الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول العنصرية إتجاه المسلمين .

صالح حمّاية

2015 / 1 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لنقل أن هناك موجة من المشاعر العنصرية اتجاه المسلمين تجتاح أوربا ، و أنه يجب على العالم الوقوف في وجهها .. لنقل هذا رغم تحفظي الشخصي عن الأمر ، لكن أليس السؤال أولا وماذا عن عنصرية المسلمين ضد الغرب ، و التي هي بلا شك سبب هذه الموجة من الكراهية ، فكما نعلم نحن المسلمين سادة العالم في نشر الكراهية و الحقد على شعوب العالم الأخرى ، فنحن يوميا نتهجم على الغرب و ندعو عليه بالهلاك و الخراب ، ونحن يوميا ندعو على اليهود و نصفهم بأقذر الأوصاف رغم أن اليهود الذين قد يكونون أساؤوا للمسلمين قد ماتوا قبل عشرات القرون !! ؛ ونحن يوميا طبعا نتهجم على جل الأديان و الشعوب في العالم رغم أن هؤلاء لم يفعلونا لنا شيء ، فهل مثلا فعلت طائفة الأميش للمسلمين شيئا ؟ طبعا لا ، وهل أضر شعب الإسكيمو المسلمين بشيء ؟ طبعا لا ، لكن المسلمون كل يوم يدعون عليهم بالهلاك بداعي أنهم كفار و أنهم أنجاس ، فكيف لنا أذن أن نحاسب الآخرين على العنصرية اتجاه المسلمين ، ونحن نتغافل على العنصرية و الكراهية التي هي من صميم عقيدتنا كمسلمين ، فهنا فارق كبير بين عنصرية قد يحملها شخص أو أثنين أو حتى مليون ، وبين عنصرية تدرس في المدارس وتغرس في النشء ، ولدينا الأمثلة كثير طبعا على هذا ، فعلى سبيل المثال هذه الأيام تشهد جل البلاد الإسلامية حملة لمنع المسلمين من الاحتفال بعيد رأس سنة ، و أغلب المبررات لهذا الأمر هي أنه يجب مخاصمة الكفار وعدم تقليدهم ، و السؤال : هل بهذا الخطاب نحن ندفع الآخرين ليكونوا منصفين معنا ، أم نحن أساسا أس الكراهية و العنصرية ؟ و أننا نستحق ما يجري معنا فالواقع أننا لو رجعنا للخطاب الديني في العالم ودققنا فيه ، لوجدنا أن الخطاب الإسلامي هو الأكثر عنصرية حاليا ، ففيما مثلا نحن نجد البابا يدعوا للسلام و المحبة في العالم ، ويدعوا للخير لكل البشر ، فنحن نجد شيوخنا يدعون بالويل و الثبور على العالم ، ويعدونهم بالغزو و الاحتلال ، و هكذا إذن فنحن لا نملك أي حق لإدانة الغرب لأنه بالأساس نحن وحدنا العنصريون الوحيدون ، وكل الشواهد تدل على هذا ففي كل البلاد الغربية التسامح مع المسلمين غير محدود ، فنحن يتاح لنا العيش بحرية ، ويتاح لنا الدعوة للدين الإسلامي هناك ، وهذا أمر لا يمكن لمسلم إنكاره ، لكن هل هذا موجود لدى المسلمين ؟ طبعا لا فالمسلمون يمنعون أي تبشير أو دعوة لديانة أخرى في بلادهم ، بل هم يضيقون حتى على المختلفين في العقيدة من المواطنين في بلادهم ، ففي مصر المسيحيون أقدم من المسلمين في تواجدهم ، لكن نحن نجد أن المسلمين يمارسون العنصرية ضد المسيحيين ، بل إن المسلمين يمارسون العنصرية حتى بين بعضهم البعض ، ما يجعل حياة المسلم في الغرب الكافر الداعر كما نحب أن نسميه أفضل من بلاده ، فأنت لو شيعي سعودي تعيش داخل المملكة فأنت مهدور الحقوق ، و لو أنت سلفي إيراني تعيش داخل غيران فيا ويلك ويا سواد ليلك ، فكيف إذن يمكن القول أن هناك عنصرية ضد المسلمين ، والواقع يقول أن لا عنصرية سوى لدى المسلمين ..

الواقع أن المسلمين في هذا الأمر هم الجاني وليسوا الضحية ، ففي قضية العنصرية فالمسلم هو المدان لأن المشكلة وللأسف فيه هو ذاته ، فالمسلمون وبسبب طبيعة الاعتقاد الذي يحملون هم عنصريون بالطبيعة ، فهم يرون أنفسهم أسياد العالم ، و كل مسلم وحتى ولو كان جاهل لا يمكنه كتابة أسمه ، تجده يفاخر بأنه خير خلق الكون فقط لأنه مسلم و أن الآخرين مجرد "أنجاس" ، وهذا أساسا جوهر العنصرية ، فالعنصرية تبدأ حين نرى أنفسنا أفضل من الآخرين ، وحين وندعي الأفضلية عليهم ، و هكذا نحن نرى أن قضية المسلم خاسرة ؛ لكن عموما تبقى المشكلة الأكبر هي في طبيعة العنصرية هذه ذاتها ، فالأمر لو أقتصر على عنصرية فرد أو حتى جماعة لهانت ، فهنا يمكن القول أن المسلمين حاليا عنصريون لكنهم يمكنهم تغيير الأمر ، لكن المشكلة هنا أنها عنصرية من صميم الإسلام نفسه ، فالإسلام وللأسف كدين هو قائم أساسا على قضية أن المسلم خير من الكافر ، فمثلا وصف الكفار بالأنجاس هو وصف وارد في القران وتحديدا الأية 28 من سورة التوبة ، وعليه فكل مسلم هو بالضرورة عنصري شاء أم أبى ، وهكذا هل يمكن توقع أن ينقي المسلمون الإسلام من هذا العنصرية ويطرحوا اعتقاد إسلامي متسامح جديد ليندمجوا مع العالم ؟ أم أن الحال سيبقى على حاله ؟ .. شخصيا عموما وعن نفسي فانا لا أعتقد ، فالغالب أو المؤكد لدي هو أن المسلمين سيبقون على حالهم ، فهم سيتهمون من يطالب بهذا بأنه كافر عدو الله ، وسيستحلون دمه ، أما الغرب فهم سيستمرون طبعا في توعده بالويل و الثبور ، وسيبررون كل ما يجري لهم بسبب هذا بأنه اختبار من الله لبعدهم عن الإسلام ، و أن هذا جاء في كلام النبي حين قال "ستتداعى عليكم الأمم كما يتداعى الأكلة على قصعتها " وهكذا إذن فالحال لن يتغير سوى للأسوأ ، فالمسلمون لن يتخلوا عن خطابهم العنصري و الإرهابي وسيستمرون في هذا الأمر ، في المقابل فالعالم و مع الوقت سيكتشف هذه العنصرية ، و هكذا و في النهاية نحن لن نقع سوى في حرب عالمية على الإسلام و المسلمين ، وهنا طبعا لن يكون المسلمون هم الضحية ، فالضحية هو من يتم الاعتداء عليه ظلما ، لكن في حالة المسلم فهو المعتدي بخطابه التحريضي و العنصري ، وهكذا لن يذوق المسلمون سوى شر أعمالهم ، و لا يدري أحد طبعا متى ينتهي هذا الجنون ، فهل يمكن أن يحصل تغير في ذهنية المسلمين المأزومة و يقفوا أخيرا أمام الحقيقة ، أم أن الإرهاب و الكراهية ستظل تسيطر عليهم إلا أن يبادوا عن بكرة أبيهم ؟ عموما لننتظر ونرى ما سيجري .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 1 - 20:48 )
[عندما أتت امرأة كنعانية إليه تطلب منه الرحمة (إرحمني يا سيد يا ابن داود) [متى 15: 22]، ثم سجدت له لتستعطفه بذلك [متى 15: 25]، أجابها يسوع وبكل عفوية (ليس حسناً أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب) [متى 15: 26]. والبنين هنا هم اليهود، وأما الكلاب فغيرهم من الأعراق مضافاً لهم هذه المسكينة الكنعانية. فلو طبقنا معاييره اليوم كما وردت في الإنجيل لأصبح لدينا صنفين من بني البشر: السادة اليهود، والكلاب، فقط لا غير] .
هكذا كان ينظر (يسوع) و (اليهود) لبقية البشر , يرونهم مجرد كلاب ؛ يجب أن لا تُعامل كالبشر! .


2 - العنصرية في الاسلام ستقضي عليه
مروان سعيد ( 2015 / 1 / 1 - 21:48 )
تحية استاذ صالح حماية وتحيتي للجميع وكل عام وانتم بخير
كلامك كله صحيح بان الاسلام هو دين عنصري ولا يتقبل الاخر واعتقد لايتقبل نفسه
ومن يكره نفسه كيف سيحب الاخرين ويتعايش معهم
نعم يااخي الاسلام يكره الاسلام اي السنة تقتل من السنة اكثر مما تقتل من الاخرين والشيعة ايضا وهكذا اولاد عائشة سياكلون بعضهم حتى الاخر
والغريب بالامر المسلم يدفع الاف الدولارات ويركب في مراكب الموت ويقطع بحر خطير ومستعد التضحية بنفسه وعائلته لكي يصل للغرب الذي يعده كافر وعندما يصل هناك يبداء بالتمرد والتافف وكان البلاد بلادهم ورثهم اياهامحمد
اعتقد داعش اسقطت اخر قناع للاسلام وكشف وجهه الحقيقي المقزز وبداء اللعب على المكشوف ولا ينفع بعد الان التقية والكذب والغدر الذي اتبعوه قديما واني ارى النهاية قريبة
وللجميع مودتي


3 - سي حمداش
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 1 - 22:11 )
حمداش يكفر خمسين بالمية من الشعب لأنه يسب الله و كأن الله ينتظره ليدافع عنه،نعيش مجاعة فكرية خطيرة سببها الرداءة و المحسوبية فكرة الغاية تبرر الوسيلة باي ثمن كان، نجني ما فعله اجدادنا الجبناء بنا الرضوخ و الصمت ورثونا دستورا ارهابيا يزعجنا خمس مرات في اليوم باصوات الآذان البشعة.....تحية للأديب للشجاع كمال داود،،،،،و اليك استاذي الصالح حماية


4 - تحية اخي صالح وكل عام وانت والاخوة في التمدن بخير
Jugurtha bedjaoui ( 2015 / 1 / 1 - 22:27 )

لقد دشنت السنة الجديدة بمقال قمة في الاخلاق الحميدة ووضعت الخطوط الحمراء للعنصرية الاسلامية التي نهشت اجساد اوطاننا حتى اصبح الجميع يفتي ويقتل ويقتل باسم الدين الاسلامي ولا اظن ان السيناريو سيعدل بل بالعكس سيزداد شراسة مادام التخدير هو المسار الوحيد في بقاء الاستبداد في بلادنا وما سرح الحمدوش الا دليل على المؤامرة القديمة الجديدة في وجه كل متمدن يريد العودة لانسانياته المفقودة ؟ نتمنى لك كل التوفيق والصحة لكي تواصل معنا بارشداتك ونصاءحك القيمة


5 - الغرب وقياداته السياسيه
على سالم ( 2015 / 1 / 1 - 23:13 )
صرحت المستشاره الالمانيه انجيلا ميركيل انها ضد حملات العنف ضد المسلمين فى المانيا ,هذا يوضح تماما درجه البله السياسى والغباء الذى يتمتع به الغرب وقياداته السياسيه وهم فى نفس الوقت يشاهدوا افعال داعش الوحشيه من قطع للرقاب وبقر للبطون واغتصاب النساء بل وبيعهم فى سوق النخاسه وافعال التخريب والسرقه والتدمير فى اى مكان يذهبوا اليه ,هل لايعرف هؤلاء الساسه الحمقى ان داعش وماتقوم به هو الاسلام الصحيح ,اوروبا واميركا يتخبطوا بدون شك والتيارات الاسلاميه هناك تزداد كل يوم شراسه وغطرسه وايمانهم بأن الاسلام سوف يسود العالم ,الساسه الغربيين يعانوا من حول فى عيونهم وعقولهم وسوف يعانى العالم بسبب غباؤهم وتخلفهم العقلى وعدم نضوجهم, الم يحن الوقت بعد لطرد المسلمين من اميركا واوروبا شر طرده وشحنهم الى بلادهم البائسه المتخلفه


6 - وعلى نفسها جنت براقش
ملحد ( 2015 / 1 / 2 - 03:08 )
واحد من ثمانية ألمان مستعدون للتظاهر ضد المسلمين!
http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2015/01/150101_gernamy_muslims_march_merkel

ثالث اعتداء على مسجد اسلامي في السويد في غضون اسبوع!

http://www.bbc.co.uk/arabic/worldnews/2015/01/150101_sweden_mosques_arson

العداء للاسلام والمسلمين في ارتفاع مضطرد في اوروبا وغيرها .
على المسلمين الاندماج في مجتمعاتهم الجديدة والا فليعودوا من حيث اتوا
وعلى نفسها جنت براقش