الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السيسي يتكلم بلسان عصفور!

ماجد عبد الحميد الكعبي

2015 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لم يحدث ان تكلم رئيس عربي معاصر بلغة نقدية فأوجز القول في ثلاث دقائق مستعملا كثيرا من المصطلحات النقدية الاتية : (الاشكالية ، الخطاب الديني ، الفكر المقدس ، تجديد الخطاب الديني ، التجديد الذي يتناغم مع عصره ، الفكر وليس الدين هو المتهم ، الفكر الذي تم تقديسه هو عبارة عن (نصوص و افكار) تم تقديسها عبر مئات السنين فأصبح الخروج عليها صعبا). في ثلاث دقائق ذكر كل تلك المصطلحات النقدية التي يكثر ترديدها في المحافل والندوات والمؤتمرات الثقافية و الادبية في الجامعات والمؤسسات الاعلامية. لقد خيل اليّ انني استمع لمحاضرة جامعية يلقيها الدكتور الناقد جابر عصفور ( وزير الثقافة المصري الحالي) وليس الى رئيس ترجع اصوله الى المؤسسة العسكرية. ولم يكتف الرئيس السيسي بهذا السيل من المصطلحات بل اتبعها بذكر عبارات نقدية افرز من خلالها نوعين او اكثر من انواع القراء الذين يكثر الحديث عنهم لدى المتخصصين من النقاد ولا سيما في نظرية التلقي ، داعيا رجل الدين الازهري الى تقمص المكانة الصحيحة في القراءة . فطالب السيسي رجل الدين (بوصفه مؤولا وقارئا للنصوص )الى الخروج من وضعية القارئ العادي الى تقمص دور القارئ الواعي ، الذكي ، الموضوعي ، المحايد تاركا الاحكام المسبقة خلفه. وقد طالب الرئيس ان تكون وقفة رجل الدين القرائية طويلة عندما وصفها بالشدة وبفكر مستنير حقيقي ، وكأن لسان حاله يقول : لقد مللننا من سماع محفوظاتكم التي نقلتموها لنا كابرا عن كابر ، قال فلان وحدثني علان وروى ابن حبان !
في ثلاث دقائق كان الرئيس السيسي ناقدا ثائرا اكثر من كونه قائدا عسكريا محافظا مختتما اياها بقوله : نحن محتاجون الى ( ثورة دينية ) . ثورة ضد الفكر السلفي المتحجر بكافة اشكاله ورموزه الذين افرغوا الاسلام من محتواه الانساني .
ان الرسالة التي تضمنها خطاب الرئيس السيسي الموجه الى شيوخ الازهر لم تكن وليد لحظتها بل كان السيسي يردد كثيرا من معانيها ومفرداتها في خطابات وكلمات سابقة بدأها بكلمته الاولى يوم تسلم منصب الرئاسة ، لكننا اليوم نسمع خطابا اكثر وعيا ودقة في تشخيص مكامن الخلل والخطر اللذين رافقا الخطاب الديني منذ قرون قد خلت. ان خطاب السيسي يثير في مخيلة متلقيه علامات كبيرة للاستفهام ويطرح في الوقت نفسه اسئلة مهمة عن الدور القادم للرؤساء والتي منها : هل انتهى زمن الطواغيت – حقا- الذين لا يحسنون صياغة الجمل المفيدة ؟ هل انتهى عصر الزعماء المساطيل الذين لا يفقهون من البلاغة إلا استعمال مفردات الغزو ولغة السيف ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لنقل انه يتكلم بلسان ببغاء
عبد الله اغونان ( 2015 / 1 / 2 - 10:52 )

يردد ما طلب منه أن يردده

ظانا أن مصلحته في الاعتماد على خطاب تبين تهافته

النص الديني قرانا وسنة عصي على التزييف وتجديد الأدعياء وتأويل المغرضين

اخر الافلام

.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با


.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط




.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع


.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية




.. منظمات إسلامية ترفض -ازدواجية الشرطة الأسترالية-