الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لاستنساخ الصراعات التاريخية يا مسلمين اعقلوا

محمد الشريف قاسي

2015 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من الترف الفكري أن نحي الأموات بصراعاتهم وعاداتهم، وكل مللهم ونحلهم وفرقهم وطوائفهم، لأنها مرحلة تاريخية في حياة أمتنا، لا بأس من دراستها لأخذ العبر من تجاربهم لبناء المستقبل، لكن لا نبني عليها، فالعصر غير العصر والعقل البشري دائما في تطور نحو الأفضل.
فلا يمكن أن نعيد تلك التطبيقات والإجتهادات والأحداث، فما وقع من سلبيات بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يجب أن ننكرها أو ننساها والتي أثارها لازالت إلى اليوم، لكن لا نعيد إستنساخها وإحيائها بنشر تلك الصراعات المذهبية الوجودة أنذاك، فلا فائدة لنا اليوم من نشر التعصب المذهبي وتغليب مذهب على مذهب والدخول في تلك المتاهات التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
فكلنا مجمعون على الأخذ من ( الكتاب والسنة) والأخذ بإجتهاد العقل المعاصر في إستنباط الأحكام وتطبيقها على الواقع ومواجهة التحديات المعاصرة. ومن الإنتحار أن نحي الصراعات القديمة اليوم، أو أن نستنسخها لنصاب بالعقم الحضاري والغيبوبة الفكرية، وبالتالي فلا نقدم للبشرية أي جديد نافع، ومن هنا ندعو أبواق الفتنة ودعاة المذهبية والطائفية من أتباع تلك المذاهب إلى الإعتدال وتحكيم العقل، من أولئك الذين عطلوا عقولهم ونسوا حاضرهم ومستقبلهم وتمسكوا بالصراعات القديمة العقيمة، وذلك بالبحث في قمامة التاريخ عن كل ما يهدم ويفرق الأمة الواحدة الموحدة ( وأن هذه أمتكم أمة واحدة ).
فليتق الله في هذه الأمة هؤلاء الدعاة والعلماء المذهبيون من السلفية الوهابية والشيعة الإمامية، الذين أستغلوا من طرف حكامهم لأهداف سياساوية بين السعودية وإيران في تفريق الصف وتمزيق الممزق وتفتيت المفتت، يكفي هذه الأمة ما هي فيه من التخلف والهوان والمصابة بالعقم الحضاري منذ قرون، فلم تنتج لنا أي جديد ولم تظف للمجهود البشري أي جهد مادي أو معنوي فكري.
فإستنساخ تلك الصراعات المذهبية والدينية يجعلنا نبقى دائما عالة وطفيليين على مائدة الغرب المسيحي أو الشرق البوذي كما هو الحال الآن ( شعوب الإستهلاك ).
فالإستثمار في في الماضي ونبش القبور وإحياء الصراعات المذهبية والدينية والعرقية وضرب بعضنا ببعض وتقسيم المقسم وتفتيت المفتت هذه من أساليب الإستعمار الجديد والمتجدد، وذلك بإستثمار صراعاتنا وجمود عقولنا في المزيد من تخلفنا رغم أني لا أأمن بنظرية المؤامرة وتصدير التهم إلى الأخرين وتبرئة أنفسنا وعدم ممارسة النقد الذاتي .

فلو أحرقنا كل الكتب الصفراء قبل أن نحترق بها، والتي تبث الفرقة بين الأمة والتي لا تزيدنا إلا تمزقا وفرقة، تلك الكتب المذهبية والطائفية التاريخية المزورة، تلك المراجع التي جعلت من شباب اليوم معاق فكريا ومشلول حركيا لا يفكر إلا بعقلية كان وقال وروي عن.
و يدافع عن الأموات دفاع الغرب عن الأحياء من إنسان وحيوان وحتى جماد (جمعيات حقوق الإنسان) ( جمعية السلام الأخضر) (جمعية حقوق الحيوان) ( جمعية حماية طبقة الأزون). في الوقت الذي إستطاع الغرب أن يضع رجله على القمر لازلنا نحن لا نعرف كيف نمشي على الأرض، فالغرب لم يتقدم علينا إلا في الجانب المادي التقني التكنولوجي فقط بل حتى في الجانب الإنساني والأدبي، تقدم علينا في النظم السياسية والحياتية، ففي الوقت الذي أصبح المواطن ينتخب مسؤوليه ويحاسبهم وبإمكانه عزلهم سلميا ومحاكمتهم، لازلنا نحن نؤمن ب:
(حتى ولو ضرب ظهرك وأكل مالك ).
لازلنا نؤله الحاكم ونعطيه من القداسة الفرعونية مثل ما كان موجودا في القرون الوسطى في أروبا.
فالإسلام المحمدي جاء لينهي تأليه البشر والحجر ويعلي من شأن الإنسان، ويحرر عقله من الخرافات والظلمات والطغاة. إلا أن العقل المسلم والعربي اليوم تبلد وأصبح في غيبوبة فكرية، فلم يطور من واقعه المادي ولا المعنوي منذ قرون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال


.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر




.. تعليق ساخر من باسم يوسف على تظاهرات الطلاب الغاضبة في الولاي