الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ٱلكفر

سمير إبراهيم خليل حسن

2005 / 9 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ٱلكلمة سوآء ءَكانت عربية أم عبرية أم انكليزية فهى فى كلٍّ منها تمثل تكوينًا وبلاغًا عنه. فكلمة "كَفَرَ" فعل يجرى فى ٱلأشيآء ويصنع لها ومنها غطآءً يحجبها ويسترها. وهذه ٱلكلمة نجدها فى لسان الانكليز بذات ٱلدليل cover.
ومن ٱلكلمة ٱلانكليزية نتوصل إلى ٱلعلم بأصل ٱلملَّة "ف" فى كلمة "كَفَرَ". وهذا يبيِّنه لنا لسان كتاب موسى ٱلعبرى. وهو فيه "فاف v" يشتدُّ بٱلمضاعفة فيصير "واو". وبٱشتداد ٱلملَّة يقوى ٱلغطآء ويشتدّ. وبذلك نعلم أنّ كلمة "كَفَرَ" من ٱلأصل "كَوَرَ" ومنه ٱلكُور. وهو نفق فى ٱلتراب للنَّمل وغيره من ٱلدَّوآبِّ ٱلتى تحيا فى كُورٍ. وغطآؤه من ٱلتراب وهو فيه فراغ محجوب يكفره ٱلتراب. ومنه نعلم تكوير ٱلشمس بعد حين "إذا ٱلشَّمسُ كُوِّرت". حيث تفرغ من ٱلطاقة وتتحول إلى كَورٍ فارغ ٱلجوف يغطيه غلاف من أصل ٱلطاقة ٱلشَّمسيَّة. وبذلك تتحول إلى هيئة ٱلعدد "صفر" ٱلذى يدلنا على قوَّة ٱلفراغ وٱلخلوِّ.
فى مضاعفة الوتد "v" فى كلمة "كَوَرَ" نعلم أنّ غلاف وغطآء ٱلنَّفق ٱلذى يحمل ٱسم "كُور" سميك وشديد. ونعلم أنَّه خفيف ٱلتوتيد وٱلشِّدّة فى كلمة cover وكلمة "كَفَرَ".
فأىُّ غطآء إمَّا خفيف cover "كَفَرَ" وإمَّا شديد "كور".
هذا ٱلعلم بٱلتَّدرُّج ٱلأبجدى ودليله يقابله علم فى تدرُّج ودليل ٱلتكوين ٱلفيزيآئى وفى ٱلبلاغ عنه. فٱلَّذى يُخفى على ٱلنَّاس إلى ٱليوم هو ٱلعلم أنَّ ٱللَّه عليم ويعلم ما فى ٱلسَّمٰوٰت وما فى ٱلأرض. وقد أرسل بلاغًا بيانًا عربيًّا عن كلِّ شىء. سوآء ءَكان ٱلشىء تكوينًا أم بلاغًا. وقد حدَّدَ فى بيانه أنّ كتاب موسى هو "إمامًا ورحمة" (12 ٱلأحقاف). وهو إمام فى ٱلإدراك وٱلعلم بدليل أبجديته ٱلعبرية ودليل كلمته ٱلمفروقة. وبها يعلو ٱلدليل إلى لسان ٱلقرءان ٱلعربى (ٱنظر كتابى أنبآء ٱلقرءان).
من دليل كلمة "كَفَرَ" نعلم دليل كلمة "كافر". وهو ٱلذى يصنع غطآء على نفسه وعلى غيره يحجب به ٱلعلم فى ٱلحقِّ. وعمل ٱلكافر يمنع من ٱلسير فى ٱلأرض وٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق. وبكفره يمنع طاعة أمر ٱللَّه "قُل سِيروا فِِى ﭐلأرضِ فٱنظُرُوا كَيفَ بَدَأَ ﭐلخََلَقََ"(20 ٱلعنكبوت). وهو بكفره يزعم خوفًا على ٱللَّه من علم ٱلنَّاس! ويصنع غطآء حاجبًا للبصر وٱلنظر وٱلإدراك. فكلُّ منعٍ هو كفر. وكلُّ حجب هو كفر. وكلُّ سلطة (سوآء ءَكانت دولة أم مؤسسة معرفية) تمنع على ٱلناس ٱلنظر وٱلسؤال وٱلبصر وٱلعقل وٱلقول وٱلمسئولية هى سلطة كافر يكفر على ٱلناس ٱلحقَّ.

وأرى أن أُلحِق بهذا ٱلمقال ٱلمتعلق بكلمة "كفر" فقهًا لدليل ٱلفعل "دَرَسَ" ٱلذى تلغو فيه ٱللُّغة ٱلفصحى وكهنوتها ٱلذى يزعم ٱلعلم فى ٱلدِّين.
لقد ورد ٱلفعل درس فى ٱلبلاغ ٱلعربى فى موضعين:
"فَخَلَفَ مِن بعدِهم خَلف وَرِثُوا ٱلكتٰبَ يأخُذُونَ عَرَضَ هذا ٱلأدنىٰ ويقُولُنَ سَيُغفَرُ لنا وإن يأتِهِم عَرَض مِّثلُهُ يأخُذُوهُ أَلَم يُؤخَذ عليهِم مِّيثٰقُ ٱلكتٰبِ أن لا يقُولُونَ على ٱللَّهِ إلا ٱلحقَّ ودَرَسُوا ما فيهِ وٱلدَّارُ ٱلأخرة خير لِّلَّذينَ يتَّقُونَ أَفلا تَعقِلُونَ" 169 ٱلأعراف.
"وكذلك نُصَرِّفُ ٱلأيَٰتِ ولِيَقُولوا دَرَستَ ولِنُبَيِّنَهُ لِقومٍ يعلمُونَ" 105 ٱلأنعام.
وقد قال مَن زعم تفسيرًا كٱبن كثير وٱلقرطبى وٱلجلالين: (درسوا ما فيه قرأوه. قرأوا وعلموا ما فى ٱلتوراة). وهذا لغو فى دليل كلٍّ من كلمة درس وكلمة قرأ. أمَّا ٱستعمال عاۤمَّة بلاد ٱلشَّام لكلمة درس فيأتى صوابًا. ومن ٱستعمالهم نهتدىۤ إلى ٱلحق ٱلذىۤ أضاعه لغو ٱللُّغة وكهنوتها وهم ذلك ٱلخلف ٱلذين ورثوا ٱلكتٰب.
فتقول ٱلعاۤمَّة للفعل ٱلذى يفصل حب ٱلحنطة عن عصفه "دريس". وهو ٱلنطق ٱلعبرى وٱلانكليزى dress للكلمة "دَرَسَ". وهى تريد بقولها تهيئة وتدليكُ وتذليل قصب ٱلقمح ليفترق عصفه عن حبِّه. وفى ٱلانكليزى dress تدل على (يذبح الحيوان ويعده للبيع في السوق. يزن الخروف بعد ذبحه وإعداده للبيع في السوق. يسمد التربة. يهيىء. يعد المائدة). ومنه تذليل ٱلجنود للاصطفاف فى صفوف من بعد سماع ٱلأمر به. وهى تحمل ذات ٱلدليل وٱلنطق ٱلشَّامى. ومنها كلمة address ٱلتى تستعمل لتبين ٱلتهيئة وٱلتوجيه لخطاب أو رسالة أو كتاب. وهذا ٱلاستعمال يبين إعداد ٱلشىء أو ٱلأمر للنظر ٱلمفصل ولإخراج ما فيه من نفع أو معلومات.
ومن قول ٱلعآمَّة هذا ومنهم قول ٱلانكليز نفهم أنّ "دَرَسُوا ما فيهِ" مرتبط بميثاق ٱلكتٰب. وفى ٱلميثاق "أن لا يقُولُونَ على ٱللَّهِ إلا ٱلحقَّ". فقول ٱلحقِّ لا يكون إلا من بعد أن يدرسوا ما فيه درسًا. أى يدلكون كلامه ويذللونه ويفرقونه ويرتلونه ويعدُّونه للنظر ٱلمفصل وإخراج ما فيه من معلومات كما فى ٱلأمر:
"وَرَتِّلِ ٱلقرءانَ ترتيلا" 4 ٱلمزَّمِّل.
ومن بعد كمال ٱلفعل "درس" يأتى ٱلفعل "قرأ" وبه يخرج ٱلعلم ٱلمكنون فى داخل ٱلكلمة سوآء ءَكانت تكوينًا فيزيآئيًّا أم بلاغًا. فعندما نقول قرأ حبَّ ٱلقمح نريد منه أنَّه علم بجميع منافعه وعمره ٱلتكوينى وأصوله ٱلعشبية ٱلمتعدّدة. وبكتاب تكوينه (جينومه) ٱلذى يضمُّ ستة عشر بليونًا من ٱلأسس ٱلزوجية ٱلنَّووية bases of nucleotides ٱلتى تزيد كثيرًا على عدد أزواج ٱلجينوم ٱلبشرى ٱلثلاثة بلايين.
وبٱلفعل قرأ يخرج ٱلحقّ ٱلمكنون ويَبِينُ. ولهذا سمَّى ٱللَّه كتابه ٱلمبين للحق قرءانًا لأنَّه بيان وتبيان لكلِّ شىء.
لقد كفر طاغوت ٱلسلطة وكهنوته فى جميع بلاد ٱلشَّام على ٱلحقِّ وما يزالون. وهم يزعمون ٱلعلم بٱلدين وبه يخرصون وينشرون ٱلظلم بكفرهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري