الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


داعش و الوجه الآخر للإسلام

ياسين خضراوي
كاتب وخبير لغوي تونسي

2015 / 1 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لسائل أن يسأل : من أين و كيف أتت الدولة الإسلامية في العراق و الشام أو ما يعرف اختصارا ب "داعش" ؟؟؟
يرى عامة المسلمون أن "داعش" لا تمت بصلة للإسلام و لا تعكس الصورة النمطية له ، لكننا نعلم أنّهم جميعا و في قرارة انفسهم يعلمون علم اليقين أن هذه الحركة ماهي إلا مثيلة لغيرها من الحركات الإسلامية ونذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر :الوهابية، السلفية ، السلفية الجهادية، الخوارج, المعتزلة إلخ ... كل الفرق و الحركات تمثل الإسلام بالضرورة لكن كلّ على طريقته الخاصة .

داخل العالم الإسلامي ، هنالك ظاهرة غير ملحوظة بدأت تتكون شيئا فشيئا لتأخذ شكل العقدة أو المتلازمة ، هذه الظاهرة تتمثل في أن نسبة ساحقة تريد أن تصبح هي الموكلة و المتحدثة باسم الإسلا . قديما كان الصحابة أمراء للمسلمين و موكلين على أمورهم و بعدهم جاء الخلفاء "الراشدون" ليكملوا ما بدأه أسلافهم ؛ أي أن المسلمين في تلك الفترة كانوا قد بدأوا يتعودون على وجود امير لهم و شخص تتمثل فيه كل الصفات البشرية ليكون هو المتحدث باسم الإسلام.
بعد ذلك ، تحطمت آمال المسلمين و تهشمت مع سقوط آخر خلافة عثمانية و انقسام الدولة الإسلامية لدويلات لكل منها حاكمها ، قوانينها و نواميسها الخاصة. فبقي المسلمون بحاجة ماسة دائما لوجود "بطل" يحميهم و يتولى أمرهم و يقتدون به .
حقيقة، كثيرون هم من حاولوا أن يتولوا هذا المنصب "الشاق" ؛ "محمد ابن عبد الوهاب" (1703-1792) ، مؤسس الفكر الوهابي ، حاول بدوره أن يتقمص هذا الدور باعلانه الحرب ضد "الصوفيين" بتعلة أنهم لا يمثلون الإسلام و أنهم خطر عليه و يجب التخلص منهم .
و بمعية آل سعود ، أسس "محمد ابن عبد الوهاب"
حركة دينية - سياسية قوية ، و بفضل هذه الحركة الإيديولوجية ، تأسست المملكة العربية السعودية في 1744.
إن أكثر من تأثروا بالزحف و الفكر الوهابي هم : "حسن البنا" مؤسس تنظيم الإخوان المسلمين في مصر ، "محمد عمر"(الملاّ) زعيم حركة طالبان في أفغانستان ، و "أسامة بن لادن" الزعيم الروحي لحركة القاعدة الجهادية , و باسم الجهاد بدأوا يغيرون النظام "الإجتماعي - السياسي" في العالم الإسلام و يلبسونه رداء السلفية . أحيانا تأخذ هذه المحاولة منحى آخر لتتجه صوب النفير العام و العنف الممنهج من إعتداءات و تفجيرات منظمة بحكمة ، بالنسبة لهم ، العنف هو الطريقة الوحيدة لبسط و فرض الآراء و هو بالتالي أنجح وسيلة للتقدم و الإستمرار .
بعد وفاة "أسامة بن لادن" ، بات جليا أن تنظيم القاعدة أصبح في حالة موت سريري ، كيف لا و قد فارقهم الرجل الذي لطالما كان رمز وحدتهم و العقل المدبر الأول . على جميع الأصعدة بدأ التنظيم في الإنهيار .حتى مع محاولات التدارك بتولي "أيمن الظواهري" زمام الأمور ، بات التنظيم في عداد الأموات.
و بذلك ، استغل "أبو بكر عمر البغدادي" هذه الفرصة ليتزعم تنظيم القاعدة في العراق ، كفرع موال للتنظيم تحت اسم "الدولة الإسلامية في العراق و الشام أو ما يعرف اختصارا ب (داعش)"

في النهاية ، و كما هو معلوم أن داخل كل إنسان "مؤمن" أو "ملحد" يقبع إرهابي صغير ؛ هو فقط بحاجة إلى إيديولوجية فاشية تغذيه كي يخرج و يرى النور. بالنسبة للعالم الإسلامي ، يجب على هذا الخطاب الذي لا ينتج إلا الهلوسة أن يتغير و يُجتٓ-;-ث من جذوره ... لقد فاتت صلاحية هذا الفكر و خرج عن الزمن .

لقد قيل أن "حلم طفل عادي بقوة و سلطة ضخمة ، هو أن يصبح بطلا يوما ما"، لكن تخيلوا معي أطفالا يريدون أن يصبحوا خلفاء و أمراء و يتولوا أمر المسلمين و يتخذوا من "البغدادي" و أمثاله مثالا يقتدى به طبقا لنصوص مرّ عليها الزمن و اندثر. و كما كتب"سيد قطب" المنظّر لجماعة الإخوان المسلمين قائلا أن " الإسلام يقدم حلولا لكافة المشاكل الإجتماعية ، السياسية، الإقتصادية، و في المقابل ، التأثيرات الغربية لن تأتي إلا بما هو ضار و خطر على بقاء الأمة و استمراريتها. يعني أنهم يراهنون على الجيل القادم بالدّين لا بالعلم ، ليس بغريب عن التاريخ الإسلامي فكل شيء محفوظ و من يقلّب في طياته سيجد العجب العجاب .
من هذا المنطلق ، يجد الإنسان نفسه ملزوما باستعمال القوّة لتنفيذ الأوامر المقدسة و لا يهم إن قص الرقاب و جزها ، لا يهم إن قطع الأيادي و جلد ، لا يهم إن رجم حتى الموت و ضرب بالسوط طالما أن ذلك مسموح به و موجود في نصوصه المقدسة ... و كما قال "والتر لاكور" "الإرهاب هو دعاية مع التطبيق" ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاسلام هو المشكلة.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 1 / 3 - 22:45 )
تحية أستاذ ياسين.

ان المشكلة هي في عقيدة الاسلام نفسها، من قران وحديث وسيرة محمد، هذه العقيدة تربي المسلم منذ نعومة أظافره على كره كل ماهو غير مسلم، وكلما تعمق المسلم بعقيدة الاسلام، كلما تطور معه هذا الكره ليحول المسلم الى إنسان مجرم بحق الآخرين كي يرضى اله الاسلام ومحمد، مع إغراءه بالجنة وحور العين والولدان المخلدون،

هذا التعاليم نفسها عند الشيعة وعند السنة،

اما عبد الوهاب وحسن البنّا وسيد قطب وابن لأدن، يقابلهم عند الشيعة الخميني وخامنئي والصدر والمستقبل سياتي بالكثير والكثير من هؤلاء مالم يتم الحجر على الاسلام ككل.

تحياتي...


2 - تعليق
عبد الله خلف ( 2015 / 1 / 3 - 23:01 )
براءة (القرآن - الإسلام) من الإرهاب :
• الرد على شبهة آيات القتال في القرآن :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=48678
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الأول:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=396687
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثاني:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=397188
• براءة سورة التوبة من تهمة السيف – الجزء الثالث:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=401287
• الرد على مقال الارهاب الاسلامي :
http://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=25956


3 - نصرت بالرعب.
احمد حسن البغدادي ( 2015 / 1 / 4 - 02:15 )
يقول عبد المتخلف:
(براءة الاسلام من الاٍرهاب)

تعليق.

ماهو رأيك بالحديث الشريف ؟ الذي قاله اشرف الأنبياء؟ وهو حديث صحيح لمحمد :
( نصرت بالرعب مسيرة شهر )
اي ان سمعة الإرهابي محمد قد وصلت من المدينة للشام.
وهذا الحديث يعرفه المسلمون صغيرهم وكبيرهم.
لا تدفنوا رؤوسكم بالرمال.
فقد فاحت راءحت الاسلام وأزكمت الأنوف،


4 - المقال مسروق
مطارد سارقي المقالات ( 2015 / 1 / 5 - 11:10 )
المقال مترجم حرفيا من مقال نشر بالفرنسية، ونسبه اللص لنفسه، للتأكد :

http://thevoiceofreason.de/fr/article/15050


5 - إعلام عن سرقة أدبية
حمودة إسماعيلي ( 2015 / 1 / 5 - 11:31 )
المرجو من هيئة الحوار المتمدن، حذف هذا المقال، والذي تمت سرقته من موضوع سبق نشره بعدة لغات، تعمد السارق هنا النسخة الفرنسية فترجمها ونسبها لنفسه، كتصرف خسيس لكسب القليل من الشهرة! . يمكن التأكد من خلال الرابط أدناه

http://thevoiceofreason.de/fr/article/15050


6 - كفى افتراء
ياسين خضراوي ( 2015 / 1 / 21 - 20:13 )
متى تكفون عن افتراءاتكم متى ؟ ألم يكن من الأكحدر أن تتخذوا الغير مثلا لتنسجوا على منواله ؟

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا