الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لدولة الخلافة

محمد الشريف قاسي

2014 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعتقد البعض بنوايا حسنة أو مبيتة أن الديموقراطية كفر،
و خروج عن الإسلام بأسباب متعددة و منها:
أن الديموقراطية كلمة غير عربية و أنها فكر غربي كافر،
لا يجور الحكم بها ( التشبه بالكفار حرام)، رغم أن في القرآن كلمات غير عربية و أن المسلمين الأوئل إستفادوا من غير العرب و أن العلماء المسلمون كانوا غير عرب، مثل البخاري
و مسلم و طارق بن زياد و صلاح الدين الأيوبي وغيرهم ،
و رغم أنهم يستعملون كل ما يأتي من الغرب في حياتهم اليومية. ألا يعلم هؤلاء أن الإنسانية واحدة و أن خيرالناس أنفعهم للناس، و هل كل ما يأتي من الغرب لا نقبله، وهل الغرب كله أسود و نحن كلنا ملائكة، فلنكن واقعيين
و عقلانيين، فماهذا النفاق...إن الغرب الكافر لا يحب لنا الخير و كل ما يأتي من الغرب مضر، أليس حكامكم كلهم عينوا برضى الغرب الكافرو أن هذا الغرب هو الذي يحميكم بجيوشه و سلاحه و قواعده العسكرية ، أليس حكامكم يذهبون للعلاج و الإستجمام عند الغرب و أموالكم في بنوك الغرب الكافر كما تدعون ، لماذا تتمتعون بكل وسائل الغرب من مصنوعات
و منتوجات و لا تحبون أن تتمتعوا بديموقراطيته و حريته،أم أنكم تخافون من شعوبكم ...إن الديموقراطية وسيلة حكم راشد و هي منتوج إنساني علمي و عالمي و ليست ملك للغرب الكافر كما تدعون ، و هل نظام الخلافة ( القديم) هو نظام إلاهي من عند الله أم إجتهاد إنساني مرحلي أقامه المسلمون الأوائل، و أن إنقلبوا عليه بعد الخلفاء الراشدين
و أقاموا ديكتاتوريات متعفنة و قاموا بجرائم و إقتتال بين الإخوة الأعداء ... عن أي إسلام يتكلمون ، هل نظام آل سعود إسلامي أم نظام إيران أم نظام الطالبان .
يقولون لدينا نظام إسلامي و هو نظام الخلافة و هذا يكفينا، رغم أنهم لم يقيموا هذا النظام، بل تحكمهم أنظمة ملكية مستبدة و سارقة ، فهذا منطق بعض الإسلاميين بحسن نية أو من بعض علماء البلاط و خدام الأنظمة القائمة و الفاسدة
و التي لا تريد التغيير السلمي للسلطة و لا الإصلاح من داخل النظام القائم ، بل تريد بقاء الحال على حاله ، لأن بقاء النظام هو بقاء لمصالحها الضيقة ، فهي مرتبطة بالنظام و مستفيدة من بقائه و لتذهب مصالح الشعب للجحيم. ولننقاش نظام الخلافة وعلاقته بالديموقراطية و الديكتاتورية معا، إن نظام الخلافة هو إجتهاد بشري، حيث و بعد وفاة النبي الكريم صلى الله عليه وآله و سلم ( إنقطاع الوحي) إختلف الصحابة فيما بينهم فيمن يحكم و كيف يحكم ، و إهتدوا إلى نظام الخلافة،
و هو نظام شوري يأخد بمباديء الإسلام من مساواة بين المواطنين و حرية إختيار للخليفة من طرف أكابر الصحابة
و شرفاء القبائل( النخبة) أو ما يسمى ( أهل الحل و العقد)، لأن المجتمع الإسلامي أنذاك كان في حالة تطور من نظام قبلي إلى نظام مدني و كانت الدولة الإسلامية في طور التكوين و الإنشاء ، فلإستمرارية المجتمع المسلم الجديد
و الدولة الفتية كان لبد من وضع نظام من صنع البشر
( الصحابة) لأن الوحي إنقطع بموت النبي الكريم و حيث لا نبي بعده، فجاء دور الإجتهاد و الإستنباط من نصوص الكتاب و السنة، كمصدر للتشريع و التسيير ، فكان نظام الخلافة
و هو نظام شوري أقرب إلى الديموقراطية الحديثة إلا أن هذا النظام لم يدم طويلة، فحكم به أربعة (4) خلفاء،و كان حكما راشدا، و ما لبث أن تحول الحكم إلى (ملك ظالم عضوض)،
و أقيمت مملكة بني أمية التي تحكمت في رقاب الناس
و أموالهم وفق هواها، و وقع ما وقع من الفتن و الإرهاب
و الإستبداد منذ ذلك الزمان، و بقيت تلك السنة السيئة والبدعة الممقوتة إلى يومنا هذا... ومن شاء أن يدرس التاريخ الإسلامي السياسي و الإجتماعي سيرى كيف حكمت الأمة الإسلامية بالإكراه و القوة، و كيف أبيدت المعارضة
و هضمت حقوق المواطن من أجل الكراسي و السلطة الزائفة
و الصراع عليها دون مراعاة لحقوق الإنسان و كرامته و ما أرتكبت من جرائم ضذ الإنسانية و جرائم الإبادة الجماعية
و جرائم الحرب في حق الأمة، غاب الإسلام السياسي
و حقوق الرعية بعد الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم، فكانت دولة النبي الكريم هي الدولة القدوى لكل المسلمين في العالم و التي لم تطبق إلا في عهد الخلفاء الأربعة ، و بعدهم كانت حكومات إما فردية أو عائلية مثل حكومات بني أمية
و بني العباس و من جاء بعدهم، و تمزق الصف المسلم
و أنشئت دويلات هنا و هناك، لكن تشترك كلها في حكمها الإستبدادي الديكتاتوري لشعوبها و مواطنيها . و إن أعطيت لها الشرعية الدينية و لممارساتها تحت الترغيب و الترهيب للعلماء و المصلحين و الثوار الأحرار . فكان يسمى الديكتاتور المستبد الظالم بأمير المؤمنين و الخليفة ، و كان يسمى المعارضين له و المطالبين بحقوقهم بالمارقون و الخارجيون و المنافقون و أهل الفتن و الأهواء و إلى غير ذلك من المسميات القبيحة و التي تبيح دمائهم و أموالهم و ديارهم، فكان الحاكم يصل إلى الحكم بإحدى طريقتين إثنتين (2) لا ثالث لهما ، إما أن يرث الحكم عن أبيه أو يأخذه بالقتل
و الإرهاب و الإنقلاب، أما الشعب و المواطنون فغيبوا أو غابوا، فهم كالقطعان يساقون حيث لا يعلمون، لا يهم من يحكمهم و بما يحكمهم ( القابلية للإستبداد) و ذلك لعوامل كثيرة منها :
- دور علماء السلطان ( مات الملك،عاش الملك) في تمكين حكم الطغاة و المستبدين، و التحريض على المعارضة
و تشويهها .
- دور المجتمع ، حيث إنقسم إلى مصلحيين نفعيين وأصحاب الدنيا و زينتها، يتقربون للحاكم و يعيشون في أمان و سلام
و قسم ترك الدنيا و شؤون الحكم و إتجه إلى الروح و الذكر
و التصوف و ترك إصلاح الشأن العام.
- دور المعارضة السلمية في تصحيح الأوضاع و التي قادها الكثير من العلماء و المصلحين، و التي كان التعامل معها إما بتشويهها أو السجن أو النفي أو القتل و الإبادة، و من هؤلاء الرجال الإمام الحسين و أصحاب المذاهب مالك و الشافعي
و إبن حنبل و النسائي و غيرهم ، كما كانت المعارضة تتشكل من جماعات فكرية سياسية كبني هاشم و العلويون و الشيعة وكثيرا ما كانت المعارضة تضطر إلى العمل المسلح لإسقاط النظام فتارة تنجح و تارة تباد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق الى محمد الشريف
ايدن حسين ( 2014 / 12 / 27 - 20:48 )
الديمقراطية لا تنفع .. لانها تعتمد على الاغلبية
و كما تعلم .. الاغلبية ما هم .. كلمة تجيبهم و كلمة توديهم
هل فهمت الان لماذا الديمقراطية لا و لن تنفع
الشورى افضل .. لانك تختار من بين المناسبين اساسا .. لانك تختار من بين المؤهلين اساسا
و سلامي
..


2 - الى الاخ ايدن حسين!!!
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 12 / 28 - 12:45 )
اذا كنت تؤمن بما تقول مع انه ليس كما تقول فمن فمك ادينك واقول ان الاغلية من المسلمين ..كلمة تجيبهم و كلمة توديهم ودليلي انهم همج رعاع ينعقون مع كل ناعق فاذا قال لهم فقيه البيت الابيض الارهابي المنافق يوسف القرضاوي فجروا انفسكم باسم الجهاد لتنالوا الحور العين تسارعوا لتنفيذ امره علما انه وعائلته واقاريه قابعون في قصورهم وان دل هذا على شيء فانه يدل على غباء المسلمين والاغبى منهم هو من يؤمن بالشورى الاسلامية اي ان امر الاغليبة هو بيد اهل الحل والعقد وهم ارباب الوجاهات والتجار واؤلائك لا تهمهم الا مصالحهم. والجدير بالذكر ان مملكة آل سعود وبالرغم انها مملكة وراثية ولكن اول المبايعين هم اهل الحل والعقد كما يدعون.وسؤآلي لك ايها الاخ الم يات الى منصب الخلافة من المعينين الستة ـ بالشورى ـ عثمان بن عفان؟؟. ما ذا كان مصيره؟؟.هل سمعت ان في بلاد الديموقراطايات احد اغتيل بسبب دكتاتوريته؟؟.الديموقراطية هو حكم الشعب لنفسه سوى كان ساسة البلاد المنخبون اذكياء ام اغبياء فانه قرار الاغلبية مع مراعاة حقوق الاقليه وللشعب الحق ان يحاسبهم او يقيلهم ان لزم الامر وهناك دساتير نحدد مدة الحكم ومسؤولية الراعي


3 - الى الاخ ايدن حسين!!! ـ تابع
فهد لعنزي ـ السعودية ( 2014 / 12 / 28 - 12:46 )
وهناك دساتير تحدد مدة الحكم و مسؤولية الراعي والرعية وهذه البنود غير موجودة في الشورى لان الذي ياتي الى الحكم عبر الشورى يبقى الى ان يتوفاه الله. اخي الكريم ان الديموقراطية هي احسن نظام حكم توصل له ارباب الافكار النيرة وهي ـ اي اليموقراطية ـ لا زالت في تقدم مستمر. نقولها بالفم الملآن ونطالب كل الاحرار في الدول الديكتاتورية وبالاخص الدول الاسلامية ان يعلنوها صراحة لا لدولة الخلافة ولا لدولة الاسلام السياسي بل لدولة الدديموقراطية الدستورية وان كانت ملكية (بالاسم). اما الشورى الاسلامية فهي اخت الديكتاتورية في ثوب خلق.
وليكن شعارنا جميعا:
الدين لله والوطن للجميع.


4 - الشورى كلام فارغ اخ بيدن
محمد الشريف قاسي ( 2015 / 1 / 22 - 16:45 )
عن اي شورى تتكلم اخ بيدن حسن ، ، الشورى كلمة وليست نظام حكم ولا عقد اجتماعي كالديموقراطية ، والشورى هاته لم تطبق ولو مرة في التاريخ ، هل تعرف ما وقع في السقيفة من احداث؟ هل تعرف لماذا قتل ثلاثة (3) خلفاء من اربعة بالخديعة والاغتيال؟ هل تعلم ماذا جرى بين الخلفاء الاربعة وكيف تمت تلك السورى التي تتغنى بها، يا رجل افق .
هل تعلم ان الخلافة والملك ليس من الدين ، وانه يجب فضل الدين عن الدولة والا كانت الكارثة كما هو فعل داعش اليوم أصحاب الاسلام السياسي.
اجبني لماذا اقتتل الصحابة فيما بينهم بعد وفاة الرسول على كيفية الحكم؟ ولماذا تفرقت الامة الى فرق ومذاهب بسبب الحكم والسياسة لما ادخلوها في الدين؟
لماذا قتل الخليفة الاول المسليمن الذين كانوا رافضين لخلافته رغم انهم يشهدون ويصلون وغير ذلك؟ فكر واقرا تاريخ المسلمين الاسود
مع التحية والاحترام لشخصك الكريم .

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا