الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرب و النفاق : مقاربة سوسيولوجية

ياسين خضراوي
كاتب وخبير لغوي تونسي

2014 / 12 / 30
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


منذ قديم الزمان ، كتب العلاّمة عبد الرحمان ابن خلدون المؤرخ و مؤسس علم الإجتماع العظيم في مقدمته الشهيرة, كثيرا و كثيرا عن العرب و تقريبا خصص لهم أبوابا كاملة في مجلداته و لم يترك صفة و لا خصلة إلا و حللّها و ناقشها بدقة ...
و في هذا الإطار ، فبعد البحث في سطور التاريخ و في الكثير من المراجع و الكتب الممنوع منها و المسموح ، لازلنا إلى اليوم ندرس النفاق العربي و لازال علماء النفس و الإجتماع يصدحون في كل مرّة بدراسات جديدة عن هذه الظاهرة المعقدة ...
العرب ، كما قالوا عنهم أهل همج و بادية ، منذ الأزل كانوا مجردين من صفة "الإنسانية" كيف لا و هم الذين بادروا بوأد البنات ؛نعم لقد كان الرجل منهم يئد مولودته إن كانت أنثى : يدفنها في رمال الربع الخالي الحارقة و يعود إلى القبيلة فرحا و شامخ الأرنبة ، و لا ننسى أيضا أنه إن سافر أو تغيب يوما أو بضع يوم ، قيد زوجاته إلى شجرة أو لأحد أعمدة الخيمة كي لا تشتهي غيره و تهز عرشه و كيانه ، يُقيد زوجاته و يخرج للمجون و شرب ما تيسر من الخمور مع الجواري و البغايا و ملكات اليمين ... و نكاح الغلمان
و على مرّ العصور تتطور النفاق العربي ليمس السلاطين و أولياء الأمور ؛ أولئك الموكلين على أمور الرعية و عامة الشعب ؛ هارون الرشيد مثلا السلطان العباسي الخامس و أشهرهم كان لفريق من الناس مثالا يقتدى به في الورع و التقوى و القوة و الصبر و الفخر الذي لا يموت للأمة ؛هو كان في الأصل إنسانا ماجنا يحب اللهو و التبجح بالحلي و المصوغ و اللباس الثمين و لا يأبه لحال الرعية الذين ينام جزء منهم في العراء شاغري البطون لا حول لهم و لا قوة ...
لا علينا في التفاصيل و التدقيق لأنه لو بقينا نتفحص في طيات التاريخ فلن تكفينا المجلدات للكتابة و التدوين ... المهم في الأمر أن النفاق العربي و في عصرنا الحالي لم يتغير عن الماضي السحيق لأنه في الحقيقة العرق العربي "الأصيل" لا يتبدل و لا يتحول .
لنأخذ على سبيل الذكر لا الحصر أن العرب ما لبثوا أن يصدروا فتاوي الكره و البغض تجاه الغرب الذين لطالما دعوا إلى تكفيرهم و الحث على الإنتقام منهم و التنكيل بهم و شوهوهم و قدموهم كأعداء للدين و كارهين للعرب و الأمة. في حقيقة الأمر لو لا الغرب لما كنا لنعيش كما نعيش اليوم بل لن يكون من الممكن أن أكتب هاهنا أيضا هذه الكلمات .
تراكم تقولون إنبهار بهم ؟؟ نعم إنبهار عظيم بهم ، كيف لا و الرجل العربي حين تضيق به سبل العيش في بلده سواء كان السبب إقتصاديا إجتماعيا أو سياسا يقصد بلدان الغرب لأنه يعرف أن حقوق الإنسان مقدسة هناك و المساواة موجودة و لا تفرقة بين مواطن و مقيم و ليس كبعض الدول العربية و الخليجية خاصة خيث يعامل المقيم معاملة الحيوانات لا لشيء لأنه "مقيم" بل يذهب بعضهم إلى تسميته وافدا أو "عاملا وافدا " كأنه ارتكب إثما بقدومه إلى البلد ....

يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2014 / 12 / 30 - 12:47 )
لا يجوز للمسيحيين تهنئة المسلمين في أعيادهم (مراجع مسيحية مصورة) :
https://www.youtube.com/watch?v=3HTK3r4SYHs

اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24