الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في الوجود – 3 – عن الموت.

نضال الربضي

2014 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


قراءة في الوجود – 3 – عن الموت.

إذا كان تعريف الحياة ِ بأنها اتصاف الكائن البيولوجي بمقدرته على النمو و التكائر و القيام بالوظائف المختلفة و الاستجابة لمحيطه ثم المسير نحو الموت، فإن الموت إذا ً هو وصول هذا الكائن إلى مرحلة توقف النمو و التكاثر و الاستجابة و القيام بالوظائف. و بحسب تعريف الحياة ِ السابق كان ُ الوعي الصفة اللصيقة َ للحياة من جهة ِ كونِه ِ انعكاسها و ترجمتها لنفسها و الإطار َ الذي تعمل من داخلِهِ لتُدرك ذاتها و ما خارجها و تتفاعل معهم جميعا ً لتأتي بالمُخرجات.

و لقد رأينا كيف أن الوعي كان المعيار الذي من خلالِه يقيـّـِم ُ الكائن ُ البشريُّ الحياة و يحدِّد ُ درجاتها، ثم يستديمها أو يستغلُّها، و لك عزيزي القارئ أن تعود َ للمقالين السابقين في سلسلة "قراءة في الوجود" لكي تتوسَّع َ في توضيح هذا الفكرة و إدراك ِ أبعادها. و بهذا الوعيِ الذي هو سِمة ُ الحياة يمضي الكائن ُ البشري في دورة ِ حياتِهِ حتى نهايتها.

إن إتمام َ دورة ِ الحياة يأخذ المادة َ البيولوجية َ نحو النتيجة ِ الحتمية ِ و هي تفكُّكها و تحوُّلها إلى موادَّ أخرى بقوة عمليات ٍ بيولوجية ٍ و كيميائية ٍ تتمُّ عليها من كائناتٍ بيولوجية ٍ أخرى هي الديدان ُ و البكتيريا التي ستسكنُ الجسد َ الميتَ و تتغذى عليه و تجعل منه مسرحا ً و أرضا ً لعملياتها بعد دفنِه ِ تحت التراب.

و سيبدو لنا هنا أن الوعي البشري قد اختفى تماما ً من هذا الكائن الذي كان يحيا ثم توقف عن الحياة فأصبح ميتاً. و نحن مصيبون في ما بدا لنا من اختفاء ِ الوعي، فالوعيُ انعكاس ُ عمليات الدماغ و منتوجٌ مادِّي ٌ بحت حتى لو كان للعقل ِ المُنعكس عن المادة قدرة ُ تصوُّر ِ ما هو تجريدي ٌّ أو خيالي ٌّ أو غير ُ موجود ٍ على أرض الواقع. لكن الحقيقة َ تبقى أن مكونات ِ ما يفكر ُ به العقل تجد ُ لها وجودا ً في الطبيعة ِ المادِّية ِ المحسوسة، لذلك فلا فكرة َ في العقل ِ لا توجُدُ في الواقع إما بذاتها أو بالقياس ِ على شئ ٍ آخر يجعل إمكانها مُتحقِّقا ً لكن دون أن يكون هذا الإمكانُ لازم َ التحقيق.

إن اختفاء هذا الوعي ِ البشري سيقودنا بالضرورة إلى القول ِ بالعلاقة ِ الترابطية ما بين الوعي و الحياة على أساس ٍ من استحالة ِ وجود الأول بدون الثاني، لأن الوعي تعبير ٌ عن الحياة و مُنتج ٌ من منتجاتها. لكن هذا الاختفاء سيطرح َ علينا أسئلة ً جوابها غامِض ٌ أو غائب فيما لو سألنا: هل يمكن ُ أن يوجد الثاني بدون الأول؟

لكن قبل أن نمضي في جواب السؤال الغامض من حيث ُ هل يمكن ُ أن توجد حياة ٌ بدون وعي، دعونا نعود ُ للقول الأول و العلاقة الترابطية التي ترى استحالة وجود الوعي بدون الحياة، لكي ندقِّق َ فيه، لأننا إذا وضحناه و تبيَّنا مدى دقته كان جوابا ً للسؤال الغامض الذي تركناه، و سيعكس ُ هذا الترابط بين الوعي و الحياة و العنصر الثالث الذي هو الموت. و سيكشف ُ لنا أن الوعي في طبيعتِه غير ُ مُرتبط ٍ بهما لكنه حال ٌّ فيهما.

لذلك فلنبدا ً عند فحصنا للعلاقة ِ الترابطية بين الوعي و الحياة و تقيم مدى دقة مقولة استحالة وجود الوعي بدون الحياة، من عند ِ تعريف ِ الوعي، فالوعي ُ عندنا هو إدراك ُ الكائن الحي لذاته و محيطه الخارجي و تفاعله مع هذا المحيط، و هذه البداية ُ بالذات هي ما يجب ُ أن يُعادَ تعريفه إذا ما أردنا أن نصل للحقيقة ِ على مستواها الأعلى، أو في مستواها الأعمق إن شئتم، فالوعي بتعرفه السابق للكائن الحي هو وعي بيولوجي، أي وعي الكائنات العضوية ِ فقط، و هذا وعي ٌ قاصر ٌ غير مُمتدِّد ٍ لا يشمل جميع الموجودات و لا يستطيع ُ أن يُقدِّم َ نفسه كممثِّل ٍ عن الوجود حتى لو كان ممثِّلا ً عن الحياة، و نعم عزيزي القارئ أرى أنا أن الحياة ِ لا تُمثِّل ُ الوجود، فالوجود هو أمر ٌ فوق َ الحياة ِ و فوق الموت ِ البيولوجي، و هما مظهران ِ من مظاهِرهِ فقط.

و حتى نفهم َ الفقرة السابقة َ أكثر يمكننا أن نتأمل َ في تأكيد ِ العلم ِ في نظرية التموج الكمومي على إمكانية ظهور جزيئات ٍ من العدم ثم اختفائها أو إلغائها لبعضها و عودتها إلى العدم الذي منه أتت. و هذا يعني أن العدم هنا هو نوع ٌ من أنواع ِ الوجود يُظهِر ُ نفسه بطريقة ٍ فائقة ٍ لا تخضع لمفاهيمنا العقلية ِ القاصرة و غير القادرة على إدراك ِ كُنهِهِ. و هذا أيضا ً يعلِّمُنا أنه ما يزال أمامنا الكثير لنفهم ظهور َ و نشأة الكون ِ من العدم في نظرية الإنفجار الكبير(Big Bang) و هي النظرية ً العلمية ُ المقبولة ُ حاليا ً على الرغم من وجود نظريات ٍ مُنافسة ٍ لها.

إذا ً نحن هنا بحاجة إلى إعادة تعريف الوعي ِ من كونه صفة ً خاصة ً عند الكائنات العضوية مُلازمة ً للحياة و مظهرا ً لها، ليصبح َ صفة ً من صفات ِ المادة ٍ سواء ً حية أو غير حية لنقول أن الوعي: هو قدرة َ المادة ِ على التعامل ِ بقوَّة ِذاتها و صفاتها مع المادة (مادتها أو مادة غيرها).

و بلا شكٍّ فإن التعريف الجديد يعني أن الوعي قد تحرَّر َ من البيولوجيا و التركيب العضوي و أصبح َ شموليا ً قادرا ً على تعريف ِ جميع أشكال التفاعلات حتى على المستوى ما تحت الذرِّي ِ منها. و هذا يعني أيضا ً أن الموت َ هنا أصبح منتوجا ً خاضعا ً للوعي من جهة كون مادة الكائن الميت تتفاعل ُ مع مادة الطبيعة و تخضع لقوانين الكون، و من جهة ِ كون مادة هذا الكائن قد أصبحت َ موضوعا ً للتحول إلى مادة ٍ أخرى تحتاجها الديدان ُ و البكتيريا لبقائها و تكاثرها، و هي التي بدورها ستكون ُ مادة ً لتحولات ٍ أخرى و هكذا.

فإذا ً حين أسلفت ُ أن الموت البيولوجي خاضع ٌ للوعي المادي بكلـّـِيتِه، فقد ظهر أنني أرى أيضا ً أن الوعي المادي سابق ٌ و مرافق ٌ و متجاوز ٌ له، في حركة ٍ لا نهائية ٍ للمادة ِ بحسب طبيعتها و القوانين التي تربط ُ تفاعُلاتها.

لكننا هنا سنلاقي اعتراضا ً على تعريف ِ حركة ِ المادة بأنها وعي، لأننا اعتدنا أن نربط الوعي بالعقل و العقلانية و الحياة، و سنجد من يقول أن هذا الذي أصفه أنا بالوعي لا يتجاوز كونَه قانونا ً طبيعيا ً و القوانين ليست حية و لا واعية.

إن الإجابة َ على هذا الاعتراض تكمُن في ما نعلمه من أننا كبشر ٍ نخلق لأنفسنا النموذج و الإطار الذين من خلالهما نحكُم ُ على العالم الخارجي كما نعتقد ُ أنه كائن، لا بحسب ما هو عليه ِ حقيقَة ً، و لذلك فإن ما جعلناه ُ نحن حياة ً و أصبح َ حياة ً بالفعل لا يعدو كونه جزءا ً مما هو حيٌّ (إذا قبلنا بمفهوم الحياة)، و قطعا ً لا بُدَّ أن الوعي أيضا ً إذ نربطه بالحياة لن يعدو أن يكون عندها عضويا ً بيولوجياً بمقياس ِ نوعنا و ما نستطيع ُ أن نُحسّــَهُ و نعرفه، و بذلك سنعترف عندها أنه من الضروري أن نقوم بتوسيع تعريف الوعي حتى نتمكن من الحديث عن و الوصف لـ ِ حركة المادة سواء ً في بيولوجية حياتها أو بيولوجية موتها أو انعدام هذه الحياة و ذلك الموت عند الكائنات غير العضوية.

و هنا سنتعرض ُ لطرح ٍ اعتراضي ٍ آخر سيطلب ُ منا أن نجد اسما ً آخر غير الوعي نُطلقــُه على حركة المادة بحيث نبقي كلمة الوعي خاصة ً بالحياة ِ العضوية فقط. لكنني أجد ُ أن هذا الطرح أيضا ً قاصر ٌ من جهة ِ كونه ما زال يرى أن الحياة و الوعي مرتبطان بالذكاء العقلي الناتج ِ عن الدماغ المادي، و من جهة كونِه ِ يُهمل ُ حقولا ً علمية ً أصبحت طروحاتُها حقائق َ تبعث ُ على العجب و التعجب و لا يمكن تفسيرها سوى بوجود ِ هذا الوعي الخاص بالمادة، مثل التطور في الكائنات من أسلاف ٍ مشتركة.

ينتج ُ التطوُّرُ من حدوث ِ تغيرات ٍ على المادة ِ الوراثية يؤدي إلى ظهور صفات ٍ جديدة ٍ في الكائن ِ الحي، فإذا جاءت هذه الصفات ُ مفيدة ً له في التعامل مع بيئته مُعزِّزَة ٌ لفرص بقائه استطاع َ الكائن ِ عندها أن يستمرَّ و بالتالي أن يتكاثر َ فينقل َ هذه الصفات الجديدة لنوعه. أما إذا جاءت الصفات ُ غير مفيدة فإن الكائن الذي يحملها سيموت و ستقل فرصه للتكاثر و بالتالي ستندثر الصفة. لكن َّ التطور سجل لنا في مساراته صفات ٍ يبدو أن الكائنات احتاجتها للبقاء، صفات ٍ يبدو أن شيئا ً ما داخليا ً دفع بالكائنات إلى إنتاجها، و ظهورها تطوريا ً، هذا الشئ الداخلي الذي يعبر عنه علماء التطور باستخدام لفظ "الضغط التطوري" لا بد و أنه "وعي ٌ" من نوع ٍ ما.

إنه ليس وعي العقل و لا وعي الدماغ، لكنه وعي المادة التي ما زلنا نفكُّ أسرارها و نتعرف ُ على طبيعتها، فهذا النوع من الوعي يظهر في مثال التطور جليا ً واضحاً كما يظهر في أمثلة ٍ أخرى مثل التجارب ِ الكونتية ِ على سلوك ِ الجسيمات ِ التي يبدو أن لها وعيا ً ما هو أخصُّ صفاتها.

و بهذا لإجابة السؤال الغامض و القول السابق له و الذين رأيناهما في بداية المقال سنقول ُ أن الوعي مُلازم ٌ للمادة بالضرورة و ما الحياة ُ و الموت إلا شكلان بيولوجيان من أشكال الوجود، يظهر فيهما الوعي و يوجد بدونهما بكل حرية، لأنه متقدم ٌ عنهما و متجاوز ٌ لهما، مستقل ٌّ يحلُّ حيث المادة بغض النظر ِ عن عضويتها من عدمه أو حياتِها من موتها.

فإذا ً نستطيع ُ أن نقول أن الموت يخدمنا في فهم الوعي لأن الأول ضد الحياة، و كان الوعي تجليا ً لها كما اعتقدنا، فلما فحصنا ضدها وجدنا الوعي فيه أيضاً، فاضطررنا لفحص التعريف، فإعدنا الرؤية فيه، فشملنا فيه ما كنا غير قادرين على رؤيته لولا أن فحصنا الموت، فجاء الضدُّ لتبيان ِ ضده، فحصلنا على أكثر مما توقعنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الزميل الاستاذ نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2014 / 12 / 27 - 06:32 )
اعجبني مقالكم جدا ,وانا من الذين يتابعون هذه المواضيع .اعتقد انا شخصيا بوجود وعي طبيعي في التركيب دون الذري في المادة وسبق ان كتبت عن ذلك في سلسلة مقالات عن النظرية النسبية ونظرية الكوانتوم .فوعي الانسان هو نتاج المادة بلاشك .باختفاء المادة يختفي الوعي الانساني لاختفاء الموضوع ,كما اننا نعرف ان الانسان يؤثر ويساهم في خلق المادة والتاثير عليها والتخاطر والتاثير على الاجسام عن بعد هي نوع من التاثير المتبادل بين الانسان والمادة .تبدو الفوتونات تملك وعيا ذاتيا وذكاء طبيعيا حيث يمكنها ارسال الاشارات والتواصل فيما بينها رغم المسافات الشاسعة بين النجوم والمجرات .اعتقد شخصيا ان الوعي لدى الانسان هو نتاج الحلم في المنام وفي اليقظة وقوة المخيلة واللغة والتي عن طريقها يسستطيع الانسان التواصل مع البشر الاخرين ونقل خبرته الى الاجيال اللاحقة شفاهيا ومن ثم عن طريق التدوين وهو مايميز وعي الانسان عن الحيوان والذي يملك وعيا غريزيا يتمثل بالانفعالات الانعكاسية لحاجاته البيولوجية ومنها الجنسية والمادية كالشعور بالخوف والجوع .ختاما تقبل اسمى اعتزازي وامنياتي بالعام الجديد .


2 - الاخ والصديق نضال الربضي المحترم
وليد يوسف عطو ( 2014 / 12 / 27 - 06:33 )
ادناه رابط مقالتي ( الغوص عميقا في عالم الكم ) اتمنى ان يعجبكم .

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=369100


3 - الاستاذ نضال المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2014 / 12 / 27 - 09:16 )
تحية لك و انت تناضل من اجل الوعي و الحياة
يجد الاباء الكثير منهم في الاولاد
تقاسيم و ملامح وعي و عادات و حركات و نغمات و سلوكيات
نحكم على عالمنا الذي نلجه بالعقل و العضلات
لكنه واحد من عوالم
و هناك غيرنا من يحكم على عالمة الذي يجتهد لسبر اغواره
قال لي طبيب بيطري ان فيروس داء الكلب ينتقل متسلقاً الاعصاب من مكان الاصابة ليستقر في مكان مختار في الدماغ...من نقل هذا الطريق لذلك الفيروس او كيف اهتدى اليه و كيف تمكن من اختراق منضومة الدفاع المعقدة التي تحمي الدماغ
بعد الموت ربما الجسم ينتج كائنات حية جديده
اليك عن الموت
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=433222
هذه مواضيع جميلة تحرك كتلة التفكير و تنفع
لنتعلم و نستفيد و نطلع على الجديد لذلك نسألك المزيد
اكرر التحية و الشكر


4 - الأخ العزيز وليد يوسف عطو
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 27 - 17:05 )
يوما ً طيبا ً جميلا ً أتمناه لك أخي وليد،

مقالك المتميز و الشمولي الذي أشكر لك وضع رابطه ثري ٌّ جدا ً و قد تطلب مني قرآتّهُ على دفعات للتفكير في أجزائه و ربطها ببعضها البعض. لقد أثارني جدا ً و شد ّ انتباهي، خصوصا ً في تقديمك الأفكار التالية:

- وحدة الوجود.
- الوعي الكوني.
- الوعي بشقيه الظاهري و الغيبي.
- طغيان الغيبي على الظاهري في بداية عمر الإنسان ثم الظاهري بشكله الفردي على الغيبي حاليا ً.
- الوجود من حيث هو الكون و الوعي و انطوائهما على بعضهما.


هذه الأفكار العميقة جدا ً ستجد بدرجاتٍ صدى لها في الفيزياء الكمية و عالم ما تحت الذرة، خصوصا ً موضوع مبدأ عدم اليقين و موضوع احتمالية تواجد الجسيمات في أي موقع على طول موجتها، و هو الأمر الغريب العجيب! و سيبقى البعض الآخر اجتهادات سيكولوجية بشرية ناتجة عن الوعي البيولوجي.

لكن في كل الحالات إن جهدك العميق المتميز الأصيل لا بد و أن يستمر، فأنت عقل جبار يا أستاذ وليد!

تقبل كل الاحترام و الود!


5 - الأخ العزيز عبد الرضا حمد جاسم
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 27 - 17:12 )
تحية طيبة عطرة أخي عبد الرضا!

حديثك عن الفيروس و ما يشبهه من الباراسيت الطفيلي عند النملة و التي يدفع دماغها إلى تسلق قمم الأعشاب حيث يجعل من احتمال تعرضها للأكل من قبل الأبقار و بالتالي دخول هذا الطفيلي إلى داخل أمعاء البقرة و خروجه في روثها مما يضمن تكاثره و بقاءه، دليل على وعي ٍ ما.

يحاول العلم تفسير هذا الوعي بكونه نتاج القدرة التطورية لهذا الباراسيت، حيث بالانتخاب الطبيعي ظهرت أصناف ٌ و أصناف ٌ من الكائنات كل منها له صفات محددة بقي منها ما نجحت الصفات في إبقاءه، لكن هذا التفسير كما أراه أنا لا يتناول بعمق -وعياً- نطوريا ً.

فإذا ً نحن هنا نتحدث عن وعي وجودي هو من أخص صفات المادة، يدفع بها إلى التصرف كما تفعل، لكنه وعي لا نعلم أسراره و ما زلنا نبحث عنها، وإني أرى أنه ليس بالوعي العامل أو الفردي أو الشخصاني لكنه شامل انعكاسي لطبيعة الوجود.

دمت بود!


6 - الأستاذ رائف أمير (قناة الفيسبوك)
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 27 - 17:15 )
تحية طيبة أخي رائف،

شكراً لمروركم، أتمنى أن توضحوا قصدكم أكثر و تبينوا لي موضع الخلط و الخطأ في الاستنتاج، فإن ضالتي هي الحقيقة.

أهلا ً بك.


7 - الأخ العزيز عبد الرضا حمد جاسم - 2
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 27 - 17:31 )
لقد تنبهت ُ إلى أن رابط مقالكم قد فاتني فلما قرأتُه وجدته مليئا ً بالعاطفة و الحب و الألم و الذي يُعرِّج ُ بنا في محاولته لفهم الموت إلى قانون حفظ الطاقة من ناحية تحولها من شكل ٍ إلى آخر و بذلك يقول بحفظ مادة الوجود فالطاقة هي مادة و المادة هي طاقة.

و بذلك يقول أيضا ً أننا نستمر و لا نفنى، لكن نستمر بدون شخصياتنا الفردانية و أنا قريب ٌ من هذا الفكر أخي الكريم!

أثمن تعليقاتك الثرية و حضورك المميز!


8 - تعليق على تعليق 5
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 28 - 10:20 )

اخي نضال .. كل هذا اللف و الدوران لكي لا تقول بوجود الاله

و سلامي
..


9 - الأستاذ أيدن حسن
نضال الربضي ( 2014 / 12 / 28 - 13:42 )
أخي الكريم يبدو أن جوهر الموضوع قد فاتك تماماً.

إن المنهج العلمي يعطينا طريقة لتكوين فكرتنا عن الحياة و الوجود بواسطة دراسة معطيات الواقع و التفكير فيها ثم الخروج باستنتاجاتنا عنها و صياغة إدراكنا لها و نظرتنا إليها و توقعاتنا المستقبلية منها.

هذا المقال هو من هذا الباب، محاولة فهم واقع على أسس علمية.

لاحظ أنك قارنته بدين فجعلت منه ديناً-مضادا ً و هذا خطأ كبير، فالعلوم ليست دينا ً جديدا ً و لا شأن لها بالدين، إنها حقول أخرى، مناطق مادية تهتم بما بين يديها و تتكلم عنه و تتنبأ بسلوكه بواسطة قوانين طبيعية.

لاحظ أيضا ً أن العلوم لا تقول أنها تملك الحقيقة لكنها تكتشف أجزاء ً منها و تعمل على اكتشاف الباقي و بالتالي فهي في تطور مستمر.

لماذا أقحمت َ موضوع الإله في ردك؟ إن ما ندرسه لا يجد هذا الإله في داخله و لذلك نحن لا نتحدث عنه و لا نشغل نفسنا به، فإن صادفناه أو شاء أن يكشف نفسه سيظهر بلا شك.

سلسلة الوجود هي اجتهاداتي بناء ً على معطيات علمية. لا أدعي أننا سقت الحقيقة، و قد أكون قد أخطأت في موضع أو مواضع، و أعتمد على القارئ أن يبينها لي، فهكذا نصل للحقيقة، هذا منهجنا.

شكرا ً لك.

اخر الافلام

.. شبكات| فيديو يظهر شجاعة مقاومين فلسطينيين في مواجهة جيش الاح


.. شبكات| مغاربة يدعون لمقاطعة مهرجان موازين بسبب غزة




.. عمليات البحث عن الرئيس الإيراني والوفد المرافق له


.. خبيرة بالشأن الإيراني: الدستور الإيراني وضع حلولا لاحتواء أي




.. كتائب القسام: استهداف قوات الاحتلال المتموضعة في محور -نتسار