الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العالم الجليل أبو لؤلؤة المجوسي

جهاد علاونه

2014 / 12 / 29
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لم يكن (فيروز) أبو لؤلؤة المجوسي في بلاده عبدا أو من عامة الناس, ولم يكن صاحب دكانة صغيرة يبيع فيها القضامة وبزر البطيخ أو مكانس القش , ولم يكن عبدا تحت إمرة رجل ثري في بلاد الفرس, بل كان عالما كبيرا ومحترما تعرف الناس قدره ويجلونه ويحترمونه وكان ملك الفرس كسرى يعرف لهذا الرجل مكانته العلمية والاجتماعية الكبيرة لذلك كان من المقربين إليه, ولكن كيف أصبح عبدا؟.

حين دخل العربُ الأميون الذين لا يعرفون القراءة والكتابة والذين لا يعرفون قيمة العلم والعلماء وقع هذا الرجل وكافة أفراد أسرته أسيرا في يد العرب المسلمين هؤلاء القوم الذين ما زالوا إلى هذا اليوم لا يعرفون من الثقافة أسمها, وقع هذا الرجل في قبضة رجل(بصمجي) يبصم بحافره على الأملاك التي يملكها وهي كثيرة, هذا الرجل الغِر لم يكن عالما مثل فيروز أبو لؤلؤة المجوسي, هذا الرجل مثله مثل غيره لم يكن محبا للثقافة ولا للعلم , هذا الرجل العربي الثري هو(المغيرة بن شعبه) , وكانت سيرة المغيرة بن شعبة عبارة عن رجل لص فض القلب وقاطع طريق, لا يعرف شيئا عن العلم والثقافة , وحين وقع فيروز أبو لؤلؤة المجوسي بين يديه لم يلقى هذا الرجل العالم من الجاهل وقاطع الطريق معاملة حسنة تليق بمستوى الرجل العالم , وبما أن دولة الخلافة الإسلامية- وعلى رأسها الخليفة عمر بن الخطاب- دولة قهر وظلم ونكاح واستعباد , ولا تعرف لا الثقافة ولا الفتوحات العلمية, بما أن الدولة كانت هكذا فإن الخليفة والدولة معا لم يعرفا قيمة العالم أبو لؤلؤة المجوسي, فعملت الدولة على قهر العالم بأن أجبروه على دفع ما قيمته (أربعة دينارات) يوميا لسيده الجاهل الصحابي الجليل(المغيرة بن شعبة), وحين ضاقت الأحوال بالعالم المناضل أبو لؤلؤة المجوسي ذهب إلى الخليفة عمر بن الخطاب, وكان هذا الخليفة أيضا لا يقل جهلا عن المغيرة بن شعبة ورفض أن يتوسط له عند سيده المغيرة, فخرج العالم وهو يمشي مكبا على وجهه, وفي السوق رأى أبناء الفرس من الأمراء هم ونساءهم يساقون إلى الأسواق مكبلين بالسلاسل والحديد لكي يباعوا كما بيع هو, فاستشاط الرجل غضبا وقرر أن يغتال الخليفة عمر بن الخطاب ونجح في محاولة الاغتيال.

رأى أهل فارس من الأرستقراطيين يساقون كالبعير وكالأغنام ويأتيهم العرب من الرجال ليتحسسوا على نسائهم وخصوصا كانوا يضعون أيديهم على مراكز الحس الجنسية فيهم, فغضب الرجل غضبا شديدا, والقصة عن قتله للخليفة عمر بن الخطاب مشهورة ولا داعي لتكرارها, والأهم أن نعرف بأن العرب المسلمين من يوم يومهم وهم لا يعرفون قيمة العلماء والمثقفين وحتى اليوم الحكام العرب لا يعرفوا قيمة المفكرين والمثقفين فيحاصرونهم ويطاردونهم ويذلونهم ويسومونهم أشد أنواع القهر والعذاب, منذ ذلك اليوم وإلى هذا اليوم والعرب لا يعرفوا إلا الجنس والخلاعة والتعرسة, منذ ذلك اليوم وإلى هذا اليوم ولا يوجد احترام لا للعلم ولا للثقافة, وكل الملوك العرب وكل أعوانهم يفتشون عن الجنس ليل نهار ولا يفتشوا لا عن العلم ولا عن الثقافة, فكم عالم آخر غير أبي لؤلؤة المجوسي وقع في أيدي الملوك العرب في زمن عمر بن الخطاب؟ وكم عالم حصيف كان في بلاد الفرس حين سقطت عاصمتهم بإيدي الحفاة الرعاة؟ لماذا لم نسمع ولا عن أي عالم تم استثماره علميا من قِبل الخليفة عمر بن الخطاب وحتى الذين أتوا من بعده!!! لم نسمع ولا عن أي محاولة لتطويع البحث العلمي وإخراجه على أرض الواقع, هؤلاء العرب الحفاة العراة, كانوا حفاة عراة وما زالوا حفاة عراة, كان بإمكان الخليفة عمر بن الخطاب أن يستثمر جهود هذا العالم ليخترع له(طاحونة) هواء كما جاء في كُتب التاريخ, لأن أبا لؤلؤة المجوسي قدم للخليفة مشروع بحث عن هذا المشروع ولكن الخليفة استهتر بالعلم وبالعلماء وكان همه هو وتجار قريش أن ينكحوا بنات كسرى فقط لا غير, أما بالنسبة لعلمائهم فكان مصيرهم إلى الذل والاستعباد, تخيلوا دولة عظيمة بحجم دولة الفرس, تخيلوا كم كان يعيش فيها من العلماء!! تخيلوا بأن الخليفة عمر بن الخطاب لم يستثمر منهم ولا عالما واحدا, فهل لديكم معلومات عن الخليفة عمر بن الخطاب وعن عدله بأنه مثلا رفع لعالم مرتبته الاجتماعية؟ كانوا وما زالوا إلى اليوم يستهترون بالمثقفين وبالعلماء.

لم يكن بين فيروز أبي لؤلؤة المجوسي أي خلاف ديني بينه وبين المغيرة بن شعبة, بل كان عن الفارق الهائل بين المستويين العلمي والثقافي , ولم يقتل أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب لأنه خليفة, بل لأنه لم يعرف قيمة العلم والثقافة , ولم يعرف لهذا العالم قدره الذي كان يعرفه كل أهل فارس, وبدل أن يتعاون, واليوم كل أهل فارس يزورون قبر أبي لؤلؤة المجوسي ليس لأنه قتل عمر بن الخطاب, بل للوقوف على مأساة هذا الرجل العالم الذي لم تعرف الخلافة الإسلامية قيمته, وهو موضوع الصراع بين من يملك ولا يعرف قيمة الثقافة وبين من لا يملك ويعرف قيمة العلم والثقافة, ثم كيف بهذا العالم أن يعمل في السوق أجيرا وهو لا يعرف إلا العلم والثقافة, فهو لم يعتد أن يعمل في السوق عتالا بل كان يعمل عالما ومثقفا في دولة فارسية تعرف قيمة العلم والثقافة إلى أن انتقل إلى الخلافة الإسلامية التي لا تعرف إلا الأكل والشرب والنكاح, لست شيعيا مطلقا بل كلما قرأت عن تاريخ هذا الرجل العظيم أبي لؤلؤة المجوسي كلما أحسست بآلام هذا الرجل وكم كانت آلامه كبيرة, وأقارن بينه وبين نفسي حين أعيش أنا مثلا ظروفا متشابهة في دولة لا تعرف قيمة العلم والثقافة , وكل رجالاتها ليل نهار يتسابقون في الإنفاق على العاهرات ولا يحترموا لا المثقفين ولا الثقافة, تحية للبطل الشجاع العالم الجليل أبي لؤلؤة المجوسي, الذي انتقل من العيش عند إمبراطور فارس الذي يعرف قيمة العلم والثقافة إلى العيش عند قاطع طريق وهو المغيرة بن شعبة الرجل الأمي الذي يبصم بحافره,ولا يقرئ ولا يكتب, وشتان ما بين المستوى الأول والمستوى الثاني, فمن سينصف اليوم أبو لؤلؤة المجوسي؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما أشبه اليوم بالبارحة
منير سراج ( 2014 / 12 / 29 - 17:45 )
تحية استاذ جهاد
داعش لم تأت بشيء لم يفعله أجلاف الصحراء قبلها ابتداء من الرسول الكريم وانتهاء بكل صحابته الصفاحين الأشرار رضوان الله الصحراوي عليهم


2 - لم يكن أبو لؤلؤة الا عبدا حقيرا وارهابيا
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 29 - 18:37 )

ماهو العلم والاثار الذي تركه أبو لؤلؤة؟
لم يكن الا مجرد خادم حقير
كان قد استعبده الروموحرره المغيرة وتولاه وطلب من عمر أن يخفف عنه الضرائب فرأى انه يكسب الكثير وادعى انه سيصنع رحى تطحن كل شيئ
وفهم عمر انه تهديد بالقتل فقال العبد يهددني
وأثناء الصلاة غدرا قام الارهابي وقتل الخليفة عمر بن الخطاب
وطبق فيه القصاص ومايزعم عن قبره في ايران مجرد أوهام
أبولؤلؤة الى لعنة الله


3 - عبد الله أغونان
اّيار ( 2014 / 12 / 29 - 20:19 )
ما معنى تولاه المغيرة بن شعبة هل أعتقه من العبودية ؟! اذن كان بامكانه العودة حرا طليقا الى وطنه بلاد فارس ..عندما طلب منه عمر بن الخطاب ان يصنع سيفا له فاجابه ابو لؤلؤة ساصنع سيف يشهد له التاريخ وعندما توارى عنه قال عمر لصاحبه ( لقد هددني العبد اّنفا ) ! وعمر بفطنته ادرك مغزى كلامه بانه يهدده بالموت ولا ندري لماذا لم يتحوطه وايضا انه دليل على عدم تحريره من العبودية كاما يزعم كاتب التعابق نعت الخليفة له ب ( العبد ) امابشأن قبره فانا ايضا اعتقد ان قبره في ايران وهمي اذ لايعقل نقل جثة عبر هذه المسافة الطويلة وفي ظل اجواء صحراوية شديدة الحرارة حيث لايمكن وصولها ابد بل تتفسخ من بداية الطريق وبصدد عداء وكراهية عمر بن الخطاب للعلماء والثقافة هو تاييده وايعازه الى عمرو بن العاص بحرق مكتبة الاسكندرية التي كانت تضم كنوز العالم من العلم والادب ..الشكر للاخ جهاد علاونه على طرقه هذا الباب و كشفه عن الكثير من الحقائق للممارسات البدوية التي تقطر جهالة وتخلفا .. ..


4 - ايران والاسلام
على سالم ( 2014 / 12 / 29 - 20:48 )
حقيقه انا استغرب من ايران وهى سليله امبراطوريه الفرس العظيمه ان يتحولوا الى الاسلام بهذه الطريقه الغريبه وايمانهم بشريعه البدو الحفاه العراه حتى الان ,كان المفروض من ايران ان تلفظ هذا المعتقد والثقافه البدويه العفنه منذ ان تم غزوهم من قبل العرب الحفاه العراه المقملين الجربانيين ,المفروض على ايران اعاده التفكير فى فكر الصلعم البدوى المتوحش


5 - بلادفارس تدعى الان الجمهورية الاسلامية الايرانية
عبد الله اغونان ( 2014 / 12 / 29 - 21:11 )



مما يدل على قوة الاسلام في الشعوب وتغيير هويته
ونعرف جهود الفرس في نشر الاسلام وعلوم الدين واللغة
مما يعني أن مثل أبي لؤلؤة مثله مثل الخوارج
ويبقى الاسلام فوق التاريخ والجغرافيا والأعراق


6 - استاذ علي سالم
منير سراج ( 2014 / 12 / 29 - 21:23 )
اشد على أياديك وباإضافة لإيران اطالب سوريا والعراق ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب بإعادة النظر ولفظ دين الصحراء ليعود إلى صحراءه العفنة وتعود شعوب تلك الدول لحضاراتها الأصلية التي ما زالت بقايا صروحها تشهد لليوم على حضارتها المتقدمة الف مرة عن الإسلام
ملاحظة (فلسطين ولبنان والأردن تتبع بلاد الشام) أما تركيا واليمن وماليزيا واندونيسيا وباقي دول الخليج الفارسي والشيسان وكل الدول التي تنتهي ب(ستان) مع موريتانيا والصومال وباقي دول افريقيا وبوركينا فاسو عليهم قمر ونجوما ....فألف ألف الف مبروك لهم دين الصلعم


7 - أغونان
منير سراج ( 2014 / 12 / 29 - 21:38 )
يا حضرة أغونان
كل المصادر تشير ان أبو لؤلوة حرفي أجاد أكثر من صنعة فهو حداد ونجار وكان ينقش حجار الرحى وتذكر المصادر أيضا انه صنع مطحنة هوائية
وان المغيرة طالب عمر بالسماح لإدخاله المدينة رغم الحظر العمري نظرا لمواهبه تلك. بعكس المقملين الذي لم يجيدوا من الاف السنين سوى الغزو والذبح
،
فما هي مصادرك يا حضرت.. ان السيد فيروز مجرد خادم حقير؟
أم هو كلام مرسل لا تتحمل مسؤوليته؟
وما هي معايير حضرتك يا حضرة، بخصوص الحقارة والعبودية؟

ثم يا حضرة..
أليس من المفروض ان صلعمك أنهى العبودية؟
أليس من المفروض أيضاً أن عمرك ابن خطابك قال :متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟؟؟؟؟؟ ...
أم هي مجرد مقولات بدون رصيد تضحكون بها على الأجانب؟


8 - منير سراج
على سالم ( 2014 / 12 / 29 - 22:46 )
شكرا عزيزى هذه هى الحقيقه


9 - هههههه ببصم بحافره؟
بشارة ( 2014 / 12 / 30 - 08:06 )
على ما اعتقد انه كان غير مؤهل ان يبصم بحافره فكان يستعين بالفرس ليدلوه على حافره في اي جهة من جيفته موجود وكيفية البصم بحافره...لكن للحقيقة كان يجيد الشنهقة لوحده مثل اي صلعمجي...اشرحلك ليش...كل صلعمجي صار صلعمجي بالعصاي مجازيا (او السيف) فهو حمار بالوراثة يزب عن حمرنته بالرفس والتياسة الى قيام الساعة (روليكس ها مش حيالله بثلاث اربع دنانير)ء
يا ابو على والله بخبطة وحدة جبت ثلاث من مكونات طفولتي واثرت اشجاني الا وهي بزر البطيخ المحمص والقضامة ومكانس القش اضافة الى بابور الكاز وشوكلاطة سيلفانا وسواجير فريد والزلابية والذرة المسلوقة ولعب البنانير والمحاشرة وفي اوقات الفراغ الدراسة واتمام الفروض المدرسية خاصة نكد الفرنساوي والفيزيا
وهسا منين اجيب بزر بطيخ؟ يا رجل اجا على بالي..حرام عليك هون البطيخ بزره اسود صغير كثير ولا يصلح للتحميص والقضم امام التلفزيون
فذنبي برقبتك