الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لابد من تكسير القفص لتتحرر وترى النور

محمد الشريف قاسي

2014 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن الطيور خلقت لتعيش حرة في الهواء الطلق تذهب وتغدوا كما يحلو لها، إلا أن بعض الناس وضعوها في قفص وحددوا لها حريتها ومعيشتها كما يحلو لهم ظلما وعدوانا وبالمكر والخديعة.
أنها جريمة في حق الحرية والطبيعة والحياة ، والكثير منا يرى ذلك ولا يستنكر ولا يشعر بالذنب وتأنيب الضمير إن كان له ضمير طبعا.
وإن ذكرت الطيور كمثال فلم اهمل بقية الحيوانات بل حتى البشر البني آدميون، فأوجه الشبه موجودة في الكثير من الكائنات فيما يخص السجين والمسجون والسجن (الكاجة) هذا فيما يتعلق بالسجن المادي للأشياء إذا اعتبرنا الإنسان شيء
والمشكل الكبير الذي ضربت به هذا المثال المادي فيما يتعلق بسجن الطيور حتى يتضح المقال فيما أريد توضيحه فيما يخص السجن (القفص) المعنوي للإنسان ذلك الكائن الناطق العاقل.
فكيف يحق لبعض مهما يكن هذا البعض وتحت أي مبرر مهما يكن هذا المبرر أن يحجزوا عن عقول الناس ويفكرون في مكانهم ويرسموا لهم مصائرهم وحياتهم وبالتالي يجعلونهم في قفص من المفاهيم والمعتقدات وبالتالي التحكم في سلوكاتهم وأفعالهم
وأنا أتابع ما يقوم به الأستاذ المفكر المسلم إسلام بحيري على قناة القاهرة والناس في حصة 20h30 مع إسلام بحيري من كل يوم أحد إلى الأربعاء، ما يقوم به من طرح عقلاني لإسلام التراث الفقهي والحدثي والذي كما قال هو نفس السلوك والمعتقد الداعشي الوهابي ، فقلت في نفسي إن الإسلام الذي يطرحه هذا المفكر هو إسلام مقبول منطقيا وواقعيا ومنسجم مع الفطرة والبساطة ، فلماذا كل هذه التعقيدات والتأويلات التي وضعها ما يسمى بالفقهاء والمحدثين ؟ ثانيا كيف قبلها المجتمع الإسلامي منذ قرون ؟
وكيف دعاة ما يسمى بالصحوة الإسلامية من دكاترة ومشايخ لم ينتبهوا لهذا التناقض والتهافت بين النص القرآني والحديثي الفقهي؟ وما فائدة الهئيات المسماة إسلامية والتي ينفق عليها الملايير والتي لم يغربل هذا التراث التليد؟
ومع الوقت وبعد تفكير ونظر وجدت السبب في بقاء هذه الأمة على ماهي عليه وباس ما هي عليه من الذل والهوان والانحطاط في كل ميادين الحياة.
فالسبب هو القفص السجن الفكري والعقدي الذي وضعنا انفسنا فيه ، فكل منا يعيش في قفصه الذي وضع له ولم يحاول الخروج منه مرة إلا إلى قفص آخر قد يكون أضيق من الأول.
فنحن المجتمعات الشرقية نعيش في مجموعة أقفاص وسجون نحن لم نخترها بل فرضت علينا .
لكن لابد من عملية فرار وتحرر من القفص الوهم الذي في رؤوسنا متى أردنا الحرية والتحليق في الهواء الطلق وبالتالي نصبح ننظر من فوق فوق ، من فوق هذا الكون الفسيح والعريض فنتعايش باختلافاتنا وتنوعنا ونقبل بعضنا بعض ونعذر بعضنا بعض ،
فنعترف بواقعنا ونقول كما أنني في قفص لا ارى الحياة إلا ما في قفصي وما حوله ، فللآخرين أقفاصهم التي هم فيها لا يرونني ولا يشعرون بي . فنعترف ببعضنا البعض ونتسامح.
فالقفص هو ذلك المعتقد والرأي والمذهب والفكر والفلسفة التي تعتقد صحتها ومشروعيتها والتي يختلف معك الآخرون فيما تعتقد وترى من خلال قفصك (سجنك) التي أردته لنفسك أو الذي وضعك فيه غيرك مهما كان هذا الغير ،
قد يكون هذا الغير الواقع قد يكون المعتقد الديني والفكري والفلسفي قد يكون المعتقد السياسي والمصلحي قد يكون ما يكون فذاك قفصك وسجنك من حيث تدري أو لا تدري.
أكبر تحية للمفكر الثورى إسلام بحيري وعدنان ابراهيم وحسن فرحان المالكي والمفكر الجزائري محمد أركون له الرحمة والسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بارك الله فيك
مالك البدري ( 2014 / 12 / 27 - 20:33 )
فعلاً كلامك صحيح.. بارك الله فيكم

نحن الآن في مرحلة مخاض.. وسوف ينتصر الإسلام الحقيقي (وليس التنويري أو اليساري كما يسميه البعض) فما يتحدث عنه البحيري وعدنان ابراهيم هو الاسلام الحق.. ولا نحتاج إلى إلباسه أي ثوب آخر لا تنوير ولا يسار ولا يمين


2 - رد على موضوع
حيدرية ( 2014 / 12 / 28 - 14:17 )
لاشيئ في الحياه يضاهي ثمن حرّيتك في المبادئ والمفاهيم والثقافه التي تتشكّل بها قناعاتك الشخصيّه

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر