الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكنيسة الأرثوذكسية بمصر وحقوق الإنسان

عيسى شادي

2015 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تمتاز الكنيسة الكاثوليكية بالديمومة والحداثة ومسايرة كل عصر ومواكبة كل تغير بروح الإنجيل وانطلاقا من مبادئ وقيم إيمانية راسخة في الإيمان المسيحي ؛ بما يتفق وتعاليم السيد المسيح وأصالة ونقاوة أقوال الآباء الكهنة قديما وحديثا مما لامس به الله الروح القدس قلوبهم وأنار به عقولهم ؛ لهذا مما يحسب للكنيسة الكاثوليكية العريقة إيمانا وأصالة وتأريخا ورسوخا شجاعة الاعتراف والإقرار بأي خطأ أو سلوك مقصودا كان أو غير مقصود وبشجاعة أكثر وبفخر المؤمن وعزة الشجاع تعتذر مع الإقرار ودون تردد أو خجل ؛ كنيسة متسامحة ومنفتحة ومتفهمة ومسايرة ومواكبة لما فيه خير وصلاح الإنسان من رعاياها أو من غيرهم ؛ احتضنت العلمانيين في الغرب والشرق ومدت جسور الود والحوار وأذابت ثلوج الماضي بكل ما فيه ؛ وفتحت آفاقا واسعة من الحوار والتعاون والتفاهم والتقدير والمسايرة فمزجت بين الإيمان والعلم وأقرت بتلازمهما وطوت صفحة الماضي وللأبد ؛ تعايشت وبمحبة وصدق مع جل حقوق الإنسان وإن أبدت تحفظا على حق الحياة بشأن الاجهاض والانتحار الطوعي وبعض ما يمس العائلة والزواج ؛ لكنها لم ترفض الزواج المدني ولم تطرد أحدا من رعاياها بسببه ؛ لم تتخذ موقفا صلبا ثابتا من مثل تلك الزيجات وقاطعته ؛ تعترف بوجوب الاستمرار بالإصلاح والحداثة بقيم ومثل وأصالة الكتاب المقدس ولازالت سائرة على دربها وليكن الرب في عونها وقيادتها لكل صلاح وإيمان حقيقي وليبارك الرب خطواتها الإصلاحية ولينهض عزائم رجال الله المخلصين وليقدهم للحق والصواب آمين ؛
لكن لاحظنا وعبر موقعنا هذا موقع الحوار المتمدن ومن خلال زملاء أفاضل ومحترمين من الكتاب المسيحيين أصواتا مرتفعة وناقدة في أحيان ؛ ومطالبة في أحيان أخرى بضرورة إصلاح الكنيسة الأرثوذكسية في مصر ؛ خاصة قضايا الطلاق والتي طال أمدها من عقود ؛ وأيضا انغماسها بالعمل السياسي والذي يتعارض بالكلية مع روحانية وقداسة الكهنوت والكنيسة ؛ فالإيمان المسيحي قيم ومبادئ ومثل سامية وروحانية ؛ والسياسة لا أخلاق لها بمجملها وتحكمها مصالح ومنافع وفوائد وتحالفات ويشوبها الخداع والمراوغة ومسايرة المقابل ولو على حساب الإيمان والمبادئ ؛
ولاحظنا شكاوى بتكرار أحزن قلوبنا من أحد السادة الكتاب الأرثوذكس والذي عبر بأكثر من مقالة عن ظلم وسلوك غير مقبول من البابا وبعض الآباء الكهنة ؛
الكنيسة الأرثوذكسية بمصر بحاجة لتصحيح مسارها والانخراط بالإصلاح العاجل والشامل في كثير من الملفات والتي للأسف تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان والتي هي نفسها تطالب بها لكن للطرف الآخر ؛ وعليها أن تنفتح على بقية الطوائف المسيحية الأخرى بمصر ؛ انفتاحا حقيقيا وليس اعلاميا ؛ وعليها أن تلتفت لمشاكل رعاياها عوضا عن حل مشاكل غيرهم وخاصة بما يتعلق بالمعيشة والحياة الاجتماعية ؛
الكنيسة الأرثوذكسية بمصر لديها ملفات كثيرة تصتدم مع حقوق الإنسان ويجب عليها معالجتها بحكمة وروية لكن بشكل عقلاني وعاجل ؛ وكما نتمنى انفتاحها على الطوائف المسيحية الأخرى بمصر نتمنى أيضا انفتاحها على التيار العلماني من رعاياها كما فعلت وتفعل الكنيسة الأم الكاثوليكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكوين- بمواجهة اتهام -الإلحاد والفوضى- في مصر.. فما هو مركز


.. الباحثة في الحضارة الإسلامية سعاد التميمي: بعض النصوص الفقهي




.. الرجال هم من صنع الحروب


.. مختلف عليه| النسويّة الإسلامية والمسيحية




.. كلمة أخيرة - أسامة الجندي وكيل وزارة الأوقاف: نعيش عصرا ذهبي