الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنويريون والمرأة اعداء المستفيدين من الاسلام سياسيا

عادل صوما

2014 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الحروب التقليدية والامنية يستحيل ان يستأصلوا جذور المستفيدين من الاسلام سياسيا، وهم لا يخشونها بتاتا لأنهم دججوا انفسهم باجهزة آلية بشرية فاقدة الانسانية والاحساس والوعي، تذبح خصومهم امام الكاميرات وتنسف نفسها وتُقتل بتسليم غريب في الحروب، تأنف منه النعاج التي تقاوم الجزار عند الذبح. صحيح ان الحروب المُشار إليها في غاية الاهمية لاسترداد الاوطان وهيبتها وتحجيم اورام سرطانهم، لكن الاستئصال النهائي لهم سيكون على يد التنويريين والمرأة؛ اعداؤهم الحقيقيون.
تطبيق الشريعة
غاية المستفيد من الاسلام سياسيا في بلده التمكين من أي بلد للإستفادة منه وذبح خصومه وتدجين المرأة ورفض الآخر، أو إثارة النعرات والفتن والتحريض في البلدان الاخرى، تمهيدا لسلبها باعتبارها غنائم. هذا ما فعلوه منذ آيات الله الذين قوضوا حضارة إيران وموروثها الثقافي، مرورا بأوروبا والصين وروسيا واستراليا، حتى سفاحين "المسلخ" المعروف إعلاميا بدولة الخلافة الاسلامية. تم ذلك الامر تحت عنوان مُخدِر جذاب هو "تطبيق الشريعة"، وتبيّن ان شريعتهم المقصودة هي احتكار الفهم لأنفسهم فقط وفرض الحجاب العقلي على الجميع والجسدي على النساء وذبح الخصوم، فلم اسمع مطلقا من أي منهم عن خطط للتعليم أو التعمير أو استصلاح الصحراء أو تقليص نسبة العاطلين عن العمل أو حتى مكافحة زراعة الافيون والمخدرات، لأنهم يستفيدون من اموالها، التي تصبح حلالا بين اياديهم لشرف الجهاد كما حدث مع طالبان.
العدو الاول للمستفيد سياسيا من الاسلام هو التنويري، لأنه يعريه من اسلحته كافة ولا يستطيع محاربته سوى بسلاح كهنة محاكم التفتيش وهو الحرمان الكنسي* أو القتل. يعريه التنويري دينيا من "التضليل المقدس" ويجعل الناس يروا حقيقته؛ مجرد سفاح كافر بالانسانية لا يملك سوى سكينا يذبح بها الناس، ونفسية مريضة تنشر الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية، كما يكشف عوراته حتى كرجل دولة لا يفقه شيئا في الفكر والسياسية والاجتماع والاقتصاد وسيادة الدول أو حتى الفن والسياحة الحلال.
ضرب الشعب المصري بذراعه العسكرية المد الجبار للمستفيدين من الاسلام سياسيا، ثم بدأت ليبيا تفيق من خطورة سيطرت مجانين عليها يريدون تمزيقها إلى إمارات بعد ان كان يحكمها بكاملها مجنون واحد، وسحبت صناديق الاقتراع البساط من تحت اقدامهم في تونس، بعد ان اكتشف الناخب توابع زلازل مشاريعهم السياسية بالغة الخطورة على الشخصية والثقافة التونسية، لكن هذا المد العاتي لم يزل مختبئا بين شعب مسلم أمّي بنسبة أربعين إلى 75%، وبطالة تصل إلى 46% وجوع وفقر وحاجة إلى الحرية، والمعركة الفاصلة سيقودها التنويريون، فلا الحروب الامنية أو صناديق الاقتراع قادرين على نزع جذورهم التي ترّسخ التخلف والطائفية والمذهبية وتكفير الآخر.
حجاب العقل
رغم ان هدى شعراوي نزعت الحجاب "التركي" عنها وداسته بقدميها امام الناس سنة 1921، إلاّ ان المرأة المصرية لآسباب كثيرة نبذت ذلك المسار المديني وعادت إلى الحجاب الصحراوي، سواء كانت منتمية أو غير منتسبة إلى المستفيدين من الاسلام سياسيا. وكانت هذه الانتكاسة حسب تقديري الخاص احد مظاهر فشل مشروع عصر النهضة العربية الذي بدأه تنويريون متحررون سرعان ما تراجعت نسبة كبيرة منهم عن افكارهم خشية جهل 75% من الاميين، وتحولوا إلى كتّاب اسلاميين أو إشتراكيين أو شيوعيين، حسب فلسفة الحاكم!
تعثّر مسار عصر النهضة العربية على المستوى الشعبي بسبب سطوة التفكير الديني، الذي يعتقد ان الكتب الابراهيمية صالحة للعلم والسياسة والاجتماع والاقتصاد والطب والفلك والتنجيم وهكذا، ثم تراجع تماما امام الغزو الوهابي المتزمت للمجتمعات العربية، ثم تحول من ظل منهم على قيد الحياة إلى إلى مُشاهدين ساخرين عندما شن الرئيس جورج دبليو بوش حروبه غير المجدية، التي جعلت الارهاب يخرج من الكهوف إلى العلن ثم يسيطر على الدول، ثم اصابهم الذهول وهم يشاهدون الرئيس الأسبق كارتر يجتمع بأقطاب الاخوان المسلمين ومرشدهم العام موفدا من الرئيس أوباما ومؤازرا لهم علانية، في أول إنتخابات مصرية حرة منذ عهد الفراعنة كما قالوا!
بدأت المرأة عملية ترميم لما تحطم بعدما ادركت مع المتنورين نوايا المستفيدين من الاسلام سياسيا بتدمير المكتسبات الحضارية والنهضوية للبلاد، فبادرت المرأة في مصر ووقفت وهي محجبة تدعم معنويا الدبابات التي انزلت الظلاميين من على عرشهم، رغم تناقض مضمون الصورة تماما لمن هو بعيد عن مصر. ثم بدأت شعلة اليقظة تشتعل في تونس فتصدت خولة الرشيدي لعناصر ظلامية ورفعت العلم التونسي فوق كلية الآداب ونزعت علمهم، وشنّت القاضية كلثوم كنو حملة على حزب النهضة ومنعتهم من اخضاع القضاء لأغراضهم، ووصفت سهير بلحسن حكومة النهضة بالفاشية، ودافعت المحامية راضية النصراوي عن الذين تعذبوا في سجون "النهضة"، مثلما دافعت عن النهضويين في عصر زين العابدين بن علي!
امرأة حماه التي رُجمت بمشاركة والدها فاقد الانسانية والاحساس، وإعدام المهندسة الإيرانية الشابة ريحانة جباري بواسطة آيات الله وقضائهم المنصف للرجل حتى لو إغتصَب، وانتحار امرأة كردية لكي لا تقع في يد "مسلخ داعش"، ومصيدة استرقاق نساء الإيزيديين وإعادة قانون العبودية إسلاميا كما زعموا، والتمهيد الاردوغاني لسنّ قانون يمنع المرأة من الضحك في الشارع "حفاظا على الأخلاق"، مجرد نماذج تقول بوضوح أن المستفيدين من الاسلام سياسيا يخشون المرأة، لأنهم يعلمون تماما انها شريكة المتنورين في نزع جذورهم من المجتمع ومن عقول اولادها، وهذا الامر سيتم على مراحل أقصاها عشرين سنة على أقصى من الان.
--
*مضمون الحرمان الكنسي تمثل اسلاميا على سبيل المثال في تكفير سلمان رشدي ونجيب محفوظ ونصر حامد أبو زيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا


.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج




.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف