الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولادة محمد نور وثورة

طاهر مسلم البكاء

2015 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في ظلمة الجهل والوحشية والخرافات أطل نور أضاء الأرض ونوّر بصيرة أهلها ، وفتح بصائرهم على آفاق لم يألفوها من قبل ، انه نور رسالة الأسلام ، النور المحمدي الذي شع من بطائح مكة فشمل الكون .
في تلك الليلة التي يرتقب فيها قدوم المولود،كان بنو هاشم يتهيئون بما يخالف عاداتهم وعادات العرب ،وشهدت السماء نجوم بازغة لم تكن ترى من قبل ،وسمع تهليل ملائكة السماء وتكبيرها ،وأنحسرت الظلمة التي كانت تغلف بطاح مكة وزال ما كان بين الروابي من ظلم وفقر وفساد وشملت رحمة الله وبركاته أرجاءها وعمها الأمان فبالأمس كانت قد قهرت جيوش أبرهة الحبشي بجيوش منّ بها الله على مكة وبيتها المعمور .
وبعيدا ً عن مكة أنشق إيوا ن كسرى وأنطفأت نار المجوس التي لم تنطفئ منذ مئات السنين .
محمد دعوة أبراهيم وبشارة موسى ووصية عيسى وهو خاتم الأنبياء والمرسلين :
( {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }) [البقرة : 129] .

({وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ }) [الصف : 6]
لانستطيع أن نصف محمدا ً ولكننا نقول أنه ذلك الشخص الذي دخل قلوبنا وتخلل عروقنا ،فهو الحبيب الذي فرض حبه دون أن نراه، لقد كان محمدا ً بشارة الأنبياء ومنتظر الرسل ، و هو المعجز الإلهي المكمل للقرآن ، فما كان لبشر حتى لو مارس أرقى التعاليم الدنيوية وتخرج من ارقى ما معروف في زمانه من مدارس ، لما تمكن ان ينزه نفسه مما أحاط به من غرائز و ممارسات جاهلية وخرافات ذلك العصر، وهو القائل :
( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق )
وكما ان المشركون الأوائل لم يدركوا وأبوا ان يصدقوا ما كان يراه سيد البشرية وقائدها وهو يرنو الى الكون من وهاد مكة،حيث كان يرى عروش كسرى وقيصر وهي تتهاوى أمام ناظريه و الإسلام العظيم يشق عنان السماء، فان أعداء الأسلام اليوم يعيشون أعلى درجات الأنهزام الفكري ،وهم يجدون أنفسهم غير قادرين على وقف انتشار الأسلام حتى في صروحهم العتيدة ،وهذا ما اوجد ظاهرة الأساءة الى الدين الأسلامي والى رسوله، كقيام البعض من ذوي الأغراض الدفينة بحرق المصحف الشريف او التعرض الى الرسول محمد، قال تعالى :
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) } (الحجر ) .
وعلينا ايضاح سماحة الإسلام العظيم دين العدل والحق والحرية والسلام ، وأن نمحو ما حاول البعض أن يلطخ فيه صفاء ديننا الحنيف ونقاءه .
نحن بأمس الحاجة لأستحضار الرسالة المحمدية ،والتي نتخذها دينا ً وشرائع ونتناساها سيرة وتطبيقا ً في أمورنا الحياتية والاجتماعية والسياسية ، الرسالة التي ابتدأت برجل واحد هو رسولنا الكريم ،أصبحت اليوم مذهبا ً لأكثر من مليار ونصف ، وأن نور الإسلام في اتساع رغم كيد الكائدين ، وأن أكبر بلد مسلم من حيث عدد السكان اليوم هو ليس ببلد عربي .
الأسلام في تصاعد :
الإسلام دين السلام والمحبة ، جاء الرسول محمد إلى واد غير ذي زرع ، وقوم أمييون يعبدون الأصنام ،ومتوحشون يغزو بعضهم بعضا ً ، ولم يكن يصيبهم أي تنوير مما لدى الإمبراطوريات المحيطة بهم ، كفارس والروم .
و قد غير الإسلام حياتهم ، وحول هؤلاء الأقوام إلى مجاهدين دعاة حق وسلام ،ونشر في قلوبهم مبادئ عظيمة هي مبادئ دين الإسلام الحنيف ،خاتم الأديان السماوية ،فحملوها إلى البشرية جمعاء بطرق شتى، فالبلاد التي فتحت بالسيف لم يكن للفاتحين القدرة على امتلاك قلوب أهلها لولا سماحة الدين الجديد ومبادئه السمحاء :
{ ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ .{ 125 النحل}
،وهناك بلاد أخرى دخلها الإسلام لم تصلها رايات الجيوش الأسلامية ، فأكبر دولة أســلامية من حيث عدد السـكان اليوم هي اندونيسـيا ، لم يدخلها المحاربون المسلمون .
واليوم يصل عدد المسلمون إلى أكثر من مليارونصف المليار ،وهو يتصاعد بشكل كبير بتطور وسائل الاتصال والتنوير الذي يحصل بشكل متسارع ، وأن هذا التصاعد هو من أكبر أسباب هذه الهجمة التي نراها اليوم على الإسلام ، ومحاولة تشويهه ، وخاصة لدى الشعوب التي لم يبلغها نور الإسلام بعد .
محاولة تشويه الأسلام من الداخل :
ان انتحال التكفيرين والأرهابين لأعتناق الأسلام ، وادعائهم انهم يمثلون الأسلام والمدافعون عن مبادئه ومن ثم الأساءة اليه بما يظهرون من سلوكيات لا تمت للأسلام بصلة ، كالهجوم على دوله وتخريبها وقتل المسلمين وتهجيرهم والأعتداء على المدنيين بدعوى الجهاد ،وقتل المسلمين الأبرياء من مختلف البلدان الأسلامية واستهداف المدنيين في كل مكان يصلون اليه وكذلك تحطيم التماثيل وهدم أضرحة الأولياء والكنائس والتمثيل بالجثث وهي جميعها بعيدة كل البعد عن تعاليم الدين الأسلامي السمحاء ، دين السلام والهداية والرحمة الذي خاطب الناس جميعا ً، أينما كانوا ، قبل ألف وأربعمائة سنة :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .{ الحجرات 13 } .
وأن المسلمين في عصرنا الحالي تعرضوا إلى الاحتلال المباشر والغير مباشر ،وواجهوا أعتى عدوان أستيطاني عنصري ، واستغلت ثرواتهم الهائلة ،التي أنطلقت أكبر احتياطيات الطاقة فيها ، ببركات محمد ودينه الحنيف ، في ذات الصحراء النجدية التي شع فيها الإسلام إلى العالم، استغلت لتأخير المسلمين والبطش بهم وتشويه دينهم وسمعتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلام جميل
بلبل عبد النهد ( 2015 / 1 / 3 - 09:04 )
كلام جميل لكن لا اساس له من الصحة


2 - النور اضاء قصور بصري
سلام صادق بلو ( 2015 / 1 / 3 - 14:04 )
فعلا من يتناول المخدر الديني خمس مرات في اليوم لن يرى سخف هذه الأقصوصة التي لا يصدقها الأطفال خارج المناطق الموبوءة ... تحياتي


3 - اكثر الأشخاص ثأثيرا في العالم
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 1 / 3 - 17:00 )
يقول عالم الفلك والرياضيات والمؤرخ الأمريكي المعاصر مايكل هارت عن رسول الله محمد في كتابه المعروف (المائة الخالدون ) :
( قد يُدْهِشَ إختياري محمدا ليكون على رأس قائمة أكثر الأشخاص تأثيرا في العالم، بعض القراء ، وربما كان ذلك عُرْضَة للإستفسار من آخرين ، ولكنه هو الرجل الوحيد في التاريخ الذي تحقق له النجاح الكامل ، كل الكمال ، على المستوى الديني ، وعلى المستوى الدنيوي .
لقد وضع محمد أسس واحد من أعظم الديانات في العالم ، وقام بنشرها إستناداً الى مصادر جِد ضئيلة ، وأصبح أيضا قائداً سياسياً عظيم التأثير . واليوم بعد أكثر من ثلاثة عشر قرناً بعد وفاته لايزال تأثيره قوياً واسع الإنتشار ) .


4 - اكثر الأشخاص ثأثيرا في العالم
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 1 / 3 - 17:04 )
ثم يضيف مايكل هارت عن محمد :
(فمن الجائز لنا ان نعتبره بحق جديرا ً بأن يكون هو أعظم القادة السياسيين تأثيرا ً في كل عصور التاريخ البشري ).
ومن اقواله أيضا ً :
(لايوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقي بحروفه كاملا ً دون تحوير سوى القرآن الذي نقله محمد ).
ويقول القائد والحكيم الهندي المعروف المهاتما غاندي في (قصة تجاربي مع الحقيقة ) عن محمد : حرَّكت شهوتي الى دراسة حياة نفر آخر من المعلمين الدينيين ، وأوصاني صديق لي بأن أقرأ ( الأبطال وعبادة البطولة ) لكارلايل ، فقرأت الفصل الموسوم ب( البطل على صورة نبي ) فتعرَّفتُ الى عظمة الرسول العربي وشجاعته وحياته الصارمة .
وتقول المستشرقة الإيطالية ( لورا فيشيا فاغليري ) في مؤلفها (دفاع عن الأسلام )عن الرسول محمد :
( وكان محمد المتمسِّك دائما بهذه المبادئ الإلهية ، شديد التسامح ، وبخاصة نحو أتباع الأديان الموحِّدة ، لقد عرف كيف يتذرَّع بالصبر مع الوثنيين ) .


5 - اكثر الأشخاص ثأثيرا في العالم
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 1 / 3 - 17:06 )
ويقول ليف تولستوي (1828 ـ 1910) الأديب العالمي المعروف :
(يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم ، وان شريعة محمد ، ستسود العالم لأنسجامها مع العقل والحكمة ) .
ويقول البروفيسور يوشيودي كوران ، مدير مرصد طوكيو :
لا أجد صعوبة في قبول أن القرآن كلام الله ، فإن أوصاف الجنين في القرآن لا يمكن بناؤها على المعرفة العلمية للقرن السابع ، الأستنتاج الوحيد المعقول هو ان هذه الأوصاف قد أوحيت الى محمد من الله


6 - هل المشكلة فيمن يقول يا كاتب المقال؟
وسام يوسف ( 2015 / 1 / 4 - 14:03 )
يقول جوزيف سبينسر في كتابه
The Truth about Muhammad, Founder of the Worlds Most Intolerant Religion
ان محمدا امر بقتل من كان يسخر منه وانه اشرف على اعدام المئات من اسرى الحرب واسترقاق النساء والاطفال
ويستنتج ان المسلمين المتعصبين المعاصرين يتخذون من محمد قدوة لهم في جرائمهم
ونسكطيع ان نجلب لك العشرات من هذه الاقوال التي تناقض ما تقوله انت
انظر فقط الى حال المسلمين وكيف يذبحون بعضهم البعض (ناهيك عن الاخرين) بسبب خلاف عمره اكثر من 1400 عام قبل ان تكتب مثل هذه المقالة المضحكة


7 - اذهبوا فانتم الطلقاء
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 1 / 4 - 19:08 )
ان الثابت في جميع كتب السيرة ولمختلف المذاهب الأسلامية ان محمدا ً نال منه المشركون بأنواع الأذى في مكة ثم اضطروه الى ترك دياره والهجرة الى المدينة المنورة ،ولكنه بعد ان تمكن منهم في فتح مكة قال لهم : اذهبوا فانتم الطلقاء .
وقد أطلق سراح الأسرى الذين يعلمون المسلمين القراءة والكتابة .
وبعيدا ً عن كتب السيرة ، فأني اسألك سؤال :
اذا كان محمدا ً كما وصفته انت فكيف تمكن الدين الأسلامي من استمالت قلوب مليار ونصف المليار اليوم من سكان العالم ،وهو في تصاعد مستمر ؟
اما بخصوص الفرق التي تدعي الأسلام فهي جماعات لاترى سوى القتل وسفك الدماء لأثبات وجودها ،وقد تم استمالتها بطرق شتى كفتاوى الوهابية المنحرفة والتي يتبرء منها الأسلام وتعاليمه السمحاء،هي نوع من التآمر على الأسلام من داخله ،وهذا اشبه بفن الجاسوسية المنتشر،فالأسلام يقول :
(مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )


8 - اما اخ لك في الدين او نظير في الخلق
طاهر مسلم البكاء ( 2015 / 1 / 4 - 19:10 )
ويقول علي بن ابي طالب لأحد ولاته يوصيه بالرفق بالناس :
( ان الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) . وهي العبارة التي امر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان بتعليقها في المنظمات الأممية وقال عنها انها عبارة يجب ان تنشدها البشرية .
اذن من الواضح ان ماتحمله هذه العصابات التكفيرية لاصلة له بالأسلام حيث يتم استمالتهم بالترغيب المادي أو السلطة والجاه لأغراض خاصة ،بعد ان كانوا عناصر مهملة .
اما ما نراه اليوم من تكفير وقتل بأسم الأسلام فأن الدين الحنيف منه براء ، يشهد على ذلك عيش الاف من الأخوة المسيحين واليهود والصابئة وغيرهم بين أخوانهم المسلمون ، كما اننا ومنذ كنا صغارا ً وجدنا اكبر مذهبين وهما السنة والشيعة يعيشون متجاورين متآخين يتصاهرون مع بعض ويشترك كل منهم في هم الأخر.

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني