الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكل ينقد الكل بلا بدائل

محمد الشريف قاسي

2015 / 1 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


علاقة الاستهلاك بالانتاج هي علاقة (واجب و حق) فلا يمكن أن تطالب بالحقوق قبل أداء الواجبات، أو المطالبة بالحق في الإستهلاك قبل أداء الواجبات في تحقيق الإنتاج، فلا يمكن أن نضع العربة قبل الحصان، أو نطالب بالأجر قبل الإنتهاء من أداء العمل المطلوب، كما لا يمكن أن نحصد ما لم نزرع. و الإشكال في مجتمعاتنا، أننا لا نحسن إلا البكاء و الشكوى و المطالبة، بدل البحث على الحلول الممكنة و الإعتماد على الذات في إستثمار القدرات و الإمكانيات المتاحة، لكن لبد من تحليل نفسي و إجتماعي لهذه الظاهرة عندنا، فمتى عرف السبب إنتفي العجب، أرى أن هذه المجتمعات لا تعطي أهمية كبيرة للعقل و التأمل و التفكير، فهي تفكر بعواطفها و شهواتها،
أو أنها مطمئنة على من يفكر في مكانها، من الحكام و العلماء والمشايخ ( العقول المفكرة ، الآمرة الناهية) و الذين نصبوا أنفسهم سادة على هذه الشعوب و أقنعوها بأن تكون أجسام بلا عقول و أن لا تتدخل فيما لا يعنيها و أنه يكفيها تنفيذ الأوامر الفوقية فقط (من تمنطق تزندق) (حيوان و مؤدب)، فما على الشعب إلا الإتباع و الإقتداء و تنفيذ الأوامر (فكنا لكم تبعا) (و أولوا الأمر منكم). و هذا هو الإستعباد بعينه، حيونة الإنسان التي نحذر منها،و ندعو أنفسنا إلى المشاركة و تحمل المسؤولية، مسؤولية التفكير و الإهتمام بالصالح العام، لأننا في سفينة واحدة ، الكل فيها مسؤول عن الكل و الكل يتحمل تبعات الغرق أو النجاة . أما تقسيم المجتمع إلى عبيد و سادة أو إلى قادة و أتباع ، أو رعاة و مجموعة قطعان من البهائم، أو آلهة و عبيد، هذا الذي نراه أساس مشكلة تخلفنا. فالديكتاتورية الأبوية على أفراد الأسرة تكون دائما سبب التفكك الأسري، فلا يمكن بدعوى( طاعة الوالدين ) أن لا يكون لنا رأي في تسيير الأسرة و المشاركة في بنائها
و أستمرارية بقائها. فلننظر إلى غياب العقل في الصومال
و ما أحدثه من كوارث على أنفسهم، يثورون من أجل صور كاريكاتيرية تسيء للنبي الكريم و لا يثورون على واقعهم من فقر و فرقة و إقتتال و ذهاب لدولتهم، لما عطلوا عقولهم
و أدخلوها في الثلاجة إستغلهم رجال الحروب الدينية و أهل الفتن في حرب داخلية دامت سنين، مما أدى بهم إلى فقر مدقع و مجاعة قاتلة، فأصبحوا عالة على الأمم يقتتاتون على موائد الأخرين من غير المسلمين، و أتعجب كيف ثار المسلمون من أجل رسومات و لم يثوروا و يساعدوا إخوانهم المسلمين في الصومال، أم أن إغاثة المحتاجين و نصرة المظلومين ليست من الغيرة و الأنفة الإسلامية. أما دعاتنا
و مشايخنا (المساكين) فيريدون نشر الإسلام في أروبا
و أمريكا و نسوا أن لهم إخوان لهم مسلمون مثلهم قتلتهم الحروب و المجاعة في إفريقيا بحاجة إليهم أكثر، أم أن شهواتهم غلبتهم وعاطفة و حب الشقراوات و أصحاب العيون الزرقاء في الغرب هو الدافع و ما الدعوة و الإسلام إلا غطاء لتلبية شهواتهم الحيوانية. أم أنهم يريدون فرض النقاب على حسنوات الغرب و لا يفكرون في منقبات الصومال و السودان. إن العباءة لا تصنع ناسكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت
ياقوت دفين ( 2015 / 1 / 2 - 20:17 )
مقال رائع و تحليل موفق،انها فرصتنا في الجزائر لنجهض افكار الإرهاب و نقضي على علامة 111 بين حواجب الجزائريين بسبب انهم لا يتذوقون السعادة الا نادرا، انها فرصة للعمل بالضمير حتى نهيئ المستقبل لأحفادنا ليحووا حياة كريمة اساسها المساواة و الكفاءات لصناع القرار بعيدا عن المحسوبية و العشائرية

اخر الافلام

.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran


.. 95-Ali-Imran




.. مستوطنون يغنون رفقة المتطرف الإسرائيلي يهودا غليك في البلدة