الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هيفاء الأمين إمرأة من بلادي

علي عبد الكريم حسون

2015 / 1 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هيفاء الأمين إمرأة من بلادي
علي عبد الكريم حسون
هيفاء كاظم الأمين , ناشطة سياسية خاضت الأنتخابات البرلمانية الأخيرة , ضمن قائمة التحالف المدني العراقي وعن الحزب الشيوعي العراقي تحديدا , في محافظة ذي قار . حصدت خلالها على نسبة تجاوزت 85 % من أصوات قائمتها التي تعدت 14000 صوت , لكنها لم تصل العتبة الأنتخابية اللعينة , فخذلها قانون سانت ليغو المعدل , الذي شرعه دهاقنة اللعبة الأنتخابية , في وقت صعدت فيه برلمانيات بأصوات رؤساء كتلهم , وليس بالأصوات المتدنية لهن والتي لم تتجاوز المئات .
هيفاء " أم ريما " جابت أقضية ونواحي المحافظة وريفها , جلست مع الناس في مضايفهم وديوانيتهم , لا بل جلست في المقاهي بينهم , زارتهم في البيوت , تحدثت معهم بلسان مدني , فاتحة قلبها لهم , لم تعدهم , إلا بالسعي لتقديم أفضل الخدمات والعمل على تشريع القوانين التي ترفع من مستوى حياتهم .
لم تتعرض السيدة الأمين طيلة جولاتها الأنتخابية , لتهديد أو تحرش أو مضايقة , وهي تتجول حاسرة الرأس . فلقد رفضت وضع غطاء على شعر رأسها قائلة : عشت في مدينتي الناصرية منذ 1959 عام ولادتي ولغاية أواخر 1978 عام مغادرتي المدينة والعراق هربا من ملاحقة فاشيست البعث , وأنا بهذا الشكل , وعدت بعد 2003 , ولغاية اليوم وأنا أيضا بهذا الملبس والشكل , والآن يطلب مني وضع غطاء الرأس لغايات إنتخابية ... ألا يعتبر هذا تملقا وتزلفا وركوبا لموجة الحصول على الأصوات .
الآن ومنذ أشهر قليلة , تلقت الناشطة الأمين تهديدات تنذرها بالأختيار بين البقاء في الناصرية ووضع غطاء الرأس , أو الرحيل من المدينة , وإلا .... مما إ ضطرها لترك بيتها والأنتقال الى بيت خالها الفنان حسين نعمة . السؤال الآن , لماذا لم تتزامن الحملة ضدها أبان موسم الأنتخابات البرلمانية ؟ لماذا الآن ؟ يبدو أن محبة أهل المحافظة لها , وطيبتها بالتعاون والتعامل معهم إستفزت قوى ظلامية , فأطلقت تهديداتها , التي جعلت القاضي الذي مثل أمامه المشتبه بقيامهم بالتهديد , يسألهم : حتى لو إ فترضنا حسن النية في تهديدكم وإنكم تنصحونها لوجه الله بإرتداء غطاء الرأس , ألا يقع ذلك في خانة التحريض للآخرين المهووسين بتطبيق ماتدعون له وبالقوة والأكراه .
لم تخضع السيدة " أم ريما " للتهديدات , ولم تترك مدينتها الناصرية , فلا زالت تتجول في شوارعها , وتذهب للأقضية والنواحي , لابل تقود سيارتها بنفسها , تتوقف عند السيطرات , لتلقي تحية السلام عليكم على أفرادها , فيجيبونها : أهلا بالست , ويؤشرون لها بالمرور .
نتسائل ويتسائل معنا معظم الناس , لو كان الفوز الأنتخابي البرلماني كان حليف المرشحة الأمين , ألا يندفع من هددها بحياتها , عندئذ للتقرب إليها والتزلف والتملق , في محاولة بائسة للأستفادة من موقعها الجديد المفترض , أملا في الحصول على وظيفة أو مركز ما أو أن يكون ضمن طاقم حمايتها . علما أنها لن تستغل موقعها الأففتراضي هذا لشيء خارج عن القانون .
أخيرا لمن لم يشاهد السيدة الفاضلة هيفاء , فهي في لباسها مغطاة من الرقية حتى كعب الرجلين بثياب الحشمة , فهذه هي طبيعتها منذ قدمت العراق بلدها بعد 2003 , من بلد اللجوء الذي إضطرت إليه السويد فعاشت فيه مع زوج فاضل وثلاثة من الأولاد والبنات , بعد أن ناضلت ضد الديكتاتورية , ضمن حركة الأنصار الشيوعيين . لقيت أم ريما التشجيع من عائلتها ومن حزبها فرشحت لعضوية اللجنة المركزية في المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراي وفازت , وكانت محقة وصريحة عندما أجابت على من تساءل : كيف ستوفقين بين مهامك الجديدة عضوا في اللجنة المركزية , وبين وجودك خارج العراق , مجيبة : نفس السبب الذي جعلني أخدم الحزب في بلد اللجوء السويد مضطرة , سيجعلني أخدم حزبي في الداخل . كانت وفية لذلك فأقامت في العراق في بيت ببغداد وآخر في الناصرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دار المرأة في حسكة


.. هبا عويدان




.. سوسن مسعود


.. الذاريات محمد




.. ابتسام كامل رمام