الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد علم النفس النظري

حبيبة الله

2014 / 12 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


يدعى هذا العلم أنه يبرهن على وجود النفس كجوهر قائم بذاته ابتداء من (أنا أفكر )
وأنه يعين ماهية النفس بتطبيق المقولات على (أنا أفكر ) فيصل الى أن النفس بسيطة وشخصية ,أي باقية هي هي تحت مايعرض لها من تغيرات وخالدة .فهو يرجع الى أربع مسائل كبرى يركب لها أربعة أقيسة .
ولكن هذه الاقيسة أغاليط يشتمل كل منها على أربعة حدود لأن أحد الحدود الثلاثة في الظاهر مأخوذ في الحقيقة بمعنى في أحدى المقدمتين وبمعنى آخر في الأخرى ,لذا يسمى كنط هذه الأقيسة (أغاليط العقل الخالص )


المسألة الاولى جوهرية النفس
**************************
,تدل عليها الميتافيزيقيا بهذا القياس .مالايتصور إلا كذات .فهو لايوجد إلا كذات .وهو من ثمة جوهر .والموجود المفكر لايتصور إلا كذات .وإذن فهو لايوجد إلا كذات أي جوهر .هذا القياس غلط لان المقصود بالذات في المقدمة الكبرى هو (الشئ )الذي يتصور كذات اي الذات التي تدرك كذلك ..او الذات التي هي في الوقت نفسه موضوع إدراك ..وفي الصغرى ليس المقصود شيئا من حيث إن قولنا الموجود المفكر أو أنا أفكر لايتظمن موضوع فكر .بل يعني الشرط الضروري لإمكان الحكم وإحداث وحدة الشعور ...فإن (أنا أفكر )هي الصورة التي تجمع الظواهر في فكر واحد بعينه ,ذلك بأن ليس لنا حدس بنفسنا كذات مفكرة وكل ماندركه هو فكرنا متعلقا بموضوعات لامستقلا .فأذا طبقنا المقولات على (انا أفكر )كان هذا التطبيق فعلا منطقيا صرفا عاطلا من اية قية موضوعية .من حيث إن المقولات لاتطبق تطبيقا موضوعيا إلا على الحدوس الحسية .فلا يسوغ الانتقال من وحدة الفكر كشرط منطقي الى وحدة جوهر متقوم بذاته .

المسألة الثانية بساطة النفس .
*************************
تدلل عليها الميتافيزيقا بهذا الاساس .الموجود الذي يفترض فعلهُ ذاتًا بسيطة هو جوهر بسيط .والنفس موجود يفترض فعله (وهو الفكر) ذاتًا بسيطة ( لان التفكير رد التصورات الى الوحدة ,وهذا مالايستطيعه الموجود المركب )
وإذن فالنفس جوهر بسيط ولكن المراد بلفظ بسيط في الكبرى موجود مدرك بالحدس كموجود بسيط وفي الصغرى المراد موجود يتراءى لنفسه كأنه موجود بسيط وبعبارة أخرى ,لأجل أن نفكر يكفي أن نعتبر نفسنا ذاتًا بسيطة
وليس من الضروري أن تكون كذلك حقا .

المسألة الثالثة شخصية النفس .
**************************.
تدلل عليها الميتافيزيقا بهذا القياس الحاصل على الشعور بذاته في أوقات مختلفة هو جوهر شخصي ..والنفس حاصلة على هذا الشعور .وإذن فالنفس جوهر شخصي .ولكن هنا ينتقل القياس من الشعور بالذات في اوقات مختلفة
وهو الشرط الصوري أو المنطقي لتصوراتنا كما سبق القول .الى بقاء الذات هي هي ...مع أن التصور المنطقي قد يبقى وتتغير الذات إذغ كانت الذوات المتعاقبة تتوارث حالة نفسية واحدة بعينها .

المسألة الرابعة
************ تقوم النفس بذاتها ومن ثمة استطاعتها البقاء بعد فناء الجسم تدلل عليها الميتافيزيقا بهذا القياس .الشئ المعلوم مباشرة له وجود متمايز من وجود الشئ المعلوم بالواسطة ,والنفس تعلم ذاتها مباشرة في حين أن الجسم لايعلم إلا بوساطة النفس
وإذن فالنفس متمايزة من الجسم .هذا القياس يذهب من المعرفة الى الوجود .أنا أعرف الأنا متمايزا من اللا أنا ,ولكن هل تعني هذه المعرفة أن الأنا مستقل حقا عن اللا أنا ؟ ..أليس تكون لديٌَ هذه المعرفة وأنا مركب من نفس وجسم .
وهذا القياس مبني على تمايز النفس والجسم .مع إن الجسم تصور حاصل في الحساسية بتأثير علة مجهولة ,وليس التصور شيئا خارجاً عن الذات المتصورة حتى نقول بأدراك مباشر وأدراك غير مباشر ؟وقد تكون العلة المجهولة روحاً ,وقد تكون هناك إلا جوهر مشترك هو جسم في صورة المكان وروح في صورة الزمان ,مادام إدراك الشئ بالذات ممتنعا علينا .

فالفلسفة النقدية تخلصنا من مسألة تمايز النفس والجسم وتفسير العلاقة بينهما وهي مسألة غير قابلة للحل كما يشهد مذهب ديكارد والمذاهب الصادرة عنه
والفلسفة النقدية تخلصنا من المادية .فيما دمنا لانستطيع البرهنة على وجود النفس وحقيقة الخلود .فإننا للسبب عينه ننكر على الماديين إمكان البرهنة على عدم وجود النفس وعدم الخلود .

وذلك نقد كنط لعلم النفس النظري كما يوجد عند ديكارت والديكارتيين بما فيهم فولف ...وكنط محق في بعض هذا النقد مبطل في الباقي إنه محق في قوله إننا لاندرك النفس مباشرة .اي إن ليس لنا إدراك موضوعه ذات النفس .ولكن كل إدراك فهو واقع على موضوع ومصحوب بالشعور بالذات .وإنه مبطل في دعواه أن هذا الشعور لايصلح أساسا للتدليل على وجود النفس وماهيتها .وأن الأدلة السالفة أغاليط .إنه يميز بين الأنا الذاتي أو الصوري والأنا التجريبي .ويقول عن الاول إنه مجرد موضوع منطقي أو مجرد
حد في قضية .ويقول عن الثاني إنه أنه ظاهرة خاضعة للمقولات كسائر الظواهر .وان ليس هناك مايبرر الخروج من الفكر الى الوجود .ولكنه هو الذي يلزمنا مذهبه ويحاجنا به كأنه ثابت لاينقص .
أن الشعور بالذات فعل .والفعل وجود ,ولايعقل أن يكون الوجود هنا مقولة الوجود أو الإيجاب فلفظ الذات مأخوذ بمعنى واحد من المقدمتين.فهذه حالة واحدة على الأقل لاتخضع للشروط العامة التي يزعمها كنط للمعرفة وهي المقولات وديكارت على حق حين يقول إنه يدرك وجود الأنا المفكر إدراكا مباشرا .وإن كان قد أخطأ الحق حين ظن أن الإراك المباشر واقع على جوهر لامادي ,وقد غلظ كنط في الفصل بين الفكر والوجود حتى فصل بينهما في (أنا أفكر ) وفي هذه الملاحظات ما يوضح وجه الحق في المسائل الاولى والثانية والثالثة .أما المسألة الرابعة فالحجة الاولى فيها صائبة .
إن معرفتي الأنا متمايزة في اللا أنا لاتدل على أن الاثنين متمايزان في الواقع وعلى أن الانسان قد لايكون مركبا من نفس وجسم متحدين إتحادا جوهرياً ,ولكن الحجة الثانية مبنية على مذهب كنط في المعرفة وليس هذا المذهب ملزماً كما تقدم .
وإذ كان إنكارجوهرية الجسم والنفس يسقط دعوى الماديين ,فهو يسقط أيضا دعوى الروحيين ,فأي ربح يعود علينا من الفلسفة النقدية ؟



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في إسرائيل تطالب نتنياهو بقبول صفقة تبادل مع حماس |


.. مكتب نتنياهو: سنرسل وفدا للوسطاء لوضع اتفاق مناسب لنا




.. تقارير: السعودية قد تلجأ لتطبيع تدريجي مع إسرائيل بسبب استمر


.. واشنطن تقول إنها تقيم رد حماس على مقترح الهدنة | #أميركا_الي




.. جابر الحرمي: الوسطاء سيكونون طرفا في إيجاد ضمانات لتنفيذ اتف