلاقة بين القوة و الحركة بالنسبة لمفردات الوجود كما أسلفنا القول فى حركة دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس لكى يستنبط منها الإنسان تعرفه على و حدات قياس الزمن كاليوم و السنة. فإذا كان الله يقيس الزمن كما نقيسة نحن فإذاً هو كائن محدود بالمكان مثلنا و هو بهذا يكون متواجد بالكون و متأثراً به و بالتالى فهو يتأثر و يؤثر فى المحيط المتواجد به. و يكون السؤال إذاً أين هو؟؟ أو هل لم يُكتشف بعد؟ إذاُ فلتكن المهمة الأولى الملقاة على عاتق الإنسان الاَن هى "إكتشاف الله". أو مع فرضية أن الميتافيزيقى له وجود (خارج الكون طبعاً) فهل هذا الوجود الميتافيزيقى يضاهى وجودنا الفيريقى فيكون الله و عرشه فى مجرة حيث يدور العرش حول نفسه و له مدار حول نجم ما ... الخ وإلا يكون الله فى "اللازمكان" الذى يعنى "العدم" فهل الله موجود فى العدم ... فإذا كان الله موجود فى العدم فهو إذاً "عدم".
خ‌- النقطة السابعة: قابلية اليوم الإلهى للتقدير: إذا كان هناك وجود لليوم الإلهى و يساوى كذا من أيامنا فهذا يعنى أن زمن الله قابل للقياس و بناء عليه يكون الله متواجد فى حيز مكانى مادى معين لا نعرفه و له قوانين طبيعيتة الخاصة به. و يستتبع هذا وجود مادى لله من نوع ما؛ الذى بدوره يجعل الله خاضع لقوانين هذا الزمكان مما ينتج عنه قابلية تقدير الله كماً و بعداً و نوعاً؛ و عليه فوجود الله المادى فى وسط مادى مستقل عنه يفقده الوهيته.

حرية الله أو جبريته:
أ‌- يبدى الأستاذ السامى اللبيب ملاحظة قيمة و هى تجنب كتب الأديان الإبراهيمية عن الحديث عن "حرية" الله و هل هى حرية نسبية أو مطلقة، كما أن هذه الكتب لم تتناول "جبرية" الله و هل هذه الجبرية مطلقة أو نسبية و يعلل ذلك بأن مفهوم الحرية مقابل الجبرية مفهوم حداثى نسبياً؛ على أن الكاتب يستدرك أن مصطلح "المشيئة" ورد فى هذه الكتب بديلاً عن "الحرية" و كدليل عليها. و بالتالى إذا كنا نقول أن الأنسان له حرية نسبية فالمقابل الطبيعى لها هو حرية الله المطلقة. فهل الله حر مخير ام مجبر مُسُّير؟؟ يورد الكاتب عدة جدليات يثبت بها نفى الحرية المطلقة عن الله. و بالتالى يكون حراً فى مواقف و مجبراً مسيراً فى مواقف أخرى لا فرق بينه و بين الإنسان فى هذا المنحى.
ب‌- معنى الحرية و الوقوع تحت تأثير الخيارات: يوضح الكاتب أن الحرية تعنى المقدرة على الإختيار من بين بدائل متاحة فى لحظة معينة. و هذا يعنى أن الشخص القائم بالإختيار واقع تحت ثلاث تأثثيرات أولها: تأثير لحظة الأختيار التى تعنى مفاجأة الشخص القائم بالإختيار بهذا الموقف و عنصر فجائية الموقف تعنى عدم توقع الشخص لموقف الإختيار مما ينفى علم الشخص المسبق لملابسات ظرف الأختيار. التأثير الثانى: وجوبية المفاضلة و الإختيار التى ينتج عنها اضطرار الشخص لعمل مفاضلة بين البدائل ثم بعد ذلك يختار وهذا الإضطرار للمفاضلة ينفى حرية الأختيار. التأثير الثالث وقوع الشخص تحت ضغط "إتخاذ قرار" مما يجعل المفاضلة أو الإختيار مجرد رد فعل مبعثة عوامل نفسية و نوازع عاطفية أو براجماتية او نفعية.
ت‌- حرية الأختيار بين البدائل يعنى نسبية الحرية التى يمارس بها الشخص لإختياره: إذا كانت عملية الإختيار تتم نتيجة عمل مفاضلات "تبريرات" لإختيار واحد بعينه من بين بدائل فهذا يعنى نسبية هذا الإختيار الذى يتحكم فيه المنطق و قوة الحجة و هما عوامل موضوعية مستقلة عن الشخص القائم بالإختيار وفى نفس الوقت مؤثرة فيه و هو متأثر و متفاعل معها كرد فعل لتجعله فى النهاية يحسم إختياره ناهيك عن الميل و الهوى الذى قد يتحكم فى الشخص لإتخاذ قرار الإختيار. كل هذه العوامل و المؤثرات تنفى عن الشخص صفة الإلوهية و صفة الإطلاق.
ث‌- معرفة الله الكلية تنفى حرية إختياره: معرفة الله الكلية تعنى أنه هو صاحب القرار فى صناعة الحدث رسماً و تصميماً و معرفة مسبقة بمنفذين الحدث سواءاً كان هو المنفذ شخصياً أو عن طريق إستخدامه أحداً غيره لنصل فى النهاية الى أن معرفة الله تصبح قراراً صادراً يتم تنفيذه فى إعتبار ما سيكون بالنسبة لمفهومنا البشرى. و بهذه المعرفة يكون الإلتزام بالتنفيذ من قِبل الله مقيداً لحريته لأن المعرفة و الإلتزام تجعل الله كاَلة كمبيوتر مُبَرمجة. و يصبح الله فى إشكالية مع نفسه إذا أرد أن يغير أى من قراراته. فتغييره القرار ينفى عنه كلية المعرفة و تنفيذه للقرار ينفى عنه حريته المطلقة. إن أخطر سؤال فى المقال وضعه أو إفترضه السامى اللبيب و الذى أعتبره أن شخصياً نوعاً من التحدى لإيمان المؤمنين و رجال الأديان هو: هل يمكن أن يلغى الله يوم الحساب و الجنة و الجحيم؟؟ لم يفكر أحد فى هذا السؤال و لكن الكاتب و المفكر العظيم توفيق الحكيم أفترض عدم وجود أحد أضلاع مثلث الدين و هم الله و الشيطان و المؤمن فى احدى قصصه من مجموعته القصصية "أرنى الله" و جاءت الأجابة على لسان ابطال القصة فقال لن يكون هناك رجال دين يخيفوا و يرعبوا المؤمن مرة من الشيطان و مرة من الله و مرة من عصابات تنفيذ الأحكام. و اَه لو أصدر الله قراراً مثل ذلك!!! أول من سوف يكذبه سيكون رجال الأديان و سوف يفتحون النار عليه أكثر و أعنف مما يفتحونها على الملحدين و اللادينيين.
ج‌- مصداقية الله و الحرية: عندما يحاول أحد أن يسأل فى مدى مصداقية الوعود بالجنة و حور العين و الأنذارات من جهنم و نارها و سعيرها التى تعج بها الكتب السماوية يجد الإجابة الفورية من المؤمنين و رجال الدين أن الله صادق و لا يبدل أو يخلف مواعيده فهذا يعنى أن الله ليس حراً فهو رهن و قيد ما وعد. و الواقع غير ذلك فهو وعد بحفظ كلامه فى التوراة فحرفه اليهود ومن ثم بدله بالأنجيل الذى حرفه النصارى فنسخه بالقراَن الذى هو نفسه لم تعجبه بعض الأيات فنسخها و إستبدلها بأُخر أحسن منها. و لا أحد يدرى ما ينوى عليه هذا الله فى المستقبل ربما ينسخ القراًن بكتاب اخر أحدث لا ندرى ماذا سوف يسميه هو و ماذا سوف نسميه نحن.
ح‌- كلية صفات الله الخيرية و الصالحة تنفى حرية اختياره: إذا كان الله كلى الخير و كلى الصلاح وكلى الصفات الإيجابية فانه من المستحيل أن يكون كلى الصفات السالبة. فلا يمكن أن يكون كلى الخير و كلى الشر. فإذا قام بالأثنين فيكون متناقضا مع نفسه منقضاً لما يبنيه و بانياً لما ينقضه دائراً فى حلقة مُفَّرغة. و أذا قام بالأعمال الخيرة الصالحة الصحيحة فهو لا يقوم بعمل الخير و الصلاح و الصُح بمحض إرادته و لكنه يفعل ذلك لأن هذه طبيعته سواء أراد أو لم يرد؛ و بالتالى فانه من المستحيل أن يخطأ فإن أخطأ أو أرتكب شراً فأنه لا يصبح كلى الصفات الإيجابية و لا كلى الصفات السالبة بل يكون الله نسبى فى صفاته مثله مثل الأنسان الذى صنعه أو خلقه.
دمتم بخير و سلام.
(رمسيس حنا)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 27 - 01:11 )
• الله هو الكمال المطلق .
قال تعالى : (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم) .
• من يقول (وجود الله خاضع و مرتبط بوجود المكان)؟ . العلم يقرر أنه في اللحظة (10 أس -46 ثانية) من عمر الكون لم يكن هناك شيء له (وجود فيزيائي)، بل لم يكن هناك (مكان) و لا (زمان) أصلاً! .
يعترف (أنتوني فلو Antony Garrard Newton Flew) , فيلسوف الإلحاد في القرن العشرين , قائلاً : (يقولون أن الإعتراف يفيد الإنسان من الناحية النفسية، و أنا سأُدلي باعترافي , إن نموذج ظهور الكون من (اللازمان) و (اللامكان) شيء محرج جداً بالنسبة للملحدين ، ذلك لأن العلم أثبت فكرة دافعت عنها الكتب الدينية) .
• لا وجود للزمن قبل (الإنفجار الكبير) , الآن , هل يستطيع (سامي لبيب) أن يحل هذه المعضلة؟ .

يتبع


2 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 27 - 01:36 )
• سبق أن تحاورنا أنا و (سامي لبيب) حول مسألة الخلق , و قد ألجمته و أفحمته , فلماذا يعيد هذه النطة؟ .
الله هو (الخالق) , و هو (الخلاق) , و يطلق اسم (الخلاق) على (الخالق منذ الأزل الذي خلق المخلوقات الأولى في الكون التي لم نعرفها و لا تصل عقولنا إليها و لا يعلمها إلا هو الخلاق العليم) .
يعني (الخلاق) = نسف (لحظة الخلق) .


3 - تعليق3
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 27 - 01:39 )
• حرية الله أو جبريته! .
قال تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ-;- وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) .
في عام 1927 وضع (هايزنبرج) مبدأ (عدم اليقين) أو مبدأ (الريبة) , و هو مبدأ فيزيائي من المبادئ التي تحكم الكون , ينُص هذا المبدأ على (أننا ممنوعون من معرفة الحقيقة الكلية , و ليس لنا أن نختار إلا نصف الحقيقة أما الحقيقة الكاملة فنحن ممنوعون عنها) .
يعتبر مبدأ (عدم اليقين) لـ(هايزنبرج) قانون صارم من قوانين الطبيعة , و لا يرتبط بأي شكل ببعض القصور الموجود في أجهزتنا , و هو مبدأ يُعلمنا أنه ليس في وسع الانسان إلا المعرفة الجزئية أما المعرفة الكُلية فهذه حكمة لم يُسمح لنا بالاطلاع عليها .
و يعتبر هذا المبدأ من أعظم المبادئ أثراً في تاريخ العلم الحديث حيث أنه يضع حداً لقدرة الإنسان على قياس الأشياء.

يتبع


4 - تعليق4
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 27 - 01:40 )
ثم أن العلم يقول : (اننا إذا رمزنا للموجات الكهرومغناطىسية بخط تبلغ طوله150 مليون كيلومتر ؛ فإن العين البشرية تبصر منه مترا ونصف المتر ؛ فقط!... ما أشد عجز البصر عن إدراك ما حوله!... مثال آخر : هل تعلم ان المخ البشري يتعرض لـ (400 مليار) معلومة في الثانية لكنه يدرك منها (2000) معلومة ؛ فقط؟!... ما أشد عجزه الإنسان عن الإدراك!) .
ثم بعد هذا يأتي (سامي لبيب) و يتشدق! .


5 - تعليق الى رمسيس حنا
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 27 - 07:07 )

في يوم من الايام ستثبتون لنا ان 2 + 2 لا يساوي اربعة

حتى الحرية .. وجدتم لها مفاهيم اخرى داخلها و خارجها

ما هي الحرية .. ما علاقته بالمسير او بالمخير يا اخي

الحرية ان تفعل ما تريد ان تفعله .. حتى لو كان ما تفعله حماقة في نظر الاخرين

اليس هذا هو تعريف الحرية

فما علاقته بالمسير او بالمخير

و سلامي

..


6 - فك تلغرافية رسائل الأستاذ عبدالله خلف 1
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 28 - 10:02 )
شكراً جزيلاً عزيزى الأستاذ عبدالله خلف أو عبدالله الراوى و يعز علىّ أنك تمر على صفحات كُتاب و كاتبات الحوار المتمدن لكى تدحض ما يكتبونه بما تلقيه على صفحاتهم من رسائل تلغرافية تحمل مغالطات منطقية و مغالطات علمية أيضا يتضح منها أنك لا تقرأ سوى عناوين الموضوعات التى يترأى لك انها تتناول الدين الأسلامى بطريقة ناقدة و فاحصة دون أى محاولة منك لتفنيد أى حجة يقدمونها أو الرد عليها بالجدل و المنطق. و قد لاحظت أن رسائلك ذات الطابع التلغرافى متكررة فى باب التعليقات سواء على الحوار المتمدن أو على الفيسبوك على جميع صفحات الكُتاب و الكاتبات التى تتناول نقد الأسلام كعقيدة ايديولوجية؛ و من ثم تبدو يا عزيزى انك غير مقتنع بما تلقى به من رسائل تلغرافية و لكنك تفعله كمهنه تتسم باَداء ميكانيكى دون روح.

فعندما ترد على فكرة مُفندة لفكرة اسلامية باَية من القراَن الكريم فانت لا تقيم حجة على خصومك بل الأيات القراَنية تكون حجة عليك و ليس لك. فاذا قلت أن الله (هو الأول والآخر والظاهر والباطن) فانت بذلك جعلته محدوداً بكونه -الاول- و -الاَخر- و بينهما كائنات أخرى. يُتبع


7 - فك تلغرافية رسائل الأستاذ عبدالله خلف 2
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 28 - 10:03 )
و السؤال هل هو أول الكائنات الخالقة او الكائنات المخلوقة؟ أو هل عبارة -الأول و الاَخر- تعنى ترتيب زمنى؟ و الأجابة على السؤال سوف تكون محرجة للمؤمنين بصفة عامة. و القول أنه -الظاهر و الباطن- قول مردود عليك فأين هو الله الظاهر؟ أول هل ظهر أو يظهر الله لأى أحد من الناس؟ فالله دائماً باطن -مختفياً وراء من يدعون النيابة عنه. أما من يقول أن وجود الله خاضع و مرتبط بوجود المكان فى الواقع هى النصوص الدينية لأنها تضفى على الله أوصافاً تجعله كذلك فمن يكون -قريبا- يمكن أن يكون -بعيداً- و القرب و البعد صفات مكانية نسبية.

أما بالنسبة لإستشهادك بالفيلسوف الإنجليزى أنطونى فلو (1923 : 2010) (Antony Garrard Newton Flew) فأنه لم يقل و لم يكتب ما أدعيت أنت أنه كتبه أو قاله فقد صرح أنه يؤمن بوجود الله و لكن ليس هو الذى صورته الأديان الإبراهمية و لو علمت رفضه المطلق لها و بخاصة الأسلام ما كنت ذكرته فى رسائلك التلغرافية. ففى سنة 2004 صرح (Antony Flew) بنوع من الولاء او الإلتزام لربوبية هى أقرب ما يكون الى الإعتقاد بالله الأرسطى. يُتبع


8 - فك تلغرافية رسائل الأستاذ عبدالله خلف 3
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 28 - 10:05 )
و كان (Antony Flew) رافضاً للأديان الإيراهمية و بخاصة الإسلام وقال عنه أنه اسلوب ماركسى يوحد ويبرر لأيدلوجية الإستعمار العربى. و فى مقابلة اجريت معه فى ديسمبر 2004 قال انه يفكر فى إله مختلف جداً عن إله المسيحية و بعيد جداً عن إله الإسلام لأن كلاهما يُصّور على أنه طاغية شرقى كلى السلطة و النفوذ. أنظر هذا الرابط:
http://en.wikipedia.org/wiki/Antony_Flew

أما مبدأ -عدم اليقين- أو مبدأ -الريبة- و الذى يبدو أنك مولع به لدرجة انك تردده فى كل رسائلك التلغرافية فانا أحيلك الى ردى عليك فى التعليقات على احدى مقالاتى بعنوان -تأملات فى السقوط 1- على الحوار المتمدن و هذا رابطه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=442132

كما أحيلك الى كاتبنا العظيم الأستاذ محمد زكريا توفيق الذى شرح المبدأ بإسلوب رائع يفهمه غير المتخصصين و حتى الأطفال وهذا رابطه على الحوار المتمدن أيضاً:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=443462
دمتم بخير


9 - الأستاذ إيدن حسين 1
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 28 - 10:09 )
شكراً جزيلاً عزيزى استاذ إيدن حسين على مرورك و كتابتك لهذا التعليق و مرحباً بك دائماً. إسمح لى – و هذا من باب العشم – أن أعتب عليك فى إستخدامك للعبارة -ستثبتون لنا- لأنها توحى و كأننا جميعاً ليسوا بشر أو نحن من فصيلين مختلفى الجنس او النوع. ربما تكون هى نظرة إستعلائية من المؤمنين بالأديان -فأنتم الأعلون- ... قد نختلف فى أفكارنا و أرائنا و ربما يكون -فى إختلافنا رحمة- و - وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا -. و لكن أزمتنا تنحصر فى أننا دائمى البحث عن نقاط الأختلاف و ليس عن أرضية مشتركة نقف عليها جميعاً و بالتالى فان مختلف الفكر و العقيدة يجب الا يعيش معنا و إذا اراد ان يعيش أما أن يكون تفكيره مثلنا أو نضعه فى مرتبة أدنى و عليه أن يدفع ثمن قبولنا له عن يد و هو صاغر. أن من عظمة الخالق و إبداعه أنه لم يخلق أثنين متطابقين قد يكون أوجه تشابه بينهما لكن لا يمكن أن يكونا متطابقين. اما بالنسية لمداخلتك 2 + 2 لا تساوى اربعة فهذه ثبتت صحتها و أحيلك الى هذا الموقع لكى تتأمل فيها على رسلك.
http://www.businessinsider.com/2--2-doesnt-always-equal-4-2014-6
يُتبع


10 - الأستاذ إيدن حسين 2
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 28 - 10:11 )
أم كون الحرية ذات مفاهيم مختلفة -أى انها نسبية- فهذا قول صحيح. فعندما تكون و حدك و بمفردك فى مكان ما يكون معنى حريتك أوسع و رغم ذلك فان تخصيصك لمكان ما لقضاء الحاجة لا يمكن أن تستخدمه كمكان للنوم أو أن السرير مكان النوم يمكن أن يُستخدم لقضاء الحاجة فيه أو عليه. و لو وعدت و والديك بالزيارة أو حتى صديق او صديقة فى يوم الجمعة مثلاً فرغم أنك حر بالنسبة لعملك لأنه يوم أجازتك لإنت لست حراً بالنسبة لوعدك الذى قطعته على نفسك بالنسبة لوالديك أو صديقك أو صديقتك. و علاقة الحرية بالمخير او المسير هى علاقة تناسب طردي و تناسب عكسى. فكلما زادت الخيارات اتسعت الحرية و العكس صحيح كلما قلت الخيارات ضاقت الحرية ... أما علاقة الحرية بالمسير -الجبرية- فهى علاقة تناسب عكسية فكلما زادت الجبرية نقصت الحرية و العكس صحيح فكلما قلت الجبرية زادت الحرية. أأمل ان اكون قد أجبت عن أسئلتك بوضوح. دمتم بخير و سلام


11 - تعليق الى الاخ رمسيس
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 28 - 10:30 )

ما قلته انت ينطبق على درجات الحرية .. و لا ينطبق على الحرية كمفهوم

مع فائق ودي و احترامي

..


12 - قدمت تحليل وأداء افضل منى عزيزى رمسيس حنا
سامى لبيب ( 2014 / 12 / 28 - 13:22 )
تحياتى عزيزى رمسيس حنا وعام سعيد عليك ولأحبائك
ممنون بالفعل لمقالك هذا فأنت قدمت أفكارى وما يدور فى ذهنى وأعماقى بشكل دقيق ورائع بل اقول بصدق أنك قدمت أفكارى بأداء أفضل من أدائى وهذا يسعدنى ويشرفنى .
لقد وصلت حضرتك إلى ما يحرك قلمى بالنسبة لمنظورى لفكرة الإله قبل أن تتناول الحجج التى قدمتها بقراءة بسيطة سلسلة وعميقة فى ذات الوقت
تصورت أن افكارى وحججى معقدة بعض الشئ بالرغم اننى إجتهدت أن أقدمها بشكل مبسط ليأتى تحليلك أكثر سلاسة ويعطينى أمل فى الإستمرار
أشكرك على هذه الكتابة الفلسفية الرائعة وأأمل منك دوام الكتابات


13 - تعليق الى رمسيس حنا
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 28 - 13:53 )
انا احاول ان ابين رؤيتي لما طرحت انت نقطة نقطة و ذلك لان الموضوع صعب اساسا
و ارجو منك ان تصحح لي ان كنت خاطئا
و رؤيتي سيكون بعرض الامثلة .. فذلك ابسط من الفلسفة
مثلا .. ايهما اكمل
اب يعامل جميع اولاده بنفس الشكل و بدون تغير
ام .. اب يتعامل مع كل ولد حسب ما يقتضيه عمر الولد او حالة الحدث .. اي بشكل متغير
من الواضح ان الاب الذي يتغير هو اكمل من الاب الذي لا يتغير
فلماذا .. يجب ان نقول ان الاله ان كان كاملا فعليه ان لا يتغير
و سلامي
..


14 - ليس التلميذ أفضل من معلمه السامى اللبيب
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 29 - 08:18 )
شكراً جزيلاً الأستاذ السامى اللبيب على مرورك و تشريفك لى بكتابة هذا التعليق الذى أخجلنى بتواضعكم و لكن ماذا أقول فأنت مسير و مجبر على أن تكون متواضعاً لان هذه هى شيمة الفلاسفة. و لكن هذا لا يمنع يا عزيزى السامى أن أفكارك صادمة و مثيرة و مستفزة و مقلقة؛ ففلسفتك صادمة لأنها تكشف عوار قيمنا الأجتماعية و تعرى سَّوءة تفكيرنا الجمعى و تبين مدى سفالة الدرك التى و صلنا اليها، و مثيرة لتفكير الذين يريدون الخروج من شرنقة كبت التفكير و التأمل و مستفزة للسائرين نياماً و مقلقة للذين يعيشون فى خوف التابو. و رغم كل هذا فهى تكشف عن إنسان أخذ على عاتقه هموم الإنسانية فى منطقة منكوبة ذات ثقافة تناصب الإنسان العداء. فهدفك أولاً و أخيراً هو الأنسان الفقير الذى سُلبت إرادته مرة برجال السلطة الدينية و مرة برجال السلطة السياسية و أخرى برجال السلطة الأقتصادية ولم يبقى من هذا الإنسان سوى أطلال. أعلم جيداً أن مشرطك الذى تفتح به جماجمنا لكى تستأصل أورم التدين حاد و مكثف و مركز جداً و للأسف يا عزيزى السامى انك لا تستخدم مخدرات فلا تتعجب إن كانت -عيادتك- أقصد صفحتك تعج بصراخ بعض المصابين بأورام التدين. دمتم بخير


15 - نحن نتعلم من المهد للحد 1
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 29 - 08:22 )
شكراً جزيلاً على دماثة أخلاقك و مرحباً بك دائماً عزيزى الأستاذ إيدن حسين. ملاحظتك الثاقبة فى التفرقة بين تعريف الحرية و درجاتها أو مستوياتها دليل على عمق تفكيرك و أهتمامك الذى أقدره و أجله كثيراَ. و لكن الحرية بصفة عامة هى تطابق القيام بعمل ما أو الإمتناع عن القيام بعمل ما مع الإرادة و الرغبة الداخليتن فى غياب تام لأى معوقات أو كوابح داخلية أو خارجية. فمثلاً فى حالة أرادتك و رغبتك للسفر الى مكان ما فانك تقوم بفعل السفر دون عوائق داخلية كخوفك أن تترك أطفالك بمفردهم او عوائق خارجية كعدم توفر وسائل أو بدائل المواصلات. و ربما لا ترغب فى السفر و لا تريده فأذا جدت ظروف تجبرك على السفر فعندئذ تنتفى حريتك. و هناك تعريف مختصر للحرية و هو غياب أو إنتفاء أى نوع أو درجة من الأجبار. و هناك أنماط كثيرة من الحرية كحرية التفكير و حرية الكلام و حرية العقيدة ... الخ مما لا يتسع له المقام الاَن. يُتبع


16 - نحن نتعلم من المهد للحد 2
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 29 - 08:24 )
أما تعريف الكمال فهو الإطلاق و الكليات فى الصفات. فمثلاً نقول أن فلانة كاملة أو كلية الجمال فالكمال هنا بلوغ -الحد الأمثل- فى صفة واحدة مع ملاحظة أن -الحد الأمثل- فى هذه الصفة الواحدة هو مقياس بشرى نسبى متغير فما بالك إذا كانت فلانة هذه لا تمتلك بقية الصفات كالحنان و العطف و المعرفة الى اَخره من صفات إيجابية؛ و لذلك نقول أنه لا يوجد أى إنسان كامل. أما بالنسبة لله فنحن نطلق عليه -كلى الصفات- فهو كلى/مطلق الرحمة و كلى/مطلق العدل و كلى/مطلق المعرفة و كلى/مطلق الحرية و كلى/مطلق الجمال و كلى/مطلق الغُنى أو الثراء و كلى/مطلق الإستقلالية الى اَخره من صفات إيجالبة بالطبع. فعندما يكون الله كلى المعرفة مثلاً و يقول -على فلان أن يرفع الف كيلوجراماً -فهو يعرف مسبقاً قدرة و إمكانية فلان فجاء تكليفه لفلان برفع الف كيلوجرام متناسباً مع قوة و قدرة فلان و مع عدل الله و معرفته. و عند رفع فلان الألف كيلوجرام لم يستطع أو حتى قبل أن يرفعها وجد انه من المستحيل عليه أن يرفعها و لذلك قرر الله -على فلان أن يرفع مائة كيلوجراماً بدلاً من الف- فماذا يعنى ذلك؟ يُتبع


17 - نحن نتعلم من المهد للحد 3
رمسيس حنا ( 2014 / 12 / 29 - 08:26 )
قد ترى أنت القرار الجديد رحمة من الله و قد يراه غيرك أن الله غير قراره لعدم معرفته المسبقة بقوة فلان و بالتالى فأن قرار الله قد تأثر نتيجة علاقته مع طرف ثان إذاً فهو ليس حراً أو منفرداً فى إتخاذ القرار، و بالتالى لم يكن قراره الأول عادلاً.

أم مثل الأب الذى يتعامل مع ابناءه بطرق مختلفة حسب أعمارهم فأنه لا يعبر عن كمال الأب بل تعبر عن تنوع و مرونة الأب فى معاملاته مع أولاده بغرض التربية و هذا لا يعنى أن الأب كامل أو أن طريقة تربيته هى الأمثل فإحتمال ورود الخطأ فى سلوك الأب قائم كما ان احتمال تغيير سلوكه قائم لأن الأب -الأنسان بصفة عامة- يتعلم و يكتسب خبرة من إرتكاب الأخطاء وهذا لا علاقة له بالكمال. أأمل أن أكون قد أجبت على اسئلة حضرتك عزيزى إيدن حسين مع خالص تحياتى و مودتى


18 - تعليق1
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 30 - 07:11 )
أهلاً بك أستاذ | رمسيس .
عندك مغالطات لا تغتفر , و إتهامات لي غريبه! .
الرد :
• الرجاء اترك أسلوبي مع الكُتّاب , فأهتم بردي على مقالك .
• عندما نأتي بآية قرآ نيه فهي استشهاد من عقيدتي , فالأول و الآخر و الظاهر و الباطن الأزلية , الآن ؛ هل فهمت الآية؟ .
• الله ظاهر بمخلوقاته , فالثابت الكوني دليل دامغ على الله , تابع :
المعايرة الدقيقة للكون دليل على وجود الخالق :
https://www.youtube.com/watch?v=KmvgBy3lmFY
• قلنا لك أنه لا وجود للـ(زمان) و لا وجود للـ(مكان) قبل (الإنفجار الكبير) , فمشكلتك مع (الفيزياء) و ليست معي .
• متى قلت أن (أنتوني فلو)؟ .
استشهادي بـ(أنتوني فلو) كان من باب إعلامك و أخبارك بأنه لا وجود للـ(زمان) و الـ(مكان) قبل (الإنفجار الكبير) , الرجاء التركيز .

يتبع


19 - تعليق2
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 30 - 07:12 )
• حسناً , اترك مبدأ (عدم اليقين) جانباً , و اقرأ :
العلم يقول : (اننا إذا رمزنا للموجات الكهرومغناطىسية بخط تبلغ طوله150 مليون كيلومتر ؛ فإن العين البشرية تبصر منه مترا ونصف المتر ؛ فقط!... ما أشد عجز البصر عن إدراك ما حوله!... مثال آخر : هل تعلم ان المخ البشري يتعرض لـ (400 مليار) معلومة في الثانية لكنه يدرك منها (2000) معلومة ؛ فقط؟!... ما أشد عجزه الإنسان عن الإدراك!) .


20 - عبد الله خلف
خالد معروف ( 2014 / 12 / 30 - 12:33 )
ما أشد عجز الإنسان عن الإدراك !
اذا كان هذا هو حال الانسان فكيف تثق في ادراكك لضرورة وجود خالق ثقة مطلقة و كيف لخالق يحاسب هذا الإنسان ان عجز عن ادراك وجوده او عجز عن ادراك ان القرءان كلامه (في خحالة ايمانه بوجود خالق)...!!!!!!!!!!!!!


خالد معروف الذي عملت له بلوك على الفايسبوك قبل شهور عندما كنا نناقش الاية -يؤتي الحكمة من يشاء-..


21 - خالد معروف
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 31 - 11:58 )
إدارك وجود الله أمر بديهي , فمنكره ؛ منكر لوجود عقله , نحن نتحدث عن ملكوت و صفات الله , و هذه فوق مستوى الإدراك البشري .
يعني : وجود الله يقره العقل و لا ينفيه , أما مسألة التساؤلات الأخرى ؛ فالعقل البشري لا يدركه .

خالد معروف!... قد أكون عملت لك بلوك , , و لكن أظن أنك تجاوزت بعض الاحترام , فأنا لا أعمل بلوك أثناء حواراتي إلا أن تجاوز الشخص .


22 - عبد الله خلف
خالد معروف ( 2014 / 12 / 31 - 21:38 )
ما دام ادراك الله امر بديهي فلماذا تجد من لا يؤمن بوجوده و من لذيه شك في وجوده

اما عن البلوك فانا لم اتجاوز اطلاقا لكن ربما نفذت من عندك الحجج فقمت بعمل بلوك و في غيابي
على العموم تبقى لك حرية الفعل

اخر الافلام

.. فاتح مايو 2024 في أفق الحروب الأهلية


.. السداسية العربية تصيغ ورقة لخريطة طريق تشمل 4 مراحل أولها عو




.. آخرهم ترامب.. كل حلفائك باعوك يا نتنياهو


.. -شريكة في الفظائع-.. السودان يتهم بريطانيا بعد ما حدث لـ-جلس




.. -اعتبارات سياسية داخلية-.. لماذا يصر نتنياهو على اجتياح رفح؟