الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرية البنية الافتراضية للابستيمولوجيا دراسة تحليلية في العقلانية النقدية

علاء هاشم مناف

2014 / 12 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع




المحتويات

المحتويات 2
المقــــدمة 5
المقدمة 6
التمهيد 7
تمهيد 8
المهمة الابستيمولوجية 8
بين فيزيقية الاستقراء المغلق والعلم البيولوجي الاستنباطي اللاحتمي المفتوح 9
الاشكالية الثنائية 11
التمرد على منطق الهوية 11
نيتشه وكيركيغارد 12
القراءة النقدية وفق المنطق الافتراضي 12
الاستقراء الاحتمالي 14
الفصل الاول 17
نقد إلاشكالية الاستقرائية 17
الفصل الاول 18
نقد النظرية الاستقرائية 18
نقد (دوهيم) للإستقراء 19
قوانين نيوتن 20
قاعدة الاستدلال عند نيوتن 22
قانون نيوتن الثاني 23
قانون نيوتن الثالث 24
بين الصورة والمادة عند ارسطو 26
الاستقراء عند ارسطو 27
الضرورة والسببية عند هيوم 29
صيرورة نيتشه 34
الاستقراء والمقدمة الاولى 34
الاستقراء الارسطي 36
التحديث في النقد العقلاني 38
نماذج (الباراديمات) Paradigms 39
مراقبة النتائج النظري 40
كيفية قراءة العالم 41
الاستنباط 42
البنية الافتراضية للوعي 43
الاسترجاع الذاتي استقرائياً 44
الاستقراء بين الجزئيات والانواع 46
الإستنتاجات التي توصلنا إليها 47
القياس والاستقراء عند ارسطو 48
تنوع منهجية الاثبات بالدليل الاستقرائي 50
الفصل الثاني 54
البنية الميكانيكية في إنتاج القوة الافتراضية 54
الفصل الثاني 55
البنية الميكانيكية في إنتاج القوة الافتراضية 55
كوبر نيكوس والحركة الكوكبية 56
عصر نيوتن هو عصر التنوير 57
قوة الكشف عند "كيكول" 58
المركبات الاروماتية والحلقية الاليفاتية 59
قانون الثقالة 62
المنظومة الفلسفية في التحليل المنطقي 63
المتوالية العددية 66
المتوالية الهندسية 68
ابستيمولوجيا الوعي الثلاثي 71
الاشكالية المخية في النمو 74
بين أينشتاين ونيوتن 76
ألبرت أينشتاين (1879 ـ 1955) 76
نيوتن (1727 -1642) 76
التجريب في القوة للنبات 77
القوة في دماغ النبات 77
لغز دراون يظهر من جديد 79
تركيب العدسة 79
فلسفة ميندل في تطور الصفات 80
الصفات المظهرية 82
دينامية التطور 83
تاريخ الحياة 83
الصلات التشريحية المشتركة 84
نفي الإثبات في النظريات العلمية 86
العقلي والحسي 90
الفصل الثالث 97
ديناميكيا التطور والتعريف الاحتمالي للقوة 97
الفصل الثالث 98
ديناميكا التطور والتعريف الاحتمالي للقوة 98
السياقات المتعلقة بالتعريف 98
احتمالات القيمة في القوة الابستيمولوجية 99
الابستيمولوجيا بين التوالد الذاتي والتوالد الموضوعي 102
الاستقراء الموضوعي في طريقة التوالد 104
التوالد الموضوعي والانعكاس الشرطي 105
بوبر بين الاحتمال التجريبي والاحتمال الرياضي 113
منطق اللّغة في رأي كارل بوبر 123
أهمية التنوع التطوري 125
الخاتمة والمراجع 131
الخاتمة والمراجع 132
أولا: الخاتمة 132
ثانيا: المراجع 133
-;- القرآن الكريم. 133
-;- المراجع والكتب 133
-;- المجلات 135






























المقدمة
إن نظرية البنية الإفتراضية للأبستيمولوجيا والدراسة التحليلية الموجهة إلى العقلانية النقدية، هي بالاساس تؤكد فكرة التطابق بين التنظير والتجريب في مجال هذه العقلانية التجريبية التي توجت بوحدة الوعي الفكري الانساني من خلال التجربة الحية في الميدان الابستيمولوجي، في نظرية البنية الافتراضية، هناك التركيز البنوي على عدد التجارب، هو الذي يؤكد النسبية والسببية في A وb وأن إزدياد عدد الاعضاء في العلم المجمل والقبلي يؤدي إلى إعاقة هذه النظرية من الناحية النسبية والسببية، وفي إطار الموقف من البنية الاستقرائية نود أن نسجل: بإن الدليل الاستقرائي قد يؤدي إلى العلم بالتعميم دون تحويل الدليل الاستقرائي إلى عملية إستنباطية والسير التركيبي من العام إلى الخاص، وهو طرح منظومة نمطية من الاستدلال لا ترتبط في النطاق الاستنباطي الذي يكون إتجاهه من الخاص إلى العام بعيداً عن العقلية القبلية.
وقمنا بتقسيم هذه الدراسة إلى ثلاثة فصول وقد تضمن الفصل الاول نقد الاشكالية الاستقرائية. وتناولنا في الفصل الثاني البنية الميكانيكية في إنتاج القوة الإفتراضية. اما الفصل الثالث فقمنا بتحليل ديناميكا التطور والتعريف الإحتمالي للقوة، وبهذا الفصل فقد أنجزنا الخطة المرسومة لهذه الدراسة المتعلقة، بالنظرية الإفتراضية للأبستيمولوجيا.أخيراً وليس آخراً نقول أن هذه الدراسة المتواضعة هي إضافة ابستيمولوجية لما سبقها من دراسات ابستيمولوجية ناقشت هذه الاشكالية النظرية بين العقلانية والتجريبية.































تمهيد
المهمة الابستيمولوجية
وتتشكل من خلال ثلاث إشكاليات، العلاقة الخارجية بالسياق السسيولوجي، وهو المسار السيكولوجي لتشكيلة العلم، والعلاقة الداخلية، تقع في مسار المحتوى العلمي، فالوجهة الاولى تقع في الدائرة السسيوسيكولوجية، والثانية كما قلنا علاقتها الداخلية وبمحتواها العلمي، أما الوجهة الثالثة: فهي التي تقع في الدائرة الابستيمولوجية. فالمسار الحقيقي للعلم، أنه يتعلّق بنمو العلم أكثر مما يحيل إلى عملية الاختراع والابداع.
فالعلم ليس نسقاً يتعلق باليقين، ولا أنساق تتطور بصيغ تدريجية باتجاه الحالة النهائية، وبالتالي لا يتعلق بالوصول إلى منطق الحقيقة أو الحالة البديلة للمنطق الاحتمالي، كذلك المنطق الافتراضي هو النقيض رقم واحد للاتجاهات الفلسفية الكلاسيكية، أي تكون محصلاته تأتي في النقيض من أنساق (العقلانيين والتجريبيين) الذين راهنوا باتجاهات مختلفة إن الوصول إلى منطق حقيقي من قبل الإنسان يكون متطابق مع حالة اليقين، ومن هذا المنطلق اعتمدوها مصادر يقينية معصومة من الخطأ كما هو معروف في المنطق.
من هنا نقول ليس كل ما هو قبلي صادق، والنظرية حتى لو كانت كاملة فلن تكون نظرية بشكلها النهائي. فالاهتمام بالاعتقاد جاء من فلاسفة الاعتقاد مثل:
⦁-;- ديكارت.
⦁-;- لوك.
⦁-;- باركلي.
⦁-;- هيوم.
⦁-;- كانت.
⦁-;- رسل.
هؤلاء الفلاسفة اهتموا بالمعتقدات الذاتية، وبأسسها وأصولها وبخلاف فلاسفة الاعتقاد، هي ان تكون مشكلتنا وباختصار هو ايجاد نظريات أفضل وأكثر تقدماً آخذين بالاعتبار التفاصيل النقدية لا التفاصيل الاعتقادية.()
بين فيزيقية الاستقراء المغلق والعلم البيولوجي الاستنباطي اللاحتمي المفتوح
وهذا ما أكده كارل بوبر من خلال:
⦁-;- العلم الطبيعي والعلم السسيولوجي في إطار نظريات فلسفية مفتوحة، وترك اليقينيات المنطقية والدوغماتيات والدعوة إلى منطق ابستيمولوجي متطور ومفتوح ويتشكل بعقلانية سسيولوجية مفتوحة تتحدد بالهيئات العلمية السسيولوجية .هناك ترابط تطوري بين (العلم والصياغات والأطر الديمقراطية) هناك دعوة سسيولوجية إلى عملية التطور والتقدم عبر الإنسان المنفتح ونحو فهم أفضل (للكوسمولوجي) ونحو نظم سسيولوجية أكثر تطوراً من الناحية الإنسانية إضافة إلى العدل والتسامح والسلام بين البشر، بالاعتماد على الانفتاح الديمقراطي التعددي إضافة إلى التطور الابستيمولوجي ، والانفتاح على التطور الميتافيزيقي.
⦁-;- هناك فكرة القوة الفاعلة في التاريخ والإشارة هنا إلى الإنسان لا باعتباره آلة أو أداة جامدة وهي تعكس إشكاليات العقل المطلق كما هو الحال عند هيجل أو ماركس. إننا في هذه الاشكالية نقول أن الانسان هو الصورة النقدية المتمولة من المغلق إلى المفتوح، لأن العلم لا نهاية له، فالحتمية التاريخية هنا هي حتمية علمية غير مغلقة دون اللجوء إلى عملية الاحتمال للبحث عن نتائج اليقين، وهنا نود أن نشير، بأن الدليل الميتافيزيقي يجب أن يتحول إلى دليل (بيولوجي)()، ورفض قيام علم يتعلق بالطبيعة ويستند إلى مبدا الاستقراء، فالاستقراء مرحلة من التطور مر بها الانسان وناقش فيها الاستنتاجات بشكل بدائي، الآن تغيرت آلية المعطيات حتى في العالم الحسي، وهناك نقداً لمبدأ الاستقراء باعتباره منطق مغلّق، والاتجاه إلى دراسة الفيزياء بشكل جاد، واستبعاد دور الملاحظة وتأسيس منعطف جديد لنظرية علمية تتعلّق بالافتراض العلمي المتفّق.
إن تأسيس منطق جديد لنظرية افتراضية موضوعية خارج التقديرات الذاتية التي تضع الابستيمولوجيا المفتوحة في وجه اليقين القبلي العارف وإبعاد نظرية النزوع الطبيعي البيولوجي الذي يعتمد التفاعلية إنطلاقاً من النظرية الدارونية وهي الترجمة النظرية التطورية للعلم والمعرفة على أساس بقاء تلك النظريات في إطار الانتخاب الطبيعي للنظرية الدارونية أي البقاء فيه للنظريات الاقوى والاصلح التي تحددها التفاصيل العلمية، وهي بدورها كانت قد ولدت من رحم الميتافيزيقيا والاستقراء، بعد أن اصبحت نظريات علمية فيزيائية وهي قابلة للدحض على سبيل المثال: نظرية إينشتاين، وحركة غاليليو وجاذبية نيوتن.
هناك ثلاثة عوالم: العالم الاول هو العالم الفيزيقي ، وثانيا: عالم حالات الوعي، وأن هذين العالمين يتبادلان التأثير المتبادل interagissent . اما العالم الثالث فهو عالم محتويات الفكر البشري وحقيقتها الواقعية، فهي نتائج انطولوجية، وميتافيزيقية ، وهي حقيقة لا تنتهي إلى سياق العلم: بمعنى العلم الطبيعي، هي بالاحرى تنتمي إلى ميدان آخر ألا وهو (الميتافيزيقا)().
الاشكالية الثنائية
وتتمحور في ثنائية الارض والسماء، وهوية الروح مع الكون المطلق الروحي، وهوية الواقع مع المنعطف العقلي والميتافيزيقا كابسيتمولوجيا، وهوية التفكير والكون المطلق وعقيدة فلسفية وأن كل لحظة من لحظاتها هي واحدة: التفكير + الكون+ التاريخ + الطبيعة، وإن الإلغاء لهذه النظرية النقدية، يعني سحب البساط من فلسفة هيجل ، لأن (سستام هيجل الفلسفي كان قد شيد وفق منطق الهوية).()
التمرد على منطق الهوية
وقد ظهر هذا الشكل في: وجودية كيركيغارد والذي تحدد في إشارة التمرد ضد الهوية. (وبالتوازي مع اليسار الهيجيلي للسنوات 1840 على أثر فيورباخ) إذاً ليس من قبيل الصدفة أن يكون أول عمل لادرنو مخصصاً له . (كيركيغارد بناء الجملة هو عمل معاصر بالواقع لولادة النظرية النقدية) وفي هذا (يمثل الإنسان بصفته فرداً عند كيركيغارد ما يمثله التاريخ الكلي لهيجل) من هنا سوف تتشكل التاريخية الذاتية الفردية والاحادية التي تضيّع (الصلة مع عالم التاريخ المادي وهذا يعاد إدراج المثالية لنوع من أنواع انطولوجيا الذات العينية، بدلاً عن الجانب الإطلاقي الذي تبدأ منه. وهذا هو المصير الذي تلقاه كل نظرية في صيغتها المباشرة حين تصب في اللازمنية وتقلص التاريخية (Geschichtilichkeit) إلى إمكانية مجردة للوجو في الزمن).()
كان كيركيغارد المؤثر الكبير في وجودية القرن العشرين، وقد تحدث عن (كومت) مؤسس مدرسة الفلسفة الحديثة والحتمية المنطقية والتطبيب المنطقي.
نيتشه وكيركيغارد
يعتبر نيشته كخالق للوجودية مع كيركيغارد غير أن أعماله لم تكتمل أصلاً وذلك لإصابته بالجنون ولو لم ينهشه الجنون وتركه سليم العقل لحفر أسمه في الفلسفة كخالق كبـير وعظيم يناقض الاسلوب الهيجلي ويسمو فوق التشاؤمية الاغريقية الساذجة.()
بعد انزواء نيتشه استمرت الفلسفة بدونه، تقدم ثم جاء (ارنست ماك) (1916-1936) وتلقفت اعمال (كومت) ليتابع العمل، وقد افزعه تسرب الافكار الميتافيزيقية إلى مرفق علم الفيزياء، وحاول ايجاد مخرج لسد هذه الثغرة بايجاد فلسفة مادية، بعدها قال: (إن للآفكار معاني إذا كان بمقدورها التعبير عن الاشياء).()
القراءة النقدية وفق المنطق الافتراضي
تجدر هنا الإشارة التحذيرية لكل وجهة نظر مباشرة، حتى لا تقع في وهم الإعتقاد بقدرتها على عملية التخلّص من كل توسط (vermitlung) وقد تعاد عملية التفكير إلى مرحلة إنها ملموسة (مستهل ظاهرية الروح، وهناك الجدل السلبي في الطرف الآخر من عملية التفكير، وبعد إنكار الهوية: والمفرد كذلك ليس بالنهائي ) كذلك الفكرةالتي تضييغ في منطق الهوية لا يجب أن تستسلم أمام الذي (لا ينحل) وأن تجعل من (إنحلالية الموضوع محرّما بالنسبة للذات) إضاف أن ليس هناك (أشياء نهائية تصطدم بها الابستيمولوجيا) والسبب لأن كل ما يكون، هو أكثر مما يكون، أي أنه بماهيته متوسط أو متصل بالآخر.
ومن المفيد الرجوع إلى المفرد لمواجهة إدعاء الهوية الكلياني، إّلا أنه لا يمكن أن يتحول إلى عبادة للمفرد أو لا عقلانية وهو القناع لمنطق الكليانية.
من جهة أخرى أخذت ظاهرية هوسرل بعين الاعتبار في إطار الخط نفسه حيث ينقل على المستوى الابتسيمولوجي ـ الصور لزوم اليقين الانطولوجي الذي كان يبحث عنه كيركيغارد في إطار الملموس من الخفايا.()
لقد كان نيتشه يعتبر وبحق خليفة (هيجل) في حالة واحدة، هي أنه (لم يضع عالم الفكر وعالم التاريخ في إطارين منفصلين) وكان نيتشه في طروحاته الفلسفية، هو الوحيد الذي بين الضعف الإنساني وحلل عيوب الفساد والثقوب المتشرعة في التفكير المعاصر، كما تحدث عن رائحة التقهقر الإنساني وبعقلية متقدمة ومعاصرة.()
من جهة أخرى جسدت فلسفة الحياة Philosoyohie lebens في المانيا كان الاعتراض على صورة الهوية.وهنا يتجسد مبدأ الفردية اللامشروط الذي يفيض عن كل توسط وهو الملموس على الذي يقوم بتجريد العقل من ادعاءاته والمهم ان نرى (هوركهيمر) يقود العملية النقدية لهذا التصور والادعاء وهو الذي يماثل ادرنو ضد كيركيغارد.()
الاستقراء الاحتمالي
ما يمثل العملية التجريبية يتجه إلى الطريقة الاستقرائية ويصبح منطق البحث العلمي يتجه باتجاه هذا الرأي التحليلي من وجهة نظر استقرائية. لقد كان الاستتباع الاستقرائي يتجه باستتباع قضايا خاصة توصف من ناحية الرصد الامبيريقي بقضايا عامة توصف فرضيات في إطارها النظري. ولكن من الغريب هو رصد المنطلقات النظرية وفق الصواب المنطقي واستخلاص قضايا عامة من قضايا خاصة وهذا يرجعنا إلى الاستتباع الخاطئ الذي يؤكد عملية الانتقال من الخاص إلى العام حسب عدد البجعات البيضاء ومن ثم التعميم على أساس هذا القياس.()
نقول إن تعميم الاستقراء ليس تعميماً ثابتاً لكل المقاييس التي نريد أن نعمم تلك الظاهرة التي استهدفناها من حالات الاستقراء والتي تختلف في بعض تفاصيلها وخصائصها الملحوظة التي شملها المنطق الاستقرائي، ومن جهة أخرى نريد أن نعمم تلك الحالات المماثلة التي إمتد إليها الاستقراء، وقضية المشابهة في العملية الادراكية لتلك المقوّمات التي يمكن أن تكون ذات أثر في العملية الاستقرائية.
من هنا جاء تأكيد المنطق الارسطي في الفرز بين الحالات التي يشملها الاستقراء من الناحية المنطقية والحالات التي لا يشملها الاستقراء فليس هناك قانون يستتبع استقرائياً بأن جميع الحالات تشترك في ايجاد ظاهرة واحدة، وهذا خلاف العلم لأن منطق الخصائص الذي تركب في إطار تلك المقومات، من الممكن أن يكون مختلفاً في خصائصه ومقوماته سبباً في اختلاف نوع العلاقة وتفاصيلها وعلاقتها بتلك الظاهرة.
من هنا نريد أن نصل إلى نتيجة بأن الاستقراء ليس هو غطاء للتشابه في تفاصيل الحياة اليومية سواء بالنسبة للانسان أو الحيوان فالحيوانات لا تتشابه بسلوكيتها ومنها الانسان باعتباره مخلوق حيواني راقي ويشار عادة إلى أن الاستتباع الاستقرائي إن كان جائزاً وإلى متى يجوز في إطار عملية الاستقراء؟.
من هنا نريد أن نتساءل عن خصائص النظرية العلمية في هذا التمهيد، وما هو المنهج العلمي المطلوب؟ وهل هو منهج علمي أمبيريقي فقط كما هو الحال عند المدارس التجريبية؟ وهل الاستقراء منهجاً وحيداً للكشف العلمي؟ من هنا نريد أن نضع منطق افتراضي ابستيمولوجي يهتم بالمشكلات وحلها على ضوء الكشف العلمي وعلى ضوء منهج النمو في النظرية الافتراضية للابستيمولوجيا بعيداً عن فلسفة الاعتقاد الميتافيزيقية التي تأسست في مقاربتها على خواص منظومة الذات التي تبحث عن قوانين اليقين، ونحن نريد استبدال هذا النمط السانكروني الامبيريقي بدياكروني بيولوجي واستبدال كل ذلك بموضوع الابستيمولوجيا بدون عارف without knower حيث تكون الابستيمولوجيا مفتوحة على البنية الافتراضية، ومدخلها يكون الابسيتمولوجيا، وهذا ما سوف نجيب عليه في هذه الدراسة التحليلية لنظرية البنية الافتراضية للابستيمولوجيا .
إن الشكل الجديد للنظرية يتميز عما يجانسها في النص الذي يطلق عليه (النظرية التقليدية) و(النظرية النقدية) التي أنارت فلسفة مدرسة (فرانكفورت) ، والنظرية في مفهومها التقليدي هي: مجموعة قضايا في المجال الابستيمولوجي ، حيث يضمن تماسكها من بعض قضاياها يتم استنتاج القضايا الاخرى كلها منطقا ترتكز عليه الشرعية النظرية بالنسبة إلى الواقع ، على تطابق القضايا المستنتجة من المبادئ مع احداث معطيات الواقع.
من جهة أخرى على العقلانية التي تعمل في النظرية وهي تطرح السؤال حول علاقتها بالواقع، لكنها تأخذ هذا الامر شكلياً ويشهد على ذلك وبشكل جلي الجدل الكلاسيكي بين العقلانية ـ والتجريبية، والمقّوم لوزن كل من العقلانية الفاعلة والتجريبية .
أما محاولة الوضعية التجريبية لأخذ تكيف النظرية بعين الاعتبار، فإنها لا تتوصل إلا إلى إثارة هذا التناقض الذي ليس في آخر المطاف إلا من نسق سسيولوجي.








نقد إلاشكالية الاستقرائية






الفصل الاول
نقد النظرية الاستقرائية
إن التعرض إلى أي اشكالية تعتمد الاستقراء منهجاً من خلال جمع المعطيات ومن ثم التوصل إلى قوانين من خلال المنهج الاستقرائي من جهة أخرى إن التطرق إلى هذه الاشياء بدون تمهيد نظري يعد خرقاً علمياً، والنظرية العلمية بشكل عام مرت بالتصورات النظرية التقليدية، مأخوذة من تجريد النشاط العلمي كما يتم في مستوى محدد ضمن إطار تقسيم العمل فهي تكشف إذاً وعي استقلالية العمل العملي الزائف بالنسبة إلى كل تلك الحياة السسيولوجية ، إنها النظرية، لا تكون أو تتقلص إلى منطق سسيولوجي للابستيمولوجيا التي تبقى سجينة نمط تفكير مستقل، من هنا يجب أن يكون الموقف النقدي " يتعارض مع تصور النظرية التقليدي".
ومن الاهم أن نشير إلى ان منظومة التفكير النقدي وجدت اليوم بهدف السعي والتجاوز الحقيقي لهذا التوتر وإلى رفع عملية التعارض تلك بين الذاتية التلقائية وبشكل طبيعي، في العقل والوعي لأهدافه، وبين العلاقات والمحصلات الناجمة عن سيرورة العمل الذي يعتمد عليها الصرح السسيولوجي.إذا لا يتعلق الامر فقط بالوصول إلى معطى سسيولوجي ، بل يأتي بالتفكير، من اجل النظرية عينها، في ما ينطوي عليه تورطها في واقع سسيولوجي لا يمت بصلة للإنسان.
وإن منظومة نظرية الابستيمولوجيا هي حجر الزاوية للنظرية النقدية، فهي التي تلعب الدور الذي ينيط بها النسق السسيولوجي القائم، إنها تستمد من الجانب الذاتي أهدافها العلمية والترسندالية إن البنى الحاضرة للفعل الانساني تستمد شرعيتها من خلال نقد مرتكزات الواقع السسيولوجي الذي وضعته النظرية التقليدية في منعرجات متباينة ، والبنية الافتراضية النقدية هي الكفيلة بكشف الوجه الخفي للواقع السسيولوجي ، وبهذا تكون النظرية النقدية معارضة وليست نظرية تقليدية رغم احتفاظها بالصيرورة النظرية العامة مع الأخذ بعين الاعتبار القوانين السسيولوجية ، أي هناك رسالة حث على عملية التغيير للواقع التاريخي .
من هنا نقول: إن الملاحظة في منظومة العلم أو المنظومة النظرية قد لا تجدي نفعاً لأنها تعتمد على الصياغات الانتقائية وأنها تتطلب موضوعاً مختاراً، وتستهدف تحقيق مهمة في حدود معينة، حيث يحركها اهتمام معين كما أنه لابد أن تستند هذه الملاحظة إلى وجهة نظر معينة وأن تسعى إلى حل مشكلة ما.
إضافة إلى هذا أن الملاحظة تقتضي مسبقاً لغة خاصة أي لغة واصفة ذات مفردات خاصة ومحددة، ثم بعد ذلك يقتضي التشابه والتصنيف، الذي بدوره يفترض مسبقاً إهتمامات ووجهات نظر وإشكاليات تتعلق بهذا الموضوع.()
نقد (دوهيم) للإستقراء
إن الإشكالية النقدية عند (دوهيم) للاستقراء جاء في كتابه عن فلسفة العلم (هدف النظرية الفيزيائية وبنيتها) وقد ظهر هذا الكتاب لاول مرة على شكل سلسلة من المقالات في عامي 1904 و 1905 وقد إنصب هجوم (دوهيم) على المنطق الاستقرائي، وتعد هذه المقالات والتي جمعت في كتاب هي أهم ما كتب من الناحية التاريخية في فلسفة العلم في القرن العشرين، ويصف (دوهيم) المنطق الاستقرائي بوصفه (منهجاً نيوتنيا) ويتحدث (دوهيم) عن هذا الموضوع على النحو التالي: كان ذلك هو المنهج الذي شغل بال نيوتن في (تعليق عام) (General Scholium) الذي توج بها كتابه المبادئ (Principial) عندما رفض بشدة أي فرض لا يستمده الاستقراء من التجربة بوصفه شيئاً يقع خارج نطاق الفلسفة الطبيعية، وعندما أكد أنه في الفيزياء الطبيعية الصحيحة ينبغي أن تستمد اية قضية من الموضوع الظواهر، ثم تعمم من خلال الاستقراء.()
قوانين نيوتن(*)
كانت القوانين قبل غاليليو يظنّون أن القوة تنتج الحركة، وأنه بغياب القوة تغيب الحركة، ولكننا رأينا أن في هذا التصور الاستقرائي أن هذا الظن كان خاطئاً. تتضمن الحركة العطالية ـ أي الحركة بسرعة ثابتة ـ غياباً لأي قوّة فهي تؤثر على الجسم، مثلها في ذلك مثل حالة السكون. بطبيعة الحال، إننا نحتاج إلى منظومة (قوى) من أجل تغيير الحالة الحركية لجسم ما، ولكن ما هي القوة ، وماذا تفعل على وجه ذلك الحصر المحدد بقوانينه؟ نقول أن المنهج الاستقرائي له قوانينه وحدوده في ميادين المنظومة الابستيمولوجية، لقد مضى وقت طويل بعد غاليليو أي قبل أن يأتي إسحق نيوتن، ويتم تحديد القوة وبدقة متناهية ما هي القوة: تساوي القوة حاصل جداء الكتلة بالتسارع، أو كما تكتب في أحدى أشهر المعادلات على مرّ التاريخ :

لا ينص ذلك على أن القوة تنتج الحركة، لآن الحركة بديهياً هي السرعة كما تخيّلها الاغريق ، بل تُنتج القوةُ بالأحرى تسارعاً، والتسارع : هو معدّل تغيّر السرعة (في وحدة الزمن) . يعبّر التسارع عن معدّل تغيُّر يكون مستمراً من مرجع عطالي إلى آخر.()
ويبدو إن (دوهيم) كان محقاً في عملية الربط بين (نيوتن) والمنطق الاستقرائي، ويورد (نيوتن) تفسيراً للمنهج العلمي في كتابه الموسوم (المبادئ) وما جاء في هذا التفسير المنهجي من تفاصيل استقرائية حتى في أسلوبه.
وهذا ما يثير الشك من أن (دوهيم) أ كان عادلاً في وصفه للمنطق الاستقرائي على يد (فرانسيس بيكون) قبل ان يولد (نيوتن) ومن الواضح والمؤكد أن بيكون كان هو المصدر والمرجع الرئيسي لآراء (نيوتن) في المنهج الاستقرائي. فقد درس (بيكون) بداية بكلية ترتني والتي أمضى فيها (نيوتن) أيامه في كيمبردج . من جهة أخرى ان المنهج الاستقرائي كان قد استخدمه (نيوتن) بشكل أقل من (بيكون) المؤسس للمنهج، و(نيوتن) لم يكن الاستقراء بالنسبة إليه كان مرادفاً كاملاً لنظرية (نيوتن) في منهجه العلمي، وهنا نريد أن نسلط الضوء على رؤية (نيوتن) للمنطق الاستقرائي، وهذا ما كان يهاجمه عليه، (دوهيم) يقوم (نيوتن) بعرض تفسيره للمنهج العلمي في جزء من كتابه (المبادئ) بعنوان (قواعد الاستدلال في الفلسفة - Rules of Reasoning inphilosophy ) يصوغ (نيوتن) القاعدة رقم (4) على النحو التالي:
(إن خواص الاجسام التي لا تقبل تكثيف أو تخفيف مقدارها، والتي وجد أنها تخص كل الأجسام التي تقع في محيط تجاربنا، تعد خواص كلية لكل الاجسام مهما كانت).()
قاعدة الاستدلال عند نيوتن
⦁-;- لقد صاغ (نيوتن) قوانين الاستدلال الطبيعية التي تعرِّف الفيزياء التقليدية ، عارضاً السكون أو حالة الحركة المنتظمة ، مالم نؤثر عليه بقوة ما.
⦁-;- تولد القوة المؤثرة على جسمٍ كتلتة تسارعاً يتحدد من خلال المعادلة .
⦁-;- إذا أثر جسم على جسم بقوة ، فإن الجسم (A) سيؤثر على الجسم (B) بقوة ( أي إن تشير إلى الإتجاه إلى الاتجاه المعاكس لـ ولكن لها نفس الطويلة، وتدعى بقوة (ردّ الفعل).
إن القانون الاول هو إعادة لمبدأ العطالة الذي تطورّت أهميته خلال الاعوام الفاصلة بين غاليليو ونيوتن. هناك إشكالية استدلالية تؤكد إن هذا القانون قد صيغ من دون هوية أي مجهولية هوية من صاغة:
⦁-;- قد يكون غاليليو وهو الايطالي.
⦁-;- أو نيوتن وهو الانكليزي.
⦁-;- أو رينيه ديكارت وهو الفرنسي، أو أشخاصاً آخرين، ومع ذلك نجد في زمن نيوتن أن فهماً كاملاً للعلاقة المتبادلة داخل هذا المنطق الاستدلالي والذي جاء من أساسه المنطق الاستقرائي بين العطالة والحركة والقوى وقد تم انجازه وصقله، بحيث وصل إلى مستوى أساسي يسمح بوصف جميع الظواهر التي كانت قابلة للخضوع.(*) إلى التجربة في ذلك العصر، يعد هذا الامر إختزالاً كبيراً لجميع الظواهر في الطبيعة ضمن بضعة قوانين بسيطة للفيزياء.()
قانون نيوتن الثاني
ويُعرّف باسم (معادلة الحركة) وإنطلاقاً من هذا القانون الثاني في الحركة، أصبح بإمكاننا عندما نعرف كتلة الجسم المعنى ومقدار القوة التي تؤثر عليه، أن نحسب التغيّر في الحركة المنتظمة (أو السكون) لذلك الجسم، وأن نحدد حركته التالية تماماً! هذه هي قوة الفيزياء الحقيقية : القدرة على التنبؤ الاكيد استقرائياً بنتيجة حادثة اسقرائية.
هناك قوى كثيرة في الفيزياء وبعضها ذات صيغ معرَّفة بشكل جيد، ولكن من خلال هذا القانون الوحيد يمكننا تحديد مجمل الحركات التي تنتجها كلُّ القوى.
قانون نيوتن الثالث
فهو في الواقع نتيجة لعدم التغيّر الاستقرائي الانسحابي في قوانين الفيزياء، وهو يؤدي إلى مصونية الإندفاع، وبأستطاعتنا أن نتكلم عن (التسارع) من دون ذكر القوة. إن التسارع ببساطة : هو تغير السرعة مع الزمن . وحيث إن السرعة هي المعدّل الزمني للمسافة المقطوعة = قانون نيوتن في الحركة بين اتجاه وشدة شعاع القوة المؤثرة على الجسم وبينهما في شعاع تسارع الجسم.
إذا إنعدمت القوة المؤثرة على الجسم أنعدم ذلك التسارع، ولن يعاني الجسم عندها أيَّ يعني ذلك أن سرعة الجسم لا تتغير مع الزمن ، أي تبقى ثابتة؛ نعرف هذه الحركة على أنها حركة عطالية.()
إن العامل الثابت لكلية الجاذبية، حيث يذهب نيوتن إلى الفقرة التالية التي يستدل بها على بعض أوجه هذا القانون من خلال الاستقراء (إذا ظهر كلية، من خلال التجارب والملاحظات الفلكية، إن كل الاجسام حول الأرض تنجذب نحوها، وذلك في تناسب مع كمية المادة الجامدة التي تحتويها هذه الأجسام كل على حدة، فإن القمر بالمثل، وفقا لكمية المادة التي يحتويها، ينجذب نحو الارض، وإنه من ناحية أخرى، تنجذب بحارنا نحو القمر، وينجذب كل كوكب تجاه الاخر، وتنجذب المذنبات على نحو مماثل تجاه الشمس، وبناء على هذه القاعدة، يجب أن نعتقد تماماً أن كل الاجسام أياً كانت تتمتع بخاصية الجاذبية المتبادلة).()
إن كل ما يتعلّق بالفاهمة وما تسمده الفاهمة من ذاتياتها من دون أن تستعيره من التجربة لا يمكن أن يفيدها إلا في الإستعمال التجريبي وحده. فمبادئ الفاهمة المحضة سواء كانت إنشائية وتقع في المفهوم القبلي (كالمبادئ الرياضية) وهذا هو التأكيد على الجانب الاستقرائي عند (كانت) باعتبار (المبادئ الرياضية) تكتشف من خلال الاستقراء، أم تقع وحسب (المبادئ الدينامية) فهي لا تتضمن سوى ما يمكن أن نسميه الشيم المحض للتجربة الممكنة، لأن هذه لا تستمدّ وحدتها إلاّ من الوحدة التأليفية التي تضفيها الفاهمة أصلياً وتلقائياً على تأليف المخيلة وبالصلة مع البصر والتي يجب أن تكون على صلة معها توافقاً ، قبلياً، مع جميع الظواهر وجميع الظاهرات بوصفها معطيات من أجل معرفة ممكنة، وهي تستند إلى العملية الاستقرائية ، لكن على الرغم من أن هذه القواعد الفاهمة ليست صائبة قبلياً وحسب بل تشكل أيضاً مصدراً لكل صواب، أعني كل مطابقة لمعرفتنا مع منطق الاشياء المتاحة لأنها تتضمن مبدأ إمكان التجربة بوصفها مجمل كل معرفة يمكن أن تعطي فيها موضوعات، فإنه يبدو لنا مع ذلك لأنه لا يكفي أن نعرض وحسب ما هو صائب من الناحية الاستقرائية.()
لقد كان لارسطو نظرة قيمة ومهمة فيما يتعلق بموضوع المنطق ومنهجه، والغرض منه؛ في الجانب الرئيسي للموضوع، كان أرسطو يطلق كلمة العملية التحليلية أي العملية المنطقية على تحليل الاستدلال والاستنباط، حيث يكون محصوراً في القياس إلى أشكال وضروب، ثم مد إطلاق الجملة بحيث شملت القضايا الجوهرية وما يربطها من صلات متعددة.
والنقد الذي يوجه إلى أرسطو من وجهة النظر اللوجستيقا الحديثة أو المنطق الرياضي الحديث لأن أرسطو حصر موضوع المنطق وحملته في العمليات الاستنباطية وقوانينها، فهذا هو موضوع المنطق المعاصر، وإنما هو حصر الاستنباط في القياس وحده، غير متنبه إلى ضرورة التوسع في تحليل الاستنباط ، بحيث نرى قوانين أخرى لا تمت إلى القياس مثل علاقات المساواه، أكبر من ، اصغر من.()
بين الصورة والمادة عند ارسطو
لقد ميز أرسطو بين ما يتصل بالصورة وما يتصل بالمادة، وخص هذه التحليلات الاولى بالصورة التي هي صورة الاستنباط، حيث رأى أن القضايا كلها في صورة واحدة هي صورة الموضوع المحمول.
وتلفي نظرة واحدة في تحليلاته لبيان مدى إهتمامه بإبراز الصورة في نقائها التام، حين حاول إتخاذ الرموز الدلالية على حدود القضية القياسية، وهو ما كان يرمز لها بالحروف اليونانية الكبيرة، إلاّ أن رموز أرسطو كانت ناقصة ؛ إذ أنه رمز فقط إلى المتغيرات المنطقية logical rariablees مثل B-A، C ولم يرمز إلى الثوابت المنطقية Logical constants مثل إذا..إذن الخ، لكنه مع رمزه الناقص هذا بين بكل تأكيد بأن كل صيغة منطقية هي دالة قضائية Propositional Fanction ، وهي ليست قضية محددة ذات معنى قاموسي، ولكنه لم يبين ماهية تلك الدالة القضائية ولم يضع لتلك الثوابت رموزاً.()
وقد ركز أرسطو على المبدأ الاستقرائي في قياس تلك المتغيرات المنطقية والرياضية، لأنها كانت هي حجر الزاوية بالنسبة إلى الجانب المنطقي القبلي.
الاستقراء عند ارسطو
ونظرية الاستقراء عند ارسطو، وكيف تكون نسبة الحدود في الانعكاس وفي حال الاختيار وضده ـ فهو ظاهر. ويبيّن أرسطو : أنه ليس فقط المقاييس الجدلية والبرهانية تكون بالأشكال التي قبلت ، ولكن أيضاً والمقاييس الخطية، والفقهية، والمشورية deliberative وفي الجملة كل إيمان، في كل صناعة فكرية، فإنه بالأشكال التي قبلت تحدث، لآن التصديق بالاشياء كلها إما أن يكون بالقياس وإما بالاستقراء.
والاستقراء هو أن يبرهن بأحد الطرفين، أن الطرف الآخر في الواسطة موجود مثال على ذلك أن تكون واسطة CA هي B وأن تبين بـ C : أن A موجودة في B ، لأن هذا النحو يعمل الاستقراء ، مثال على ذلك أيضا: A طويل العمر و B قليل الحرارة وC الجزئيات الطويلة الاعمار: مثل الانسان والفرس والبغل. فأما موجودة في C لأن كل قليل الحرارة فهو طويل العمر و B أي القليل الحرارة موجود في كل C.
فإن رجعت الواسطة ، فانه يجب لا محالة ان تكون A موجودة في كل B لأنه قد بينا آنفاً أنه إذا كان إثنان مقولان على موضوع واحد، ثم رجع الموضوع على أحد الطرفين، فإن الطرف الاخر يقال على الطرف الذي كان عليه، جرى الرجوع وينبغي ان نفهم كما يقول ارسطو من C جميع جزئيات الشيء العام. لان الاستقراء لجميع جزئيات الشيء العام يبـين النتيجة.() وهو كما بين أرسطو حكم على الجنس لاوجود ذلك الحكم في جميع تلك الانواع التي يشكلها الاستقراء الارسطي ، مثال على ذلك الجسم: أ حيوان أم نبات أم جماد وأن كل واحد من هذه الاقسام متحيز، فينتج من ذلك ، أن كل جسم متحيز وهذا الاستقراء التام الحاضر لجميع الجزئيات مبني على القسمة ، ويشترك في صرفه أن يكون حاجزاً لجميع الاحكام الكلية ، وأنه لا يوجد جزئي شكوك فيه في اجزاء تلك القسمة.()
يقول أرسطو: وينبغي أن تعلم أن الاستقراء ينتج أبداً المقدمة الاولى التي لم تستند إلى واسطة، لأن الاشياء التي لها واسطة، وبالواسطة يكون قياسها، أما الاشياء التي لا واسطة لها فإن بيانها يكون بالاستقراء. والاستقراء من جهة يعارض القياس ، لأن القياس ـ بالواسطة يبين وجود الطرف الاكبر في الاصغر؛ أما بالاستقراء فيبين بالطرف الأصغر وجود الدال الاكبر في الاوسط، والقياس أقدم وابين بالطبع؛ وأما الاستقراء فأبين عندنا كما يقول أرسطو() :
لقد كان مبدأ (بوبر) المتعلّق بالاستقراء ، فبعض أنصار الاستقراء يقتصرون أن مبدأ الاستقراء يبرر العمليات الاستدلالية الاستقرائية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : كيف يمكن طبعاً حسب (كارل بوبر) تبرير مبدأ الاستقراء نفسه؟ فإذا ما حاولنا تبريره بطريقة استقرائية من خلال الخبرة، فإن هذا سوف يؤدي بنا إلى الوقوع في (Circle)(*).
إذ إن الاستقراء مستمد من الخبرة إنما يستند إلى مبدأ الاستقراء، وقد نسعى إلى تجنب الوقوع في هذا (الدور) أي تجنب الافتراض بما ينبغي إثباته وذلك من خلال التبرير الاساسي لمبدأ الاستقراء ، بمبدأ آخر للعملية الاستقرائية أي يكون النظام الجديد هو نظام استقرائي تصاعدي ترسندالي ، لكننا في هذه الحالة، سنضطر إلى العمليات التبريرية للمبدأ الترسندالي الاستقرائي وهو المبدأ الاعلى وهو مبدأ اخر للاستقراء الترسندالي وهو نظام أكثرعلواً، وهكذا إلى ما لا نهاية من الناحية التصاعدية وعليه إذا حاولنا تبرير مبدأ الاستقراء بطريقة استقرائية ترسندالية من خلال العمليات التجريبية، فسوف نواجه أما بالدوران داخل حلقة مفرغة ومعلقة أو الارتداد اللانهائي، أو الامكانية الاخرى المتاحة وهي محاولة تبريره بشكل مستقل عن التجربة، أو على نحو قبلي (a priori) ورغم ذلك سيبدو هذا كفعل أعمى من أفعال الافتراض الاستقرائية المفرغة من المضامين العلمية، لأن الاستقراء يعمل داخل الخلايا العقلية لتحقيق فعل تجريبي في الهواء الطلق.()
الضرورة والسببية عند هيوم(*)
فكرة هيوم تقوم على أن المادة تتحرك في جميع عملياتها، بقوة الضرورة، وأن كل أثر طبيعي يتعّين بالطاقة السببية أي بطافة سببه وبدقة ولا يوجد معها لأي أثر آخر أن يحصل خلاف ذلك في الظروف الخاصة عينها. وإن كل حركة إنما هي التي تعين قوانين الطبيعة في درجتها وأتجاهها بالتعيين الدقيق ، إلى حّد أنه بالإمكان أن يتولد مخلوق حي عن اصطدام جسمين أمكن أن تتولد حركة مختلفة في الدرجة والاتجاه، وهذا نتاج ما أحدثه ذلك الاصطدام بالفعل. من جهة أخرى إذا أردنا أن نكون فكرة صحيحة ودقيقة عن الضرورة لا الصدفة، فإنه يجب أن ننظر من أين تولدت هذه الفكرة عند تطبيقها على حركة الاجسام.
ويبدو من الواضح أنه، لو كانت كل المشاهد الطبيعية في تبدل إتصالي، بحيث لا يكون لحادثين أي علاقة للواحد بالاخر ، بل يكون كل شيء يحمل تفاصيل الحدة وبالكامل من دون أيّ شبه مع أي شيء سبق أن شاهدناه ، لما أمكننا أن نصل إلى نيجة ولا بأمكاننا أن نصل إلى أقل فكرة عن الضرورة أو عن ذلك الاقتران بين هذه الاشياء.()
وهيوم في هذه الحالة هو رائد التجريب السيكولوجي في تفسير الاستقراء، وهيوم يقوم بتجريد ذلك الاستدلال الاستقرائي ويركز على منطق الضرورة ، وبهذا يكون هيوم قد جرد الاستقراء من أي قيمة وحوله إلى ألية تقودها الضرورة الطبيعية، نقول أن هيوم كان فيلسوفا تجريبياً اعتمد في تحليلاته على المنطق السيكولوجي أو ارتباطه بالمدرسة (السلوكية).(*)
وهي مدرسة حديثة في التفسير السيكولوجي للاستقراء وقد نقلت هذه المدرسة الاتجاه الفلسفي في التفسير إلى الاتجاه العلمي، وقد حدد ديفيد هيوم، بأن كل العمليات الاستدلالية المتعلقة بحركة الواقع السسيولوجي مبنية على الضرورة كما قلنان اضافة إلى علاقة العلة بالمعلول، وهذه العلاقة هي التي تتجاوز الحواس لكي توضع لنا الموجودات الشيئية التي هي غائبة عنا لأننا لا نشاهدها ولا نشعر بها، فالضرورة العلّية والمعلول الناتج كما هو رأي ديفيد هيوم لا يشبه الاشياء التي تفاعلت من خلال هذا القانون الطبيعي. ويبني هيوم هذا الافتراض :
إن شيئاٍ أو حادثاً يتلي الاخر، ولكن في المقابل: لا الواحد أحدثه الآخر، وإلا لكانت علافة السبب بالأثر مجهولة من البشر ، وهذا يعني ان جهلاً مطلقاً بالضرورة.()
من هنا يؤشر ديفيد هيوم ويقول ((عندها نهاية كل استدلال أو تعليل يتعلّق بأعمال الطبيعة ؛ ولغدت الذاكرة والحواس القنوات الوحيدة التي يمكنها أن توصل الذهن إلى معرفة وجود حقيقي))()، فالهروب من الاستقراء إلى المبرر السيكولوجي يرافقه علاقة جدلية بين (العلة والمعلول) وهي أساس الاستدلالات لحقيقة الواقع السسيولوجي، وهيوم يقوم بعملية تصنيف للانطباعات والافكار، ويتم التوصل إلى المنطق الحيوي حيث يسبقه مقدار القوة المتكونان أصلاً في الذهن، فالادراكات هي التي تنطوي على مزيد من (القوة والحيوية) هي التي يطلق عليها هيوم الانطباعات. وتجمع في هذه البوتقة (الاحاسيس والعواطف) إضافة إلى الإنفعالات .
أما ما بقي من الافكار فهي صور غير معبرة عن هذه الانطباعات، والتي نجدها في إدراكاتنا عند غياب الموضوع المتركب في هذه القضية الشائكة، فالمشاهدة للأشياء والواقع تترك عندنا درجة من القوة والحيوية، وهذا الذي نطلق عليه الانطباع، وإذا غابت هذه المشاهدة أو الرؤيا المباشرة وليس الرؤيا الإلهامية من الصورة المركزية لتلك الاشياء وهذه هي صورة الانطباع التي تفتقد إلى القوة والوضوح ، وينتج عن ذلك في هذه الخلاصة هي منظومة الفكر، التي تأتي وتطل من الطرف الآخر وهو الطرف الواهن في هذه العملية السيكولوجية.
وفي هذا نقول أن هيوم قدم الانطباعات على منظومة الافكار من منطلق السبق الادراكي.
ومنطق السبق الادراكي هذا ينقلنا إلى عهد أرسطو والجمهور من الفكرين ليسو إلاّ (بنائي نظم) فلم يكفهم الشرح الوافي لنواحي الحياة أو العقل البشري، بل كان يجب أن تكون تلك الاشياء متطابقة:
⦁-;- الشمس والقمر والنجوم.
⦁-;- الله والشيطان.
⦁-;- الاشجار والحيوان والانسان.
لقد كان توسع الفكر على يد القديس توما الاكويني (1226 ـ 1274) يعد مثالاً ناصعاً لبنّائي النظام الذين جاء وابعد إفلاطون، وكان سبب نهايته، هو المجهود الذي بذله من الناحية الجسدية في كتابه ورصف الملايين من الكلمات في مؤلفاته، وقد سيطرت أفكاره لألف وخمسمائة منه بعد ظهور أرسطو. وكانت أفكاره تؤكد على حدود بناء نظام القوة المرتبطة بالمنظومة العقلية. لقد حاول الاكويني ترميم هذه الفجوات ولكن بالعقيدة المسيحية التي تناسب المرحلة التاريخية التي مربها، وقد أدى هذا إلى توقف انطباعاته الطويلة والجريئة. لقد جاءت مرحلة اخرى بعد الاكويني ، بثلاثمائة سنة، وبعد ارسطو بالفي سنة، وقد استقرت معتمدة على رجال ستة هم:
⦁-;- كوبرنيكس.
⦁-;- يتكوبراه.
⦁-;- كبلر.
⦁-;- غاليليو.
⦁-;- هوجين.
⦁-;- نيوتن ؛ وكان نيوتن هو الذي شكل تاريخ الفكر الإنساني، وهو خلاف فيزياء أرسطو، ولكن قوانين نيوتن شكلت الثورة الكاملة في الابستيمولوجيا العلمية.() لكنها شكلت الانطباع في التفكير على مستوى الابستيمولوجيا العلمية كما قلنا، وهو خلاف ارسطو والاكويني التي شكلت افكارهما قفزات بطيئة لأنها تركت إمتدادات من الفراغ أما نيوتن فقد اكتشف حساب التفاضل والتكامل وتطبيقاته على العلوم الطبيعة ولكن استناداً إلى الطريقة الاستقرائية في عملية الاستدلال.
فكان الانطباع السائد في تلك الفترة أن نيوتن في أبحاثه العلمية كان يعلم أو لا يعلم، أن أعماله كانت تدور حول التخلص من (ضرورة الإله) حتى ان سلطة الاسفار قد انهارت وتحطمت بضربة قاضية وقد تحرر العقل البشري تبعا للإكتشافات العلمية التي شكلت طفرة نوعية وقد بهرتهم هذه الطفرة النوعية من الناحية الانطباعية ولكن عندما تزول الحالة الانطباعية يحفتظ الذهن بصورة منه وهذه الصورة هي العملية الفكرية المركبة وهي التي أدت بالبشرية أن يتراجعوا عقلياً لايمانهم بأن العقل البشري لم يتعلَّم الاشياء المهمة والاشياء الجديدة.
من جانب آخر وبحسب نيتشه يرى العّلم أن العلم الحديث الذي يرفض الوجود الميتافيزيقي ، فهو لا يقوم في نظر نيتشه إلا باستبدال هذا العلم الوهمي بالعالم العلمي نفسه الذي وضع أسسه (نيوتن) إذاً فلا فرق حسب نيتشه بين العالم المطلق الميتافيزيقي ، أو إليه mecanieitc العلماء التي أضحت العقيدة الاولى ثم الاخيرة التي يبنى عليها الوجود.
هناك علاقة جدلية بين العلم الميتافيزيقيا، نجدها ايضاً بحسب نيتشه بين العلم والدين، فالفروض الاولية التي يرتكز عليها العلم هي نفسها فروض الدين أي هنا التحليل يأخذ مداه الاستقرائي في تلك الفترة، ويهدف العلم الحديث إلى تطور الإنسان وخفض آلامه قدر الإمكان وتحقيق حياة سعيدة، وبالمحصلة النهائية أنه يعد بسعادة بشرية وخبرة وهذا الوعد هو الوعد الديني أيضا، لأنه يستند إلى العملية الاستدلالية للاستقراء بالخلود مع الاختلاف بين الوعدين لأن وعد االمنطق العلمي متواضع لكن وعد الدين يأخذ طابع التهويل والمبالغة رغم ان الإله مات من زمان.()
صيرورة نيتشه
هنا تتطابق صيرورة الوعي عند نيتشه بين الانفصال، في الذات والكتابة كما هي الصيرورة في رأيه من الناحية الاستقرائية بين تطابق اليات الدين وآليات العلم كما قلنا أعلاه، فالانفصال ذاته هو الذي يؤسس الفضاء الاستقرائي الذي يظهر فيه فهم كهذا، ثم يكتب نيتشه (لا أحبّذ أن أفهم بالصورة التي لستُ عليها، وهذا يقتضي مني أن لا أفهم نفسي بالصورة التي لستُ عليها).()
الاستقراء والمقدمة الاولى
الاستقراء عند ارسطو ينتج أبداً المقّدمة الاولى التي لا واسطة لها، لأن الاشياء التي لها واسطة، وبالواسطة هذه يكون قياسها أما الاشياء التي لا واسطة لها فإن بيانها يكون بالاستقراء والاستقراء عند ارسطو من جهة يعارض القياس، لأن القياس يأتي بالواسطة يبيّن وجود الطرف الاكبر في الاصغر، وأما بالاستقراء فيبين بالطرف الاصغر وجود الأكبر في الاوسط والقياس أقدم وابين؛ وأما الاستقراء فهو ابـين عندنا.()
وهنا يفرق ارسطو بين القياس والاستقراء من خلال المقارنة بين الاثنين كما هو التصور عند ارسطو. إننا في عملية القياس نقول إذا كان A يمثل حالة الافتراض المتحرك والمتحرك يفعل، حيث نستنتج أن A المتحرك فهو يفعل أي أن الفعل المتحرك يتشكل في B، وبهذا نكون قد حددنا من خلال عملية الاثبات وبطريقة قياسية أن A المفترض هو يفعل من خلال B في هذا المنطق القياس يكون الحد الأصغر وصفة التحرك في B هو الحد الاكبر ولكن القوة الدافعة للتحرك التي تتشكل بـ C تكون هي الحد الاوسط وهكذا يكون الاستنتاج في التفكير، وتفكير يكون الاستنتاج في إثبات الحد الاكبر للاصغر عن طريق الحد الاوسط.
إننا نقول في الاستقراء الارسطي إن ( A وB وC هي D)، وأن ( A وB وC هي F) ، وبهذا يكون الحد الاصغر هو ( A وB وC) والحد الاكبر يقع في (F) والحد الاوسط هو العالم المفترض ويقع في (g) وبهذا يكون االاستقراء هو من يتولى مهمة إثبات:
إن الحد الاكبر الذي يفع في (F) للأوسط في (g) عن طريق الاصغر هو ( A وB وC) أي أن (g) يأتي من خلال ( A وB وC).
وهكذا نصل إلى محصلة بأن ارسطو في هذا النص زاد ايمانه بالاستقراء. ووضعه في مقدمة كل الاقيسة والبراهين لآن كل هذه المنظومة من البراهين تستمد قوتها من المقدمات وبالتالي فإن هذه المقدمات تثبت عن طريق الاستقراء، لا عن طريق القياس. إضافة إلى هذا فإن الاستقراء التام كان متخلخلاً عند ارسطو ولم يحتفظ بمركز الصدارة فأساس لمنظومة المقدمات الاولية للقياس، لكنه بقي دليلاً في منظومة المنطق .
الاستقراء الارسطي
هو ذلك الاستدلال الذي تسير خواصه من الخاص إلى العام، من هنا يكون الدليل الاستقرائي هو تلك الخلاصة المستنتجة ابستيمولوجياً والتي تتشكل بالملاحظة مع خواص الاستنتاج العلمي الذي يقوم على التجربة، وفق خلاصات ابستيمولوجية بين الملاحظة والتجربة، والملاحظ أن الاحداث تقتصر على المشاهد لتطور سيرة الظاهرة الفلسفية وعلاقتها بالمنطق السببي، ثم يأتي التجريب ليدخل عملياً في تفاصيل معنى المنطق الطبيعي، أضافة إلى خلق تفاصيل الظاهرة الطبيعية ثم يتحرك المعنى داخل البحث المنطقي ليصل إلى تحليل تلك الظواهر، والآسباب والمعنى الدقيق في الملاحظة التجريبية.
إن الطريقة الاستقرائية في العملية الاستدلالية، تكون بدايتها بالمنطق التكويني الدال على مجموع المباحث المتعلقة بالمنطق العقلي والمنطق التكويني، وما حصل من مسافات تكوينية متعالية في طور لاحق بالنسبة إلى اللغة وفاعليتها التحليلية وحالة منظومة اللّغة وما تمخض عنها في الاصل من التعليمات والبحوث المنطقية وما حصل للعبارة والدلالة وهذا ما شهد عليه في استقراء للافق وفق منعطف متعال للتحليل المرتبط بالمنطق الوضعي وللبنى التأملية.()













إننا نقول في الاستقراء الارسطي كما يلي:
إن C-B-A هي = D
وأن C-B-A هي = F
وبهذا يكون الحد الاصغر هو: C-B-A والحد الاكبر يقع في F والحد الاوسط هو العالم المفترض ويقع في g وبهذا يكون الاستقراء هو من يتولى مهمة إثبات.
إن الحد الاكبر الذي يقع في F للاوسط في g عن طريق االاصغر هو
C-B-A أي أن g يأتي من خلال C-B-A .
خطاطة رقم (1) تمثل المقدمة الاولى بفعل الاستقراء عند أرسطو.
التحديث في النقد العقلاني
إن ما حددته البنى الاستنباطية في المنطق وخصوصاً عند كارل بوبر كانت قد اعطت تفاصيل العلم جانبه العقلاني، ولكن من جهة أخرى أن القدرة على تحقيق نتائج تتعارض مع التجربة الفعلية وهي التي تعطي العلم منزلته الفعلية الموضوعية. هناك تطور أبستيمولوجي مفترض حدث في الثورة الفلسفية للعلم القى شكاً كبيراً على معقولية المشروع العلمي، وعلى كل المزاعم الموضوعية التي طرحت ، اضافة إلى كل ذلك فإن أكثر المفكرين لا يقبلون التصنيف وفق لغة التمييز العقلاني (التجريبي) وكانت رؤيتهم على الدوام هم الذين يسهمون في الحوار الذي يؤدي إلى نتيجة ابستيمولوجية، على سبيل المثال شرح سبينوزا الاستنباطي القبْلي لمفهوم الجوهر يقول سبينوزا (يجب أن نميز الجوهر والصفات والذات. فالجوهر يعبر عن نفسه، والصفات تعابير، والذات معبّر عنها، والتعبير يتفق مع الجوهر من حيث أن هذا الاخير لا متناه بصورة مطلقة، وهو يتفق مع الصفات من حيث أنها لا تناه، وهو يتفق مع الذات من أن كل ذات لا متناهية في صفة).()
من جهة أخرى يأتي اختزال هيوم للسببية في إطرادات ملحوظة تمثيل الطرفين الاقصيين، إضافة إلى أن الثورة الاخيرة في فلسفة العلم لم تؤشر على اشكالية النمو والحوار بوصفه حجر الزاوية، فهي على مستوى شكلها المفترض ابستيمولوجياً ترفض الانموذج العقلاني إضافة إلى رفضها الانموذج التجريبي للابستيمولوجيا وأنهما خارجان عن القاعدة الفلسفية للعلم من الناحية الجوهرية.
هناك شخصيتان محوريتان في هذه البنية الافتراضية للابستيمولوجيا، هما (توماس كهن) و(بول فايربند) اللذان اعلنا عن منشوراهما البارزان في العام 1962 كتاب كهن (بنية الثورات العلمية) ومقالة (فايربند) (التعليل والاختزال والتجريبية)().
وكانت البداية هو أن كلا الكاتبين إتبعا كارل بوبر في رفضه للانموذج التجريبي للعالم بوصفه لا يعدو إلاّ (جمعاً للوقائع) أو تكديساً تدريجياً للوقائع الابستيمولوجية عبر (الملاحظة والتجربة) ولكن في المرحلة الثانية رفضا مفاهيم بوبر والتي تقول: بأن النظريات يمكن دحضها بعد تعريضها لخطر التجربة. وراح كهن يطرح مفاهيمه في إطار النظرية التعليلية من خلال النموذج التفسيري المعين للسيطرة عند الجماعة العلمية حتى يرفض العلماء السماح بدحضها وفق إشكاليات غير دقيقة وشاذة.
نماذج (الباراديمات) Paradigms
وهي الجماعات المتخندقة التي تسيطر على فكر الجماعة العلمية تتمتع بنوع من الحماية الخاصة (والنظرية العلمية ما إن تصل إلى حالة النموذج السائد المتخندق "الباراديم" حتى يتم الاعلان أنها لا تصبح غير صحيحة إلا إذا كان في الميسور أن يحلّ محلها "باراديم" بديل).
والمنطق الابستيمولوجي المفترض ، هو مسألة حل رتيب لشيفرة تتواصل ضمن مصطلحات (الباراديم) السائد. ويتشكل ذلك في عهود الازمات الابستيمولوجية العلمية عندما تصبح المحصلات الشاذة صعبة القيادة عندئذ يقدم باراديم بديل نفسه، هو ان يتغيّر باراديم أساسي أو البديل هو احداث ثورة في تفاصيل الفكر الابستيمولوجي العلمي.()
مراقبة النتائج النظري
وهذا موضوع قد توصل إليه كارل بوبر عبر التحقق النقدي من تلك النظريات وفي اختيارها على ما يلي:
⦁-;- الاشتقاق بطريقة منطقية استنتاجية الاستتباعات التي تؤدي إليها التوقعات الاولية وغير المبررة بعد الافكار، والفرضيات والنظم النظرية.
⦁-;- مقارنة الاستتباعات فيما بينها مع قضايا أخرى لا يجاد العلاقة المنطقية التي تربطها بعضها بالبعض الاخر مثل: التكافؤ، قابلية الاشتقاق ، الاتساق أو التعارض.()
إن اعتراضات (كهن وفايربند) لا تقتصر على عمل العلماء بالفعل وهما، قبل كل شيء، يلقيان الشك على منطق الفكرة الكلية التي مفادها:
إن نتائج النظرية يمكن ان تختبر على الواقع، لذلك يؤكدان أنه لا يوجد أي فرق بين عبارات النظرية، وتقديرات الملاحظة، أو ما يسمى تقرير الملاحظة، وقد يكون هذا الأمر مشتغلاً بالنظرية كما هو الحال في استخدام تفسير قراءة معينة للافتراضات والحسابات النظرية، وبالمحصلة تكون الفكرة القائلة بأن النظرية يمكن بشكل مستمر أن تختبر على الكثير من (الوقائع التجريبية) ولكن وفق طريقة الحياد الابستيمولوجي العلمي، وأن ترفض إذا لم توافقها إنما هي فكرة مشتبه بها.
وحين تنهزم النظرية فليس انهزامها حسب (كهن) هو تطور للنظرية الجديدة التي أدخلت بعض التحسينات على النظرية القديمة، وذلك باعطاء شرح افضل للمعطيات التي بقيت متمردة حتى أخر لحظة. إذاً العالم يشاهد من خلال وقائع مفهومة وجديدة ، والبراديم الحديث والنظرية المرتبطة به تنتجان (معطيات جديدة) فهي تعطينا رؤية مختلفة جذرياً عن تفاصيل الاشياء السابقة . وعليه نقول إن الفلكيين بعد الثورة الكوبرنيكية كانوا قد عاشوا في عالم افتراضي مختلف.وإن كل من (كهن وفايربند) قد توصلا إلى نتائج مستقلة مفادها: " أن النظريات العلمية المختلفة غير قابلة للقياس بالوحدات نفسها".()
كيفية قراءة العالم
لا توجد طريقة عقلية أو موضوعية في الفصل بين نظريتين مختلفتين ولم يكن ثمة أيّ أساس مشترك نستطيع من خلاله أن نحكم حكماً حيادياً وموضوعياً بشأن أيّ نظرية ، والاجدر بنا ان ننتقل إلى فرضية عدم قابلية المنطق القياسي وبالوحدات نفسها، أي أن المعركة كما يقول (كهن) ليس المنافسة بين (الباراديمات) لكي ينقل المعركة إلى الحسم بالبراهين.()
من هنا كانت القراءة هي قراءة جدلية بين المنطق الصوري والمنطق الرياضي، والمنطق الرياضي أبتدأ من المنطق الصوري الاسطاطاليسي القديم، لكن أسس وعناصر وبناءات المنطق الرياضي هي مختلفة عن المنطق الارسطاطاليس القديم.
من جهة أخرى فإن المنطق القديم من الناحية الشكلية والتوتولوجية وعدم دقته من ناحية اجترائه على الحدود الكلية هذه الحدود الكلية تعيق عملية الاستدلال وتعرقل عملية الانتقال الفكرية من حالة إلى حالة أخرى إذ أن أرسطو حصر العملية الاستنباطية في القياس وحده ولم يقبل منهجه الرمزي الناقص؛ أي أنه أنحصر في ترميز المتغيرات المنطقية Logical valiables دون ترميز الثوابت المنطقية Logical Constants ، كذلك لم يتم الاقتناع بمحاولة أرسطو نحو تحقيق فكرة النسق الاستنباطي Deductive System من جهة أخرى نقول أن المنطق الرياضي هو تطوير للمنطق الصوري الارسطاطالسي إن كان في الموضوع أو المنهج.()
الاستنباط
إن الذي يجمع موضوعي المنطق الصوري والمنطق الرياضي هو الإستنباط Deduction ، هناك فارق بسيط، هو أن الاستنباط في المنطق الرياضي يتحدث عن علاقات استنباطية أكثر مما هي موجودة في المنطق الصوري، والذي حصر الاستنباط في القياس وحده. والمنهج في المنطقين واحد هو المنهج الرمزي ولكن في المنطق الرياضي خصوصاً في الصورة الحاضرة، تتميز:
⦁-;- الدقة الرمزية الاوسع.
⦁-;- تيسر عمليا الاستنباط.
⦁-;- اتاحت العقل البشري أن ينتقل بسهولة من قضية إلى أخرى.
⦁-;- هذه السهولة التي لم تكن متاحة التطبيق في المنطق الصوري.()
⦁-;- النقص الحاد في الرموز، والجهاز الرمزي يشوبه الخلل لوجود الثوابت.
البنية الافتراضية للوعي
إن السلوك الحيواني عند معظم الحيوانات هو تقويماً للاشكاليات التي تحيط بها، والقوة الابستيمولوجية للعلم هي القادرة على التقويم الحقيقي، هناك نسل الحيوانات المنقرضة بقي معنا لأنه تعلّم سر التكيّيف لحرارة جسده وهذا يأتي تبعاً لتغير البيئة، من جهة أخرى فقد انقرضت بعض الزواحف بسبب حرارتها الثابتة.
وكان العامل الرئيسي الذي ساعد الانسان على البقاء هو اللّغة ، وكان للحيوانات أصوات تعبر عن معنى معين مثل: "العدو يقترب" كذلك اللّغة عند الانسان قد بدأت بهذه الطريقة أي طريقة الاصوات البدائية، ولكن التطور الاول لعمليات الدماغ لم يكن بإتجاه اللغة، لكنه كان باتجاه التصور وبهذا نعود إلى المنطق الصوري الذي أشرنا إليه قبل قليل في صفحة سابقة، أي أن هناك قوة ومقدرة على التصور لشيء ما خارج البيئة المحيطة بالانسان ، بدليل أن كل الحيوانات ما عدا الانسان تنقصها القوة على التصور ، أي التغيير في البيئة والمقدرة على التكرار للنتائج المحتملة واللاستجابات المختلفة التي تثار دون تميز في عمليات التخطيط، فالقردة وحيوانات اخرى لا تستطيع أن تتعلم السيطرة على منظومة الشعور.
فالشمبازي وهو الذي يعتبر من أقرب الحيوانات إلى الانسان لا يستيطع استعادة صورة ماضية قديمة مضى عليها ردح من الزمن والدماغ الذي يمتلكه الانسان الاول هو الدماغ نفسه الذي نحمله اليوم والذي عاش نصف مليون سنة أو أكثر، ومع ذلك فالتعليم والعلم لم يوجدا إلاّ منذ ثلاثة آلاف سنة ونيف.()
ولكن هذا الموضوع ينقلنا إلى عمليات الاستقراء لـ(طاليس) الذي يبحث في جميع الفكر ونادره، وهو الذي يضع القوانين التي تعصم الانسان من الخطأ ولكن هذا القانون المتعلق باللغة والفكر هو قانون صوري كلي وهذا خلاف المنطق الابستيمولوجي الافتراضي الذي يتشكل بجدلية النمو.()
الاسترجاع الذاتي استقرائياً
إن الاسترجاع الذاتي للانسان عن طريق الاستقراء والافتراضات الالية التي لم تكن مشجعة، وهذا ينطبق عن الصورة الذاتية الديكارتية للاستقراء، التي صورت الجسد عبارة عن آلة تسكن الوعي الجسدي وفق نظره سلبيه، إضافة إلى أنها لم يتم قبولها كصورة دقيقة للوعي، وهذا الموضوع ينقلنا إلى التفاصيل العلمية من جانب آلية علم الاحياء وهو يحمل الفكرة المرتبطة آليا بحركة النمو الطبيعي هذه ثورة ولكن بالمقابل حدثت ثورة شبيهة لها سيكولوجياً (في علم النفس) وهناك آراء مخالفة في القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين، وكان الاعتراض على الجانب السيكولوجي وطبيعته الآلية، وقد جاء الاعتراض من قبل عالم النفس الانكليزي (ماكدوجل) وكان معارضاً عنيفاً ضد المنهجية الآلية في الفلسفة لأنه كان يمثل (الدنيوسية) لأن (دنيوس) كان هو مصدر الالهام للطبيعة والانسان.
ولكن رغم ذلك كانت الفلسفة تسير بالاتجاه الآلي مع (لوك وميل وسبنسر) لأنها أتخذت الاستقراء منهجاً ومازالت حتى الوقت الحاضر، وبمعنى آخر استمرت مع (برتراند رسل) والفلسفة الوضعية حتى مجيء (فرويد) لأنه هو مؤمن أيضا بهذه الآلية، وعند فرويد (الاسترجاع الذاتي هو استرجاع سلبي) وهو مطيع لقوى غاشمة تفوقه قوة، وهذا هو التحليل الاسترجاعي للفرد من ناحية المنهج الاستقرائي، أما الخلل العصبي: فهو استرجاع للصراع بين هذه القوى الخفية والذات الفردية سسيولوجياً.()
إننا نقول أن فرويد سيكولوجياً تسامى ولكن في إطار من التصور الحيوي للحياة، والذي يستند في ذلك إلى المعادلة الاسترجاعية الذاتية استقرائياً داخل ما يسمى بالشهوة الجنسية التي أسست منهجاً للدوافع الحيوية من خلال قوة الخلق الآلية في الفعل الجنسي، ولكن هذه الدوافع خلقت تطوراً سلبياً كان لا ينتهي بالنهاية التطورية المرسومة آلياً.
وإن المفهوم الأرسطي للبرهان يأتي من اليقين وبثبوت المحمول للموضوع عن طريق معرفة العلّة في ثبوته. من هنا نستنتج أن كل قضية علم فيها بأثبات المحمول للموضوع وكل ذلك يأتي عن طرق مفهوم العلّية والتي من أجلها كان أثبات المحمول للموضوع تعتبر قضية متعلقة بالبرهان . والعلّة قد تكون هي الموضوع نفسه في هذه الحالة قد يكون المحمول استرجاعاً ذاتياً للموضوع ، وقد يكون شيء آخر مختلف عن هذا السياق، نقول: أن في الحالة الاولى قد تكون القضية متعلّقة بالبرهان كما قلنا، أما في الثانية فقد تكون متعلّقة بالبرهان ولكن بشكل ثانوي، فيكون محمولها لموضوعها ولكن في إطار علّة معنية في سياق آخر.
ولكن إذا علمنا أن القضية التي يعلم فيها بثبوت المحمول الاصلي إلى الموضوع، والعلّة في هذه القضية مجهولة ، تكون غير خاضعة للبرهان مطلقاً.
وهذه القضية هي خلاصة ما يؤمن به المنطق الارسطي في القضية البرهانية، وهذا ما يبرره الاستقراء الأرسطي:
بإن هي = D
وأن هي = F
وبهذا يكون الحد الاصغر هو والحد الاكبر يقع في F والحد الاوسط هو العالم المفترض ويقع في g ، وعليه يكون الاستقراء هو من يتولى مهمة الاثبات. وكما أشرنا إلى هذه القضية في صفحات سابقة، بأن الحد الاكبر الذي يقع في F للاوسط في g عن طريق الاصغر هو أي أن g يأتي من خلال . ولكن العكس إذا كانت الاشارة الاسترجاع الذاتي، فليست هذه القضية تتعلّق بالبرهان، وبهذا سوف ينهار الصرح البرهاني كله لأنه كان قد إرتكز على المقدمات الاولية أي المبادئ الاولى المتعلقة بالبرهان ، وهذه المقدمات والمبادئ كانت قد استمدت طابعها البرهاني حسب ارسطو من حقيقة الاستقراء الكامل. والتفسير الاستقرائي الذي يقول كل إنسان هو متحرك أو كل أنسان يجوع هذه تعتبر قفزة من الخاص إلى العام وبهذا يخرج الاستقراء حتى كونه استقراءً كاملاً.
ونحن في هذا السياق نريد أن نصل إلى محصلة تقول أن الاستقراء الكامل لا يمكن أن يستخدم في العمليات الاستدلالية للقضايا الكلية في مجال الابسيتمولوجيا العلمية استخداماً منطقياً منطلقين من مبدأ عدم التناقض، لأن المحصلات تأتي فيها دائماً أكبر من تلك المقدمات ، وذلك لا ستيعاب المحصلات بالاسترجاعات الفردية لحالات المستقبل بالفردية التي تقع في الحيز الامكاني غير المشمول بالاستقراء.
الاستقراء بين الجزئيات والانواع
وهنا تقع الاشكالية الاخرى التي تجعل العملية الاستقرائية منصبة على المنطق الجزئي، مثل : ، كما قلنا سابقاً لاستنتاج حكم موضوعي يقول كل إنسان يجوع أو يكون منصباً على الاسترجاع النوعي من القضية الذاتية أو الاسترجاعات الذاتية للاستقراء في استخلاص حكم قانوني للجنس الذي يقول كل حيوان يموت إن كل من الاسترجاع النوع أو الاسترجاع الجنسي لا يتمثل منطقياً في تشكيلة الافراد أو الانواع التي وجدت من الناحية الفعلية، بل بالامكان من ناحية الاسترجاعات المنطقية أن توجد للنوع استرجاعاته، وللجنس استرجاعاته، وهنا نصل إلى استنتاجات ، هو أن الاستقراء يكون عاجزاً عن اصدار حكم على (النوع أو الجنس) إنما هنا حكم يمتد في الحدود الفردية الموجودة والتي تم التأكد منها خلال العملية الاسترجاعية للإستقراء.
من جهة أخرى فإن العملية الاستقرائية وحدها لا يمكن أن تثبت منطقاً ذلك الاسترجاع في الحكم إلاّ في منطعف اللحظات التي تمت بها العملية الاستقرائية ، والخلاصة أن العملية الاستقرائية لا يجوز أن تنتقل من الخاص إلى العام أي من D إلى لأن D تمثل الخاص و تمثل العام، وهنا يمكن إستبطان الثغرة التي يواجهها كل دليل يسير من الخاص إلى العام.
الإستنتاجات التي توصلنا إليها
الاستقراء الكامل لم يكن دليلاً للعملية الاستدلالية وإن توصل إلى نتيجة بالعملية الاستقرائية ، هي كل مادة تتعرض للجاذبية من خلال الرموز التالية:

فالاستدلال يكون على الشكل التالي:
معرضة للجاذبية
تعتبر كل أجزاء المادة
إذاً نستطيع أن نصل إلى معادلة أن كل مادة معرضة لتلك الجاذبية حتى بالمصادفة، فالحجر معرض للجاذبية لا من خلال الاستدلال بل لأن الحجر قد سبق ذكره في تلك المقدمات، وكان استقصاء لأمثلة في المقدمات هو دليل على تقدمه في معنى الاستقراء، فالمصادفة في هذا الموضوع للحجر هي شيء لم يكن قد يحدث بذاته بعد ضمن الامثلة التي توصلت بها إلى النتيجة ، فاستدل بأن الحكم الذي في نتائجه لابد أن يكون منطبق عليه، لأنه موجود بالرغم أنه لم يتم بحثه.()
القياس والاستقراء عند ارسطو
إن تعرض الحجر إلى الجاذبية، هي ليست نتيجة قائمة على الاستدلال الاستقرائي، بل هي قائمة على الاستدلال القياسي، وحين نستخدم القياس نقول ( إن هذا الحجر متكون من مادة وكل مادة تتعرض للجاذبية ..فهذا الحجر يتعرّض للجاذبية) ، وبهذا نكون قد حددنا منطقيا الحد الاكبر وهو التعرض للجاذبية والحد الاصغر (هو هذا الحجر) وبتوسط الحد الاوسط (لكونه مادة) أما في الاستقراء فيكون الاستعمال عند ارسطو كما يلي:
هذه المادة تتعرض للجاذبية
وهذه الافراد هي كلّ اجزاء المادة
إذاً فكل أجزاء المادة تتعرض للجاذبية و(الافراد) عند ارسطو يسميهم بالحد الاصغر، ويسمى المادة ثبوت الحد الاكبر للاوسط وبواسطة الاصغر، لا الاكبر للاصغر بواسطة الاوسط، كما هو الحال في القياس، والنتيجة المقبولة بالاستقراء هي: إن كل اجزاء المادة تتعرض للجاذبية.
نقول : إن الاستقراء الكامل يصلنا إلى العلم بالنتيجة نفسها لأنها مرتبطة بالاسقتراء الكامل من ناحية التشكيل المنطقي من الناحية الحرفية. والاستقراء الكامل لا يصل إلى حالة البرهان وذلك لعدم القدرة في اكتشاف المقدرة العلّية . من جهة أخرى فإن الاستدلال بالاستقراء وبشكل كامل يعطينا نتائج داخل حلقات المنطق الصوري، وليس القيام على عملية الاستدلال للشيء المراد استدلاله، كذلك إن الاستقراء الكامل الارسطي لا ينفع في القضايا الكلية المتعلقة بالبحوث والاستنتاجات العلمية والسائدة في المراكز البحثية.()
إن الاتجاهات الفلسفية الكلاسيكية المعاصرة التي صاغها مجاميع من الفلاسفة والتي عبرت عنها العقلانية النقدية بالرفض التام وهم يصورورن التعطش لليقين والعصمة من الخطأ، فاجتهدوا وفق هذا الموجب ووضعوا أسس راسخة إعتمدوها لمصادر (صادقة) وحققوا مناهج واهداف للعلم والفلسفة، وقد حاول كارل بوبر وإنطلاقاً من فلسفة التغاير القيام بنقدها اعتماداً على منهج علمي تحليلي نقدي جديد، والاشارة هنا إلى عدم مطابقته لما ينبغي أن يكون منهج وهدف العلم والفلسفة في ذلك بما يتطلب التصور الديناميكي التطوري المفتوح دائماً لمسيرة المنطق الابستيمولوجي العلمي وشروط النمو في هذه النظرية وتطورها نحو الافضل، فالمنهج العلمي الواقعي النقدى الذي أطلق عليه بوبر اسم (العقلانية النقدية) هذه العقلانية النقدية تنطلق أولاً من تحطيم ما يمس (وثن اليقين) الذي تأسس على الاستقراء الصوري الارسطي والمرتكز على الانساق والنظريات الدوغماتية، التي تتحصن وراء المصادر المؤكدة sources sure والاسس الراسخة Fondenents solickes التي بناتها تتضمن رفضاً ضمنياً للنقد وخطورتها تكمن في زعمها إمتلاك الدقة.()
إن تحديد المنعطف النقدي للاستقراء الناقص وموقف أرسطو منه وأشكالية الطفرة من الخاص إلى العام وما يتحدد في هذا الموقف وصياغاته المنطقية الاستقرائية من منطلق الافكار التي يتم بها العمل بالاستدلال الاستقرائي:
⦁-;- الاستقراء يتحدد بمحورين اللذين يشملهما الاستقراء وفق حالة السببية في الطبيعة وعلى كل المستويات ، فالحرارة على سبيل المثال لا تكون هي السبب في تمدد الحديد أو الاشياء الصلبة ، فإذا وجدت الحرارة ليس بالضرورة أن يحدث التمدد ، وإذا كان مستوى التفكير عند الانسان هي مشكلة الطفرة، ويتم تفسير الاستدلال الاستقرائي على هذا الاساس، هنا يأخذنا المنطق الشكي لعدة من الافتراضات تعارض هذا اللون من المنهج التفكري.
تنوع منهجية الاثبات بالدليل الاستقرائي
يجب الاثبات وبالدليل الاستقرائي أنّ لكل ظاهرة طبيعية سبباً + (السببية العامة) إذ بدون الاثبات الاستقرائي يصبح السبب احتمال، وهذا الامر ينطبق على التمدد في الاجسام الصلبة ومثال على ذلك (تمدد) الحديد، وإلى هذا الحد يجب أن يتكرر هذا الاشكال بحدوث الحرارة في الطبيعة ومرة ثانية في مادة الحديد ، وأن السببية العام والاثبات الذي يتم بالدليل الاستقرائي في عملية التمدد من خلال العملية التجريبية هو مرتبط بسبب معين، وهذا لا يكفي للاعلان عن سبب التمدد بالحرارة والمقترنة دوماً في كل التجارب المتعاقبة في إطار منطق السببية، وقد نجد من الممكن أن يكون سبب ذلك التتمدد عامل آخر غير عامل الحرارة، لأن السببية منفصلة عن التعميم في تعيين النوعية .
من هنا يكون على الدليل الاستقرائي أن يثبت سببين أولاً السببية العامة + سبب التمدد أو السبب الموضوعي في السببية العامة + السبب الذي في التمدد في مادة الحديد هو الحرارة، ويكون التمدد والحرارة في هذه التجربة لم يرق إلى مستوى البرهان في إطار الحسابات المنطقية قياساً بمنطق السببية بينهما لأنه تكون النتيجة التفاصيل السببية يمكن أن تكون صدفة لا ضرورة وحالة التمدد تأخذ منحى آخر أو سبباً آخر أرتبط في نفس اللحظة التي ارتبطت فيها الطاقة الحرارية في مادة الحديد، وهناك اشكالية ، أن أي ظاهرة إذا اقترنت بالعملية الاستقرائية ، فلا يكفي هذا الاقتران للخروج بمعادلة منطقية تقول أن A سبب B وقد يكون لهذا الاقتران سبب غير واقع وقد يتركز في C وقد يكون الاقتران في C صرفه خلال البناء الاستقرائي. وإذا جاز في التجربة الاولى ، جاز استعماله وتفسيره إذا تكرر الاقتران في التجربة الثانية، وهكذا يظلّ منطق الاحتمال والصدفة قائماً في الظاهرتين مهما تمت عملية التكرار في البرهان على السببية الموضوعية.
ومقابل هذه البناءات الاستقرائية ، يعتبر كارل بوبر أن كل الفلسفات التي انطلقت من فكرة اليقين وفكرة الصدق V’ERITT سواء كان هذا اليقين يأخذ جانبه المطلق أو جانبه الاحتمالي ما هي إلا فلسفات ذاتية دوغماتية لم تتحرر من الفزعة السيكولوجية والنزعة السسيولوجية Psychologism Sociologism كما مثلها دافيد هيوم وأتباعه ، وتوماس كوهن إلى حد ما لأنها فلسفات كانت قد تأسست على تفاصيل ذاتية لاعتقاد صدق المصدر والاساس في هذه القضية سواء المنظومة العقلية وبديهياتها أو المنطق الحسي وملاحظاته وتجاربه التي تحولت لدى معتنيقيها إلى الاعتقاد الراسخ Dogmas في صدق المصدر والاسس كالافكار الواضحة والمتميزة خاصة عند (ديكارت) والملاحظة والتجربة عند بيكون ، لكن العلم والمعرفة يقعان في الجانب الموضوعي لذا يجب قبل القيام بتأسيس أي منطق للمعرفة وأيّ منطق للعلم ، معالجة تلك السبل الكفيلة بتحرير العلماء والباحثيين من ربقة النزعة السيكولوجية . والسسيولوجية الذاتية التي لا تتطابق مع الاجراءات العلمية وحسب بوبر أن اول اجراء منهجي تنطلق منه العقلانية النقدية هو نزع الحصانة عن النظريات العلمية . ولم اسست على مبدأ الاستقراء أو المصادرات والملاحظات والتجربة، كذلك الفكرة الواضحة المتميزة بالفطرية عند ديكارت.()
لأن فلسفة ديكارت لا يمكنها أن تكون مصدراً لليقين لأن الشروط الابستيمولوجية العلمية الموضوعية تجعل من المحتم بقاء كل الفروض العلمية هي ضرورة مفتوحة ومعطى على كل سبل المحاولات المفتوحة وبشكل مطلق لا مغلّق، أن المعرفة الموضوعية حسب بوبر تتطلب التخلي عن مطلب اليقين لأنه مطلب لا يمكن تحقيقه من الناحية الموضوعية، لأن المنطق الذاتي هو الذي يؤسس على هذا المنحى.
فالذاتية conjectivism مؤسسة على اليقين والموضوعية تؤسس objectivism تؤسس على التخمين conjecture وبالتخلي عن وثن اليقين الذي يتضمن وثن اليقين الناقص أو منطق الاحتمال حيث تسقط واحدة من القلاع المتخلفة والظلامية التي وقفت وتقف حاجزاً كبيراً على طريق التقدم العلمي.
إن هذا الوثن اليقيني يجب تحطيمه لأنه يعرضنا للخطر من خلال تعرّض اختباراتنا إلى الخطر.
إذا أن الانساق التقليدية هي انساقاً مغلقة rclosed systems تساير عملية التطور ولا تساعد عليه، لذلك يقترح بوبر (التفتح النقدي The open critic) .
يأتي هذا كما يطرحوه المناطقة ليستبدل العصمة اليقينية والدقة في السعي التقليدي للابستيمولوجيا ، بمعنى معاصر يستند على القابلية للتكذيب والتنفيذ او الدحض كذلك الاختبار ، اي الانطلاق من تصور أننا نسبح في عالم الدوكسا، عالم الرأي ، عالم الظن الذي يحتمل الخطأ والصواب وفكرة استبعاد الخطأ وفق معيار تمييز قائم على التخمينات conjectures جسور منفتحة على مبدأ القابلية للتكذيب والدحض والتنفيذ، صالحه للخضوع لاختبارات قاسية ودقيقة.()
إنتهينا من الفصل الاول وسوف نباشر الفصل الثاني ومناقشة البنية الميكانيكية في إنتاج القوة الافتراضية.













البنية الميكانيكية في إنتاج القوة الافتراضية








الفصل الثاني
البنية الميكانيكية في إنتاج القوة الافتراضية
هناك شبه قطيعة بين الاستدلال بواسطة الملاحظة عن طريق المنطق الاستنباطي من خلال صدق تعميم ما، بإن البجع ومهما زاد عدده بأنه أبيض، وبهذا لا يمككننا الاستنتاج بأن البجع يحمل اللّون الابيض وأن الحديد يتمدد بالحرارة من خلال منطق الاستقراء،وقد أشرنا إلى هذا الموضوع في الفصل الاول من هذه الدراسة ، وإذا ظهر أن هناك (بجعة سوداء) فإننا بالامكان أن نستدل عن طريق المنطق الاستنباطي، بأن التعميم القائل (إن كل البجع بيضاء اللّون) هو تعميم غير صحيح وكاذب، ويشير بوبر إلى هذه القضية على أساس أنه أي هذه القضية تعبر عن اللاتماثل بين التكذيب falsification والتحقق من الصدق Verification وعلى أساس الحدوس الافتراضية.(*)
إن المنطق العلمي للإفتراض لا يبدأ بالملاحظات كما يزعم أصحاب الاتجاه الاستقرائي، لكنه يبدأ ويتأسس بالحدوس الافتراضية، بعد ذلك يقوم بتفنيد هذه الحدوس إستناداً (إلى التجربة والملاحظة) فالحدس الافتراضي قد يجتاز عدداً كبيراً من الملاحظة والاختبارات الدقيقة والحاسمة ولكن في النهاية لا نطلق عليه نظرية علمية أو قانوناً أو تعميماً يقينياً لأنه قد يثبت العكس، مثل اكتشاف بجعة سوداء(*) أو تمدد الحديد قد يأتي عن سبب غير حراري في الطبيعة، إذا هناك القانون المفتوح لا القانون المغلق.
إن الطبيعة الحدسية لابستيمولوجيا العلم أخذ بوبر إلى تفاصيل ميكانيكا (نيوتن) فقد قدمت نظرية (نيوتن) تفاصيل جديدة ومهمة للغاية لعملية (الملاحظة والتجربة) منذ أن نشرت النظرية في العام 1687 حتى العام 1900 إلا أنه في الفترة الممتدة ما بين عامي 1900 و 1920 هناك اخطاء قد انتابت النظرية في بعض النواحي، حيث أدخلت عليها بعض التصحيحات وذلك باستخدام الميكانيكا النسبية.
إن إتجاه التسارع، وبالتالي القوة ــ موازياً لاتجاه سرعة الجسم "سواء كان الجسم سيارة أم قطاراً يعمل بواسطة الرفع المغناطيسي".
ومع ذلك يمكن لميكانيا القوة في تفاصيل عديدة أن تؤثر بشكل عمودي على اتجاه السرعة، جاعلة عبر قانون (نيوتن) شعاع التسارع عمودياً بدوره على السرعة. في هذه الحالة نحصل على حركة منحرفة عن الخط المستقيم، فإذا بقيت شدةُ "طويلة التسارع ثابتة دوما وظل إتجاهُه عمودياً دائماً على السرعة كانت الحركة دائرية".()
كوبر نيكوس والحركة الكوكبية
واستناداً إلى ذلك تعني القوة الحركية الكوكبية شبه الدائرية في نظرية كوبرنيكوس، إن القوة المؤثرة على الكوكب معاصرة تقريباً لشعاع سرعته حيث يدفع الكواكب إلى مداراتها، بل بالاحرى أن الكواكب تتحرك لأن شيئاً ما في الماضي السحيق قد أطلقها مثل (إنفجار سوبرنوفا لنجم عملاق وضع الحطام الكوكبي الأصلي في حركة دوّامية)، ثم تكلّفت العطالة بالإبقاء على حركتها. أما نتاج القوة فهي موجودة هناك كي تجرها بشدة وتمنعها من الحركة في خطوط مستقيمة يتجه شعاع القوة نحو المركز المدار، ولكن لو نظرنا إلى تفاصيل هذا المركز لصرخنا بالقول (وجدتها Fureka) ، لأنه لا يظهر في النهاية أن شعاع القوة يتجه نحو الشمس!، وعلى هذا النحو تنجم القوة التي تنسب بتسارع الكواكب في مداراتها.
مـن هذا أعتبرت إنجازات كوبر نيكوس وكبلر وغاليليو ونيوتن وغيرهم علامات بارزة لعصر ممّيز في التاريخ البشري.
عصر نيوتن هو عصر التنوير
إن عصر التنوير العلمي، هو الذي يعتبر عادة موافقاً للقرن الثامن عشر وذلك بسبب المتغيّرات العميقة التي طرأت على الفلسفة والسياسة والتجارة والتكنولوجيا والاكتشافات المتعددّة والفهم المتواصل لجغرافية العالم إضافة إلى فهمنا الحديث للحركات والقوى الفيزيائية ، وبسبب الطرق والاساليب العلمية في العملية الاستقرائية التي قادت إلى ذلك لأن منهج نيوتن يستند إلى المنهج الاستقرائي لقد جلب توضيح القوانين التقليدية للفيزياء وشرحها في نهاية الأمر ـ وهو العصر الذي اصبح فيه المجتمع الاول من الناحية التكنولوجية والصناعية، وقد تطور في هذا الامر مجتمع الرفاهية والحقوق السياسية ، اضافة إلى المعايير الجديدة للحكومات، وقد قاد ذلك من خلال هذه القوة التنويرية إلى:
⦁-;- عصر القوة التجارية.
⦁-;- صناعة الفولاذ.
⦁-;- المولدات الكهربائية.
⦁-;- المحركات الكهربائية.
⦁-;- البرق والراديو.
⦁-;- الاضاءات الكهربائية.
⦁-;- لقد توافق في هذا العصر من القوة التنويرية ان تمت فيها تطور البحث الاكاديمي الذي اقتصر على المبدعين من العلماء وقد أدى هذا الى تطور العقل البشري من خلال مفهوم القوة. لقد جاءت هذه النظرية بتفاصيل علمية دقيقة على سبيل المثال تأثير الشمس على الكواكب بقوة تبقيها في مداراتها الدائرية حولها، ولكن السؤال يبقى يتردد، ما هي هذه القوة الموجودة في كل مكان؟ ولنا عودة إلى هذا الموضوع.()
قوة الكشف عند "كيكول"(*)
في العام 1865 أكتشف (كيكول) أن الذرات الكربونية الست لجزيئ البنزين مرتبة في شكل حلقة. وهنا المفارقة الغريبة ، هو عندما غلب كيكول kekule النعاس أثناء تأمله في تركيبة البنزين، فحلم بثعبان بنومه يعض ذيله. وعند استيقاظه، كان الحل جاهزاً.
المركبات الاروماتية والحلقية الاليفاتية
يمكن للمركبات الحلقية ان تكون مشبعة أو غير مشبعة، ونظراً لقيمة الزاوية بين الروابط بين ذرات الكربون، فإن الشكل الذي يحتوي على (6) ذرات كربون يعتبر أكثر الأشكال الحلقية ثباتاً، ولكن ذلك لا يمنع وجود بعض الحلقات التي تحتوي على (5) ذرات كربون، وفيما عدا ذلك يعتبر نادر الحدوث، وتنقسم (الهيدروكربونات) الحلقية إلى حلقية (اليغاتية، وأروماتية) والتي يطلق عليها أيضا (أرينية) ومن المركبات (الحلقية الأليفاتية) التي لا تحتوي على روابط ثنائية الألكانات الحلقية (البارفينك الحلقية) بينما تحتوي (الألكينات الحلقية، الألكانات الحلقية هو البزوبان الحلقي) كما توجد مجموعة هامة ضمن الحلقات (الأليفاتية) هي مجموعة (التربينات).()
والشيء المختلف في الهيدروكربونات الاروماتية هو احتوائها على روابط ثنائية متبادلة أو مترافقة واحد أبسط الامثلة على ذلك هو حلقة (البنزين) وبناء البنزين ثم إقتراحه بواسطة (كيكول) والذي كان أول من إفترض مبدأ عدم التمركز أو الرنين لتوضيح هذا البناء.
وتتغير صفات الهيروكربونات الحلقية في حالة وجود مجموعات فعالة، ولكن في بعض الحالات يمكن أن تصنّف بعض العناصر التي تكون مجموعات فعّالة ضمن الحلقة نفسها، ويطلق على المركبات التي تحوي على الكربون والهيدروجين فقط في تركيبها بالحلقات المتجانسة ، بينما يطلق على التي تحتوي على عناصر أخرى حلقات غير متجانسة وتسمى (الذرة المتبدلة) مكان (ذرة الكربون) بذرة غير متجانسة.()
من وجهة نظر كارل بوبر ، ليس هناك ما يمكن تسميته بالمنهجية المنطقية لاكتساب افكار جديدة أو إعادة بناء منطقي لهذه العملية . إن وجهة النظر هذه حسب بوبر يمكن التعبير عنها بالقول بأن كل كشف ينطوي على (عنصر غير عقلاني) أو (حدس أخلاقي) بالمعنى الذي يقصده (برجسون ـ Bergson) وبطريقة مشابهة؛ يتحدث (اينشتاين) عن (البحث عن تلك القوانين الكلية الأعلى مرتبة ... التي يمكننا من خلالها الحصول على صورة العالم بواسطة الاستدلال الاستنباطي الخالص) . فهو يقول ( لا يوجد طريق منطقي يفضي إلى هذه القوانين فالوصول إليها إنما يتم فقط عن طريق الحدس القائم على شيء ما مثل الحب العقلاني لموضوعات الخبرة Experience).()
نقول وكما يقول بوبر (فالوصول إليها إنما يتم فقط عن طريق الحدس) هنا قد وضع اينشتاين حدود للمعنى الافتراضي وهذا غير جائز ويتناقض مع فكرة التفتح في فلسفة كارل بوبر ، وفي هذا القول حسب اينشتاين فهو لا يختلف مع فكرة المبدأ الاستقرائي في الاختبار الابستيمولوجي العلمي . وكما هو رأي (اينشتاين) القائل بستحالة وجود آلة استقرائية ، ومن المحتمل أن تكون هذه الصياغة وقصد بها آلة استقرائية، ومن المحتمل أن تكون هذه الصياغة وقصد بها آلة ميكانيكية وهي التي تنتهج إفتراضاً ملائما عند تزويدها بمعلومات تتعلق بالملاحظة مثل دلالة الحاسبة وبالعودة إلى كارناب وخلال الخمسينيات ، يجب أن نؤكد أنه على الرغم من رفضه التفسير الاستقرائي ، فقد قبل النظرية (البايزية) للتبرير العلمي فقد كان كارناب يؤمن أن التنبؤات العلمية يمكن تبريرها بشكل استقرائي من خلال توضيح أقلها درجة عالية من الاحتمال إستناداً إلى أدلة معلومة على الجانب الآخر، أما بالنسبة إلى كارل بوبر، فكان يرفض كل من النزعة الاستقرائية للكشف ويرفض (البايزية) كنظرية للتبرير.()
من هنا قام نيوتن بحل هذه المسائل حسب الاستدلال الاستنباطي، فبين الاستعمال لقوانين كبلر لحركة الكواكب ، أن الشعاع المتسارع لأي كوكب يتجه دوما نحو الشمس مع تصويبات ضئيلة ـ يمكن إهمالها ـ ناجمة عن وجود الكواكب الاخرى مثل المشتري وزحل وجد نيوتن أن شدة (طويلة) تسارع أيّ كوكب متناسبة عكسياً مع مربع المسافة الفاصلة بين الكواكب والشمس.
وقد تبيّن إنّه لا علاقة البتة بين شدة التسارع وبين كتلة الكواكب تحت الدراسة فقد قاد ذلك نيوتن إلى الاعتقاد بأنّ القوة المسؤولة عن تماسك المنظومة الشمسية معاً لابد أن يكون مصدرها الشمس نفسها، فالشمس هي التي تجّر الكواكب فتحرفها عن الحركة المستقيمة التي كانت ـ بسبب العطالة ـ ستتبعها في غياب قوة الجرّ هذه تمثل الادراك الاعظم لنيوتن بأن الارض بدورها تؤثر على القمر بقوة أضعف، فتجّره نحوها وتحرف حركته العطالية لتصبح حركة في مسار مغلّق. أخيراً أدرك نيوتن إن هذه القوة نفسها هي ما يمسك ويجذب جميع الاشياء إلى سطح الارض مثل الصخور والماء والهواء والناس فهي تجرها كلّها نحو مركز الارض. يسمع ذلك مثلاً بتفسير سقوط التفاحة من أعلى الشجرة إلى الأرض. إنه لأمر عميق ولافت للنظر أن تكون القوة المؤثرة على مجل المنظومة الشمسية خالقة المدارات الكوكبية، هي ذاتها القوة التي نراها هنا على الأرض مانحة الجبال والبحار والاعشاب كلّها مظهرها الذي هي عليه وقد وجد نيوتن نفسه وحسب الاستدلال الاستنباطي مقتاداً إلى الكشف عن القانون العام والشمولي للثقالة.()
وقد يأتي عن طريق الانطباع الادراكي حسب هيوم ويأتي مظهره كفكرة وهذه الفكرة قد تحتفظ بدرجة كبيرة من حيوية ذلك الانطباع
قانون الثقالة
قانون الثقالة الشمولي الذي توصل إليه نيوتن من خلال مفهوم القوة الذي يُرمز لشدة (طويلة) قوة الثقالة التي يؤثر بها الجسم B على الجسم A بـ FAB وتعطى بالصيغة:

حيث (R) المسافة الفاصلة بين الجسمين، تُسبّب مثل هذه الصيغ عادةً إختلالاً عند القارئ يُدعى بـ (زغللة العيون)، لذلك فإن قانون الثقالة الشمولي هو مثال عمّا يُعرف في الفيزياء بـ قانون قوة مربّعة المقلوب، ويعني ذلك أنّ طويلة القوة ـ أو شدّتها ـ تتناقض عند المسافات البعيدة كتناقض .
إن القوة الكهربائية بين شحنتين كهربائيتين ساكنتين تتبع أيضاً قانون قوة مربعة المقلوب.وعليه فإن قوة الشعاع يجب أن يكون له إتجاه، ويمكننا أن نكتب لصيغة الرياضية لتوضيح ذلك وبشكل أفضل، ولكن الكلمات تستطيع أن تفي بالغرض. يعني الجسم A قوة ثقالة شدتها تُعطي بالعلاقة المكتوبة أعلاه، وبسبب عملية التناظر سوف يعاني الجسم R قوة لها نفس الشدة ولكن باتجاه معاكس تماماً حيث تكون وجهتها نحو A في العلاقة لمذكورة أعلاه: (mA) هي كتلة الجسم (A) و(mB) هي كتلة الجسم B، ويعني ذلك أنّ قوة الثقالة تكون أكثر شدّة بين جسمين ثقيلين منها بين جسمين خفيفي الكتلة.
على سبيل المثال: إذا كان الجسمُ A كوكب الارض كانت :

وبالتالي إذا استطعنا بطريقة ما أن نضاعف كتلة الشمس مع بقاء جميع الاشياء الاخرى كما هي، فعندما ستتضاعف قيمة قوة الثقالة التي تجّر بها الشمس الارض، وسيتغيّر مدار الارض ليصبح بشكل قطعٍ ناقصٍ (أكثر ضيقاً) ذي مسافة وسطية أصغر عن الشمس.()
وبالمحصلة، فإن الصيغة أعلاه متناظرة تماماً بين الجسمين A وb يعني ذلك أنه إذا بادلنا بين A وB في أيّ مكانٍ يظهران فيه في الصيغة، فإننا سنحصل على النتيجة نفسها لشدة (طويلة) القوة بين الجسمين (بينما يتبادل لاتجاهان وضعيهما بشكل موافق) وبالمحصلة النهائية ، فإن جميع الأجسام تتحرك بالطريقة نفسها وتشعر بالثقالة وهو قانون الثقالة الشمولي.أما GN والموجود في البسط فهو: ثابت أساس، كان نيوتن أدخله من أجل تمييز شدة قوة الثقالة ويطلق عليه (ثابت نيوتن) أما تاريخ القياس التجريبي لـ GN والقمة التي حدّدت له. يتمّ قياس هذا العدد عن طريق التجربة وقيمته تساوي() :

المنظومة الفلسفية في التحليل المنطقي
في إطار الاستدلال الاستنباطي كانت الفلسفة من زمن (فيثاغورس ) والأسس الرياضية في إطار الاطراد الطبيعي، وبين من الذين تأثروا بدرجة أكبر بالعلوم التجريبية وينتمي كل من:
⦁-;- أفلاطون.
⦁-;- وتوماس الاكويني.
⦁-;- سبينوزا.
⦁-;- كانت .
إلى ما يمكن ان يدعي الفريق الرياضي ، وينتمي:
⦁-;- ديموقريطس...
⦁-;- وارسطو والتجريبيون المحدثون منذلوك إلى ما بعده، إلى الفريق المقابل، وفي أيامنا نشأت مدرسة شرعت تعمل على اقصاء (الفيثاغورية) عن مبادئ الرياضيات،وعلى الجمع بين التجريبية، وبين الاهتمام بالاجزاء الاستنباطية في الابستيمولوجيا البشرية، واهداف هذه المدرسة أقل إثارة من أهداف معظم الفلاسفة في الماضي، بيد أن بعض إنجازاتها متينة مكانة إنجازات رجال العلم.
وأصل هذه الفلسفة كانت في إنجازات الرياضيين الذين شرعوا في تطهير موضعهم من الاخطاء ومن تلك البرهنة التي اتسمت بالاهمال واللامبالاة.
لقد كان رياضيو القرن السابع عشر متفائلين وتواقين إلى النتائج (السريعة) وبالتالي فقد تركوا أسس الهندسة التحليلية والحساب اللامتناهي متزعزعة.()
من جانبه فقد اعتقد (ليبنيز) اللامتناهيات الواقعية، ولكن رغم أن هذا الاعتقاد كان يسير مع الميتافيزيقا فلم يكن له أساس صحيح في الرياضيات وقد بين (فايرشتراس Weierstrass) في منتصف القرن التاسع عشر ، كيف تقييم الحساب بدون عمل اللامتناهيات، وعلى ذلك جعل في نهاية المطلق مأموناً منطقياً ، بعدها جاء (جورج كانتور) الذي طور نظرية الاستمرار والعد المتناهي.
لقد كان الاستمرار ـ إلى أن عرفه ـ كلمة مهمة تناسب فلاسفة على سبيل المثال هيجل الذي حاول الدخول في معترك الرياضيات ويقوم بتشوهات ميتافيزيقية . وقد أعطى (كانتور) للكلمة معنى محدداً ، واظهر أن عملية الاستمرار ـ كما عرفه ـ كان هو التصور الذي يحتاج إليه الرياضيون وعلماء الفيزياء، وبهذه الطريقة صار قدر كبير من الصرفية مثل التي ظهرت عند (برجسون)، وقد اصبح من القديم الذي تجاوزه الزمن.
هناك الالغاز المنطقية القديمة العهد حول العدد اللامتناهي وأن العدد ليس يأخذ شكله المتناهي فمتى الالف يقابله الف عدد، والمليون يقابله مليون عدد:
⦁-;- فعدد الاعداد الصححية المتناهية يقابله عدداً لا متناهياً .
⦁-;- فعدد الاعداد المتماثلة يجب أن يكون مماثلاً لعدد جميع الاعداد الصحيحة.

⦁-;- فالمتواليات السفلى = نظره في المتوالية العليا.
⦁-;- عدد الحدود في لمتوليتين = واحداً.
⦁-;- المتوالية السفلى = نصف حدود المتوالية العليا فقط. وقد ظن (ليبنتز) أن عملية التناقص واضحة وقد خلص إلى ما يلي:
⦁-;- وإن تكن هناك مجموعات لا متناهية = يقابله ليس هنالك عدد لا متناه. هذا رأي (ليبنتز)..
أما رأي (جورج كانتور): المجموعة اللامتناهية، بأنها المجموعة التي لديها جزاء تحتوي من الحدود مثلما تحتوي المجموعة الصحيحة. وعلى هذا الاساس استطاع أن يبني (نظرية رياضية) عن الاعداد اللامتناهية.()
المتوالية العددية
المتوالية العددية : هي مجموعة من الاعداد مرتبة بشكل تصاعدي أو تنازلي، بحيث ينشأ كل عدد منها بإضافة مقدار ثابت إلى العدد الذي يسبقه ويدعي هذا المقدار الثابت بأساس المتوالية ، مثلاً مجموعة الاعداد...9، 6، 3، 1 هي متوالية عددية وكل عدد فيها هو حد من حدود المتوالية.
وتنقسم المتواليات العددية إلى نوعين، أما أن تكون متوالية عددية تزايدية وهي ذات أساس موجب أو أن تكون متوالية عددية متناقصة وهي ذات أساس سالب.
يرمز لحدود المتوالية بالرمز (Ai) حيث الرمز (i) يسمى الدليل index وهو يدل على رتبة العنصر في المتوالية، فمثلاً (A1) هو الحد الاول و(A2) يمثل الحد الثاني و (AN) يمثل الحد العام حيث N يرمز لعدد حدود المتوالية ويرمز لأساس المتوالية بالرمز d فإذا كان d>0 فإن المتوالية تكون متزايدة أما إذا كانت d<0 فإن المتوالية تكون متناقضة ويمكن حساب الأساس وذلك بحساب الفرق بين ي حدين من الحدود المتوالية العددية:
d= A1-Ai-1
مثال على ذلك الاعداد:
33، 29، 25، 21، 17، 13، 9، 5 تشكل متوالية عددية متزايدة أساسها d=4 وحدها الاول A1=5 وحدها العام AN=33 وعدد حدودها N=8، بينما الاعداد (49، 52، 55، 58، 61، 64، 67، 70) تشكل متوالية عددية متناقضة أساسها d=-3 وحدها الاول A1=70 وحدها العام AN=49 وعدد حدودها N=8.
نستطيع ان نحدد هذه المتواليات العددية استناداً إلى الاستدلال الاستنباطي والمتواليات الرياضية هي معرفة غير تجريبية، ولكنها كذلك هي ليست أيضاً معرفة أولية عن العالم وهي في الواقع محض معرفة لفظية.()
وعلى ضوء ما تقدم يتضح أن المتوالية العددية تتجه نحو الدليل الاستقرائي لكنها تستبطن من القياس (تجربة) وتعبر التجربة عن مصدر من مصادر الابستيمولوجيا، ويؤمن بقيمتها المنطقية والعلم يقوم على أساسها، وهذا خلاف الاستقراء الناقص الذي يمثّل أحد عنصري التجربة حيث يتضح صغرى القياس الذي استبطن داخل هذه المتوالية العددية، فإذا أردنا أن نميز بين التجربة والاستقراء الناقص في المنطق الارسطي، والاستقراء الناقص يعتبر مجّرد متكون من تعبير عددي يقع ضمن المتواليات العددية التي لوحظت خلال العملية الاستقرائية، وأما التجربة المتوالية العددية فهي تتألف من الاستقراء ومن مبدأ عقلي مسبّق، يتكوّن منها قياساَ منطقياً كاملاً ، مثال على ذلك:
فـ (3) تعني (2-1) ، و(4) (3+1) كذلك أن (4) تعني (2+2) رغم إطالة البرهان.() والاستقرء الناقص يؤمن به المنطق الارسطي ويعتبره أساساً علمياً، والمستقرئ في نظره بإمكانه التوصل إلى خاصية تعميمية عن طريق ذلك الاستقراء الناقص.
من هنـا أمكن تطبيق المبدأ العقلي القبلي الذي يضع مقياس الصدفة ينفي التكرار على تلك المجموعة من المتواليات العددية وعن الامثلة والشواهد التي شملها الاستقراء الناقص، وفي هذه الحالة يتكون قياس منطقي قليل يستمد إستحكاماته الصغرى من الامثلة العددية والشواهد وكبراه من ذلك هو المبدأ العقلي، الذي يصل في نتائجه إلى أنّ إحدى الظاهرتين المقترنتين في العمليات الاستقرائية هي السبب للاخرى من المتواليات ، وما دامت المتواليات العددية تقترن بها دائما وفي جميع الحالات والمحصلة تقول:
إن المنطق الارسطي يؤكد في أكثر نصوصه: بإن الاستقراء الناقص لا يفيد علماً ولكن التجربة تفيد العلم، ويريد أرسطو بالاستقراء الناقص الذي لا يفيد العلم، فهو مجّرد التجميع العددي للمتوالية العددية ودون إضافة أي مبدأ عقلي مسبّق، ومن التجربة التي تفيد العلم، فإذا اتيح تطبيق مبدأ عقلي على هذه المتوالية العددية بشكل مسبّق ومن ثم تأليف قياس منطقي يبرهن على السببية في ذلك.
المتوالية الهندسية
تعرف المتوالية الهندسية: هي مجموعة مرتبة من الأعداد بحيث يكون حاصل قسمة أي حدين متتالين يساوي ثابت (d) يسمى أساس المتوالية.
والمتوالية الهندسية هي مجموعة من الاعدد ينشأ كل عدد منها نتيجة ضرب الحد السابق له بعدد ثابت وليكن d يدعى أساس المتوالية الهندسية ، مثال على ذلك الاعداد:
128، 64، 32، 16، 8، 4، 2 تشكل متوالية هندسية واستناداً إلى قيمة الاساس فأنه يمكن تقسيم المتواليات الهندسية إلى ثلاث انواع :
⦁-;- متوالية هندسية متزايدة ويكون أساسها أدلة.
⦁-;- متوالية هندسية متناقضة ويكون أساسها .
⦁-;- متوالية هندسية متناوبة ويكون أساسها .
لدينا المتوالية الهندسية التالية:

والتي لها أساس يساوي d وعدد حدودها يساوي N بإمكاننا ايجاد أساس المتوالية الهندسية بقسمة الحد السابق على الحد اللاحق بمعنى:

نعمل على ايجاد الحد العام للمتوالية الهندسية:

إن البرهان على المنطق السببي وبالتالي على التعميم لكل الحالات المماثلة، يسمى المنطق الارسطي هذه العملية بالتجربة، حيث يعتبر التجربة أحد المصادر العلمية وهي بالنتيجة أساساً صالحاً للتعميم، بينما يسمى التجميع العددي للامثلة فقط بالاستقراء الناقص ، وبالاعتقاد الارسطي أنه غير صالح منطقياً لاثبات ذلك التعميم.()
إن المنطق الارسطي يريد بالاستقراء الناقص الذي لا يصلح للعلم بالتعميم من حيث الملاحظة للاشياء الناجزة في الطبيعة مثال على ذلك الغربان التي وجدت سوداء والبجع كلها بيضاء، وأن البناء على هذا القياس التجريبي يصبح تعميماً بلا طائل منه أو بتعبير أدق هو تسليط الحرارة على الحديد لكي يتمدد ويتمدد في كثير من الحالات ويكون الاستنتاج أن الحديد يتمدد بالحرارة.
ونحن نقترب من الاستقراء الناقص نحو ما أمكن بالملاحظة المنظمة في اللغة العلمية من خلال المتوالية الهندسية، من جهة آخرى فإن المنطق الارسطي لم يمد بالتجربة التي حددها بالاساس العلمي المعمم فهي إلاّ نفس الاستقراء الناقص، ولكن في حالة تحديد قياس منطقي يستمد مقدمته الصغرى من الاستقراء الناقص ومقدمته الكبرى من ذلك المبدأ العقلي القبلي في هذه الحالة يكون انتفى تكرار الصدفة، فالتجربة لا تختلف عن الاستقراء الناقص في نوعية النشاط الذي يمارسه الانسان في عملية الموالية الهندسية، وكونه نشاطاً علمياً فاعلاً فهو يحتوي على صياغات الملاحظة، ولكن المتوالية الهندسية تختلف في اشتمالها على مبدأ عقلي قبلي يتعلق بالصدد، يضم إلى الامثلة المستقرأة، فيتكون من هذا المجموع (المتوالية الهندسية) قياس كامل لمتوالية الهندسية بشكلها المتزايد + ومتوالية الهندسية بشكلها المتناقض + ومتوالية الهندسية بشكلها المتناوب.
وهذا التفسير الارسطي المستند إلى الدليل الاستقرائي القائم على أساس الافتراض للقضايا العقلية القبلية والمرتبط بالمنطق الارسطي داخل أبستيمولوجيا المعرفة: بإن العقل هو مصدر المعرفة قبلياً وفقاًً للمبدأ القائل:
أن الاتفاق لا يكون دائماً ولا أكثريا فيكتسب الدليل الاستقرائي طابعه العقلي البراغماتي مستنداً في ذلك إلى منطق العقل القبلي أي المنطق العقلي القبلي البراغماتي، وهذا التصور الارسطي للدليل الاستقرائي يمتد إلى الجذر العقلي الذي لا يتفق مع الاتجاه العقلي الآخر في نظرية المعرفة والذي يرفض تكوين أي معارف عقلية مستقلة عن التجربة والخبرة الحسية ويؤكد على أن التجربة والخبرة الحسية هي مصدر المعرفة، هذا يعني أن الرفض لابستيمولوجيا عقلية مستقلة عن التجربة، هذا يعني أن المبدأ الارسطي ينفي وبشكل مطلق الاتفاق الاغلب في مرتكزات الطبيعة.
هنـاك معرفة عقلية قبلية وفقاً للمنطق الارسطي ـ وأن الاتفاق في الطبيعة والاطراد فيها جزء من منظومة النتاجات للدليل الاستقرائي، وهو يتشكل بالصياغات الافتراضية للمبدأ العقلي الذي يتم تقييمه من خلال الكشف والتحليل وما مدى حقيقة إرتباطه سواء بالمبادئ العقلية التجريبية أو المرتبط بقضايا الاستقراء + التجربة.
ابستيمولوجيا الوعي الثلاثي
هنـاك مقاربة موضوعية بين العالم الثالث والعالم الثاني وموقف المذهب الذاتي، فالعالم الاول كان قد تأسس على النشاط الإدراكي للذهن النظريات والحجج في حين جاءت المقاربة الثانية تقارب المعرفة من الجانب السيكولوجي أما المقاربة الثالثة حسب بوبر، فهي تنطلق من منتوجات لنظريات ومن النقاشات وهي مقاربة موضوعية أو مقاربة العالم الثالث والمقاربة السلوكية السيكولوجية والسسيولوجية للنظرية الابستيمولوجية وهي المقاربة الذاتية أو مقاربة العالم الثاني.
وكان يرى بوبر أنه وإن كان يسلّم أن البنى الموضوعية للابستيمولوجيا هي منتوجات السلوك، فإنه يعتبر هذا خطأ، فحسب رأي بوبر، أنه في العلوم فإن المقاربة العادية تذهب من النتائج إلى منطق الاسباب ، والاسباب هو استعراض المشكلة ـ والمشكلة هو موضوع التفسير ـ والتالي Explicandum والعالم يحاول القيام بوضع حلول لها ببناء فرضية تفسيرية بعيدة عن الذاتية باعتبارها عاجزة عن أدراك واستخراج خصوصية الفعل العلمي، ومن متطلبات الصياغات العلمية للنظرية هو يجب أن تناقش النظرية وأن تصاغ بطريقة موضوعية قابلة للنقاش وللعملية التداولية ومجردة من الخواص الذاتية ومن الشروط السيكولوجية التي تصورت وتطورت فيها، في العام 1950 واوائل الستينيات هوجمت ابستيمولوجية بوبر بطريقة منهجية من قبل علماء وفلاسفة، يدافعون بدورهم ، عن الفلسفة الجديدة للابستيمولوجيا.()
وقد رد كارل بوبر على هذه الموجة من لهجمات، بإعادة تأكيده، أن منطق الكشف العلمي هو أكثر أهمية وأكثر فائدة للعلم من ذلك البحث السيكولوجي وبقيت نبرة التمييّز واضحة، وهكذا قد أدى به التفكير إلى إكتشاف العالم المنقسم إلى ثلاث عوالم.






خطاطة رقم (2) تمثل العوالم المفترضة حسب بوبر
⦁-;- العالم الفيزيقي ويمتد من A B + فكرة التموضع الفيزيقي ويمتد من C D = موضوع الابستيمولوجيا.
⦁-;- عالم الوعي الذهني ويمتد من A B + فكرة الاستعدادات في الحالات الذهنية C D = للذات الذاتي لفهم العالم.
⦁-;- عالم الانتاج الموضوعي للفكر ويمتد من A B + النظريات العلمية + الفن + المنطق السسيولوجي في C D والمنطق الموضوعي لفهم العالم. ويعتقد كارل بوبر، حين يضع (الأنا) (L ego) أو (LeNoi) وسط العالم الميتافيزيقي ، عالم الاشياء، بما فيها المخ والعالم الموضوعي، علم القضايا والمحتويات، أي ما بين عالم الاشياء وعالم يقع مفهوم (الأنا) أو الانساني وهذا يقع من خلال العلاقة التي تستوعب علاقة التفاعل intelaction التي تجمع هذه العوالم المفترضة عند بوبر والعالم المفترض رقم (1) كان قد صمم من تفاصيل: مادية + فيزيائية + كيميائية + بيولوجية : هذا العالم الذي يجمع كل الاشياء المتعلقة بالمادة مثل الاشياء التجريبية بالكراسي + الطاولات + الجبال + الغازات + الحيوانات + النبات ، أما العالم المفترض رقم (2) فهو يشمل التجريبية السيكولوجية سواء الواعية وغير الواعية أي الشعورية واللاشعورية + حالات العقل + الرغبات + المعتقدات + الذكريات. أما العالم المفترض رقم (3) فهو يتمثل في كل نتاجات العقل الانساني مثل الكتب والنظريات + المشكلات العلمية + الاعمال الفنية + المؤسسات السسيولوجية التي بالامكان الاطلاق عليها بالعالم المفترض الذي يحمل الرقم (4).()
وفي إطار هذه الاشكالية للعوالم الافتراضية نذهب إلى إستكشافات المسخ البشري في إطار عملية النمو.
الاشكالية المخية في النمو
إن فكرة أرتباط القدرات العقلية للانسان بالتركيب التشريحي للمخ، وهي الفكرة التي كثيراً ما أدت إلى فحص أمخاخ العباقرة بعد موتهم للوقوف على اسرار تفوقهم في مضمار النمو العقلي غير الطبيعي، مثال على ذلك مخ الفيلسوف الفرنسي رينيه(ديكارت)تم الموسيقار الالماني(باخ)، وفي القرن التاسع عشر أجريت في المانيا والسويد وكندا بحوثا مستفيضة لامخاخ عدد كبير من الموهوبين والعلماء من بينهم (عالم الفيزياء والرياضيات) الشهير (كارل فريدرش جاوس) والطيب الكندي (وليام اوسلر) وهو أول من درس الصفائح الدموية.
وفي بداية القرن العشرين بلغ العدد لنوابغ الفن والأدب والعلم الذين فحصت أمخاخهم (137) شخصاً غير ان نتائج تلك البحوث والدراسات لم تشر إلى أي فوارق تذكر بين أمخاخ هؤلاء العباقرة وبين أمخاخ العامة من الناس أي ليس هناك أي فارق يذكر.
وهناك تجارب كثيرة في هذا المجال مثل دراسة مخ لينين من قبل العالم لالماني (فوجت) وبعد عامين من الدراسة أعلن فوجت عن وجود بضعة اختلافات في مخ لينين، غير أن احداً لم يعلّق أهمية كبيرة على ذلك البحث لأن لينين قد أصيب بعدة جلطات دماغية قبل وفاته.()
وهنـاكـ ـ مثال آخر:
هو فحص مخ اينشتاين من قبل عالم (الباثولوجيا الامريكي توماس هارفي) الذي كلف بفحص جثمان إينشتاين بعد وفاته في العام 1955 وقد أخذ مخ اينشاين قبل مرور سبع ساعات على الوفاة ثم حفظه بالطريقة العلمية لدراسته، وبعد فترة من الفحص أعلن هارفي أنه لم يعثر على أيّ شيء غير عادي في مخ اينشتاين ، وهذا هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى التراجع في دراسة أمخاخ العلماء والموهوبين ، ولم يخلص الأمر إلى هذه النتيجة، فقد عاد الاهتمام بدراسة امخاخ العلماء بسبب التقدم العلمي، ووجد بالفعل أن هنـاك خصائص تميز أمخاخ العلماء والموهوبين في مجالات بعينها.
مـن هـنا فقد أعيد فحص مخ اينشتاين بعد مرور ما يقرب من ربع قرن على الوفاة، وكان ذلك في جامعة كاليفورنيا (بيركلي) حيث تم فحص أربع قطع كل منها بحجم قطعة السكر الصغيرة ، مأخوذة من مناطق بعينها في مخ اينشتاين، وتمت مقارنها مع أربع واربعين قطعة مماثلة من أمخاخ أحد عشر رجلاً ممن ماتوا عن اعمار مقارنة لعمر اينشتاين عن وفاته. وقد وجد فريق البحث:
⦁-;- ان نسب الخلايا المكونة لنسيج المخ عند اينشتاين تختلف عن نسبتها في الرجال الآخرين.
⦁-;- في منطقتين من المخ معروفتين بمسوليتهما عن التخطيط والتحليل والمنطق الرياضي، وهي المجالات التي تفوق فيها اينشتاين.
⦁-;- وبعد مرور عشرين عاماً، وتحديداً في العام 1999 أعيد فحص أجراء من مخ اينشتاين وللمرة الثالثة في جامعة (ماكماستر) بكندا حيث أعلن فريق البحث أن مخ اينشتاين يخلو من جزء من أخدود معروف يوجد في الامخاخ العادية.
⦁-;- واعتبر الباحثون أن غياب ذلك الجزء من الاخدود يمكن أن يكون سببا في سرعة توصيل المعلومات بين المنطقتين الواقعتين على جانبي الاخدود في مخ اينشتاين.
⦁-;- فضلاً عن هذا أنه أضاف إلى مساحة هذه المنطقة لتصبح عند اينشتاين أعرض من المألوف بمقدار 15% ومن المعروف أن المخ البشري عموماً جدير بالاهتمام لأنه لغز كبير يستحق الدراسة لأنه يحمل الكثير من الطلاسم.()
بين أينشتاين ونيوتن
لقد اثبت اينشتاين أن إسحق نيوتن كان على خطأ، قبل أن يأتي آخرون ويثبتوا أن اينشتاين أخطأ هو الآخر، وأينشتاين جاء في المرتبة الثانية من الاهمية بالنسبة إلى الاستصلاح الذي أجري بين أعضاء الجمعية الملكية في لندن حول أي من العالمين نيوتن وإينشتاين الاكثر علماً وتأثيراً.
ألبرت أينشتاين (1879 ـ 1955)
⦁-;- قلب الفيزياء القليدية من الناحية العلمية من خلال نظرياته عن التأثير الكهروضوئي.
⦁-;- النسبية الخاصة والعامة.
⦁-;- وقد أثبت أينشتاين أن نيوتن قد أخطأ فيما يتعلّق بالجاذبية والمكان والزمان.
⦁-;- لقد كادت أفكارة ونظرياته إلى فرع في العلم جديد هو علم الكونيات cosmology ، فضلاً عن افكاره المطروحة مثل الانفجار العظيم big bang والثقوب السوداء والعوالم المتوازنة.
نيوتن (1727 -1642)
قدم نيوتن لنا قوانين الميكانيكا والضوئيات ، وبين لنا كيف تؤثر الجاذبية في كل الاجسام في سائر أنحاء الكون ويعتبر كتاباه الشهيران (المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية 1687 ) و( الضوئيات Opticks)(1704) من بين اعظم الاعمال العلمية في تاريخ البشرية ، حيث كان الاعتقاد السائد ، أن القوانين الي تحكم حركة الاجسام على سطح الارض، تأتي من حيث الأهمية في مرتبة تالية على القوانين التي تحكم حركة الاجسام في الكون.()
التجريب في القوة للنبات
من خلال عمليا البحث يرى الباحثون أن النباتات تتخذ طريق التفتح حيث تتعلم هذه النباتات عن طريق المحاولة والخطأ عند حدوث تغيرات كافية، بحيث يتم تقليل تعرض النبات للمزيد من السلبية إلى الحد الادنى ، حيث يقوم النبات بتعديل منطقة الاستراتيجي المتعلّق بالاستجابة للإشارات البيئية الاخرى ، مثل المغذيات ودرجة الحرارة والرطوبة ، إضافة إلى تلك العلاقة المتعلقة بتاريخ النبات ذاته العمر والامراض التي تعرّض لها سابقاً.
القوة في دماغ النبات
ففي النبات مثله في الحيوانات هناك النمط الضئيل جداً من الانظمة الاشارية الكهربية ، يرى (تريوافاس) موضع الدماغ الحقيقي للنبات الذي يستند إلى:
⦁-;- ايونات الكالسيوم وهي الوسيط الرئيسي لتمويل المعلومات الحسية إلى لغة داخلية مشتركة وبالامكان دمج الإشارات المختلفة فيها.
⦁-;- وإن استلام أيّ إشارة من قبل النبات على المستوى الحسي، حيث يلتقطها النبات فهي تسبب ارتفاعاً مؤقتا في مستويات الكالسيوم .
⦁-;- وهذا الارتفاع في مستويات الكالسيوم يحدث بعد فترة زمنية معينة تتباين قليلاً بالاعتماد على نوع الإشارة الحسية التي تم استقبالها، مما يساعد النبات على التفريق بين تلك الاحاسيس المختلفة.
⦁-;- ومنظومة الكالسيوم هذه في المكان المحدد الذي تتم فيه عمليات الحوسبة واتخاذ القرارات ، إضافة إلى تخزين الذكريات المتعلّقة بالنبات.
⦁-;- وقد أظهرت التجارب أن أيونات الكالسيوم لا تبتعد كثيراً بعضها عن البعض الاخر ، فهي تنتشر لمسافة قصيرة فقط من مستودعات مخزنية معينة داخل الخلايا وعبر قنوات الكالسيوم الموجودة في الغشاء الخلوي المحيط بها.()
ولكن عند الارتباط بمجموعة مختلفة من المواد الكيميائية إضافة إلى الأنزيمات الاخرى ، في هذه الحالة يمكنها أن تشجع قنوات الكالسيوم المجاورة على أن تفتح بما يسمح في النهاية بنقل الإشارات وعبر مسافات أكبر وعبر خطوات عديدة.
من هنا تكون إشكالية المرونة والتعقيد، والموجودة أصلاً في الشبكات العصبية للنبات وهي عبارة عن مفاتيح يمكن التحكم بها، حيث تمر عبر إشارات وسبُل معينة مكونة تلك المفاتيح والتي يتم الربط بينها بفعالية من خلال توزعها على الغشاء الخلوي، والمفاتيح توجه اتجاه مرور المعلومات وعبر سبل محددة، ويمكن الضبط والسماح بمرور أو يمنع الإشارات ، من جهة أخرى يمكن تنسيق تحركات الكالسيوم عبر الشبكة في صورة موجات أو ذبذبات تماماً مثلما يحدث في الشبكات العصبية.()
لغز دراون يظهر من جديد
من المعروف للباحثين ، أن أصل الانواع لدارون حدد الاشكالية في عملية النمو وتطورها في تاريخ البشرية، يقول دارون أن العين شديدة التعقيد إلى الحد أن تطورها من خلال الانتخاب الطبيعي يبدو صعب التصور وهو يتنافى مع العقل ، ويقول دارون إن مفتاح هذا اللغز يكمن في العثور على عيون متوسطة التعقيد في المملكة الحيوانية. وقد كشفت دراسة تفصيلية جديدة أجريت في جامعة (لوند السويدية) لعيون قنديل البحر الصندوقي boxjellyfish من نوع Tripedalia cystophara عن واحد من هذه المراحل الوسطي الأخاذة وقنديل البحر الصندوقي كائن مريد وشديد السمية ، وفي الوقت نفسه ساحر الجمال:
⦁-;- يحمل 24 عينا.
⦁-;- يحمل أربعة أدمغة متوازية وستين فتحة لاطلاق السموم.
⦁-;- تتوزع العيون على عناقيد نشر على النواحي الاربع لجسمه شبه المكعبّ.
⦁-;- وست عشرة من هذه العيون هي شبيهة بندوب من صبغات حساسة للضوء، لكن زوجاً من العيون تقع في كل عقود معقد التركيب وعلى نحو غريب، إضافة إلى عدسة متطورة، وشبكية ، وقزحية، وقرنية كل هذه التفاصيل في عين عرضها (0.1) ملليمتر وتشير المعلومات بإن قناديل البحر عمرها مليارات السنين فهي تكيفت مع درجة الحرارة طيلة هذه السنوات تكاثرت بشكل غريب داخل البحر واصبحت الآن أعدادها بالمليارات وهي قابلة للزيادة.
تركيب العدسة
وتركيب عدسة قنديل البحر الصندوقي فريد نظراً لأن معامل الإنكسار refractive index وهو مدى كسرها لحركة الضوء يتدرج من ناحية إلى أخرى، وأن الصورة تتكون خلف الشبكية، فأنها تظهر ضبابية. وهي على العموم قادرة على رؤية الاجسام الكبيرة الساكنة. في حين تتجاهل العوالق من كائنات حيوانية أو نباتية صغيرة معلقة في تلك التيارات المائية وتشير المصادر البحثية بأن تلك كانت المرحلة التي بدأ منها تطور نمو العيون القادرة على رؤية الصور الواضحة.()
فلسفة ميندل في تطور الصفات
فقد إستخدم ميندل (1822ـ 1884) أسلوبين في معالجة تجاربه الاولى في اختبارات النباتات لمدة سنتين، حتى يتأكد من أن الصفات الخاصة التي كان يدرسها دائمة ومتناقلة من جيل إلى جيل. ولم يكن علماء النبات يقومون سابقاً بتجارب تهجين كهذه ، أما الاسلوب الثاني الذي عالج فيه ميندل تطور الصفات. إذ كان يفرّق بدقة بين أعمال التهجين المتغيرة والتي يمكن أن تتغير ولديها السمات الأصلية (الابوية) في بعض الأجيال.
وقد درس ميندل (7) سمات على الاقل لأنواع مختلفة من حيات البسلة (Pisum) بما في ذلك وضع أزهارها على الساق.
والفروق ما بين أطوال الساق، ولون غلاف الحبات غير الناضج، وشكل البذور الناضجة، كذلك لون غطاء البذور، وكانت دراسته لحقيقة شكل البذور هي التي ميزت دراساته.
وكان ميندل في كل تجاربه التقليدية، يقوم بتلقيح مجموعة من حبات (البيوزم) ذات البذور المستديرة بتشكيلة من البذور المجددة. كان لدى الجيل الاول (F1) من النباتات بذور مدورة. وفي العام التالي زرع ميندل البذور المدورة وتفحصّ بذور الجيل الثاني من النباتات (F2) وكان هناك (5474) بذرة مدورة و (1850) بذرة مكرنشة أي بمعدل تقريبي (3: 1) حسبما تم تسجيله، وعندما زرع ميندل بذور جيل (F2) وجد أن جميع النباتات التي تنمو من بذور مدورة، كان ثلثها ذا بذور مدورة فقط، في حين أن الثلثين الاخرين أنتجا بذوراً مدورة ومكرنشة معاًن وبمعدل (1:1) مرة أخرى.
أجرى ميندل (6) تجارب إضافية ليستفحّص وراثة الصفات الاخرى في البذور ، واستخلص نتائج مشابهة على نحو ملحوظ، وبذات النسبة الرياضية (3: 1) بالنسبة للسمات الموروثة.
وحتى تلك المرحلة التاريخية لم تختلف نتائج ميندل كثيراً عن تلك النتائج التي توصل إليها (كويلرويتر وغايرتنر) وما كان مختلفاً في ذلك هو التحليل الرياضي الذي استخدمه ميندل في النتائج والمضامين المستخدمة.()
من جهة أخرى أن علم الوراثة Genetics هو العلم الذي يهتم بدراسة انتقال الصفات عبر الاجيال للكائنات الحية، وهو المعنى بالاجابة عن أي سؤال، إضافة إلى أننا نعيش اليوم عصر الوراثة مع إمكاناتها الواسعة من خلال رسم خريطة للجينات البشرية وهندسة لتلك الجينات.
وإن المعرفة الاساسية عن علم الوراثة كعلم حصلنا عليها عبر التجارب العملية التي قام بها الراهب النمساوي غريغور ميندل (Gregor Mendel) ومعرفة الوراثة قد بدأت منذ عمليات التزاوج للبازلاء في الدير ، أما المعرفة الحديثة عن علم الوراثة فقد أكتسبت من خلال دراسة التنوع لنماذج مختلفة من الكائنات الحية مثل:
البكترياعفن الخبزالديدان وذبابة الفاكهة وقد شملت الدراسات معرفة موسعة عن وراثة الانسان.
إضافة إلى الوراثة الجزيئية والتي قد ظهرت خلال القرن السابق بالتحديد في العام 1953 على يد العالمين (داتسون وكريك) حيث شاركا في علم العصر الحديث للوراثة وعندما توصلا إلى تركيب جزئي الدنا (DNA) لأن هذا الاكشاف اعتبر بمثابة نقطة تغيير ، بل هو تجول في علم الأحياء ، وقد اصبح العلم قادراً على الاجابة وبصورة دقيقة على التساؤلات المتعلقة بعلم الوراثة .()
الصفات المظهرية
من الطبيعي ومن البديهي أن الصفات المظهرية والمعلومات الوراثية تنتقل من الآباء إلى الابناء ومع ذلك فالابناء لديهم سمات مختلفة عن الآباء مثال على ذلـ:ـك:
إن الفئران المكسوة باللون الاسود تنتج بين فترة وأخرى فئران مكسوة باللون الابيض، هذا يعني أن الصفات ليست على نمطٍ ثابتوبالإمكان أن يحدث تنوع خاصة بين الأجيال المتعاقبة، وبالنسبة إلى النبات له صفات معينة وملامح مميزة تظهر من خلالها تلك الانماط الوراثية، ومن خلال التجارب العملية قام العلماء بزراعة تلك النباتات، وتتبعها وراثياً، أما في الحيوانات فيقوم العلماء بعملية المزاوجة للكشف وتتبع إنتقال الصفات من الآباء إلى الابناء والذرية بالكامل، وقد توج هذا العمل بالعالم النمساوي غريغور ميندل في العام 1860 بتطوير القوانين الاساسية في الوراثة بالاعتماد على تكوين صفات وراثية جدية في تجاربه.()
دينامية التطور
إن الدليل على دينامية التطور على مستوى الحياة هـو ما يدعم نظرية التطور Theory of Evolaution هو سجل التحجرات Fossil Record والتشريح المقارن Comparative Anatomy وعلم الاجنة المقارن Comparative Embryology والكيمياء الحياتية المقارنة والجغرافية الحيوية Biogeography.
تاريخ الحياة
نعتقد أن تاريخ الحياة يستند بشكل رئيسي على سجل المتحجرات، وتمثل المتحجرات Fossils البقايا أو الدليل على عدد من الكائنات الحية التي عاشت عبر حقب طويلة. وإن اقدم المتحجرات الموجودة هي خلايا بدائية النواة Prokarotic Cells والتي يعود تاريخها إلى ما يقارب 3.5 مليون سنة. بعدها تعقدت هذه المتحجرات حيث أعقب الخلايا بدائية النواة خلايا حقيقية النواة Eukaryotic cells وقد أعقب الحيوانات اللافقرية invertebrates الحيوانات الفقرية vertebrates حيث بدأ التطور منذ حوالي (5) مليون سنة، إلا أن الإنسان الحديث (Homosaplens) لم يظهر في سجل المتحجرات إلا قبل ما يقارب من (100,000) سنة.
نقول إن هذا دليلاً واضحاً على وجود تاريخ حقيقي لهذه الحياة يستند على الحدث التطوري Evolutionary Events ().
إن الحدث التطوري هذا قاد إلى ان الحياة تسير بدينامية متصاعدة وأن العلم يسير وفق نظريات تصاعدية لأن مكمن القوة في الحدث التطوري يسير بكل الاتجاهات وعلى كل المستويات.
الصلات التشريحية المشتركة
لقد أوضحت الدراسات المقارنة بعد تشريح مجموعة من الكائنات الحية، حيث ظهرت النتائج بإن لكل كائن حي ما يسمى بوحدة التصميم Unity of plan . وقد ظهر أن جميع الحيوانات الفقرية من نوع متماثل من كتلة الهيكل Skeleton حيث أن وحدة التصميم تساعد على تصنيف الكائنات الحية إلى مجاميع مختلفة فالكائنات الأكثر تشابهاً لبعضها البعض توضع ضمن النوع species نفسه، والانواع المتماثلة توضع ضمن الجنس Genus والاجناس المتماثلة توضع ضمن صنف العائلة Family ، وتستمر عملية التصنيف من صنف العائلة إلى صنف الرتبة order ثم الصنف class ثم الشعبة phylum ثم المملكة kingdom . وعند تصنيف أي كائن حي يتبّين تفاصيل المملكة والشعبة والصنف والرتبة والعائلة والجنس والنوع التي يعود إليها هذا الكائن الحي. وانطلاقاً من نظام التسمية الثنائية Binomial system في تسمية الكائنات الحية، وبالنتيجة فإن لكل كائن إسماً مؤلفاً من جزئين هما الجنيس Genus والنوع Species الذي ينتمي إليه الكائن الحي . فالانسان يسمى بـ Homosapiens وتسمى القطة المنزلية Folis domestica ويمثل علم التصنيف Taxonomy أحد فروع علوم الحياة Biology الـذي يهتم بدراسة تصنيف الكائنات الحية. ويدعى عالم الاحياء Biologist هذا العلم الذي يهتم بدراسة تصنيف الكائنات الحية ويدعي عالم الاحياء Biologist هو العلم المتخصص بتصنيف الكائنات الحية باسم عالم التصنيف Taxonomist.()
المملكة الحيوانية Animalia تشمل جميع الحيوانات
الشعبة الحبليات Cbordata تشمل الفقريات (الاسماك والبرمائيات والزواحف والطيور والثدييات).
الصنف الثدييات Mammalia الثدييات (القطط والكلاب والخيل والفئران والاغنام والابقار..الخ)
الرتبة المقدمات Priimates القرود والإنسان
العائلة البشرية Hominidae الأشكال ذات الصلة القريبة الانسان، والانسان المنقرض والإنسان الحديث
الجنس هومو Homo الإنسان المنقرض والحديث
النوع سيبيانس Sapiens الإنسان الحديث
جدول رقم (1) يوضح تصنيف الإنسان الحديث



نفي الإثبات في النظريات العلمية
إن النظريات العلمية التي تأسست إنطلاقاً من نفي لنظريات سابقة، لقد كانت نظرية (بارميندس) و(لوقيبوس) : يعتبر لوقيبوس وجود الحركة نفي جزئي للنظرية البارميندية التي تؤكد بإن العالم هو ملاء ولا حركة فيه هذا التقدير قاد إلى (نظرية الذرات والفراغ) إنها أساس النظرية الذرية وقد جاء نفي غاليليو للنظرية الارسطية في الحركة والذي قاد إلى تشكيل نظرية التسارع، وفيما بعد قاد إلى النظرية الديناميكية النيوتونية، ومن جانبه رأى غاليليو في أقمار المشتري ودورات الزهرة هو نفي لنسق بطليموس، ومن هنا تشكلت براهين أمبيريقية مؤيدة لنظرية كوبرنيكس التي نافستها. ثم جاء نفي (تورشيلي) وأتباعه لمبدأ (الطبيعة تخش الفراغ) الذي بواسطته أظهر التصور الميكانيكي للعالم بعدها جاء نفي (كبلر) للحركة الدائرية التي دافع عنها وعن شرعيتها الجميع في المعمورة حتى من قبل (تيخوبراهيه) و(غاليليو) بدوره قاد إلى قوانين (كبلر) وإلى ابعد من ذلك أي إلى النظرية النيوتونية(). وإلى نفي (لافوازيه) لنظرية اللاهوب Plilogiston Th eoly هو الذي فتح الطريق أمام الكيمياء الحديثة .
ونفي نظرية نيوتن في الضوء (بواسطة تجربة ثقوب يونغ) الذي قاد إلى نظرية يونغ فرينل سرعة الضوء داخل الماء المتحرك، تمثل نفياً آخر لنيوتن الذي مهد للنسبية الخاصة Special Relativity ثم تجربة Oerste ، عندماأولها فارادادي كنفي للنظرية الكلية للقوى المركزية لنيوتن ، التي فتحت هكذا الطريق لنظرية الحقل _لفارادادي) (ماكسويل).()
والنظرية الذرية: كان نفي الطابع الذري للذرة من قبل إلكترون (طومسون) ومنها نشأت النظرية الكهرومغنطيسية للمادة وفي الوقت نفسه تم ظهور الالكترونيك ويتعلّق بهذه المسائل محاولات (إينتشتاين) و(Weyl) لإقامة نظرية واحدية مولدة للجاذببية وللكهرومغنطيسية . وكانت تجربة Michelson (1881، 1887، 1902، ...الخ) قاد إلى تجربة Lorentz لقد كان لكتاب (لورانتز) أهمية حاسمة بالنسبة لأينشتاين الذي اعتمده مرتين في الفقرة (9) في نظريته النسبية لسنة 1905 (واينشتاين نفسه لم ير في هذه التجربة شيئاً مهماً) والنظرية النسبية الخاصة هي A تطويرا لصورانية تجربة لورانتز ، وهي B مختلفة عنها، لأنها نسبية لنفس هذه الصورانية، وليس هنا تجربة حاسمة للفصل ما بين التأويليين تأويل لورانتز وتـأويل أينشتاين لكننا إذا سلّمنا بنظرية الفعل عن بعد Action At Distance ، يجب علينا العودة إلى لورانتز . هناك الاكتشافات العرضية Roentgen و Becquerel لفت بعض الاستباقات (اللاشعورية) خصوصاً استباقات Becquerl التي كانت لها كما نعلم نتائج مؤثرة وجاءت نظرية Wilhelm wien حول إشعاع الأجسام السوداء، المرضية جداً في جزء منها، حيث دخلت في صراع مع نظريات مرضية وفي جزء منها أيضاً للسير James Jeans واللواء Reyleign لقد قاد نفي Lummer و Pringsheem لإشعاع وايليف وجنس Jeans مع أعمال Wien إلى نظريته الكوانتا لبلانك التي نفي فيها، واحدة من نظرياته السابقة، ويتعلّق الأمر بالتأويل المطلق لمبدأ الانتروبيا The Entropy تتعارض مع نظريات احتمالية مثل نظرية بولزمان .
إضافة إلى التجارب التي اجراها philipp Lenard على الأثر الفوتو الكتروني Photo Electric كانت غير ملائمة كما أشار إلى هذا الموضوع لينارد نفسه، إضافة إلى تنبؤات نظرية ماكسويل.()
هناك النفي المناهض للنظرية الذرية والظاهراتية للمادة حيث ترك أينشتاين - في مقاله لسنة 1905 حول الحركة البرونية Brownien - الانطباع أنه يمكن تأويل هذه الظاهرة، لنفي لهذه النظرية، وعليه فعند بذل هذا المقال الكثير، من أجل إقامة حقيقة الجزيئات والذرات. من جهة أخرى تم تفنيد له Retherford النموذج الدائر في دوامة (Vortex) للذرات قاد مباشرة إلى الهيدروجين لبوهر Bohr في العام 1913 وهكذا، قاد في نهاية المطاف إلى نظرية ميكانيكا الكوانتا، وجاء نفي راذرفورد في العام 1919 للنظرية القائلة أن العناصر الكيميائية لا يمكن تحويلها اصطناعياً وإن إنحلت بصفة عفوية. وقد نفيت نظرية Slater , kramers , Bohr من قبل Compton وsimon و هو النفي الذي قاد إلى ميكانيكا الكوانتا لها يزنبرغ وبورن وجاء تأويل شرودينغر Shrodinger لنظريته التي كانت أيضا نظرية دي بروغلي وقد نفى بالتأويل الاحصائي لموجات المادة في تجربة Germer , Davidson كذلك نظرية جورج تومسون وهو ما قاد إلى التأويل الاحصائي لبورن. وجاء اكتشاف البوزترون Positron من قبل أندرسون في العام 1932 وهو ينفي أشياء كثيرة نظرية الجزيئات من الاساسيين الاوليين البروتون الالكترون وقد نفى وحفظ الجزيئات Conservation وقد نفى أيضا التأويل الاصلي لديراك -dir-ac نفسه للجزيئات الموجبة التي تنبأ بها في نظريته لقد كان يعتقد أن الامر كان منفياً. وكانت النظرية الكهربائية للمادة من قبل اينشتاين ووايل والمؤيدة ضمنياً أو على الاقل المقصودة بالبحث من قبل أينشتاين حتى أواخر عمره لأنه يؤول النظرية الموحدة للحقول كنظرية ذات حقلين حقل تجاذبي وحقل إليكترومغنطيس وقد تم النفي بعد اكتشاف النيترون . وقد نفيت أيضاً بواسطة نظرية القوى النووية() لـ Meson Yukawa Yukawa لقد تولد من هذا النفي نظرية النواة. وجاء نفي الاحتفاظ المتكافئ Parity conserration لقد كان على بوبر ان يستبدل المنهج الاستقرائي الذي كان يعتبر منهجاً للعلم بشكل عام وذلك لاعتماده على المنطق الاسقرائي باعتباره وسيلة للكشف العلمي، بمنهج افتراضي استنباطي يتناول مشكلة الابستيمولوجيا تناولاً تطورياً متنامياً هو منهج المحاولة الافتراضية حيث يكون الخطأ مستبعدا ويرى كارل بوبر ، أن الكشف العلمي محكوم بصياغات منطقية ثابتة تحتوي على ثلاث محاور:
المحور الاول: يبني السيناريوهات العلمية من قبل رجل العلم ، سواء كانت فرضيات أو نظريات، وهي تؤخذ على سبيل المحاولة Essai لحل الاشكالية المعنية والمعقدة التركيب بالنسبة إلى الكون.
المحور الثاني: يقوم رجل العلم باخضاع (محاولاته) أو تخميناته لاختبارات معقدة وقاسية ومنهجية وعلى قدر كبير من الاهمية والتخصيب، بحيث تستطيع أن تحقق النجاح سواء في النفي أو التفيند .
المحور الثالث: تطبيق منهجية المحاولة واستبعاد الخطأ، وهذا يستلزم التخلي عن اليقينية الثابتة في الذات والقبول بدون تحفّظ هو عرض تخميناته للمناقشة عبر الهيئات العلمية، في أطار عملية، المناقشة وفي إطار الطرح الذاتي المتبادل Intersubjectivite .
هذه المحاور أعلاه تثبت حسب رأي بوبر ذلك الافق الضروري والمهم للإبداع العلمي، وهو الذي يصلح للعلوم الطبيعية، والامكان تطبيقه على الحياة السسيولوجية، أي الايمان بالمنهج الافتراضي الاستنباطي إنها ابستيمولوجيا افتراضية().
وهناك رأي مخالف في أطار المذهب التجريبي يقول: بإن التعميم الاستقرائي بحاجة إلى بنية افتراضية للقضايا كذلك مصادرات يجب إثباتها بصورة غير مرتبطة بالاستقراء، وإن اثبات تلك المصادرات تكون غير ممكنة إلا بالطريقة العقلية أي طريقة المذهب العقلي لأنها تصب في قضايا عقلية قبلية ولا بالطريقة التي استنتج فيها المذهب التجريبي السابق عندما إعتقد أنها نتائج لاستقراءات سابقة، أي ان حتى المتغير في هذه القضية له معنى ويرتبط بمعلومة() وما دامت هذه المصدرية غير قابلة للتحقيق كذلك الحاجة إلى استدلال استقرائي لن يؤدي إلى نتائج ابستيمولوجية ، إنما يقتصر دوره على نظرية الاحتمال بمعنى أن كل تجربة في السياقات الاستقرائية تؤدي إلى قضية احتمالية لقضية استقرائية.
من هنا كان هذا الاحتمال في إطار نظريه يتناسب طردياً مع ما يشتمل عليه الاستقراء من تجارب.
العقلي والحسي
أن من بحث في القضية الاستقرائية وتناولها تناولاً تحليلياً لم يجد مسعاً جوهرياً سوى الرجوع إلى السياق العقلي الذي لم ينتجه الحس أي لم يكن نتائج الخبرة الحسية، فتعميم الاحكام تجريبياً لابد أن يكون في سياقاتها المبدأ الاستقرائي العقلي.
من هنا فقد طورت الفلسفة والفيزياء تصور (الشيء إلى الجوهر المادي) والذي يتألف من جزيئات كل منها صغير جداً، ويبقى عبر الزمن وعليه فقد استبدل (اينشتاين) الاحداث بالجزيئات، فكل حادثة تربطها بالاخرى علاقة يطلق عليها (الفاصل) ويكون تحليلها بطرق عديدة ومختلفة أي إلى عنصر زماني عنصر مكاني وجاء الاختيار بين هذه الطرق المختلفة كان عكسياً، ولم تكن أيّ طريقة منها تفضّل نظريا على سبيل المثال لنأخذ حادثتين: A و B ، في مناطق مختلفة ، فقد يكونان متزامنين ، وطبقاً لحالة أخرى تكون A أسبق من B وطبقا لحالة ثالثة قد تكون B أسبق من A وبالتالي لم تكن هناك حقائق فيزيائية تطابق هذه التفاصيل المختلفة.
ومن هذا المنطلق تكون الاحداث لا التفاصيل المتعلقة بالجزئيات هي التي تحتم أن تكون المادة الرئيسية للفيزياء. وما كان جزئيا ينبغي أن يكون سلسلة من الأحداث. وأن سلسلة الاحداث التي تحل محل الجزئيات هي التي تحمل الصفة الفيزيائية.()
ومادامت الحادثتين عند رسل في المثال السابق هي غير متزامنة طبقاً لحالاتها المختلفة في B-A فإننا بهذا الحكم لا يجوز أن نسير بصحة الاستدلال والانتقال من حوادث الماضي إلى حوادث المستقبل، دون رجوعنا إلى المبدا العقلي القبلي، مثل مبدأ الاستقراء في الحادثتين في B-A عند رسل هل يجوز أن تجيء التجربة في الحادثتين مشابهة لتجارب سابقة؟ فالمبرر العقلي القبلي هو الذي حدد المناطق المختلفة لمجيء AB بشكل متزامن، وطبقاً للحالات الاخرى كما هو موضّح قد تكون A اسبق من B وفي حالة ثالثة كما قلنا قد تكون B اسبق من A وبالتالي لم تكن هناك حقائق تجريبية فيزيائية تطابق هذه التفاصيل الاختلافية. في حين يرى بعضهم أن تجربة الماضي وفي أيّ حالة من A وb ليس فيها أيّ مبرر عقلي وهم يريدون أن يحكموا على المستقبل من خلال حالات A و B يزيدون الصدق اليقيني في المحصلة أي يكون الاستدلال استنباطياً نتيجة المحتوى في المقدمات كما في المثال أعلاه في الحادثتين حسب رسل.
من هنا فالإستقراء ليس استنباطاً عقلياً هناك في العلوم الطبيعية تكون للأرجحية لا إلى اليقين، لأن العملية اليقينية لا تقوم إلاّ على التفاصيل في القضايا التكرارية التي من مسلماتها أنها لا تحدد أشياء جديدة مثل العلوم الرياضية أما التفاصيل الاخرى والمتعلقة في التفاصيل الاخبارية، فهي تجنح إلى الخطأ، وعليه يكون صدقها هو صدقاً إحتمالياً وإذا كان من المفاهيم المطروحة، بأن الترجيحات المتعلقة بالاستقراء تكون نتائجها احتمالية فالتجريبية هي الاخرى تخضع للترجيحات الاحتمالية، لأنها تخضع للخطأ والصواب.
لذلك ينطلق هيوم من أن A ليس هي السبب في وجود B ، وفي الفلسفة الديكارتية كما في الفلسفة المدرسية أفترض لهذه النظرة إرتباط العلّة بالمعلول وهو الارتباط الضروري هناك القوة الغائبة التي يولد بها موضوع موضوعاً آخر ولا يمكن اكتشافها من فكرتي الموضوعتين، أننا يمكننا أن نعرف العلّة والمعلول من خلال التجربة فقط لا من خلال الاستدلال أو من خلال عمليات التوكيد.


















خطاطة رقم (5) توضيح استبدال (اينشتاين) الاحداث بالجزيئات
وهنا نريد أن نقول، أن عمليات التفكير تسبق عمليات التجريب بل بعمليات التفكير نستطيع أن نجرب فالتفكير لا ينفصل عن التجريب فالتفكير في معادلة كيميائية تبدأ بعملية تفكيرية ومن ثم تتحول إلى تجربة ، أيّ لا يمكن أن نفصل العمليات التفكيرية عن العمليات التجريبية ، فالقوة التي تنتج المعلول هي قوة تفكيرية + قوة تجريبية تنتج لنا علّة وتنتج لنا معلول و A العلّة التي لا نعلم قوتها تنتج لنا معلول يتشكل بالقوة ولا نعلم ما هي هذه القوة و B-A يخضعان إلى مرتكزين للقوة. وتكون التجربة بالحادثتين B-A وهنا الارتباط ليس إرتباطاً منطقياً لان هناك قوة انتاجية بين B-A لاننا لا نستطيع أن نكتشف شيئاً في A حتى يقود إلى إنتاج B وكما يقول هيوم ، أن التجربة المطلوبة هي التجربة بالاقتران المطرد للاحداث من العنصر A والاحداث التي ترافق العنصر B وما يرافقهما من زمان ومكان وأن إدراك أحدهما يعني أدراك الآخر، وهذا الاستدلال لا يجده العقل، مادام هذا الموضوع مرتبط بالعلوم الطبيعية وهذا الاستدلال لا يمكن أن يكون ضرورياً إذا ما استدل عليه بالتجربة().
ويمكن تفسير وحدة التصميم Unity of plan على أساس التحدر من مشتركان أي من سلف مشترك common Ancestor .
إن الانواع التي تشترك بسلف مشترك حديث هي التي تمثل القوة الفضية في A و B وانتقالها إلى معلول جديد في C فالإشتراك بعدد قليل من الجينات نفسها فهي تكون أقل تشابها لبعضهما البعض، وأن العملية الاختلافية تظهر باستمرارية الكائن الحي في تلك المسارات التطورية، وحتى بعد تكيف تلك الكائنات القريبة الصلة لأنماط مختلفة من تلك الحياة، فإنها قد تستمر بإظهار التشابهات في العمليات التركيبية والعلم الاجمالي كان قد افني الكثير من القيم الاحتمالية داخل العلم الاجمالي، الأ أنه أخفى قيمة من تلك القيم الاحتمالية.
فالسببية في A و B على ضوء العلمين الإجماليين وهما: العلم الاجمالي في التصميم على أساس التحدر كما قلنا على المستوى علوم الطبيعة الذي يحدد الاحتمال القبلي لسببية A و B على مستوى البيولوجيا، وإذا كنا نعلم مسبّقا بأن لـ B سبباً وأن هذا السبب أما A وأما C فسيكون هذا العلم هو الخلاصة للتراكيب الاثرية على Vestigial structure وهي مظاهر تشريحية تطورت بشكل كامل حتى أصبحت فعّالة داخل مجموع واحدة من تلك الكائنات الحية ومختزلة وعديمة الوظيفية -function-less في مجاميع متماثلة هناك العلم الاجمالي الذي تم أتخاذه في مرحلة سابقة فكان اساسياً لتنمية هذه المجاميع المتماثلة فكانت C هي المرتكز التشريحي للقوة مثال على ذلك أن لمعظم الطيور لها أجنحة نامية بشكل جيد تستعمل في الطيران، وعدد من الطيور لها اجنحة مختزلة بحيث تمنعها من الطيران. كما ان الثعابين ليس لها أطراف خلفية لغرض الاستعمال، ولكن رغم ذلك فإن عدداً منها يحتوي على بقايا من حزام الحوض والسيقان Legs كذلك للإنسان عظم ذيلي Tailbone يطلق عليه بالعامية (العصعوص) coccyx أي أنه لا يملك ذيلاً.
ويوضح تاريخ التطور المشترك ، وجود التراكيب الاثرية بسببه وراثة الكائنات الحية لتراكيبها التشريحية ، أي أنها تمثل آثار التاريخ التطوري للكائن الحي.()
وهذا ما أكده دارون بأن كائنات حية معينة هي التي تبقى لكي تتكاثر، أما علماء التطور الحديثينModern Evolutionsits فإنهم يؤكدون على التنافس وهو الذي يؤدي إلى التكاثر المميز والتفاضلي Differential Reproduction .
هناك الاشتراك الطبيعي بالموارد والقابلة على التكاثر وهنا تكون الاسبقية للتكاثر للكائنات الحية صاحبة الفرصة من الكائنات الحية المحيطة بها.()
إن الدراسات الجزيئية تشير إلى أن الانسان من الناحية الوراثية يشبه كثيراً قرد الشمبازي Chimpanzee والغوريلا Gorill وتسلسل النيوكليونيدات في الجنينات إضافة إلى تسلسل الحوامض الأمنية في البروتونات والخواص المناعية للجزيئات المختلفة كل هذه التفاصيل تشير إلى الصلة الكاملة والقريبة بهذا القرود Apes ، وهناك خواص تميز الإنسان عن القرود وهو :
⦁-;- المشيء بشكل منتصب.
تفاحة الانسان Human Culture .
⦁-;- البعد عن مصادر الاحتياج الاساسية يؤدي بدوره إلى غياب المعرفة بالبيئةز
⦁-;- إن تصنيف الانسان الحديث يقع ضمن العائلة البشرية Hominids (Hominidae) إضافة إلى بقية الاشكال ذات الصلة التجريبية.()













ديناميكيا التطور والتعريف الاحتمالي للقوة





الفصل الثالث
ديناميكا التطور والتعريف الاحتمالي للقوة
السياقات المتعلقة بالتعريف
التعريف: هو تحديد ما يريده المعنى في هذه الإشكالية وهي إشكالية تتحدد بالجوهر الفلسفي لاشكالية التعريف، إضافة إلى ذلك فإنها وصفاً لطريقة التعريف المتعلقة بإنساق التطور الفكري والبايولوجي، والسسيوسيكولوجي، والعلم بشكل عام: هو تحديد المراد تشخيصه في هذه الاشكالية على سبيل المثال :
⦁-;- تحديد القوة الابستيمولوجية ما يتعلق بالتطورات العلمية .
⦁-;- تحديد الحرارة هو موضوع العلم الذي يقوم على تفاصيل دقيقة.
⦁-;- وتحديد المادة وهو موضوع لتفاصيل دقيقة من العلوم والتحديد لمفهوم التعريف هو حل هذه الاشكاليات التي تكون ناتجة عن معنى الالفاظ المعرّفية.()
ثم يأتي التعريف الاحتمالي المتعلق بالتطور الابستيمولوجي إذا كانت النتائج التجريبية حسب التطور الابستيمولوجي في ظل شروط علمية تجريبية معنية نريد ان نرمز إليها بـ A هي B من تلك الحالات، وكانت تلك الحالات تتعلق بالاشكالية المتنافية أي بين A وB أو أنها تتساوى في التفاصيل، وأن الحادث الفيزيائي حسب أينشتاين يظهر في C بهذا المعنى التعريفي تظهر في عدد معين من تلك الحالات المتساوية أو المختلفة عندما نرمز إليها بـ D فإن احتمال C هو بالنسبة إلى A ولدى التدقيق في هذه القضية في دراسة المنطق الاحتمالي نجد من الافتراض الابستيمولوجي وبصورة مسبّقة يكون الاحتمال بمعنى آخر؛ لأن الاحتمال يتم تفسيره نسبة إشكالية الحالات الموافقة لتلك الحادثة المطلوبة في D إلى مجموع تلك الحالات المترقبة بعد عملية الافتراض ، هو أن جميع تلك الحالات تكون متساوية هذا يعني أن هناك قيمة وقوة احتمالية للحادث الفيزيائي الذي يقع في D .
وهذا الحادث الفيزيائي حسب أينشتاين ينطبق عليه اشكالية الاحتمال بسبب تعرضه للحادث لا إلى الجزئيات حسب أينشتاين . إضافة إلى هذا نقول: هناك قيمة إحتمالية للحالات عينها، بدليل افتراض تساوي جميع الحالات، وهذا يعني أن لا قيمة لذلك التساوي الاّ في قيمة الاحتمال، إذاً نخلص إلى نتيجة: أن لكل حالة من الحالا الامكانية المتساوية قيمة الاحتمال لأن القيمة الاحتمالية لا يخصها ذلك التعريف هذا يعني ان التعريف وبصورة مفترضة ومسبّقة هو التساوي في القيمة الاحتمالية، والمقياس في الحدث الفيزيائي الذي يشترطه التعريف للاحتمال يفترض وعلى العموم أن يكون محصن بالقيمة الإحتمالية فهو لا يخضع لتلك القيمة الاحتمالية في المقياس عينه ومن هنا يكون التعريف على مستوى الاحتمال غير دقيق.
احتمالات القيمة في القوة الابستيمولوجية
هناك الاحتمالات على نوعين منها:
احتمالات الحالة الامكانية وهذا القانون ينطبق على حدود القيمة لكل حالة، وافترضنا أنّ الحالات الامكانية كلها تقع في التساوي هذا يعني أننا إنتقلنا إلى النوع الثاني من الاحتمالات أن نكون قد وصلنا إلى احتمالات الحوادث الفيزيائية حسب اينشتاين المرتبطة بالحالات الامكانية التي تعرفنا على تساويها في القيمة الاحتمالية على مستوى التزامن في A و B + المناطق المختلفة + عنصر زماني + العنصر المكاني ورغم ذلك فالتجربة في الحادثتين وإن تساوت في القيمة الاحتمالية، فهي لا تجيء مشابهة لتجارب إمكانية سابقة،
إذاً من هنا لا توجد حقائق فيزيائية إحتمالية بل توجد إحداث لا جزئيات وهي المادة الرئيسية للفيزياء الاحتمالية كما قلنا في صفحات سابقة والتعريف الاحتمالي على مستوى النوعين الاول والثاني هو وضع مقاييس ولا يحدد الاحتمالات سواء على مستوى النوع الاول أو على المستوى الثاني، ولكن بالمقابل يفترض تساوي القيمة للنوعين وبالنتيجة هذا يعني أن التعريف غير دقيق ولا يشتمل الصيغة الاحتمالية بشكل عام.
إن تساوي القيمة الامكانية للنوعين ماذا يعني من اشكالية في هذا التساوي الافتراضي؟
ففي الحالات الامكانية يتم تفسير هذا التساوي في القيمة الاحتمالية وهذا ما تحدد في الخطأ في تعريف للاحتمال لأنه لا يستند إلى المقياس الذي تم تحديده من قبل الاحتمال باعتباره احتمالاً أو باعتباره قيمة إمكانية إحتمالية، وعليه يكون هذا التعريف كذلك غير دقيق في العملية الافتراضية للابستيمولوجيا وإذا فسرنا الحالات الامكانية بالتساوي بالنسبة إلى A أي بالنسبة إلى الحالات والشروط المعينة والتي كان تحديدها إمكانياً في تعريف الشرط A وهو يحتوي على إمكانية تلك الحالات جميعها، فهو يجمع كل تلك الحالات ، فإن كل حالة من تلك الحالات الاشكالية والامكانية بالنسبة إلى A فهي تمثل إمكاناً واحداً ويقع فيA والنسبة هنا تكون وإذا قمنا بتفسير التعريف الافتراضي للاحتمال ونصل إلى محصلة : أن التساوي الإمكاني المفترض، هو لا يستبطن قيمة احتمالية سابقة ، وهنا يعجز التعريف الافتراضي بالنسبة إلى أينشتاين الذي يظهر التساوي التزامني وعبر مناطق مختلفة وعبر الزمكان المختلف حيث يكون هذا الافتراض عاجزاً عن تحديد تلك الاحتمالات.
إذاً: الاشكالية هي اشكالية زمكانية تُظهر التساوي، والاختلاف في الاشكالية في A وB حسب اينشتاين كما أشرنا إلى ذلك في صفحا سابقة.
ويتميز الكونين البايولوجي والفيزيائي بالضرورة الشرطية المتعلقة بالاشياء الجائزة، هناك مجموعة من الكائنات المعقدة التي تشكل فيما بينها ومع الوسط الفيزيائي ، هناك تفاعلات متعددة ، والعلم اليوم يتكون من لغة معقدة وخصائص متمايزة من الناحية البنيوية والوظيفية، هناك نظم معقدة تمارس مقداراً من الضبط ما بين الانضباط في البلورات والفوضى في الغازات.
والنظرة الثاقبة إلى هذه النظم من الوجهة الثيوموديناميكية وهي نظماً مفتوحة لأنها تعمل بعيداً عن التوازن، ونستطيع أن نطلق عليها النظم الديناميكية وهي لا تكون خطية، وهي تتميز ببنية يجعلها تملك القدر الاكبر من الاستقرار عبر المتغيرات الداخلية التي تحصل فيها اضافة إلى المتغيرات الخارجية، مع تبدل متحرك في الوسط والمحيط هذه النظم تمتلك تاريخياً فيلوجنيا وتاريخيا أو نطولوجينياً، وهذا التعريف يعتبر العامل الحاسم في منطومتها السلوكية.()
وينظر إلى هذا المسار في الارتقاء البيولوجي، باعتباره جائزاً لأن الحياة كما يرى كريستيان دو دوف فهي (ضرورة كونية وبهذا المعنى فقد ولدت هذه الحياة عبر عدد من الخطوات ذات طبيعة كيميائية تتلبسها نظرية الاحتمال وفق الشروط التي تكونت فيها.() فالمشاهد حول وجود جزيئات صغيرة محلقة في الفضاء وطليقة، هي التي تولد جزيئات عضوية يمكن العثور عليها داخل النيازك، من هذا يبدأ ظهور الحياة وعلى درجة كبيرة من خلال منطق نظرية الاحتمال وعليه من المحتمل العثور على حياة في مكان آخر من هذا الكوكب وكان البيولوجيون يتحدثون عن المكمن الجوهري داخل حالة التطور البيولوجي وما يتعلق بالواقع الإمكاني الذين يقومون بدراسته وذلك بسبب الأنظمة البايولوجية التي تملك مستقبلاً وأن هذا المستقبل متنوع، بمعنى افتراضي أنه يتحدد بمصدرين في عملية التغير والتحول لا تتشكل بالنسبية لهذا التغير ، فالتغير ذاتي وموضوعي.
الابستيمولوجيا بين التوالد الذاتي والتوالد الموضوعي
إن في التفاصيل الدقيقة بين ما هو أدراك ذاتي وما بين إدراك موضوعي وهو مستقل عن الادراك الذاتي فالادراك الذاتي لتفاصيل جديدة عن نظام تكنولوجي جديد يقوم على البيولوجيا، وحين ندرك أن نظام التكنولوجيات الحيوية والذي يأخذ المكان المهم من خلال التجربة، ندرك أن توالداً موضوعياً كان قد تلازم بين قضية ذاتية وتوالد موضوعي، من هنا تنشأ معرفتنا بهذا الاطار الموضوعي ويقدم ذلك الاترتقاء البيولوجي والجائز وفق منظومة الاحتمال والمعبّر عنه بالبنى الجزيئية الحالية وهي مفاتيح التغير على مستوى الموضوع وبالإدراك التجريبي الذاتي ، من هنا قد يتم التلاحم بين ارتجال فرانسوا جاكوب التطوري والارتجال البيوتكنولوجي وهي سوى خطوة، لأن البيولوجيا الجزئية كانت في الطريق إلى التحقق عندما اقترح فرانسوا جاكوب تعميمها.
وقد وقعت بالمعنى التاريخي للكلمة صياغات الخريطة الجينية في إيكونات وانترونات على يد والترجيلبرت في العام 1978 وقد ادرك هذا الموضوع من الناحية الموضوعية بالنسبة إلى التطور الابستيمولوجي، وفي سياق التكنولوجيا التي نشأت عن الحامض النووي الريبي منزوع الاوكسجين والمعاد تركيبه، وكان لتلك التكنولوجيا سوابق واضحة عن طريق التجريب في البيولوجيا الجزيئية في إعمال فرنو اربر وديفيد بالتيمور وبول بيرغ والتي سبقتها احتمالات لجوشوا ليدربيرغ وإدورد تاتوم وغيرهم.()
إن التوالد الموضوعي في الاستنتاجات هو الاساس الذي يقوم على القياس الارسطي، ولكن التوالد الموضوعي الذي نناقشه الآن مرتبط بالتجريب التكنوبيولوجي ، أما بخصوص التوالد الذاتي، بالامكان أن تنشأ ابستيمولوجيا على أساس معرفة أخرى دون تلازم بين الابستيمولوجيا الذاتية والموضوعية فالتوالد يبدأ ويولد على أساس الابستيمولوجيا المفتوحة في حالة التوالد الموضوعي وهو تلازم الموضوعين للأبستيمولوجيا كذلك التلازم في الحالتين الذاتيتين للابستيمولوجيا تكون تابعاً لذلك التلازم بين الجانبين الموضوعيين وهذا تجري احكامه على الجانبين الذاتيين للابستيمولوجيا، كما أن هذا التلازم غير ملحق بالتلازم بين الجانبين الموضوعيين ، كما أن التوالد الموضوعي هو الحل. أما الطريقة الذاتية في التوالد فهي تعبر عن اللاتلازم بين القضيتين. في التوالد الذاتي هو جواز الماضي وإنفتاح المستقبل هي الصورة الأعم والأشمل في التوالد الموضوعي .وهناك استنتاجات لطريقة التوالد الذاتي وهي نتيجة من مقدمات صادقة لا تستلزم تلك النتيجة ، واستنتاج لطريقة التوالد الموضوعي الذي إستلزم في نتائجه مقدمات كاذبة.
والطريقة الاصح في هذا الموضوع وحسب الاتجاه العقلي هي طريقة التوالد الموضوعي، وعلى هذا الأساس كانت المعالجة للمسافات المكانية بالتوالد الذاتي لأنها تدل على نهايات للتوالدات الذاتية وهي توالدات صلبة النهايات ولكن على العكس في التوالد الموضوعي فهي لا توجد حدود تقطع الزمن، فالاشكالية الزمنية نبأها اينشتاين على الحوادث بحيث لا توجد قوانين في الفيزياء لان سنة التغير هي القائمة ، من هنا فإن عملية الادراك لوحدات الزمن فهي تنتهي بالاختصارات الحسابية لورود التكرار كما في حالة البندول لأنه يدور في دائرة واحدة.

الاستقراء الموضوعي في طريقة التوالد
نعود الآن إلى المربع الاول في المنطق الاستقرائي وعلاقته بالقبلية العقلية، وكان ارسطو في اتجاه الاستقرائي لايمانه بهذا الدليل، يُظهر أن التوالد في المنظومة الاستدلالية للإستقراء تكون دائماً موضوعية ، وأن منظومة الاستدلال الاستقرائية مردها إلى القياس العقلي القبلي الذي يؤشر بأن الصدفة وهي نسبية بالطبع، لا تتكرر والصغرى مستمدة من التجربة الحسية التي تنفرد بالمعادلة المنطقية بأن A و B كانتا مقترنتين دائما والمنطق الارسطي الذي إستمد من الاستقراء والخبرة الحسية والتجريبية الحديثة وهي التي حددت المقياس الصغير في منظومة القياس فهي غير قابلة للحس الاستنتاجي في تقييم القضية الاستقرائية ؛ وهنا تكون القطيعة بينها وبين التعميم من الناحية الموضوعية، من هنا نصل إلى محصلة أن في التعميم الموضوعي للتوالد لا تكون طريقة التوالد لتخضع للتعميم الاستقرائي فلا تلازم بين الاستقراء وبين التعميم موضوعياً، أي هناك قطيعة في طريقة التوالد في المنظومة الاستقرائية موضوعياً إذا ما عالجنا الطريقة الاستدلالية في منظومة العقل القبلية التي تنفي التكرار في المصادفة. وقد حاول "كانت" ومن منطلق مثالي تفسير هذا التوالد الموضوعي على أن عقلنا وإدراكنا هما اللذان يفرضان القوانين على نظم الطبيعة، وكذلك المواضعيون كما يسميهم كارل بوبر، فهم يعيرون البساطة بهذا التعميم ولكن بتصميم أشد إلى قوة الابداع العقلي بحيث أن هذا الابداع يسيطر على التوالد الموضوعي ، وهذه القوانين في الطبيعة هي ليست تعبيراً عن قوانين عقولنا في نظرهم، فالقوانين الطبيعية ليست بسيطة كما يتصورون ولكن من جانب آخر كما يقولون أنها بسيطة لأنها قوانين كنا قد أبدعناها، ومذهب المواضعة كان يجهل توضيح العلاقة بين النظرية والتجربة وعند المذهب الاستقرائي غائب تماماً من الناحية التجريبية.()
التوالد الموضوعي والانعكاس الشرطي
هناك قيمة متميزة يجب أن ننبه إلى مهمة التمييز بين ظاهرة الانعكاس (Reflection) من حيث أنها ظاهرة فيزيائية والتوالد هنا من الناحية الموضوعية يأتي في إطار الفيزياء لأنها تتصف بالمادة اللاحية أو اللاعضوية بشكل عام وهي تبدو على هيئة إنعكاس الضوء مثلاً أو صورة الاشياء في المرآة، هناك ظاهرة الانعكاس الفسيولوجي أو عملية الانطباع الذهني كما هو عند هيوم الذي يحصل بعملية دماغية وذلك بفعل المؤثرات البيئية المحيطة ن وهنا يأتي الشكل الارقى بالإنعكاس لأنه من خواص الدماغ أو أحد أشكال المادة في حركتها الصاعدة أثناء عملية البلوغ في أعلى مستويات الفعل الدماغي للإنسان ورتبط عملية الانكاس بوجود علاقة بين جسمين أحدهما فاعل ومؤثر والاخر منفعل أو متأثر . وعليه فإن صفة الانعكاس تتوقف على طبيعة المؤثر وعلى طبيعة الجسم الذي يستجيب لهذه المؤثرات والانعكاس يحدث في الاجسام الجامدة كذلك التوالد الموضوعي من الناحية العلمية أي في شقه العلمي يحدث في الاجسام الموضوعية الجامدة وبشكل استسلامي المنفعل البسيط والذي هو احد الخواص في عملية التوالد الموضوعي والجمال المتوالد موضوعياً لا يستطيع أن يميز بين عوامل البيئة المختلفة من حيث الاهمية، كما أنه لا يستطيع أن يزوغ عن الإنعكاس في إطار الواقع الموضوعي أو البيئة المحطية إنعكاساً فيزيائياً وهذا الانعكاس أخذ الجانب الانفعالي.()
والذي هو من صفات الطبيعة الاحية، ويقع هذا في مجرى عملية النشوء والارتقاء ويتحدد بالإنعكاس البايولوجي.
وهنا يختلف الإنعكاس من الناحية الجذرية والنوعية عن الإنعكاس فيزيائياً، مع الاستناد إلى هذا الموضوع في أصله في مرحلة نشوء الممالك الحيوانية حيث أصبحت هذه الكائنات الحية وفي بيئتها أكثر تعقيداً، حيث توالد موضوعياً شكل من أشكال الانعكاس بالمستوى الارقى من حالته السابقة وهو الاحساس بالأشياء والاستجابة للبيئة المحيطة به لا مجرد الشعورهذا يعني مدى الاتساع في المنبهات الخارجية التي تستجيب لها تلك الاحياء مثل الحيوانات والراقية منها حصراً التي تستجيب للعوامل البيئية وخواصها مثل الروائح والالوان والاصوات وذلك بفعل نشوء ونضوج مكوناتها الفسلجية.()
وكان (لامارك)(*) وهو أول من نبه إلى نتائج بحوثه في أفكار هذا الموضوع ففي العام 1801 نشر هذا العالم الطبيعي آراءه بين الناس في العام 1809 زاد هذه المعلومات في كتابه (فلسفة الحيوان) ثم عقب على هذا الموضوع في مقدمة كتابه (تاريخ اللافقريات الطبيعي) والذي نشر في العام 1815، فايد فيما كتب، أن الانواع ومنها الانسان هي ناشئة من أنواع أخرى، وقد نبه إلى وجوه التحول في العالم العضوي، واللاعضوي معاً وهذه هي سنن الطبيعة.()
وكان للإتجاه الذاتي في التوالد من خلال معارف عقلية قبلية إضافة إلى المعارف الثانوية وهي التي استنتجت من معارف انسانية بطريقة التوالد الموضوعي . إضافة إلى الاستنتاجات من معارف انسانية بطريقة التوالد الذاتي.
والاستنتاج بطريقة التوالد الموضوعي نظريات الهندسة الاقليدية ، كذلك يعتبر (لامارك) كما قلنا قبل قليل هو البيولوجي الفرنسي الذي ذهب إلى القول أن أنواع الحيوانات واحدة تلو الاخرى بغية زيادة درجة التعقيد لتغيير اعضاءها وذلك للتكيف مع البيئة، وهذه المتغيرات Matation تمر من خلال الوراثة وبالتوالد الموضوعي، وخمسون سنة مرت فقد انتقد دارون لامارك لعدم إستناده إلى التجربة الحسية، وقد إستند لامارك في بحوثه إلى فكرة الكمال اللامتناهي للطبيعة، وهي فكرة خالية من المصداقية العلمية، وبالمقابل فقد بنى دارون فرضياته، وقد إنطلق من الملاحظات المادية المتعلقّة بالنباتات الحيوانات داخل محيطها، وكانت خلاصة نظرية دارون هو الصراع من أجل البقاء والذي يؤدي هذا الفعل إلى اختفاء بعض الأنواع وظهور أنواع جديدة لها أعضاء مختلفة عن التي إنقرضت وهذا الذي يسميه دارون التطور الافضل، ويتم الانتخاب هكذا بواسطة الواقع البيئي الذي تتكيف فيه النباتات والحيوانات.
وهنا يلعب التوالد الذاتي والموضوعي المركبّ دوراً عشوائياً ويكون هذا الدور مقيدا بالسياق الخاص الذي يواجه أنواع الحيوانات، من هنا يعترض بوبر على النظرية الدارونية ويعتبرها تحصيل حاصل لعبارة دارون (Truisme Logique)()
مـن هنا يعتبر كارل بوبر، إن جزء من نظرية دارون هو تحصيل حاصل Truisme Logique بعيد عن النظرية الامبيريقية ويتدخل بوبر في نظرية دارون بقوله: إن النظرية لا تكون فيها التبدلات خاضعة للتأويل مثل التبدلات العشوائية أو عكسها التبدلات الحتمية وهي التي تنتج عن فعل المحيط، لكنها تبدلات ناتجة عن الحالة واستبعاد المحاولات المبذولة من قبل الكائن الحي وبواسطة جهود الكائن الحي من أجل حل هذه الاشكالية المطروحة من قبل البيئة والمحيط.
وكارل بوبر يؤكد على إعادة صياغته لنظرية دارون هو أن (كل الاجهزة العضوية الحية هي مجندة ليل نهار، في عملية، مشكلة ـ وحل مشكلة، وحل المشكلة يتم دوماً وفق منهج المحاولة والخطأ ـ والاخطاء تستبعد من خلال استبعاد أشكال الانتخاب الفاشلة، أو من خلال تصحيح وحذف طرق السلوك الفاشلة، والتعديل الثاني الذي يدخله بوبر على الداروينية، يتمثل بالدور الايجابي الذي يلعبه الكائن الحي في عملية الانتخاب والتحول، عكس دارون)().
يقول بوبر (لكن الإنتخاب سلاح ذو حدين، فليس المحيط وحده فقط الذي ينتخبنا ويحولنا، فنحن ايضاً الذين ننتخب ونحول المحيط باكتشافنا أساساً لكوة ايكولوجية Nich Ecologique جديدة)().
ونأتي الآن لنناقش كارل بوبر حول هذه الفرصية الابستيمولوجية في الانتخاب والتحول وهي كلها تخضع لنظرية الاحتمال التي تقول: إن درجة الاحتمال التي تظهر وجه الصورة إذا قمنا بقذف قطعة من النقد في إطار عشوائي إلى الارض؟ والجواب المنطقي يُظهر بأنه يكون :

وإذا كان أحد الغربان داخل مجموعة من الغربان أسود فما هي درجة احتمال أن يكون أحد مجموعة هذه الغربان الذي نختاره عشوائياً أسود؟.
إنّ درجة إحتمال كونه أسود = أي أن :

وإذا اخترنا خمسة من الغربان بطريقة عشوائية فما هو الاحتمال الذي يُظهر الغراب الاسود بينهم؟ إذ إحتمال ذلك هو ، أي أن :

والكسور التي تم استعمالها و و هذه الكسور هي التي تحدد قيمة إحتمال حادثة بالنسبة إلى حادثة أخرى.
في المثال اعلاه هناك حادثتين الاولى رمي قطعة النقد والثانية ظهور وجه الصورة لتشكل في المحصلة هو الكسر الذي يحدد القيمة الاحتمالية في الحادثة الثانية قياساً بالحادثة الاولى، من هنا نقول: إننا إذا إفترضنا وقوع الحادثة الاولى فإحتمال وقوع الحادثة الثانية هو ، نقول أن الرمز هو الدلالة على احتمال حادثة على إفتراض حادثة اخرى أي أننا نرمز لـ A إلى حادثة و B إلى حادثة أخرى وهو احتمال الحادثة الاولى في فهم بوبر للمحيط الذي يشكل الانتخاب سلاح ذو حدين على افتراض الحادثة الثانية التي تقول: نحن أيضاً الذين ننتخب ونحول المحيط باكتشافنا أساساً لكوة ايكولوجية Niche Ecologique جديدة وهذا الاحتمال نفترضه واضح ومفهوم وبدون الحاجة إلى إنجاز حدود التعريف، حتى نحاول تعريفه في مرحلة ثالثة، من حيث الافتراض بأن A و B هناك قيمة واحدة فقط لـ وعليه نستطيع أن نتحدث عن إحتمال فالقيمة الامكانية لـ هي الاعداد الحقيقية وتكون من صفر إلى واحد وبضمنها العدد (1) والعدد (5) وإذا كانت B تمثل المحيط الذي ينتخبنا تستلزم A كانت:

حيث يستخدم العدد (1) للدلالة على اليقين. وإذا كانت B تستلزم لا (A) كانت:

ويستخدم (0) للدلالة على الاستعمالات وإلى الايجاز المنطقي اليقين بالنفي، والخلاصة في كلام كارل بوبر بان المحيط لا يكفي ، اما الجهد المتبقي فيقع على الانسان بالنهوض الابستيمولوجي ، وأن إحتمال كل من (A) و(C) يعني البيئة الانتخابية والذاتية المبذولة بحالة التوالد الذاتي في وقت واحد بالنسبة إلى B هو احتمال (A) في الانتخاب عند بوبر وبالنسبة إلى B مضروبا باحتمال (C) بالنسبة إلى (A) و(B) وهو ايضا احتمال (C) هي التي تقع في عملية التوالد الموضوعي بالنسبة إلى (B) مضروباً باحتمال (A) بالنسبة إلى (C) و(B) وهذا هو الذي يؤشر أن نظرية بوبر تخضع للاحتمال التأثري وليس قانون يشرّعه كارل بوبر (السلاح ذو الحدين) أي كما يقول: فليس المحيط وحده فقط وهو عملية افتراضية عشوائية الذي ينتخبنا ويحوّلنا، وهذا يقع في A فنحن أيضاً الذين ننتخب ونحول المحيط باكتشافنا وهذه فرضية عشوائية وتقع في B وهنا يأتي التوالد الموضوعي في (C) وهذه التي لم يشر إليها بوبر لأن (C) قد تكون إحتمالياً مضروباً بالنسبة إلى نظرية الاحتمال.
لقد كان النشوء والارتقاء، لظهور الانعكاس الفسلجي الأرقى الذي أخذ بدوره بالارتقاء المتدرّج صعد مع تطور الاحياء وخاصة الحيوانية حصرا وتعقد تركيب اجهزتها العصبية إلى الوصول إلى أرقى المراتب وقد تحقق في الانسان العاقل homo sapiens والذي ظهر للوجود قبل (50) الف سنة من حيث هو كائن حي حيواني بايولوجي هذا أولاً ثم سسيولوجي بعد ذلك على أساس الإنعكاس الفسيولوجي.






خطاطة رقم (7) توضح درجات الارتقاء في الانسان
نقول أن A في الارتقاء المتدرج هي = D التي تؤشر صعوداً مع تطور الاحياء و C التي تؤشر الحيوانية منها = تعقد تركيب أجهزتها العصبية في B ونخلص إلى محصلة في هذه المعادلة:
أن A = D
وأن C = B
وأن A = B
وأن D = C
وأن C=A
و D=B
إن الظاهرة الجسمية الحية تحدث نتيجة أثر الاشياء البيئية المحيطة سواء الحية أو الجامدة في جهاز عصبي عاكس هو الدماغ ويتشكل من ركنين متلاحمين يتميزان في آن واحد هما:
⦁-;- محتوى الإنعكاس أو الانطباعات أو الصور الذهنية الناشئة في الدماغ بفعل المؤثراتت البيئية المحطية. وهذا الركن يتشكل بصفتين بارزتين هما التطابق التام lsomorphism بين ذلك الانطباع الذهني الذي يحصل في عملية الدماغ أو في الجهاز الفسلجي العاكس، من جانب آخر فإن الشيء البيئي الذي يترك ذلك الانطباع في صفحة الدماغ ويكون استثنائياً في حالات أخرى يأخذ فيها ذلك التطابق أشكالاً أخرى ومستويات مختلفة ومتعددة.
⦁-;- فيتعلّق بموضوعية الإنعكاس والمتعلّقة بالدماغ والتي مفادها: أن الدماغ عند تسلمه محتوى ذلك الإنعكاس لا يتلقى أو يتسلّم الحالة الذاتية للمتسلمات والمستقبلات الحسية (receptors) الاعضاء الحسية، وهناك آراء قاطعة عند علماء الفسلجة من أصحاب النزعة الفلسفية المثالية مثل (Herrnig (1918-19934) و (Muller 1801-1858) والعكس هو أن الدماغ يتسلّم و يستقبل الاشياء المادية المحيطة والموجودة في الاطار الموضوعي التي تنقلها المتسلمات الحسية.()
بوبر بين الاحتمال التجريبي والاحتمال الرياضي
نقول إن كارل بوبر يفترض بأن العضو هو بحد ذاته محاولة لحل مشكلة لتثبيت كوة إيكولوجية يتلائم في محيطها الجديد ولتختار المحيط الجديد وتقوم بعملية التكيّف لأفضل حالة، وتتلخص عملية التطور عند بوبر بما يلي:
⦁-;- المرور مـن مشكلة إلى حل مؤقت وهي محاولة لحل مؤقت لها في Explanatory´-or-Tentative Solution (TS) وحيث اتبعاد للخطأ Elimination of Errors(EE) التي تنشأ عنها مشكلة جديدة غير متوقعة ثم أنها غير مقصودة، ويمكن عرض هذا المسار الديلكتيكي كما في هذه المعادلة:
of errors problem (2) provisional elimination.
ويشير كارل بوبر إلى أن هذا المخطط ، هو تحسيناً وتعديلاً وتحقيقاً ، للحركة الجدلية الهيجيلية والتي تنطلق من الرؤية الثلاثية في:
⦁-;- الاطروحة.
⦁-;- الطباق.
⦁-;- التركيب.
والذي يحدد في الرؤية الجدلية الهيجلية قناعة الاستبعاد النقدي للأخطاء في المجال العلمي وهذا المحور يأتي عن طريق البحث الواعي عن كل التناقضات . وهكذا يعتقد كارل بوبر بأن هذه الخطوات وهذا المخطط هو الذي يشكل الخلفية الابستيمولوجية للتطور.()

وهذا هو المخطط الابستيمولوجي الذي حدده بوبر ليكون مرجعيته للمعرفة Baakground of knowledge .




خطاطة رقم (8) توضح خطوات بوبر الابستيمولوجية
والآن نأتي لمناقشة فكرة كارل بوبر في هذه الخلفية الابستيمولوجية والتي يستند فيها إلى ثلاثية هيجل في الاطروحة والطباق والتركيب هذه الثلاثية الديكلتيكية لهيجل قام بوبر بتعديلها وتحسينها لتصبح منهجية ابستيمولوجية تحدد قناعة الاستبعاد النقدي للأخطاء في المجال العلمي وهذا يأتي عن طريق البحث الواعي عن كل التناقضات نقول: من الناحية المنطقية لقد استند كارل بوبر في خطاطته هذه على منظومة مثالية لهيجل بعد أن احدث عليها بعض التخمينات كما يقول.
وقد حدد في هذه الرؤية الجدلية المثالية قناعة مطلقة في استبعاد الخطأ في المجال العلمي وهذا خلاف اعتقاده بالخطأ والصواب في العملية التجريبية التطورية وخلاف اعتقاده باستناده إلى منهجية جدلية مثالية، نقول أن كل هذا يصب في منطقة الاحتمالي وافتراضاته الاحتمالية ، لأن كل شيء قابل للخطأ والصواب وكل تجربة تنبني على عدة افتراضات بنوية وسوف نناقش هذا الموضوع بشكل تفصيلي: من بديهيات نظرية الاحتمال .
تقول: إن الحالات الامكانية إذا كانت متساوية في نسبتها إلى A بمعنى أن A لا تستلزم أيّ واحدة من تلك الحالات ولا ترفضها من هنا تساوى تلك الحالات في قيمها الاحتمالية بالنسبة إلى A أي أن بوبر إستند إلى الحالات الامكانية الجدلية عند هيجل وهذه الامكانية المتحددة في الاطروحة وفي الطباق وفي التركيب هي حالات متساوية الخطوات في القانون الجدلي المثالي وهنا يأتي الشق الثاني من البديهية التي لا تستلزم أي واحدة من تلك الخطوات هذا اولاً.
أما ثانيا فقد قام كارل بوبر بتطوير معنى الاحتمال الذي استهدف تطوير الثلاثية الجدلية لهيجل في الاطروحة، والطباق، والتركيب ينتزع منها عنصر الشك المثالي وهي نسبة الحالات المرافقة لمنظومة الشك هذه. وكارل بوبر حدد موقفاً افتراضياً ، والافتراض ليس له واقع يحدده وهذا يعني ان بوبر في مكمنه هذا حدد الشك الحقيقي في هذه الخطوات سواء في المرتسم أو الخطاطة التي هي ليست له أصلاً مع التعديلات التي اضافها على ثلاثية القوانين الجدلية لهيجل، إننا نقول:
إنّ احتمال A هو في الخطوة الاولى في العملية عند بوبر أي أننا لا نريد إلاّ أن نقول أن A تقع في الحالات الامكانية هي وهذه نسبة حددها بوبر لا أثر للتصديق عليها هذا يعني أننا أمام احتمالين أحدهما الاحتمال التجريبي الواقعي. وهو معنى يستبطن التصديق والاخر هو الاحتمال الرياضي وهو عبارة نسبة للحالات التي ترافق A إلى مجموع الحالات والفارق بين الاحتمالين الاول هي مشكلة تثبيت الكوة الايكولوجية حتى يتلائم مع محيطها الجديد، ولتختار المحيط الجديد وتقوم بعملية التكيّف ، أما الاحتمال الرياضي فلا يتم تصور كذبه بخصوص هذا المعنى وبوبر لا يتحدث عن وقائع بل يتحدث عن مخطط افتراضي أساسه منطق هيجلي في التصور وهذا الافتراض لا واقع محدد له لكي يظهر مطابقاً لفرضية الاحتمال أو مخالفاً لها، لأن الاحتمال الرياضي يعتبر كاذباً إذا لم تكن نسبة الحالات التي ترافق A إلى مجموع الحالات الامكانية والمطابقة لهذه الخطوات، لأن كارل بوبر قد وقع بخطأ التصور الافتراضي هو الاعتقاد بأن الفارق بين الاحتمالين التجريبي والرياضي يمر عبر الخطوات التي سمها بوبر والتي هي خطوات مثالية أليس هو الذي يرفض الماركسية ؟ ورفض اليقين ويرفض التصديق فكيف يؤمن بالتعديلات التي أجراها على القوانين الديلكتيكية لنظرية هيجل المثالية ليصنع منها خطوات عملية يثبت بها كوة إيكولوجية تتلائم ومحيطها الجديد؟.
والاشكالية الرئيسية عند كارل بوبر لا يفرّق بين الحادثة المتركبة بالقوة تكون متساوية، فهو يقول فقد نشأت عن الداروينية أيديولوجية متشائمة وايديولوجية متفائلة، ويلخص بوبر هاتين الايديولوجيتين المثاليتين في أربع نقاط هي:
⦁-;- في النظرة الشاؤمية الضغط الإنتخابي يدمر الكائن أو العضو العاجز عن التكيف، في هذه الحالة في استنتاجه إذاً المحيط معادٍ للحياة.
وفي الحالة التفاؤلية ، فإن الضغط الانتخابي يكون مشجعاً للحياة لأنه يؤدي إلى البحث عن مكون جديد وعن محيط أكثر ملائمة وفي البحث عن بيئات أفضل.()
من هنا فإن كارل بوبر ينطلق من نظرة ميتافيزيقية صرفة إلى الحادث الابستيمولوجي والحادث البيولوجي فالحادث يحدد تساوي نسبي لأنه ينطلق من نظرة علمية وليس نظرة مثالية، وفي هذا التساوي النسبي يفترض أن هناك علاقة تربط بين كل حالة في الحادث من هذه الحالات الامكانية والتي تقع في ِA التشاؤمية وفي B التفاؤلية وأن هذه العلاقة الارتباطية لها درجات إمكانية متساوية والنفرض أنها تقع في مرتكز C وأن علاقة التشاؤمية والتفاؤلية بـ C تكون بدرجة واحدة في الحادث ولم تكن العلاقة التي تجمع A التشاؤمية وb التفاؤلية أكبر او أقل، إذاً فما هي العلاقة التي تربط C من تلك الحالات حتى تكون متساوية تارة أو او غير متساوية كما حددها كارل بوبر في التشاؤمية والتفاؤلية وكل ما يدور حوله بوبر في هذه القضية هي علاقة إحتمالية بمعنى احتمال هذه القضية على الافتراض الذي حددناه في C فعلاقة التشاؤم والتفاؤل في توقعه الحادث C تعبر عن درجة احتمالية في عملية الافتراض التي حددها كارل بوبر.
فالتشاؤمية والتفاؤلية تقع في حالة إفتراض في C وقد تكون غير محددة وقد تكون متساوية في درجة إحتمالها في A وb على افتراض C وقد تكون أكبر أو اصغر ففي حالة تساوي الحادثتين بين تلك الدرجتين من هنا يتحقق التساوي بين الحالتين في الحادث، الذي جمعهما في C .
من هنا تكون درجة التساوي بالتعبير الاحتمالي وكارل بوبر يضع تحديداً للاحتمال بصورة عامة لحالة التطور سواء على المستوى الابستيمولوجي أو على مستوى النظرية الداروينية للتطور البيولوجي، وبوبر يفترض الاحتمال وفق اسبقية مثالية. وعلى هذا الاساس يجب أن يفسر بوبر العلاقة التي تربط C بكل حالة من تلك الحالات الامكانية بدون عملية إفتراض لمنطق الاحتمال داخل محتوى تلك العلاقة وهذا يعني أن العلاقة بهذه الصورة يجب أن تكون مستقلة عن منطق الإحتمال وعن منطق اليقين، حيث الإقامة تكون بصورة موضوعية وفق اطار التوالد الموضوعي كما أشرنا إلى هذا الموضوع في صفحات سابقة، العلاقة التي تربط A و B أي قضية الحادث في رمي القطعة النقدية وظهور وجه الصورة، فالقانون الذي يربط هذا الحادث في التشاؤمية والتفاؤلية ، هو قانون الصورة في الخيارين، فالقضية تربطهما علاقة في لزوم المعنى أي أن صدق القضية A التشاؤمية يعطينا صدق القضية في التفاولية B وقد يكون بين الاثنين علاقة تناقض بمعنى أن صدق القضية يقتضي كذب للقضية الثانية وقد تكون بين القضيتين إمكان أي عدم استلزام الاولى في A والثانية في B وابتعاد المرتكز كذلك في C وعلاقة هذا الامكان بهذه المعنى هي ليست بمعنى الاحتمال لأن الامكان بهذا المعنى هي ليست علاقة بارتباطه بالحالة الموضوعية أو التوالد الموضوعي ، لأنها قائمة بصورة مستقلة عن التفاصيل الادراكية وهنا تستلّزم نفي العلاقة اللزومية وحتى علاقة التناقض.
ثم ينتقل بوبر إلى الفقرة الثانية من نماذج الجدلية المفتوحة وعلاقة النتائج الهامة للعلاقة البوبرية الجديدة بالداروينية. في النظرة الاولى: تقوم الاجهزة العضوية بأداء دوراً سلبياً ويستند بوبر في هذا إلى الخطوة التشاؤمية كما أشرنا إليها، ولكن في النظرة الثانية تعلب دوراً نشطا Actfve وفعالاً، فهي دائماً في بحث مستمر عن حل للمشكلات العالقة باداروينية على المستوى التشاؤمي والتفاؤلي.
ولنأتي لنناقش بوبر في هذه التشاؤمية والتفاؤلية على مستوى التطور الابستيمولوجي والمستوى البيولوجي والذي إتخذ من هاتين الخطوتين نظرة ورؤية مثالية كما حسبها هيجل ، نقول أن مصطلح الانعكاس بمعناه الفسلجي كما استعمله ديكارت (1566-1650)().
ليعبر به الافعال (اللاإرادية) أو (اللاعقلية) بالتعبير الفلسفي كما يقول بشكل تلقائي أو ميكانيكي عندما تتوفر المثيرات او المنبهات أو العوامل الخارجية مثل تقلص حدقة العين أثناء مواجهتها الضوء الساطع.
تقابل هذه الافعال (اللاإرادية) أو (العقلية) وفق التعبير الفلسفي وهي أغلب تصرفات الانسان وتقع خارج نطاق الفسلجة بسبب محتواها العقلي او السيكولوجي.
نقول أن بوبر هل حسب هذا االحساب على مستوى البوبرية الجديدة والمطعمة بالهيجلية عن تفاصيل الانعكاس على مستوى اللاإرادي أو العقلي؟ فأين التشاؤمية في A واين التفاؤلية في B واين يلتقيان على مستوى بوتقة الحادث في C؟ واين العلاقة بين االاثنين على مستوى الانعكاس الابستيمولوجي كما يدعي بوبر باسناده إلى جدلية هيجلية ليعممها على نظرية دارون التطورية؟ وهل يوافق بوبر من أن الفكر والعمل التجريبي هما ضدان لا يجتمعان وأن الفعل الارادي أو العقلي هو نقيض الفعل الانعكاس.
إذاً كيف كيّف بوبر وطوع ثلاثية هيجل في (الاطروحة، والطباق ، والتركيب)؟.
في الفقرة الثالثة من هذه الرباعية البوبرية، يظن أن في الايديولوجية التطورية القديمة، تأتي التغيرات أو التبدلات بالمصادفة ولكن في النظام الجديد أي النظام البوبري تعمل الطبيعة واجهزتها العضوية، بصيغة إبداعية من خلال المحاولة والخطأ.
نقول حتى في الايديولوجية التطورية القديمة سواء المثالية أو المادية لابد من قوة وفعل امكانيين لهذا التطور هناك في الماركسية قانون الضرورة والمصادفة أي هناك حالة من الضرورة بالفعل الانساني والمصادفة هي العملية التي لا تأتي بقوانين ذاتية بل تقودها قوانين طبيعية أي ان الانسان ليس باستطاعته السيطرة على الحالة الثانية التي يشير إليها بوبر وهو الارث الماركسي الذي اعتنقه في بداية خطواته نحو رسم الطريق التطوري.
وفي الفقرة الرابعة يشير إلى المحيط الذي نعيش فيه وهو معادٍ لنا، لأنه ينتج عن إنتخاب أكثر قساوة وفي الحالة الثانية فإن أصغر أول خلية لا تزال تعيش في خلايا كل كائن حي ، يقول (فنحن) أولاً خلايا بالمعنى الدقيق (الجيني الذي أكون فيه أنا نفسي الشخص الذي كونته منذ ثلاثين سنة خلت، وربما لم تكن هناك يوم ذاك، ذرة واحدة من ذرات جسمي الحالية موجودة في جسدي).
لقد أشرنا في صفحات سابقة، إن ما يدعم نظرية التطور، هو سجل المتحجرات Fossil Record إضافة إلى التشريح المقارن، وعلم الاجنة والكيمياء الحياتية المقارنة والجغرافية الحيوية هناك كائنات حية عاشت منذ زمن طويل. وكانت أقدم المتحجرات التي وجدت هي خلايا بدائية النواة إذا كارل بوبر لم يأت بشيء جديد في هذه الرؤية التطورية، ويعود تاريخ هذه الخلية إلى ما يقارب 3.5 مليون سنة. بعدها تعقدت القضية، فقد اعقب الخلايا البدائية النواة خلايا حقيقية النواة ثم الحيوانات اللافقرية والحيوانات الفقرية. وقد اشرنا إلى هذا الموضوع في صفحات سابقة.()
وقد بدأ تطور الإنسان منذ حوالي 5 مليون سنة، والانسان الحديث لم يظهر في سجل المتحجرات إلا قبل (100) الف سنة .
وهذا دليل قاطع على وجود تاريخ لهذه الحياة يستند فيه إلى تلك الاحداث التطورية (Evolationary Events)().إذاً كل ما تحدث به كارل بوبر ليس بجديد، لأن تحديد مظاهر التطور الطبيعي هي كامنة منذ اكتشاف تاريخ الارض وقد تضمن هذا التاريخ تطور الاحياء المتكونة من خلية واحدة بعد ذلك ظهرت الاحياء المتعددة الخلايا (Moltieellular organisms) ثم في آخر مرحلة ظهر الإنسان.()
فالفكرة التي يطرحها بوبر على مستوى التطور هي ليست جديدة لانها ترتبط مع التحولات والتطورات الجنية التي حدثت منذ (5) مليون سنة كما اشرنا إلى ذلك.
إن ما ينطلق منه كارل بوبر في التواصل الوجودي ما بين التطور البيولوجي والتطور الابستيمولوجي ، ما هو إلاّ منطلق افتراضي يخضع إلى الاحتمال ، فالنظريات والاساطير وكل ما تنتجه الثقافة الانسانية بشكل عام هي حقائق تنشأ موضوعياً وإفتراضياً وحتى داخل تطور الوظائف المشابهة، حيث التطابق مع تلك الحاجات ما هي إلاّ افتراضات لأنها حقيقة لا تحمل تطابق الحدس ولا تلبي حاجة الاعضاء الجسدية، إن هذا المنتوج الانساني خاضع إلى قوانين في إطار النظرية الداروينية فالتطور ليس هو الوصف ولا المشابهة ما بين سواعدنا واجنحة العصافير كذلك ارجلنا بارجل العصافير، وانفنا بأنف الكلب هذه كلمات انشائية لكنها في الوقت نفسه أفتراضات واحتمالات تتعلق بالنظرية التطورية، ثم ينتقل بوبر إلى تطور الوعي والتشبيه هنا بالكائنات العضوية، وينتقل إلى المسرحيات والتعاون والمساعدة في العديد من الوسائل المتاحة وكلها تصب في الافتراض والاحتمال.
وهكذا نجد في نهاية المطاف ومن خلال هذه الافتراضات البيويرية المثالية والافتراضية والاحتمالية، بل علاقة هذه لتفاصيل كعلاقة الاحتمال وعلاقة الإمكان وهذا لا يضعنا في الصورة الواضحة، إننا لا يمكن أن نفسر هذا التساوي المفترض في عمليات التعريف على أساس هذه التعريفات والخيال المثالي ، فإذا كانت علاقة الاحتمال المتعلقة بالذات التصورية التي يطلقها كارل بوبر هي تصلح أساساً لعمليات التساوي المفترضة، لأن هذا يجعل صياغات التعريف بافتراض احتمالي وبصورة مسبّقة، لا علاقة الإمكان الموضوعية بذلك ولا تصلح أساساً لعمليات التساوي المفترضة بوبرياً، لأن هذه العلاقة تفرض الكثير من التعريفات، والكثير من الدرجات، والكثير من الاحتمالات.
وهنا تأتي الإشارة إلى الكثير من البيولوجيين بعد داروين إلى طابع الاحتمال غير المنتظم في عملية الارتقاء. وقد اشار (فرانسواجاكوب) الذي وصف بدوره عملية الارتقاء بأنها (لعبة الممكنات) إلى الجواز والذي نسميه النقاء في العالم الحي، ذلك الجواز الذي يسبق وأن عزاه إلى العالم الفيزيائي، ويتأكد هذا الجواز بسبب صعوبة إثبات ضرورة الأشياء كما هي. إلاّ أن الارتقاء ليس غير منتظم وجائزاً في مجراه، فحسب بل إنه يقع في إطار الحالة الاحتمالية وقد اقترح (فرانسوا جاكوب) وهو الارتقاء البيولوجي على أنه (ارتجال) ، ويقصد بهذا أنه يمكن إعادة استخدام اجزاء قديمة بصورة إختلافية في صنع مجموعات جديدة وهذا ما قام بتنفيذه كارل بوبر وذلك في استخدامه قوانين هيجل الجدلية المثالية في تعديل رؤياه تجاه عملية الارتقاء والتطور.()
وبوبر يعمل في آرائه المثالية كمن يقوم اليوم بعملية إرتجالية وهو يطعّم من الناحية البيولوجية خلية منزوعة النواة بنواة منتزعة من خلية أخرى، فإن هذا الارتجال المثالي قد أدى بعملية الارتقاء إلى ذوبان منظومات عضوية، وإلى إدخال مكوّنات من خلية أو من منظومة عضوية مفترضة في منظومة عضوية أخرى.
وفي هذا فقد عمل بوبر في تركيبته هذه هو أن ضعف الارتقاء في خميرات انتجت (حيوانات خرافية) بمعنى من تلك المعاني.
من هنا تأتي اهمية تفسير عملية الارتقاء من أجل فهم إمكانات المعالجة التي توفرها المنظومة الحية الفاعلة لا المنظومة الإفتراضية الإحتمالية مثالياً.
ويشارك عالم الطبيعة عالم الجينات ويتفقان في وجهات النظر هذه حول فاعلية وجواز الارتقاء الذي يستل من النظرية التركيبية للارتقاء.
وقد كتب ميشيل ديلسول قائلاً ( عادة ما تبدو الظاهرة الارتقائية جائزة..لم يتبع الارتقاء سطور وبرامج معدة مسبقاً، بل أنه توجد بحسب الظروف في هذا الاتجاه أو ذاك، ويبدو الجواز حقاً واحداً من خصائصه المألوفة)().
ويستخدم البيولوجيين هذه المقولات الفلسفية، وفق استمرار النظرية التركيبية للإرتقاء وتتحدد بما يلي:
⦁-;- تركيب من معطيات علم الوراثة.
⦁-;- الادوات الهرمينوطيقية للدراوينية.
⦁-;- إثارة الجدل حول تنوّع الاليات الارتقائية.
⦁-;- تحدد معطيات أكثر راهنية لعلم الوراثة.
⦁-;- فهمنا لهذه الاليات هو إظهارها..
⦁-;- إن الطفرة والانتخاب الطبيعي ليستا قضيتين مستقلتين.
⦁-;- إن إمكانية حدوث الطفرة عينها يمكن أن تضبط .
⦁-;- الضروري هو أن يعاد تقييم معنيي (الصدفة) و(الجواز).
منطق اللّغة في رأي كارل بوبر
لقد أضاف كارل بوبر إلى وظائف اللغة عند (بوهلر):
⦁-;- الوظيفة التعبيرية الاعراضية: Expressive´-or-Symtomatic -function- .
⦁-;- الوظيفة التنبيهية أو الاشارية: The stimulative´-or-signal -function- .
⦁-;- الوظيفة الوضعية: De-script-ive -function- ووظيفة رابعة هي:
⦁-;- وظيفة المحاججة -function- Argumentative . وكان لرأي كارل بوبر بوهلر أن الحيوانات تعبر عن حالات سيكولوجية بما فيها الإنسان ويعتبر كارل بوهلر أن هذا التعبير السيكولوجي باللغة هو أدنى مستوى اللّغة التعبيرية لأن هذا الدور في الكلمة لا يرقى إلى المستوى الإنساني الذي يلبي الطموح.
مـن هنـأ يصل (بوبر) إلى محصلة في هذه الاشكالية ليقول (بكلمة واحدة اللّغة لا تنتهي عند صرخا الانذار أو النداء التي تخدم اللحظة، فهي لم تعد متصلة لصياغتها في لحظة الكلام، فاللغة يمكنها أن تقيم وتؤسس نظريات ، ونقد هذه النظريات بعد طرحها للمناقشة ، وهكذا إذاً يضيف كارل بوبر إلى وظائف بوهلر الثلاثة وظيفة رابعة يسميها وظيفة المحاججة كما قلنا أعلاه ينطلق بوبر من وسيلته الهامة في تحقيق نظرية موضوعية للابستيمولوجيا أو لنقل هي الوظيفة الملائمة للعالم(3) الذي وصفه بعالم المنتوجات العقلية الموضوعية وهذا العالم (3) يعتمد على المناقشة النقدية لما يأتي من الحقيقة من صدق وكذب المنطوقات.()
نأتي إلى مناقشة كارل بوبر حول المفهوم المركزي للحدث اللغوي، وبوبر يفترض حصول الافتراض الدقيق بين الجملة ذات التقديرية العالية واللفيظ ونحن بصدد النتيجة الفعلية لحدث التلفّظ ، ولاندري هل سعى بوبر في فترة لاحقة من هذه الاضافة الحوارية إلى تداولية الجملة أي التداولية بالمعنى الحواري الاعم إلى استعمال المفهوم الحقيقي؟
وقد برهن بوبر على أعادة الهرمينوطيق التكلّمي وإعادة الهرمينوطيق التحقيقي، وفي نهاية هذه الاضافة الرابعة لما طرحه بوهلر من أفكار على مستوى اللغّة نتساءل عن تكهنية بوبر في الفقرة الرابعة وهي تعنى الفكرة الحوارية أو النقدية للوصول إلى الخطأ أو الصواب عبر الحقيقة الاحتمالية التي انتجها كارل بوبر ذهنياً.
إننا نحس أن هناك صيغة خطابية داخل تداولية كارل بوبر في الفقرة الرابعة وهذه الخطابية أخذت المفهوم اللفظي الذي ينتمي إلى الخطاب وهو الوحيد الذي له قيمة عند بوبر لم تكن الفقرة الرابعة جديدة على اللّغة الابستيمولوجية ولم تكن جملته جملة رأسية ولم تكن كذلك لعدم تلفظها فعلياً، كذلك فالإضافة لبوبر لم تحمل محتوىً ثابتاً وهو معناه لأن المعنى يتم تعريفه باعتباره هو مجموع الشروط الانتاجية المتوقعة والتي يجب أن تكون متوفرة كي يقال عن منطق التلفظّ في الفقرة الرابعة إنه حق وليس فقرة بديهية وحتى لا تكون الفقرة التي أضافها كارل بوبر هي فقرة تجريدية الشكل والدلالة.
وخلال العديد من الانجازات الخطابية لكارل بوبر وبرغم المفهوم النقدي في اللّغة ورغم مفهوم الفقرة من الناحية التقديرية، أي إعادة بناء تقع في المفهوم اللساني فقط فهي أقل ضرورة ، لأنها لا تحمل لفيظّ متكافئ مع تفاصيل الحدث اللغوي، وكان اللفيظّ عند بوبر في إضافه مرتبطاً بطبيعة الخطاب. وأنه متغير بتغير الاوضاع ذاتها أي هناك طبيعة غير متكافئة لأن الذي اضافه بوبر هو آلة بديهية في اللّغة لأن اللغة تستوعب الحوار ويتوالد المحور النقدي حتى من خلال تطور اللغة من الناحية النحوية، بمعنى أن تطور الجملة وتطور المعنى وتطور الحالات السسيوسيكولوجية وتطور الحالات العلمية فهي بالتأكيد تخضع للمراجعة وللعملية النقدية باستمرار والانجاز اللغوي السسيولوجي الذي يطرحه بوبر هو أنجاز تصاعدي على مستوى المحور الابستيمولوجي وهذا مؤكد ابستيمولوجياً، فليس من المعقول الوصول إلى منعطفات ابستيمولوجية دون المراجعة والمناقشة والتعديل على صيغة المعادلات وما تفرزه القواعد الابستيمولوجية قياساً بواقع الحقيقة التي تخضع للحوار والتصحيح والتطور الشبيه بالكائنات العضوية الاخرى، لأن التطور يشمل السينما والمسرح وكل مجالات الثقافة وهذا يأتي من خلال منطق اللّغة الاتصالية التي تفتح الاذهان والعقول وتطور الحياة، واللغة هي الأداة التي أخترعها الانسان وطور وظيفتها العالية بشيء من الجدة الفعلية لحل الاشكاليات التي يتعرّض لها الانسان، واللغة هي الطريق السليم في الحوار وانجاح كل الحلول تأتي من اللغة.
أهمية التنوع التطوري
إستناداً إلى نظرية داروين تشكل أهمية التنوع تقديراً مهماً حيث يستند إلى منطلقين من تلك الظواهر باتجاه تلك الأسباب:
⦁-;- البوليمورفية تعددية الاشكال الجينية والتي تلقى سعتها إعترافاً أفضل منذ أن حدد (ليونتين وهوبي) قياساتهما .
⦁-;- وقد خالفت هذه القياسات الاقرانية بُعْد إكتشاف (جان دوسيه) بنظام التوليد للأجسام المضادة التي تنتجها كريات الدم البيضاء في البيلوجيا البشرية.
⦁-;- الطفرات الحيادية التي ترجمت إلى تقلبات للبنى الجينية ، حيث تسهم في الحفاظ على البوليمورفية (تعدد الأشكال).
⦁-;- قابلية حدوث الطفرات في المنظومات العضوية حيث إنتشرت فكرة كون الطفرات هي ظواهر معزولة على يد مراقبين للطفرات على سبيل المثال: عند هوفو دوفري في بداية القرن العشرين .
⦁-;- وقد أختفى تعبير الصدفة اليوم من كتب علم الوراثة الجزيئية والمتعلّقة بالطفرات.
⦁-;- إن الطفرات التي تنوع إحتمالاتها بحسب المناطق التي تصيبها في الجينوم تبقى غير قابلة للتوقع.
⦁-;- على الرغم من أن معدلات الطفرات منخفضة على وجه العموم فإن سعة الانواع المدروسة تكفي لإعطاء هذه الطفرات وجوداً ملحوظاً . وكان (جاك مونو) كان قد كتب حول هذا الموضوع (ليست الطفرة بالنسبة إلى المجتمع المعني ظاهرة إستثنائية على الإطلاق: بل إنها القاعدة).
⦁-;- وينتج من صياغات (مونو) أن الطفرة هي بالنسبة إليه ظاهرة عرضية : (إنها الاحداث الاساسية البدئية التي تفتح الطريق نحو الارتقاء في هذه النظم، ذات النزعة المحافظة الشديدة التي هي عليها الكائنات الحية، هي احداث مجهرية عرضية وغير ذات صلة بالنتائج التي يمكن أن تحدثها في الأداء الغائي بيد أنه حالما يسجل الحادث الفردي في بنية الحمض النووي السوبي منزوع الاوكسجين ، فإنه لكونه غير قابل للتوقع أساساً سوف يستنسخ ويترجم آلياً وبصورة أمينة...ويدخل، وقد أخرج من هيمنة الصدفة تحت سلطان الضرورة وسلطان اليقينيات الاكثر حتمية() .
الانساق الابستيمولوجية في الحتمية واللاحتمية التطورية إن الحلقات التي وقعت في الماضي لا يمكن تغييرها بأي قرار إنساني أما المستقبل هو الحلقة الاوسع وهو نتيجة متقدة في الماضي ويعتقد كارل بوبر أن بالإمكان التأثير على الماضي من خلال الفعل للحاضر لأنه يعتقد أنه لا يزال مفتوحاً، وخلاصة القول أن بوبر في اعتقاده بأن النظرية النسبية الخاصة Relativite Restreinte تحول وفق الطريقة الألية لكل الاحداث من خلال العقل وبالفعل الانساني أن يجوز الانسان على المعرفة التقنية هناك احداث تنتمي إلى الماضي المتعلق بالانسان أو إلى ماضي العقل وبوبر يعتقد انه تبعاً للنظرية النسبية الخاصة فإن الماضي هو المنطقة التي من حيث المبدأ يمكن أن يتم تعريفها، والمستقبل هو المنطقة المفتوحة وإن تأثر بالحاضر والفعل عند بوبر ليس حتمياً وعنده الافعال محفزّة ومدفوعة من خلال غايات نحددها نحن كما يقول (أنها ليست الضربات التي نتلقاها من الخلق من الماضي هي التي تدفعنا لكنها جاذبية سحر وإغراء المستقبل وإمكاناته المتنافسة هي التي تجذبنا، تجرنا، تغرينا وتسحرنا، وهنا يكمن حفظ الحياة وحتى العالم).()
وحسب مفهوم بوبر للنسبية الخاصة، هو الماضي يصبح في نظر بوبر، وهي المنطقة التي من حيث المبدأ يمكن أن يتم تعريفها أما المستقبل فهو المنطقة المفتوحة، وإن تأثر بالحاضر والفعل حسب كارل بوبر ليس حتمياً والافعال تكمن كما قلنا هي محفزة ومدفوعة من خلال غايات يحددها الانسان.
فالمسافة التي تفصل الماضي عن الحاضر تفترضها في A في المرجع التاريخي الساكن، فما هي المسافة الفاصلة بينهما بالنسبة مراقبين متحركين، من خلال تحليل لعملية قياس طول مرحلة تاريخية تقع بين مرحلتين مرحلة ماضية ومرحلة حالية.
على المرء أن يحدد عند قيامه بهذا القياس الموضعي التاريخي والمتشكل من زمان ومكان وهناك كائن هو الذي يحدد الافعال المحفزة تاريخياً ولكي نفهم تحدد وتقليص المراحل التاريخية حسب النسبية الخاصة دعونا نتساءل : ماهي قيمة المسافة الفاصلة بين المرحلتين التاريخيتين الماضية والحاضرة وباستشراف المستقبل ؟ والمقاسة في جملة المقارنة في إطار المرجعية إضافة إلى المراقبين من البشر الذين سيقيسون في الحقيقة فاصلاً زمكانياً بين الماضي والحاضر باستشراف المستقبل هناك قضية مهمة في الفيزياء ونسبية أينشتاين الخاصة فهي تعتمد على:
⦁-;- القوة.
⦁-;- والاندفاع.
⦁-;- الاندفاع الزاوي.
⦁-;- والطاقة، وبمعادلات جديدة وصحيحة ونسبوية.
⦁-;- لقد كانت صلاحية قوانين نيوتن يجب أستردادها عند السرعات البطيئة وهذا ما تم تحديده في إطار حلقات التاريخ القديم.
⦁-;- إن قوانين الفيزياء الجديدة، يجب أن تتمتع بالتناظرات النسبوية وبقيت الحلقات مفتوحة خلال سلسلة أفكار أينشتاين والتفريق التطبيقي لهذه القضية تكمن بأن كل A يعقبها B أي ان المرحلة التاريخية السابقة وجدت في A ويمكن تعريفها في A أما الحاضر فيكمن في B أما المستقبل فيقع في C ونحن في هذه المعادلة نريد أن نربط الماضي مباشرة مع المستقبل أي أن C=A رغم تأثرها في B أي أن كل A يعقبها B ونحن نرمز إلى حادثتين من قبل الحركة التاريخية، فإذا أردنا أن نعرف صدق التعميم لهذه القضية عن طريق الدليل الاستقرائي هو أن نقوم بأيجاد A مرات عديدة، فإذا وجدت B نستدل من الناحية الاستقرائية عن طريق التجربة صدق هذا التعميم الذي تقرره تلك الحتمية، والتعميم كان قد تضمن في نسبية A إلى B لأن إذا كان سبباً إلى B فإن B يقترن به دائما من هنا فإن الاستدلال الاستقرائي، بقدر ما يثبت نسبية A إلى B وسببية A إلى B فهو يثبت درجة النسبية والسببية لأنها لا تقل عن ذلك في صدق التعميم: إن كل A إلى B في فعل التلازم ، وعلى هذا الاساس يكون الاستدلال الاستقرائي على أساس الطريقة التي تناولها كارل بوبر في اثبات العلاقة بين الماضي في الرمز A والحاضر في الرمز B والمستقبل الذي يساوي اللاحتمي بالفعل والحتمي في حدود الاستدلال الاستقرائي في C فالعلاقة بين الماضي والمستقبل وإن تأثر بالحاضر = A الماضي + C المستقبل وإن تأثر في B إذاً A ليس بالضرورة يعقبها B أي ان B من المحتمل يمكن أن توجد بدون سبب ـ كما يكون من المحتمل أن وجودها بدون سببية ونسبية مستحيل ايضا.
إذاً بالامكان أن يتم التواصل بين A الماضي C المسقبل المفتوح من خلال B الحاضر. ونحن نفترض بوجود مبرر قبلي لرفض العلاقة النسبية والسببية بالمفهوم العقلي بينA وB كما لا يوجد أيّ إحتمال قبل عملية الاستدلال الاستقرائي للنسبية والسببية وإنما يحتمل قبلياً وجود النسبية والسببية بالمفهوم التجريبي بين A و B والذي يعني التتابع المطرد بين A و B وبين A وC من خلال عملية الاطراد في A و B وC أي بين الماضي والحاضر والمستقبل المفتوح.
والمفهوم النسبي والسببي للمفهوم التجريبي فهو ينفي العلاقة النسبية والسببية إلاّ باعتبارها إطراداً في التتابع أو الاقتران بين حادثتين، دون أضافة إلى هذا التتابع أو عملية الاقتران أي فكرة عن الحتمية أو الضرورة ، واللزوم ، كذلك فإن فكرة الضرورة واللزوم تكون مرفوضعة وبشكل نهائي وهذا يؤدي إلى وجود الصدفة من خلال الحدث أي ان الحدث يصبح صدفة مطلقة ودائمة لأن الصدفة هي تعبر عن اللزوم وأن أي حادثة توجد عقيب حادثة أخرى تعبر صدفة ولا يعبر عن أيّ لزوم فالماضي ينقله كارل بوبر إلى المستقبل دون المرور بالحاضر و يعتبر الحاضر كان قد أثر به وليس لزوم ويعتبره صدفة ولا يعتبر الماضي في A والحاضر في B إلا صدفة، وأن الفارق بين صدفتين: هو ان الاولى التي تمتد من الماضي A إلى المستقبل C دون المرور بالحاضر B حسب كارل بوبر يعتبرها تنكر بالصدفة وبصورة مطردة ، اما الصدفة الثانية فهي لا توجد إلاّ أحياناً أي أن A الماضي وB الحاضر يلتقيان بالصدفة حسب بوبر وأن C=A المستقبل فهي تأتي باطراد حسب كارل بوبر ، أي هناك عملية تسامي فيزيائية وهي تبدأ بالماضي وتصب مباشرة في المستقبل دون المرور بالحاضر أي تبدأ من A إلى C دون المرور بالمرحلة B.




















الخاتمة والمراجع
أولا: الخاتمة
نقول أن جدلية العقلانية النقدية، هو الطرح الجدلي الذي يتضمن فكرة التخمين عبر الجسور البيولوجية التطورية، وهي من جهة أخرى تعزز فكرة التجريب والتفتح ابستيمولوجياً ومنهج نظرية النسبية الافتراضية للأبستيمولوجيا يحتل فيها الفعل الانساني في المقدمة المفترضة من خلال قوة الفعل المتبادل بين العالم الفيزيقي والوعي الذاتي المرتبط بالافتراض والمحاولة والخطأ لكي تشكل هذه النظرية انعطافة نقدية لتتحول بعدها إلى تفاصيل موضوعية تحمل الكثير من الاستقلالية عن الذات الانسانية لتصبح نظرية البنية الافتراضية للأبستيمولوجيا بعداً إنسانياً يستقل جزئياً عن العقل الذاتي إلى العقل الموضوعي.
من هنا يغّيب العقل الذاتي ليصبح عقلاً ابستيمولوجياً بعيداً عن الذات العارفة حيث يصبح العقل الابستيمولوجي بدون ذات عارفة ويتحول إلى بنية فيزيقية مرتبطة بالقياسات البيئية والبيولوجية القائمة على قوة التفاعل المتبادل، والتي حددها كارل بوبر بالعوالم الطبيعية الثلاثية، والتي تقوم وتتشكل بالحقيقة الموضوعية للعقل وهي مسلمة تنبثق من الطابع الإنساني الموضوعي الذي يؤكد على كشف الخطأ مادام الانسان جزءاً من هذا العالم.
ونظرية البنية الافتراضية للابستيمولوجيا هي الاطار التحليلي لهذه المفاهيم والذي تحددت فيه الطابع الناقص للإنسانية المفترض موضوعياً واستحالة ايجاد المعيار الوضعاني أو التجريبي او العقلاني والمحصلة في هذه القضية هو كيف بأمكاننا تجنّب الخطأ.
ثانيا: المراجع
⦁-;- القرآن الكريم.
⦁-;- المراجع والكتب
⦁-;- ادوارد ايد يلسون: غريغوري ميندل وجذور الجينات، د. هاشم الدجاني، منشورات وزارة الثقافة السورية، ط1، 2007م.
⦁-;- برتراند رسل: تاريخ الفلسفة الغربية، ج3، ترجمة: د. محمد فتحي الشنيطي، الهيئة المصرية العامة للكتاب، طبعة جديدة، 2011م.
⦁-;- بول لوران آسود: مدرسة فرانكفورت ، ترجمة : د. سعاد حرب، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ط2، 2005م.
⦁-;- تشارلز دارون: أصل الانواع ، ترجمة: إسماعيل مظهر، مكتبة النهضة ، بيروت، بغداد، ط1، 1973م.
⦁-;- ج. هيو سلفرمان: نصيات بين الهرمينوطيقا والتفكيكية، ترجمة: حسن ناظم حاكم صالح، المركز الثقافي العربي، ط1، 2002م.
⦁-;- جمال مفرج: الإرادة والتأويل، الدار العربية للعلوم، ناشرون، ط1، 2009م.
⦁-;- جون كوتنغهام: العقلانية ، ترجمة محمد منقذ الهاشمي، مركز الانماء الحضاري، ط1، 1997م.
⦁-;- جيل دولوز، سبينوزا ومشكلة التعبير، ترجمة: د. انطوان حمصي، دار أطلس للنشر، ط1، 2004م.
⦁-;- دونالد جيليز: فلسفة العلم في القرن العشرين، ترجمة: د. حسين علي، دار التنوير، ط1، 2009م.
⦁-;- ديفيد هيوم: مبحث في الفاهمة البشرية، ترجمة: د. موسى وهبة، دار الفارابي، ط1، 2008م.
⦁-;- روحي إبراهيم الخطيب، التكامل والتفاضل، ط1، طبعة دار المسيرة ،2012 م.
⦁-;- زكي نجيب محمود (الدكتور)، المنطق الوضعي، المكتبة الانجلو مصرية، ط3، 1973م.
⦁-;- سمير بن حسن محمد قاري (الدكتور) و جميل فوزي جميل جبر (استاذ) : مدخل على الوراثة البشرية، دار الفكر ، ط1، 2010م.
⦁-;- علاء هاشم مناف (الدكتور) ، النظرية الكيميافيزيائية في هندسة القنابل الهيدروفراغية، كتاب تحت الطبع.
⦁-;- علاء هاشم مناف (الدكتور): نظرية القوة، دار التنوير، ط1، 2011م.
⦁-;- علي عبد المعطي محمد (الدكتور)، أسس المنطق الرياضي وتطوره، الدار الجامعية المصرية، ط1، 1975م.
⦁-;- عّمانوئيل كانت: نقد العقل المحض، ترجمة: موسى وهبة، مركز الانماء القومي، ط1، بدون تاريخ.
⦁-;- كارل بوبر: منطق البحث العلمي، ترجمة: د. محمد البغدادي، المنظمة العربية للترجمة، ط1، 2006م.
⦁-;- كلود دوبرو: الممكن والكنولوجيات الحيوية، ترجمة: د. ميشال يوسف ، المنظمة العربية للترجمة، ط1، بيروت، 2007م.
⦁-;- كولن ولسن: ما بعد اللامنتمي، ترجمة: يوسف شرورو وعمر يمق، دار الآداب، بيروت ، ط1، 1965م.
⦁-;- لخضر مبذبوح: فكرة التفتح في فلسفة كارل بوبر، الدار العربية للعلوم ،ط1، 2005م.
⦁-;- ليون م. ليديرمان ـ كريستوفرت. هيل: التناظر والكون الجميل ، ترجمة: نضال شمعون، المنظمة العربية للترجمة، ط1، 2009م.
⦁-;- محمد حسن الحمود (الدكتور) : علوم البيولوجيا ، دار الاهلية للنشر والتوزيع، عمّان ، ط1، 2005م.
⦁-;- منطق ارسطو: تحقيق عبد الرحمن بدوي، ج1، دار القلم، بيروت، ط1، 1980م.
⦁-;- الموسوعة الفلسفية: وضع لجنة من العلماء والاكاديميين السوفيت، ترجمة: سمير كرم ، دار الطليعة ، بيروت، ط5، 1985م.
⦁-;- نوري جعفر (الدكتور)، طبيعة الإنسان في ضوء فسلجة بافلوف، مكتبة التحرير، بغداد، ط2، 1978م.
⦁-;- وجدي محمد الشارف: اساسيات الهندسة النووية، مكتب البحوث والاستشارات الهندسية، دار الكتب الجديدة، ط1، 2004م.
⦁-;- يمنى طريف الخوري، فلسفة العلم في القرن العشرين "الاصول الحصاد الآفاق المستقبلية" ، كتاب عالم المعرفة الكويتية ، العدد 264، ط1، 2000م.
⦁-;- المجلات
⦁-;- مجلة العربي الكويتية، العدد 546، مايو 2004م.
⦁-;- العربي العلمي، محلق علمي تابع إلى مجلة العربي الكويتية، العدد العاشر، 2006م.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران