الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديكتاتورية الرجل في المجتمعات الرجولية

محمد الشريف قاسي

2014 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن قانون الزوجية ( و من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) الذي جعله الله في كل شيء، جعله لتكون الحياة
و تستمر وفق هذا القانون، فمهما حاول الإنسان التنكر لفطرته، و التصادم مع هذا القانون لن ينجح ( فطرة الله التي فطر الناس عليها ) فلا يمكن تغيير قوانين الطبيعة البشرية
و النوامس الكونية لما في ذلك من تدمير و تشويه لخلق الله (هذا خلق الله، فأروني ماذا خلق الذين من دونه)، فلا يمكن تصور الحياة بجنس واحد، حتى و لو كان هذا البشر (ذكر أو أنثى) في جنة من النعم، و لذلك فأبو البشر(آدم) لم يستطيع العيش لوحده فبرغم أنه في الجنة، فأشتكى إلى الله، إني أريد أنثى، فخلق الله له حواء، و لذلك فالواهمون من دعاة تحرير المراءة لا ينجحون في جعل العلاقة بين الرجل و المراءة علاقة محارب مع عدوه(علاقة مغالبة و إستعمار وإستغلال)، كما لا ينجح أولئك الإستغلاليون و الهاضمون لحقوق المرأة بسم الدين تارة و بسم المحافظة على التقاليد البالية تارة أخرى، من الذين غيبوا نصف المجتمع و جعلوا من المرأة تابعا للرجل و كائنا بلا عقل، فجعلوا من المرأة عبدا وآمة بلا رأي و لا عقل، فسجنوها و أرهبوها خوفا من ذكائها و حسن ديبلوماسيتها فأقاموا صورا للفصل العنصري و الجنسي. فالعلاقة ما هي إلا علاقة تنوع من أجل التكامل و التعاون،
و على قدر القدرات تكون المسؤوليات ،و لذلك فكل القوانين و التشريعات و الأديان تكلمت عن هذه العلاقة و حاولت تنظيمها في كل زمان و في كل مكنان من تاريخ البشرية
( و لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا).
و لذلك فجدار الفصل العنصري و محاولة أستعباد المراءة
و السيطرة عليها و جعلها تابعة لأخيها الرجل تؤدي دائما إلا خلل و عطل و عطب في التركيبة الإجتماعية و بالتالي يجعل المجتمع الرجولي يحارب الفطرة ، مما قد يؤدي إلى إكتفاء الرجال بالرجال و النساء بالنساء ، و ماحادثة إعتداء رجال الكنيسة على الأطفال إلا آية من هذه الآيات، و ما إنتشار حوادث الإغتصاب و اللواط و السحاق في المحيط المحافظ
و المتزمت في عالمنا العربي و الشرقي، و خاصة مع تطور المجتمع و الإستفادة من التكنولوجيات الحديثة من أنترنات
و فظائيات و موبايل مما سهل الإتصالات و العلاقات و تبادل المعلومات و التجارب بين الشباب، فالكثير ما سمعنا من إعتداءات جنسية على الأطفال من طرف آئمة و مشايخ دين، لكن (الطابوهات)و عقلية (استر ما ستر الله) و إنعدام الإحصائيات و عمليات صبر الأراء و إنعدام ثقافة التبليغ
و عقلية (وكل ربي) و (خلي البير بغطاه) و ( الحياء). فهذه الأسباب جعلت هذه الجرائم و التي يعاقب عليها القانون
و تحرمها الديانات، جرائم تحدث في الظلام و تتكاثر كالفطريات و الجراثيم، عكس المجتمعات الغربية و التي تسلط الأضواء على هذه الإنحرافات لتعالجها ، لكن نحن معروفون بممارسة سياسة الهروب لا المواجهة، الهروب للأمام و عدم الإعتراف بعيوبنا و التستر عليها مما يجعلها تنتشر و تتكاثر بلا معالجة حقيقية، فعندنا كل شيء نعتقد أنه مشين و جريمة محرمة ، نعمله في الظلام ( نكسر مصدرالضوء) ( و في الظلام يحدث ما يحدث). أما في الغرب فلهم ثقافة أخرى، فهم يكشفون عن هذه الجرائم ليس بهدف العقاب و حسب و لكن بهدف العلاج و معرفة الإسباب و الدوافع، لأنهم أناس عقلانيون، أما عندنا فالإتهام و الحكم المسبق و العقاب هو الذي يجعل من هذه الظواهر تنتشر و لا تعالج. أما تسليط الأضواء على هذه الأفات في الغرب و تسترنا عليها هو الذي جعلنا نعتقد أننا سالمون من هذا المرض في الوقت الذي هو موجود عندنا و قد يكون بأكثر مما هو عندهم( سياسة النعامة المسكينة) و من المشاكل التي تعاني منها المراءة عندنا، سبغة التقاليد سبغة دينية، فالكثير من التقاليد البالية والعادات السيئة التي ورثناها من عصور الإنحطاط و الهوان و الظلم
و الطغيان أسبغناها بسبغة دينية و جعلنا عليها من القداسة الروحية، رغم أنها من التقاليد القبيلية و الديكتاتورية و التي كان من الأجدر بنا محاربتها و القضاء عليها لا التمسك بها ، فالنظام البدوي و القبلي جعل من الرجل مركز قيادة و سيادة و المراءة تابع ، كما أن مجتمعاتنا العربية و الإسلامية لم تكن مدنية بل قبلية و بدوية و هذ الذي الرجل يعتز بالولد أكثر من البنت، فالولد في نظره يأخذ إسمه و يقوم بالأعمال الشاقة من حرث و حصاد و رعي و الدفاع عن القبيلة من الإعتداءات الخارجية، أما اليوم و بعد أن أصبحنا نعيش في مدنية و تطور و رفاهية، فلبد أن تتغير نظرتنا و عقليتنا إلى وظيفة المراءة و العمل على مساواتها مع أخيها الرجل، مع مراعاة عدم التصادم مع مقاصد الدين الحق في الإعتراف بحقوق المراءة في المساواة و العدالة و العيش الكريم. أما ما تعانيه المراءة اليوم من التحرش الجنسي و الإغتصاب من طرف الديكتاتور (الرجل) و تسلطه عليها ، و ذلك بإستغلال المنصب
و الوظيفة في عملية التحرش و الإبتزاز، مما جعل المراءة ضحية لهذا الديكتاتور الظالم، زيادة على ظلم المجتمع لها بحيث هو الذي يدفعها للرضيلة و الإنحراف و الدعارة ثم يتهمها أنها سبب المشاكل و الأفات، فتظلم المراءة مرتين.
و ما المراءة إلا بشر لها قلب و عواطف و شهوات بحاجة إلى تلبيتها كأخيها الرجل، فعدم الإعتراف بهذه الحاجيات للمراءة ظلم ثالث لها، أما مسؤولية المراءة في التبليغ عن طغيان
و ظلم الرجل و تحرشه بها، أمر مهم في إصلاح المجتمع
و التبليغ عن المجرمين و الطغاة. لذلك فالمطلقة و الأرملة تعاني من مشاكل كبيرة بسبب ديكتاتورية الرجل، أما شخصية الرجل الضعيفة و التي تجعله عبدا لزوجته فيظلم والديه
و أقاربه، فالمشكل في الرجل و ليس المراءة ، مع العلم ن المراءة السوية لا تقبل برجل ضعيف الشخصية . و السبب في رأيي هو الحرمان و الكبت الذي يعاني منه الرجل في مجتمع رجولي، مما يؤدي به إلى التحرش و الإغتصاب و زنى المحارم و العنف الجنسي و إستغلال الأطفال و الدعارة , مما يجعل مشكل الهاجس الجنسي لدى الرجل كبير حيث يعتبر الحصول على إمراءة (غنيمة و صيد كأننا في حرب).عكس المجتمعات الغربية المشبعة و التي إعترفت بالحقائق العلمية و الحاجات الإنسانية و مدى أهمية إشباعها للتتفرغ للتنمية
و الإبداع في كل ميادين الحياة، مع العلم أن الإسلام متقدم في هذا الجانب، فهو لم يأمر بالكبت و الحرمان الجنسي بل أمر بتلبيته منذ الصغر إلا أن التقاليد البالية و القوانين الظالمة هي السبب في ذلك الحرمان في المجتمعات العربية و الإسلامية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رد على موضوع محمد الشريف قاسي
حيدرية ( 2014 / 12 / 28 - 12:15 )
اوافقك الرأي اخي من ناحية بيولوجية تعتمل في داخل كل إنسان طاقة داخلية هائلة، تأخذ أشكالا عديدة، لعل أهمها الطاقة الجنسية؛ وحين تُكبَت أيٍ من هذه الطاقات بشكل تعسفي، تتحول إلى طاقة سلبية؛ فتبدأ بالضغط على نفسية الإنسان، وبالتأثير السلبي عليه من الناحية الروحية والجسدية والفكرية، وفي أغلب الأحيان يتحول هذا الضغط إلى كبت، ومن ثم يبدأ هذا الكبت بالضغط أكثر فأكثر على الطاقة الحبيسة لتجد لها متنفسا في الخارج حتى تُتَرجم إلى سلوك عنيف، أو إلى إسقاط ديني يأخذ طابع الهوس والتعصب. وهذا المشكل مسيطرة على مجتمعنا العربي بالخصوص .,

اخر الافلام

.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر


.. حديث السوشال | فتوى تثير الجدل في الكويت حول استخدام إصبع أو




.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر