الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقاش حول مسألة إعادة ترتيب سور القرآن الكريم

رابح لونيسي
أكاديمي

(Rabah Lounici)

2015 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




أن ماطرحه بوكروح أو غيره من أفكار حول إعادة ترتيب سور القرآن الكريم لايجب أن تكون محل سجالات أيديولوجية بل يجب أن تخضع للعلمية والأكاديمية، كما علينا أن نكون أكثر براغماتية حسب الفلسفة الأمريكية، فننظرإلى كل فكرة بمنظار مدى فعاليتها وفائدتها على مجتمعاتنا، وسأنطلق من هذا المبدأ لمناقشة طرح بوكروح حول إعادة ترتيب القرآن الكريم حسب ما أنزل على سيدنا محمد )ص( في سلسلة مقالاته الستة التي نشرها في يومية لوسوار دالجيري، ويقول فيها من أعطى الحق لسيدنا عثمان أن يغير الترتيب، ويرى بأنه قد أضر كثيرا بفهمنا للقرآن الكريم، وبأن هذا الترتيب هو الذي جعل المسلمون يركزون أكثر على مسائل دون أخرى.
فنحن لا نناقش بوكروح في هذه المسألة وفي إجتهاده الذي لا ينقص من إسلامه، ولانشك في صدقه ورغبته الملحة في إخراج المسلمين من التخلف والوضع المزري الذي هم فيه مثله في ذلك مثل الكثير من المثقفين التنويريين، ونشير إلى أن بوكروح قد سبقه إلى هذا الطرح محمد عابد الجابري الذي وضع سلسلة مقالات في يومية الإتحاد الإماراتية أين ناقش مسألة جمع القرآن، وذهب أبعد عندما قال بأن هناك آيات وسور قد محيت، ويستند على بعض العلماء القدماء في ذلك، ومنهم القرطبي، ثم أعاد الجابري نشر مقالاته فيما بعد في كتاب وأعطاها روحا أكاديمية أكبر عنوانه "مدخل إلى القرآن الكريم" ثم تبعه بأجزاء "في فهم القرآن" مرتبا تفسيره حسب ترتيب النزول، وقد وجهت له عدة إنتقادات، ومنها على يد محمد عمارة، وأتهم آنذاك بأنه يدخل في إطار مخطط أمريكي لصنع قرآن آخر، خاصة بعد ما روج المحافظون الجدد فكرة أن بعض الآيات القرآنية هي وراء بعض الممارسات الإرهابية.
نحن لا نناقش مسائل جمع القرآن، ونفضل تركها للمختصين في العلوم القرآنية والدينية، لكن نريد طرح سؤال هام جدا، وهو ماذا سيتغير في حالة أخذنا بطرح بوكروح؟، فبهذا الترتيب تصبح أول كلمة وآية في القرآن الكريم هي "إقرأ بإسم ربك"، ومعناه سيصبح لهذه الآية ثقل كبير في ذهن المسلم، وسينتبه أن أول أمر قرآني تنزل عليه قبل الصلاة والصوم والزكاة وغيرها هو التعلم والقراءة بمفهومها العميق أي القراءة العميقة في الكتاب والكون والإنسان والمجتمعات، ويبدو أنه شرط أساسي لصناعة الحضارة ولبناء مجتمع مسلم حقيقي، ونتساءل هل من المعقول أن تنزل آية بهذا الشكل والعالم الإسلامي-خاصة العربي منه- يضم اليوم أكبر نسبة من الأميين في العالم، وأقل نسبة للمقروئية وأكثر الشعوب تخلفا وأقل بحثا في المظاهر الكونية والإنسانية؟.
ومن حقنا أن نسأل لماذا لايولي الكثير ممايسمى بعلمائنا الدينيين هذا الأمر القرآني أهمية كبرى، كما يولونها لمسائل أخرى كالمرأة مثلا والتبرج وغيرها من الأمور الغير جوهرية، أليس هناك رغبة من الكثير منهم أن يعيش المسلم في الجهل؟، أليس هي رغبة منهم للإبقاء على سلطة دينية على المجتمع يستفيدون منها؟ أليس تلقي المسلم تعليما عميقا، وحرصه على القراْءة العميقة كما أمره الله سبحانه وتعالى، معناه لن يحتاج للكثير من هؤلاء العلماء للإفتاء له في كل صغيرة وكبيرة؟ أليس تعلمه العميق يجعله قادرا على الإفتاء لنفسه؟، ألم يقم بعضهم تحالفا مع الإستبداد الذي يفضل التجهيل الذي يساعده على الإبقاء على إستبداده كما يقول الكواكبي في "طبائع الإستبداد"؟ ألم يحرم بعض العلماء الإتيان بالمطبعة لمدة قرون بعد ما أخترعها الألماني غوتنبرغ في 1450؟ ألم يكن ذلك الموقف كي لا تطبع الكتب بسرعة وبكثرة ثم توزع مما ينور الناس وتتفتح عقولهم، فتثور ضد الإستبداد المتحالف مع البعض من علماء الدين في كل العصور؟ ألم تتكرر عندنا اليوم نفس ما وقع في أوروبا عندما بقي تفسير وقراءة الكتاب المقدس في يد البابا ورجال الدين دون عامة الشعب؟ فهل كانت ستتحرر أوروبا من ذلك، وتقود نهضتها لولا ظهور الإصلاح الديني عل يد مارتن لوثر وآخرين، وأسسوا للبروتستانتيةالتي حررت الإنسان المسيحي من سيطرة البابا والكرادلة في إحتكارهم لقراءة وتفسير الكتاب المقدس؟، ألم يذهب هؤلاء البروتستانت إلى كتابته باللغات التي كانت يقال عنها عامية، والتي كانت محرمة وتحتقر، والتي أصبحت اليوم لغات عالمية كالفرنسية والأنجليزية والألمانية والإيطالية وغيرها، والتي كانت كلها عاميات اللغة اللاتينية القديمة والدينية؟، فلماذا أعطيت القداسة للاتينية بالرغم من أن الأنجيل نزل على سيدنا عيسى عليه السلام باللغة الآرامية، وليس اللاتينية التي لم تكن إلا لغة روما الإستعمارية المستعبدة للشعوب؟، ألا يلاحظ أننا نحتاج إلى إصلاح ديني عميق وضرورة العودة لمواصلة مسيرة محمد عبده والأفغاني وآخرين بعد ماتراجعت جهودهم الإصلاحية بعد عودة المتطرفين بقوة على يد الأيديولوجية الوهابية؟، ألا نلاحظ أنه كلما ساد التزمت الديني والإنغلاق أزداد التخلف، وكلما ساد التفتح والتسامح الديني ساد التقدم، ألا نلاحظ أن المسيحيين الأشد تخلفا هم الأرثوذكس في أوروبا الأكثر تشددا، أما الأكثر تقدما هم البروتستانت الأكثر تفتحا على العالم؟، ألا نحتاج اليوم نحن المسلمون إلى "بروتستانتية إسلامية"؟.
لكن ليس ماطرحناه معناه نتفق مع بوكروح، ولو أننا لانشك في صدقه ورغبته في تقدم المسلمين، لكن نعتقد أنه قد غاب عنه أن المسلمون اليوم في أوج خلافاتهم، ولوأخذنا بطرحه سيزيدون إنقساما أكبر، وسندخل في صراع آخر نحن في غنى عنه بين المصحف بترتيبه الأول ومصحف عثمان، وإذا قمنا بذلك معناه سنضرب الشيء الوحيد الذي اجمع عليه المسلمون 100%، وهو النص القرآني رغم كل إختلافاتهم وصراعاتهم، ويقول بإيجاد هيئة علمية مستنيرة أي ليس من هؤلاء العلماء الموجودين الآن للقيام بمهمة العودة إلى الترتيب الأول، لكن خفي عن بوكروح بانه من الصعب اليوم إيجاد قيادة أو هيئة عليها الإجماع، كما كان آنذاك حول سيدنا عثمان، كما كان المسلمون آنذاك قليلون عكس اليوم، ولو فتحتا هذا النقاش اليوم لوقع زلزال إجتماعي عنيف، ويمكن أن يذهب بالعالم الإسلامي كله في مهب الريح، فلو قمنا بمايدعو إليه لقامت حروب مدمرة، خاصة في وقت عادت فيه إلى الواجهة النقاشات الدينية العقيمة المفتتة للمسلمين.
فالأفضل لبوكروح وأمثاله من المثقفين المستنيرين سواء كانوا دينيين أو غير ذلك، والذي همهم تقدم مجتمعاتنا أن يعملوا من أجل تجديد الخطاب الديني برمته وتحطيم الذهنية والفكر المتجمد والمنغلق ومواصلة الإصلاحات الدينية التي بدأها عبده والأفغاني وغيرهم، والقيام بتنقية الخطاب الديني من كل هذا الركام الذي ألصق به منذ وقوع الحضارة الإسلامية في الإنحطاط، ويضعها أركون فيما ألصق بالإسلام بعد القرون الذهبية الأربعة الأولى، والتي يسميها بن نبي ب"الأفكار القاتلة"، أو كما يقول الإيراني هورش بتحرير عقل المسلم من سيطرة مايسميهم ب"الصراطيين" عليه منذ القرن 12م، والذين عطلوا حركية الإسلام، وطبعا ستكون حربا فكرية حادة بينهم وبين الذين يعرقلون التطور بإسم الدين أوغيره.
كما يمكن العمل على نشر فكرة كبيرة أوردها بيان أول نوفمبر، والتي حلت مشكلة الأصالة والمعاصرة،أفلم تطرح الثورة الجزائرية مذهبا دينيا جديدا عندما تقول أرضيتها التأسيسية النوفمبرية ب"ضمن إطار المباديء الإسلامية"، أليس معناه هو الإلتزام بأركان الإسلام والعيش في إطار مبادئه الكبرى دون الخوض في التفاصيل التي نبذها القرآن الكريم عندما تحدث عن بقرة بني إسرائيل الذين دخلوا في تفاصيل طبيعة البقرة، كما نبحث نحن اليوم في تفاصيل كل ممارسة دينية، وطرح مسألة الحلال والحرام في كل قضية، ألا يمكن للمسلمين اليوم تبنى هذا الطرح النوفمبري المتفتح والأكثر تحررا، والذي ماهو إلا تكرار دون وعي للمذهب الظاهري لأبن حزم الذي يرى كل شيء حلال ما لم يورد فيه نص صريح في القرآن الكريم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اا
rami ( 2015 / 1 / 3 - 09:45 )
لا احد سيمس القران لان من من يقترب منه يقتل ، والمبادرة اتجاهه دائما فردية


2 - الكاتب المحترم تحياتى1
شاهر الشرقاوى ( 2015 / 1 / 3 - 10:56 )
موضوع مهم
اعلم اخى الكريم ان موضوع ترتيب سور القران الكريم وجمعه وتدوينه ابسط كثيرا جدا مما يتناوله الباحثون

القران الكريم دون فى عهد رسول الله مكتوبا على الجلود وسعف النخيل و وما شابه من ادوات التدوين فى هذا العصر وايضا حفظ فى القلوب والصدور بما عرف بكتبة الوحى
وكان الرسول يقول لهم كلما نزلت عليه ايات ضعو هذه فى سورة كذا بين اية كذا واية كذا .

وهناك ايات نسخت اى نسخت كتابة وحكما والغى العمل بها لان دورها وقتى ..وظرفى ...وليس موضوعى ..وهناك ايات انساها الله للرسول الكريم لحكمة ايضا علمناها ام لم نعلمها . ليعلم الجميع ان القران المدون الان ليس بهوى من الرسول ولكن بامر من الله الموحى اليه ..شكلا ولفظا ومعنى وترتيبا
اما بما حدث فى عهدى ابى بكر وعثمان رضى الله عنهما فانما هو جمعه مكتوبا فى كتاب واحد وفق ما حفظه الكتبة فى صدورهم والحفظة ...اى ان الحفظ هو الادق هو الاصل

ومعروف ان النبى راجعه جبريل قبل وفاته بالقران مرتان على صورته النهائية الموجودةالان
نعم هناك بعض الالفاظ والكلمات مختلف فى اثباتها او قرائتها . ولكنها فى النهاية لا تشكل خطرا او تحريفا او تغييرا للمعنى العام للاية


3 - الى الكاتب المحترم2
شاهر الشرقاوى ( 2015 / 1 / 3 - 11:10 )
اما الحكمة من هذا اى لبماذا لم يدون ويرتب وفق تتنزيله فاعلم يا اخى ان القران نزل منجما اى على فترات ليعالج مشكلات وليشفى ويصلح بشر كانو فى الجهلات والغفلات وفى بيئة من اظلم البيئات وقتها.
وكان يتنزل وفق احداث تبدو طبيعية او تلقائية او تاريخية غير مقصودة ولا مرتبة ....لكنه فى الحقيقة كل حدث نزل فيه قران فيه تدخل قدرى وحنكة الهية وتدبير ربانى لا يدركه الجميع ..وذلك منطقى لان المقصود من الايات المثبوتة والتى لم تنسخ ولم تنسى هو بقائها لتعلم البشرية من بعد محمد الحكمة وسياسة الحياة والمبادئ العامة التى من خلالها ومن خلال تدبرها يتم بناء الانسان القادر على تحمل مسئولياته كخليقة لله على الارض ليعمرها ويبنيها ويديرها بالخير والاحسان والعدل والحق

اما بعد اكتمال الرسالة ..فان اسلوب العلاج الذى كان بنزول الوحى متفرقا حسب الاحداث غير الاسلوب التربوى الان لاطفال وشباب وبشر ولدو على الفطرة النقية السوية ولم يتعرضو لما تعرض له الاوائل من صحابة رسول الله وال بيته سواء قبل الاسلام ام بعده

لذا فالاسلوب العلاجى غير الاسلوب التربوى
ر
ترتيب النزول ترتيب علاجى وفق الاحداث

والترتيب الحالى تربوى


4 - الخلاف قديم
سناء نعيم ( 2015 / 1 / 3 - 11:25 )
طرح السيد بوكروح لن يزيد في انقسام المسلمين لانهم منقسمون ومختلفون في كل شيء بدا من النص القرآني نفسه حيث قام الخليفة عثمان بحرق النسخ المخالفة لنسخته ثم تاتي الاختلافات في تفسير وتاويل النص الديني قرآنا وسنة التي أدخلت المسلم في متاهة ولم يعد يعرف الصحيح من الغث فكل يفسر وفقا المزاج والهوى والضرف.. وكل يدعي العصمة ويسفه المختلف وأصبح من يحفظ نصف حديث او نصف آية يتاجر بها ويزايد على الناس بل يكفر من لا يتفق مع طرحه.
المشكلة في النصوص نفسها التي ،وحسب الدين ،يجب العمل بها حتى يكتمل اسلام المرء.والمشكلة الاكبر ان تلك النصوص متعارضة وفضفاضة ومن هنا وجد الشيوخ فرصة للتلاعب بها وتأويلها حسب المقاس بما يخدم مصلحتهم في ابقاء الناس تابعة لهم وقد نجحوا في ذلك فرغم انتشار التعليم مازال الناس ينظرون الى المفتى نظرة قداسة وهنا المصيبة.فاذا كان المسلمون مختلفين في كل شيء فما هي المباديء الكبرى التي سيتفقون عليها؟
فكل له تفسيره لكلمة المباديء .وهكذا ستظل العجلة تدور الى مالانهاية.
السيد يوكروح مثقف كبير لكن اخشى عليه من خفافيش الظلام.
تحياتي


5 - المشكلة ليست بترتيب القران المشكلة بالنصوص
مروان سعيد ( 2015 / 1 / 3 - 11:54 )
تحية للاستاذ رابح لونيسي وتحية للجميع
اكيد افضل لو رتبت القران ولكن اتقدر مسح ايات القتل والتحريض على الارهاب وايات لاينتفع منها الا الرسول مثلا واهبات النفس وتزويج محمد من زينب
وهل ستقدر ان تمسح الايات التي بها قلة ادب مثل نفخ الله بفرج مريم بنت عمران ونكاح ملكات اليمين
يا ايها المسلمون استيقظوا واعرفوا بان الدين هو من شيطان ذكي جعل لنتقاتل ونصفي بعضنا البعض
الله لم يطلب من احد عمل دين معين بل طلب ان تكون قلوبنا نظيفة ونحب بعضنا البعض وننشر السلام هذا ما يهم الله والباقي هو عمل شيطاني
ماذا تنتفع اذا دخلت الحمام برجك اليمين او اليسار ماذا تنتفعوا ان توجهت للقبلة هل الله هناك فقط ام انه بكل مكان
وماذا ستفعل بايات اللعن التي خصصت لليهود وابو لهب حتمسحها باستيكة كما قال احد الشيوخ بحواره مع بسمة وهبة
https://www.youtube.com/watch?v=OAAHhOfs2Ig
ومودتي للجميع


6 - مهمة المثقفين: التنوير 1
أنيس عموري ( 2015 / 1 / 3 - 12:36 )
ليس من مهمة المثقفين والسياسيين أمثال نور الدين بوكروح أن يساهموا في تجديد الفكر الديني. هذه المهمة تقع على عتق رجال الدين. لكن متى يقرر هؤلاء القوم العمل على تجديد فكرهم؟ التجربة الأوربية أثبتت أن رجال الدين لن يفعلوا ذلك إلا إذا أجْبِروا عليه. فلماذا يفعل رجال الدين ذلك عندنا وهم في بلهنية من العيش، 17000 مسجد تحت تصرفهم، 16 مليون من الركع السجد يصلون الجمعات تحت أقدامهم، ملايين المعتمرين والحجاج، ملايين الناس لا يسألون إلا عن دينهم من خلال الحصص الدينية التي لا حصر لها في كل وسائل الإعلام، والتي تلقى رواجا منقطع النظير وكأن الناس عندنا حديثو عهد بالإسلام. بل حتى الجامعات صارت تقيم ملتقيات للبحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. لماذا تريد أنت حرمانهم من هذه النعمة الربانية؟


7 - مهمة المثقفين: التنوير 2
أنيس عموري ( 2015 / 1 / 3 - 12:37 )
الدين يا سي رابح سلعة كأي سلعة تلقى رواجا عندما يكثر مستهلكوها، وكلما كان المستهلكون متخلفين ذوي ذوق سقيم كلما كانت السلعة المقدمة رديئة. ولا نتوقع أن ينكب (التجار أو رجال الدين، زي بعض) على سلعتهم تطويرا وتحسينا شكلا ومضمونا كما يفعل تجار المواد الغذائية في البلاد المتقدمة حيث المستهلكون حريصون على تغذية أجسامهم بما لذ وطاب ومن نوعية جيدة.
المثقفون التنويريون مهمتهم إذن رفع مستوى ذوق المستهلكين حتى يهبوا للدفاع عما يقدم لهم من سلع (دينية وسياسية وثقافية وفنية إلى غاية الطماطم) فلا يقبلون استهلاك الرديء منها. مهمتهم ليس الذهاب إلى الأسواق وخوض صراعات مع التجار (رجال الدين)، مهمتهم التنوير السياسي والثقافي والاقتصادي.
حينها كان التاريخ يدق بقوة على أبواب الجزائر مقدما فرصة تاريخية عزيزة لا يجود بها إلا لماما، ورفضها الناس، رفضوا الحداثة والانتقال إلى صنع الحضارة لأن بوكروح وكل النخب كانت تريد كسب ود العامة وليس مصارحتها بحقيقة الأمر، بحقيقة خرافاتها وخزعبلاتها الدينية والجهوية والعنصرية ...
يتبع


8 - مهمة المثقفين: التنوير 3
أنيس عموري ( 2015 / 1 / 3 - 12:42 )
في الجزائر صوت الناس بالأغلبية الساحقة ومن الدور الأول سنة 1991 على حزب إسلامي كان قادته يصرحون أن الديمقراطية كفر. بوكروح يومئذ كان يرأس حزب التجديد، وهو حزب إسلامي (عصري كما يقول) حاول صاحبه ركوب موجة الدين المربحة ولكنه فشل لأن الناس كانوا في حاجة إلى خطاب عنيف انتقامي (ثوري) ظنا منهم أن هذا هو المخرج الوحيد من حكم الاستبداد.
أما ما ورد في بيان نوفمبر (في إطار المبادئ الإسلامية) فكان خطأ، حيث نرى اليوم الإسلاميين كيف يستغلونه ليقولوا للناس بأن فكرهم ليس وهابيا اخوانجيا دخيلا على البلاد، بل هو أصيل. بينما من حرروا البيان كانوا شبابا متحمسين أرادوا توجيه بيان تجميعي، ولم يريدوا غير ذلك كما قال الرئيس محمد بوضياف الذي أشرف على إصدار البيان.
بالإضافة إلى هذا فهذه العبارة تمييزية إقصائية لا تليق بدولة عصرية علمانية تقف على مسافة واحدة من الجميع مهما اختلفوا دينا وعرقا ومذهبا...
تحياتي


9 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 3 - 15:15 )
تابع :
ترتيب آيات القرآن و سوره :
http://www.bayanelislam.net/Suspicion.aspx?id=01-01-0095&value=&type=


10 - مروان سعيد
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 3 - 15:23 )
بما أنك (مسيحي متطرف) فسوف أطرح عليك سؤال :
لماذا لا تقوم بمسح النصوص الإرهابية في كتابك المقدس , مثل :
- (فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا) [سفر صموئيل الأول] .
- (تجازى السامرة لأنها تمردت على إلهها بالسيف يسقطون تحطم أطفالهم والحوامل تشق) [سفر هوشع : 13] .
- (وحرموا كل ما في المدينة من رجل وامراة من طفل وشيخ حتى البقر والغنم والحمير بحد السيف) [سفر يشوع : 18-23] .
- (ملعون من يمنع سيفه عن الدم) [سفر إرمياء : 48/10] .

طبعاً ؛ هذه النصوص سارية إلى الأبد في المسيحية ؛ و ليست نصوص تاريخية ؛ كما يزعم بعض المسيحيين , حيث أن هذا (القانون الثابت) يؤكد أنها سارية , تابع نص (القانون) :
قانون منطقي ثابت : [(متى 5 :17) + (تثنية 29: 29) + (مزامير 111: 7-8) = قوانين (العهد القديم) سارية إلى الأبد في المسيحية] .


11 - الاخ عبد الله خلف
مروان سعيد ( 2015 / 1 / 4 - 16:01 )
تحية مجددا للجميع
ساسالك سؤال واذا نجحت به ستكون من الموعودين بجنة النكاح
هل يصلح لشاب دخل الجامعة وتخرج واخذ شهادة التخرج ان نعيده الى المرحلة الابتدائية
وهكذا عمل الاسلام بعد ان كانت شريعة موسى هي شريعة بدائية لناس بدائيين وكانت العين بالعين والسن بالسن اخذها الاسلام بحزافيرها ونسي مرحلة التخرج التي اتى بها المسيح وهي المحبة والتسامح والمغفرة وهذه خطيئة الاسلام العظمة والتي وللدت هذه الايات الشيطانية من قتل وسبي ونهب
وساتركك لضميرك ووجدانك الله يرحمن لتحكي لنا هل يصلح اعادة العهد القديم بالقرن العشرين والواحد والعشرين
ومودتي للجميع


12 - الزميل | مروان .
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 5 - 00:41 )
هذه النصوص سارية إلى الأبد في المسيحية ؛ و ليست نصوص تاريخية ؛ كما يزعم بعض المسيحيين , حيث أن هذا (القانون الثابت) يؤكد أنها سارية , تابع نص (القانون) :
قانون منطقي ثابت : [(متى 5 :17) + (تثنية 29: 29) + (مزامير 111: 7-8) = قوانين (العهد القديم) سارية إلى الأبد في المسيحية] .
تابع :
ورطة المسيحيه! :
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=434479

اخر الافلام

.. جون مسيحة: مفيش حاجة اسمها إسلاموفوبيا.. هي كلمة من اختراع ا


.. كل يوم - اللواء قشقوش :- الفكر المذهبي الحوثي إختلف 180 درج




.. الاحتلال يمنع مئات الفلسطينيين من إقامة صلاة الجمعة في المسج


.. جون مسيحة: -جماعات الإسلام السياسي شغالة حرائق في الأحياء ال




.. إبراهيم عبد المجيد: يهود الإسكندرية خرجوا مجبرين في الخمسيني