الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بالسيف ...افعل لا تفعل

محمد الشريف قاسي

2014 / 12 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن ظاهرة صنع السيوف واستخدامها وانتشارها في شوارع المدن وأزقة القرى في جزائر الألفينيات، من طرف شباب ومراهقين وحتى كهول، يجعل العاقل حيرانا، لقد استخدموا السيوف والخناجر وكل الأسلحة البيضاء في حروب شوارع، بين حي وحي (براقي وغيره) وقرية وقرية، ومدينة ومدينة، وبين العروش والقبائل فيما بينها (أحداث عين وسارة)، وبين مذهب ومذهب وعنصر وعنصر (أحداث بريان)، بل انتقلت إلى أعلى، إلى قادة الأمة ومنضري ومفكري السياسة، حتى بين الأحزاب السياسية فيما بينها (الفيس ولرسيدي) وانتقلت بين تيارات داخل الحزب الواحد (مؤتمر حزب الأفلان) وبين السلطة والمعارضة السياسية، (ما عايشناه خلال العشرية السوداء) وعلى المستوى العربي الإسلامي حدث ولاحرج، فهاهم جيران ليبيا متخوفون من انتشار السلاح ومن سقوطه بأيدي الجماعات الإرهابية المتطرفة، وهاهي أمريكا والعالم الحر متخوف من انتشار الأسلحة غير التقليدية بيد جماعات مذهبية وإسلامية متطرفة في سوريا اليوم، وهاهو الشعب الليبي الشقيق يتظاهر من اجل جمع السلاح من الجماعات المتصارعة العابثة والفاقدة للوعي، لوضعه بيد الدولة والسلطة الشرعية، وهاهي منطقة القبائل ونتيجة للاضطرابات التي وقعت بين العروش والسلطة عندنا (أحداث منطقة القبائل) وبعد طردها لقوات الدرك الوطني وما تركه من فراغ أمني رهيب، مما ساعد دعاة عقيدة السيف على نشر واحتراف الفوضى والسرقات وقطع الطرق وترويع الآمنين، مما جعل أهل المنطقة وفضلائهم يطالبون الدولة من جديد بإرجاع قوات الدرك الوطني إلى المنطقة، وبعد أن تيقنوا أنه لا تنمية ولا تطور بلا أمن وسلام اجتماعي، وحيث أنه يهرب الفأس متى حل دعاة عقيدة السيف، تخيل معي لو كان السلاح الناري والعسكري مسموح به في بلداننا، في مجتمع صبياني غير ناضج، في مجتمع تسيره العواطف لا العقول، في مجتمع سريع الانفعال لأي إثارة، لا يحسب لعواقب الأفعال وما سيؤول إليه المآل والأحوال، ماذا كان سيحدث بين الإخوة الأعداء، لو كان بأيديهم أسلحة نووية وكيمائية جرثومية غير تقليدية ؟ ماذا كان سيحدث من هؤلاء القاصرين المعتوهين، الذين قال فيهم تعالى (يخربون بيوتهم بأيديهم)؟ لكن العاقل الحكيم (ومن يؤتى الحكمة فقد أوتيا خيرا كثيرا) يعرف أن هذه الظاهرة وهته الأحداث، ما هي إلا نتائج وثمار، لما غرسنا منذ سنينا وعقودا وقرونا طوالا، وأنه إذا أردنا بصدق معالجة هذا المرض العضال واقتلاعه من الجذور حتى لا يظهر مرة أخرى، وحتى لا يصيب جسد الأمة والدولة بأكملها، كان لزاما علينا كمجتمع ومؤسسات دولة، أن نعالج هذا من الأساس، ونقضي على هذه الآفة العابرة للقارات قضاءا مبرما، فأي مرض لم تعالج مسبباته ظهر مرة أخرى وأي ورم خبيث لم يقتلع من الجذور ظهر وتكاثر وقتل صاحبه، كما يقول الأطباء المختصون، فكذلك الأمراض الاجتماعية والإنسانية، لا يمكن معالجتها بمعالجات فوقية وأمنية وقضائية فقط، بل نعالجها بالفكر والثقافة والتربية، على مستوى المسجد والمدرسة والجامعة، وعلى مستوى العائلة (نواة التربية) وهذا يكون بالقيام بعمليات تحسيسية وعقد ندوات وملتقيات فكرية، وتنشيط دور الثقافة والجمعيات المدنية والمركبات الرياضية وملاعب كرة القدم، وبالخصوص وسائل الإعلام من تلفزة وراديو وجرائد ومجلات وكتب. فلبد من ثورة ونهضة جادة من أهل الفكر والعلم والصلاح في زرع بذور السلام والحب والتعاون والأمن والتنمية الشاملة. ونبذ وكنس كل ثقافة الحقد والكراهية والعنف والتطرف، ومن حرق الكتب التي تدعو لذلك وتشجع عليه ولو بالتلميح، ولبد من غربلة تراثنا وثقافتنا وموروثاتنا وأخذ إلا الصالح فيها والنافع. وهذا الكتاب أردناه أن يكون بذرة خير لأجيالنا القادمة، في هذا الاتجاه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran