الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألبداية لتقويم الحالة العراقيه

هيثم الحسن

2014 / 12 / 30
المجتمع المدني


منذ سنة 2003 و دخول الإنترنيت و إنتشار وسائط التواصل الإجتماعي إنبرى كل المهتمين بالشأن الثقافي في العراق بالحديث عن الدولة المدنية و محاربة الفساد والطائفية . و كأني بهم قد أصيبوا بخيبة الأمل الذي كانوا ينتظرونه في قيام حكم يضمن للإنسان عيشاً إنسانياً في بلده على إعتبار إنهم من أحدث التغيير إما بأيديهم أو إحالة العمل مقاولة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والتي أخلت بشروط المقاولة فكان التغيير الحاصل غير مطابق لمواصفات التغيير المنشود مما حدى بالبعض إلى المطالبة بإعادة العراق إلى وجهه الحقيقي (والتي لا معنى لها غير إعادة العراق إلى ماقبل 2003) و الإدانة و الإمتعاض مما هو حاصل. لكني لم أر دراسة أو مقالة سلطت الضوء فيما هو حاصل و كأنه ليس بالأمر الطبيعي إذ لم يكلف أحداَ نفسه بدراسة جذر المشكلة . أفليس الشحن الطائفي (الشيعي السني هو مشكلة عراقية بإمتياز) و الصراع الإثني (العربي الكري) هو عراقي؟ ، و أنا أقصد هنا بالشحن الطائفي و الصراع الإثني على مستوى النخب المتنفذة (سياسيون ، عسكر ، شيوخ عشائر وغيرهم من أصحاب لمصالح) ألطامحين إلى السلطة و التي لاسبيل إليها إلا التغالب الذي من أنجع وسائله هو الإستقواء بالجماعت الأولية و إستخدام القوة المسلحة الموروثتان في جميع المجتمعات الإنسانية التي من طبيعتها الأصيلة عدم قبول الآخر.
فإذا أردنا قبول الآخر وهي سلوكية حديثة في الفكر الإنساني علينا فهم الآخر لتقبله . فهل هناك قارئ يستطيع أن يقول إن الطائفية على المستوى الفكري و ألإجتماعي غير موجودة في العراق و لم تحدث صراعات طائفية قبل عام 2003؟. و هل يستطيع قارئ أن ينكر وجود شوفينية عربية و كردية و هل يستطيع قارئ أن ينكر نجاسة المسيحي والصابئي و اليزيدي و اليهودي و رافضية الشيعي و ناصبية السني في الثقافة الشعبية . أليس ألأحاديث ألتي تدور حول الثقافات الأعتقادية و الإنتمائية تقوم على دونية ثقافة غيري و فوقية ثقافتي حتى على مستوى الأزياء و اللهجات بل حتى على فوقية الإنتماء السكني بين الريف والمدينة (هذا إبن عرب ، هذا إبن حمولة ، أنت مو إعرُبي ، إنت خو ما إحضري (الحضري ليس كريماً و مو زلمة ليل)) و مايقابلها من (عُربي ، عرب جوله ، شروكي ، قابل آني كردي) و غيرها من مصطلحات التكابر على الآخر.
إن ما حاصل الآن هو ما يصح ن نطلق عليه ( إذا زال المانع عاد الممنوع ) فبعد غياب سلطة الدولة و إنحسار صمامات الضبط الإجتماعي ( المدرسة ، الأسرة ، الروابط الإجتماعية ، ضعف دور العشيرة الأبوي و تحوله إلى تجمع مصلحي للتعاون في أداء الفصل العشائري و تهديد من يتعرض إلى إبن العشيرة حقاً أو باطلاً ) و لجوء الناس إلى الإنتماء إلى الجماعات الأولية ( عشائر ، مذاهب ، طوائف ، ديانات ، قوميات .... ألخ) ومن ثم بروز دور الجماعات المسلحة لتجسيد الإنتماء .
إن النخب المتعلمة إكتفت بدور العارض للحالة دون تحديد أسبابها و مسبباتها ألتي مؤداها إلى هذه النتائج حتمياً .
إن ما مطلوب الآن بروز نخبة تبحث جذور المشكله و الوسائط التي تؤدي إلى خطوات تقترب من الحل ، تكون على قدر من الجرأة البحثية في التشخيص و التحليل لا أن تترك المجال للثقافة التضليلية تهيمن على الساحة المجتمعية .
آمل ن تكون هذه الكلمات مقدمة لهكذا عمل و الشكر لمن قرأ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طرح علمي
فريد جلَو ( 2014 / 12 / 30 - 00:11 )
على المثقفين تبني هذا الطرح العلمي وتثقيف الجماهير بذلك مع التحيه للكاتب

اخر الافلام

.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06


.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في




.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس


.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على




.. الوضع الا?نساني في رفح.. مخاوف متجددة ولا آمل في الحل