الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه

اسعد الامارة

2005 / 9 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


مرض عقلي"ذهاني"يصيب الكثير من الشباب في بداية النضج المبكر،يشمل الجوانب الوظيفية للعقل والشخصية وخصوصا الجانب الانفعالي والجانب الفكري والجانب السلوكي.ولو تأملنا في مصطلح الفصام لوجدنا ان له تاريخ قديم يعود الى الدولة الاغريقية،فهو مصطلح اغريقي معناه انشطار العقل،حتى عد على وفق هذا المصطلح للتمييز بين الخواطر والانفعالات المجزأة والمتضاربة لدى الافراد الذين يعانون من الفصام ،ورأى الكثير من اطباء النفس وعلم النفس المرضي ان التفكير المشتت هو السمة المميزة للفصام، وان ما يتميز به ايضا هذا الاضطراب اعراض معينة منها ايجابية ومنها سلبية،فالايجابية تشمل الهلاوس والضلالات والاوهام والتفكير المضطرب،اما السلبية وتشمل الفراغ العاطفي وفقدان الارادة والهلوسة السمعية(سماع اصوات لا وجود لها في الواقع)واوهام السيطرة(تخيل وجود سيطرة خارجية على حركات الجسم)،ومن اعراض الفصام:

- صعوبة تركيز الانتباه
- تشوش واضح في محتوى ومجرى التفكير وطريقة التعبير
- التفكير غير المنظم(صعوبة في ربط الافكار ببعضها البعض)
- التشوه الانفعالي مثل ضعف القدرة على الاحساس باللذة
- الشعور بعدم الاهتمام
- القلق العميق
- الاحساس بمشاعر متضاربة تجاه موضوع معين مع ردود افعال انفعالية
- الهلاوس والاوهام واضطراب التفكير
- الابتعاد عن الواقع والتعلق بحياة وواقع آخر انشأه في تفكيره
- الغرابة الواضحة في الحديث والكلام وترابط الافكار وتداخلها
- عدم استبصاره بمرضه ،فلا يشعر بانه مريض ويرفض العلاج

يقول العلماء واطباء النفس ان الفصام ما هو الا مجموعة من الاضطرابات التي ليس لها سبب عضوي ظاهر ومحدد في الدماغ او الجهاز العصبي رغم ان هناك تغيرات كيميائية بدأت تظهر في المخ وتؤثر في الانفعالات واختلال الانسان.
ولو تسألنا كيف يحدث الفصام لكانت الاجابة من"سيلفانو اريتي"بقوله:الواقع ان الفصام يحدث احيانا دون توقع،واحيانا اخرى يحدث عقب واقعة ضئيلة الشأن مثل حادث بسيط،يستطيع الشخص العادي ان يتغلب عليه او يتحمله دون عناء ويضيف"اريتي"بقوله يحدث الفصام عند الشباب الذين يعيشون بعيداً عن اوطانهم وتنتابهم نوبات حنين للوطن اذ يشعرون بالاغتراب في البلد الاجنبي ويستبد بهم الشوق للعودة لوطنهم،فالاقامة في بلد اجنبي تولد الشعور لدى المغترب بانه ثمة مسافة بينه وبين الناس او بأنه يفتقد من آلف من الناس وهناك حالات تظهر ببطء وبطريقة متسللة.
تلعب الشخصية دورا مهما في تهيئة الفرد لمرض الفصام لا سيما ان تكوين الشخصية له عامل مؤثر في الاصابة اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار العامل الوراثي وتأثير البيئة فضلا عن الشخصية المحفزة في نشوءه، ويقول( د.احمد عكاشة)تتميز الشخصية الشبفصامية(الشيزية)بالانطواء والهدوء والخجل والحساسية المفرطة مع عزوفها عن الاختلاط وصعوبة التعبير عن انفعالاتها لفظياً مع الجنوح الدائم للخيال والتفكير وتجنبها مواجهة الواقع مما يجعلها تميل للاعمال التي تحتاج للعزلة والتفكير كالفلاسفة والعلماء في معاملهم والمشرعين والمخططين وبعض الفنانين والكتاب. ويضيف عكاشة بقوله تتميز هذه الشخصية بتكوين جسمي واهن اي الطول مع النحافة وضيق عرض الصدر وطول الانامل والرقبة.
يعاني مريض الفصام من ضغوط نفسية داخلية عالية جدا لا طاقة له بتحملها حتى ترغمه على التخلي عن الطرق السوية في التفكير وتقوده الى الاعتقاد بطرق مختلفة ولغة مختلفة حتى تشمل كل مناطق التفكير وتضطرب لديه اللغة حتى سميت لغة الفصامي تحديداً في معظم الحالات المرضية الشديدة،غامضة او غير مفهومة على الاطلاق واثبتت المعطيات الواقعية في مرض الفصام وتطوره حتى تصبح اضطرابات التفكير واللغة اكثر بروزاً ويصبح كلام المريض غير مفهوم بالكامل اذ لا تترابط الافكار فيما بينها كالمعتاد وينتج عن ذلك ما يسمى بسلطة الكلمات.
يقول كارل يونغ ان الفصامي يفعل في يقظته ما يفعله الحالم اثناء الحلم فهو يضطرب ويخرج عن السلوك المألوف الذي تعارف الناس عليه ،وعند نوبة الفصام الحادة يكسر الاشياء من حوله ويضرب الاخرين دون ان يدري بما يفعله حتى كاد ان يصبح وحشا كاسر لا يطيقه احد او يرد انفعالاته .
ان مايعاني منه مريض الفصام هو فقدان قوة الارادة وعدم مقدرته على اتخاذ اي قرارات فهو يميل الى السلبية المطلقة في التصرفات ويبرر افعاله بحجج واهية واعذار غير مقبولة من الاهل او المدرسين او من المحيطين بهواحيانا يبرر سلوكه وسلبيته بانها من تأثير قوى خارجية وانه في احيان كثيرة يقع تحت التنويم المغناطيسي الدائم ولفترات طويلة واحيانا يقتنع انه فريسة عملاء من جراء الاشعاعات النووية او البيوكيميائية الخارجة عن طاقة البشر ،لايدركها جميع الناس بل هو وحده كذلك تنتابه بعض التخاطرات في الافكار او السحر او انه فريسة عمل ساحر يعرفه وهذا الساحر لديه عملاء ويحيك ضده المؤامرات ،وعند يتحدث اهله معه عن هذه التوهمات يرفض اي حديث معهم وينتابه العناد والصلابة في الفكر الاصرار على الرأي ولكن سرعان ما يعود لتردده وانسحابه بعد تلك النوبة واذا كان طالب مدرسة فانه يلح على والديه لتغيير المدرسة ثم بعد فترة قصيرة سرعان ما يعود لتردده فنجده يلح على والديه بان يبحثوا له عن عمل لانه لا يريد تكملة الدراسة ثم يعود مرة اخرى للدراسة ،وهكذا تسير حياة الفصامي باضطراب مستمر وتشل حركة اسرته ولا تعرف كيف تتعامل معه ، ونود ان نقول لاسرة المريض الفصامي هو تجنب الجدال معه او اخباره بانه مخطئ الاانه من الصعب على كثير من الاباء والامهات الا يتخذوا موقفا دفاعيا،فهم يشعرون ان كبرياءهم قد جرح،وقد يتملكهم الغضب فينبرون وبشدة في الدفاع انفسهم باقصى قوة وكأنهم امام مواقف القضاء او المحاكم . ربما كان الفصام كمرض عقلي ذهاني من اشد الامراض العقلية اثارة وتوترا للمريض وللمحيطين به من الاهل والاقرباء حتى يكاد الجميع ينفرون من شدة الافعال التي يقوم بها ، انه الفصام ما اقساه على المريض وعلى اهله واسرته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربات إسرائيلية متواصلة على غزة وأوامر جديدة بمواصلة المفاوض


.. المغرب: لماذا تستمر محاكمة المؤرخ المعطي منجب بعد 9 سنوات من




.. المغرب: للمرة 43 .. نأجيل محاكمة المؤرخ المعطي منجب


.. الجزائر: تأسيس تحالف سياسي يجمع أحزاب الأغلبية البرلمانية




.. تونس: الزعيدي وبسيّس أحدث -ضحايا- المرسوم 54؟ • فرانس 24